تحقيق الميدالية الأولمبـية إنجاز تاريخي غير مسبوق للاتحاد
أطمح إلى تشجيع الفتيات على اتباع الرياضة كنمط حياة
أكدت نيلة المير (حكم دولي في رياضة رفع الأثقال) رئيسة لجنة المرأة باتحاد غرب آسيا، أن رياضة رفع الأثقال شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث إن هناك العديد من المواهب الواعدة التي تقدم أداءً تنافسيا قويا على المستويين المحلي، والدولي، لافتة أن هذا التقدم يعكس الاهتمام المتزايد من قبل الحكومة الرشيدة بالرياضة.
وأوضحت المير أن تحقيق ميدالية في أولمبياد باريس الأخيرة يمثل محطة فخر واعتزاز للاتحاد، كما يمثل نقطة تحول بارزة في مسيرة رياضة رفع الأثقال، وهو ما يؤكد الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، على مدار السنوات الماضية في تطوير رياضة رفع الأثقال، وتوفير الدعم اللازم على كافة الأصعدة.
الملحق الرياضي بـ«أخبار الخليج الرياضي» أجرى حواراً موسعاً مع الحكم الدولي نيلة المير للحديث حول مسيرتها الرياضية، وأبرز محطاتها ومشوارها المقبل، فإليكم الحوار:
1- اعتمادك ضمن حكام بطولة العالم التي ستقام في البحرين شهر ديسمبر ماذا يمثل لك ؟
اختياري ضمن طاقم الحكام لهذا الحدث العالمي الكبير التي تحتضنه المملكة خلال الفترة من 4 إلى 14 من شهر ديسمبر، يعد محطة مهمة في مسيرتي الرياضية، وهو تكليلا لسنوات الخبرة والتجارب الكبيرة التي قضيتها في مجال التحكيم.
2- كيف ومتى كانت بدايتك في الرياضة؟
بدأت رحلتي مع الرياضة منذ صغري، حيث كنا نمارس التزلج على الجليد في جبال فاريا خلال إجازاتنا في لبنان. وبفضل وجودي المستمر في الإمارات حيث يعيش جزء من عائلتي واصلت ممارسة هذه الرياضة في نادي النصر عدة سنوات.
وخلال المرحلة الثانوية بدأت بتجربة التنس الأرضي مع أختي الكبرى د. وجيهة بنادي البحرين للتنس، حيث تحولت هذه الهواية إلى شغف حقيقي بعد مشاركتي في البطولات المحلية.
وبعد تخرجي من الجامعة بدأت مسيرتي المهنية في وزارة الشباب والرياضة، ما شكل نقطة انطلاق نحو عالم الرياضة.
وانضمامي كأول سيدة في مجلس إدارة الاتحاد البحريني لرفع الأثقال كان بمثابة الدعم الكبير، والحافز الملهم لي للانطلاق في مسيرتي الرياضية.
3- من هو الداعم وراء دخولك مجال الرياضة؟
عائلتي كانت الداعم الأكبر لي حيث كانت أمي رحمها الله مصدر إلهام عظيم، ولا أنسى فضل أختي د. وجيهة التي كانت دائمًا تساندني وتشجعني على تحقيق طموحاتي في شتى المجالات، وهي أول من دعاني لتجربة رياضة التنس الأرضي، حيث كانت تأخذني معها أثناء تدريباتها، مما أضاف عمقًا لتجاربي الرياضية.
كما أن مسؤولي وزملائي في العمل دعموني بشتى أنواع التشجيع والتحفيز.
4- ما هو الهدف الحقيقي لدخولك عالم الرياضة؟
هدفي هو تعزيز الوعي بأهمية الرياضة في حياة الفرد والمجتمع وخاصةً بالنسبة الى النساء. أسعى إلى تحفيز الجميع على اتباع أسلوب حياة نشط وصحي مع تسليط الضوء على تأثير النشاط البدني الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية. كما أطمح إلى تطوير الرياضات النسائية في بلدي وتشجيع المزيد من الفتيات على دمج الرياضة كجزء أساسي من نمط حياتهن.
5- كيف ترين مستوى اللاعبين واللاعبات في رياضة الأثقال؟
مستويات لاعبي ولاعبات رياضة الأثقال شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح هناك العديد من المواهب الواعدة التي تقدم أداءً تنافسيًا قويًا على المستويين المحلي والدولي. هذا التقدم يعكس الاهتمام المتزايد من قبل الحكومة الرشيدة بالرياضة، إضافة إلى حرص اللاعبين على الممارسة الإيجابية للرياضة بشكل عام.
6- ما مدى إقبال اللاعبات البحرينيات على ممارسة رياضة رفع الأثقال؟
تشهد رياضة رفع الأثقال إقبالًا متزايدًا من اللاعبات البحرينيات، وكذلك من اللاعبات الخليجيات بشكل عام. ومع ذلك لا يزال هناك حاجة ملحة إلى المزيد من البرامج الترويجية والأنشطة التحفيزية التي تشجع الفتيات على الانخراط في هذه الرياضة، فرغم هذا الإقبال إلا أن هناك بعض التحديات التي لا تزال قائمة وتحتاج إلى التغلب عليها.
7- ماذا كان يعني لكم كمجلس إدارة تحقيق ميدالية في أولمبياد باريس؟
تحقيق الميدالية في أولمبياد باريس محطة فخر واعتزاز، ومثّل نقطة تحول بارزة في مسيرة رياضة رفع الأثقال، حيث هذا الإنجاز يعكس ثمرة الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، على مدار السنوات الماضية في تطوير رياضة رفع الأثقال، وتوفير الدعم اللازم على كافة الأصعدة، وهو ما يؤكد أن رياضة رفع الأثقال قوة منافسة، وأنها على الطريق الصحيح.
8- ما سر عزوف اللاعبات عن رياضة الأثقال؟
هناك نقص عام في الوعي حول الفوائد الصحية والنفسية التي توفرها رياضة رفع الأثقال، فالكثير من الناس لا يدركون مدى تأثير هذه الرياضة الإيجابي على الصحة العامة، منها تقوية العضلات، رفع مستوى اللياقة البدنية، وزيادة القوة البدنية والنفسية.
لذلك من المهم العمل على تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة من خلال حملات التوعية، والمبادرات المجتمعية الهادفة.
9- لماذا لا نشاهد بطولات أو مشاركات خارجية للاعبات رياضة الأثقال؟
قلة الدعم المالي واللوجستي تمثل تحديًا، بالإضافة إلى ذلك يجب أن نعمل على تحسين مستوى التنافس المحلي لنكون قادرين على المنافسة على الساحة الدولية. وبالرغم من كل هذا يوجد لدينا لاعبات أبطال مثل اللاعبة زينب علي عبدالله التي انتقلت الى المملكة العربية السعودية وفوزها بالميدالية الذهبية في عدة بطولات أمام لاعبات من دول أخرى.
10- كونك لاعبة تنس سابقاً لماذا اتجهت إلى لعبة الأثقال؟
انتقالي إلى رياضة الأثقال جاء في البداية عن طريق الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة رئيس الاتحاد سابقاً والرئيس الفخري للاتحاد حاليا، للدخول بعضوية مجلس إدارة الاتحاد وهو ما أعتبره تحديًا مثيرًا وجديدًا في مسيرتي الرياضية، ولرغبتي في تحدي نفسي بشكل أكبر ومعرفة ما هي هذه الرياضة الأولمبية، والتي تعمقت فيها حتى حصلت على شارة التحكيم الدولية من الدرجة الأولى كأول سيدة عربية.
11- هل برأيك ممارسة لعبة رفع الأثقال تتعارض مع أنوثة المرأة؟
على العكس، دائماً أصرح بأن ممارسة رفع الأثقال تعزز من أنوثة المرأة وقوتها والقوة لا تتعارض مع الأنوثة بل تعززها، حيث إن القوة البدنية والثقة بالنفس هما جزء من الأنوثة.
ومن المهم أن نعمل على تغيير المفاهيم السلبية حول الأثقال من خلال نشر الوعي بفوائدها وكيف يمكن أن تعزز الصحة واللياقة.
12- كيف ترين دور مملكة البحرين في دعم الرياضة؟
أرى أن مملكة البحرين تبذل جهودًا ملحوظة في دعم جميع الرياضات المختلفة وتنظيم الفعاليات الرياضية المحلية، والخارجية الخاصة بها، ولا ننسى إسهامات البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز مشاركة النساء في جميع المجالات الرياضية وتوفير الفرص المتكافئة لهن في مختلف الرياضات.
13- ما خطتك للمرحلة القادمة؟
أطمح إلى استكمال جهودي في تعزيز مستوى رياضة التنس الأرضي، ورفع الأثقال، والعمل على زيادة عدد اللاعبات وتعزيز المشاركة النسائية من خلال الحملات الترويجية التي تبرز فوائد الرياضة، وتشجع الفتيات على الانخراط فيها.
14- كلمة أخيرة؟
أدعو الجميع خاصةً النساء والفتيات إلى الانخراط في عالم الرياضات المختلفة، وعدم التردد في السعي وراء أحلامهن، والبدء بأسلوب حياة جديد يسهم في تطوير الشخصية وبناء الثقة، ولنستمر جميعًا في دعم بعضنا البعض لتحقيق الأهداف والتميز في جميع المجالات.
كما أشيد بالدعم اللامحدود للدكتور عبدالرحمن عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، وفارس الكوهجي الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية، على الدعم الذي يقدمانه لرياضة رفع الأثقال، وتحقيق تطلعات القيادة الرياضية، وأود أن أشيد بالدور الكبير والاستثنائي إلى اتحاد رفع الأثقال برئاسة إسحاق إبراهيم، وأعضاء مجلس الإدارة، على تطوير اللعبة والارتقاء بمستوياتها في شتى المحافل الدولية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك