كتبت ياسمين العقيدات:
تصوير: رضا جميل
أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي أن تكريس التسامح والسلام والحوار الديني والحضاري مبادئ بحرينية أصيلة وقيما راسخة في ظل النهج الإنساني الحكيم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، من أجل عالم ينعم بالأمن والازدهار المستدام.
وأشاد بالرؤية الملكية المستنيرة، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي عززت من مكانة مملكة البحرين كأنموذج تاريخي في التسامح الديني والثقافي، ومنارة عالمية لنشر ثقافة السلام والحوار بين الأديان والثقافات والحضارات نحو مجتمعات إنسانية شاملة ومترابطة ومستدامة.
جاء ذلك خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من منتسبي برنامج «دبلوم الدراسات العليا المشترك حول التعايش السلمي» الذي تم إطلاقه بالتعاون بين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجامعة السلام التابعة للأمم المتحدة، ومؤسسة جويا للتعليم العالي بمالطا، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والدينية الوطنية والدولية، وشمل تخريج الدفعة الأولى البالغ عددها 50 طالبًا وطالبة يمثلون 19 دولة حول العالم.
وأعرب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عن اعتزازه بتنفيذ برنامج «دبلوم التعايش السلمي» بالتعاون مع مؤسستين عريقتين، في إطار البرامج العلمية والتوعوية والتدريبية للمركز، والنابعة من الرؤية الملكية المستنيرة، ومبادئ «إعلان مملكة البحرين»، وتوجهات الحكومة، لنشر ثقافة السلام والأخوة الإنسانية، وتعزيز احترام الحريات الدينية وقبول الآخر ومد جسور التعايش السلمي بين المجتمعات والثقافات، كركائز استراتيجية للتقدم والتنمية المستدامة.
وعبر عن فخره وتقديره العميق للمبادرات الملكية الرائدة في إرساء قيم السلام والحوار الديني والحضاري، باعتبارها نبراسًا لمواصلة المركز رسالته التنويرية، منوهًا بإطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، ودعوة جلالة الملك إلى إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية، واحتضان المملكة للعديد من المؤتمرات والملتقيات الدولية الداعمة لرسالة التسامح والمحبة، من أهمها: منتدى البحرين للحوار: «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، بحضور قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.
وأضاف أن برنامج دبلوم التعايش السلمي الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط أسهم في تطوير مهارات الطلبة وإمكاناتهم العلمية والمعرفية في قضايا حقوق الإنسان والأمن والسلام والتسامح والإخاء والتضامن الإنساني والحريات الدينية ونبذ خطابات الكراهية، وحل النزاعات بالسبل السلمية، والتنمية المستدامة والقانون الدولي، معبرًا عن شكره وتقديره للعديد من الخبراء العالميين ورؤساء ومديري المنظمات الدولية على إسهاماتهم ودورهم الحيوي في إنجاح هذا البرنامج.
وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي أن تخريج الطلبة اليوم لا يعني إكمال رحلتهم الأكاديمية فحسب، وإنما يمثل أيضًا بداية لدورهم كسفراء لنشر رسالة السلام وتوظيف مهاراتهم المكتسبة في بناء جسور التواصل والمساهمة في حل النزاعات لمساعدة المجتمعات على إيجاد أرضية مشتركة وفهم متبادل، وتشجيع التسامح الديني والتعايش السلمي في حياتهم الشخصية والمهنية.
من جانبه، أشاد البروفيسور فرانشيسكو روخاسأرافينا رئيس جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة بإنجاز برنامج دبلوم التعايش السلمي بالتعاون مع مركز الملك حمد العالمي، باعتباره انعكاسًا لجهود مملكة البحرين في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، وإيمانها بأهمية التدريب والتعليم في تحقيق السلام المستدام وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل.
فيما عبر البروفيسور موريتس فان رويجين رئيس الفريق الاستراتيجي وعضو مجلس إدارة مؤسسة جويا للتعليم العالي بمالطا عن اعتزازه بالمساهمة في تنفيذ هذا البرنامج من أجل بناء جيل واعٍ وقادر على تعزيز ثقافة الحوار والاستقرار المجتمعي والتعايش السلمي، مثمنًا الدور الريادي لمملكة البحرين في نشر قيم السلام والتفاهم بين الشعوب.
وبيّن علي العرادي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لـ«اخبار الخليج» أن مملكة البحرين خلقت من هذا البرنامج سفراء للتعايش السلمي يتم من خلال الاستثمار في التعليم لخلق التردد الموجي لانتشار التعايش السلمي بشكل أكبر، وذلك لإرسال رسالة البحرين حول السلام في العالم.
وأضاف العرادي أن هذا البرنامج عزز نزعة القيادة لدى الجميع والاعتزاز بالذات وبالآخر، حيث إن مبدأ التعايش السلمي مبدأ عالمي، مما جعل مملكة البحرين تنقله كرسالة وتم تعزيزه بالشكل المطلوب.
وصرح عبدالله المناعي المدير التنفيذي لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لــ«أخبار الخليج» بأنه سيتم إطلاق البرنامج الثاني في العام المقبل بعد أخذ ما تم تعلمه من البرنامج الأول والعمل على حصر الإيجابيات وردود الفعل من الطلبة والأساتذة، ومن ثم سيتم تحسين البرنامج وإطلاقه بنسخته الثانية، حيث إن عملية التطوير جزء من واجبنا وليس إضافة على البرنامج وخاصةً أن المجال جديد، وقد أخذنا دور الريادة في هذا المجال الجديد.
وأضاف أن زيادة عدد مقاعد الطلبة في النسخة الثانية سيتم تحديدها بعد النظر في الأرقام والاحصائيات والدراسة، وذلك بعد تقييم البرنامج من قبل الجامعات، حيث سيتم عمل تقييم عبر وضع مؤشرات رئيسية نطمح إلى الوصول إليها.
وكشف المناعي أن المركز حرص على إعطاء 25 مقعدا منها للبحرينيين و25 طالبا أجنبيا، وذلك لدعم البحرينيين عبر تواجدهم ودخولهم هذا المجال، كما أننا نركز على العنصر البشري البحريني، بالإضافة إلى إعطاء فرصة للأجانب والبحرينيين للتعرف على بعضهم البعض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك