أكدت كريمة محمد العباسي، الأمين العام لمجلس الشورى، أن الإنجاز الدولي المتميز الذي حققه مجلس الشورى بحصده المرتبة الأولى عربيًا والثالثة عشرة دوليًا في مؤشر النضج الرقمي للبرلمانات بحسب تقرير البرلمان الإلكتروني العالمي 2024م الصادر عن الاتحاد البرلماني الدولي، الذي شمل 115 برلمانًا ومجلسًا تشريعيًا في 86 بلدًا، يعد تحقيقًا للتوجيهات السديدة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، التي تؤكد دائمًا على توظيف التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي، وتكثيف برامجه في القطاعات الحيوية وفق النظم والمعايير اللازمة للارتقاء بعلومه ومعارفه وتنمية عوائده، بما يعود بالخير النفع على الجميع.
وأشارت العباسي إلى أن الأمانة العامة لمجلس الشورى تبدي التزامًا وحرصًا كبيرًا على مواكبة وتيرة التحول الرقمي التي تشهدها مملكة البحرين في مختلف مسارات العمل الوطني، وتدعم بدورها التوجه الحكومي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فيما يتعلق بتسريع وتيرة التحول الرقمي، من خلال توظيف التقنيات المتطورة والاستخدامات المتقدمة للتكنولوجيا في مسارات العمل المتنوعة، بما يسهم في زيادة الإنتاجية وتعزيز الأداء وتحفيز تقديم أفضل الخدمات، منوّهة بالجهود المتواصلة لتحقيق الاستدامة في تطوير منظومة الخدمات الرقمية الداعمة للعمل التشريعي في مملكة البحرين، في إطار متابعة وتوجيهات حثيثة من علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، وبما ينسجم مع تنفيذ الخطة الاستراتيجية للأمانة العامة للأعوام 2024-2026م.
وبينت العباسي أن مجلس الشورى قطع شوطًا متقدمًا على مستوى تحقيق خطته الاستراتيجية في التحول نحو البرلمان الرقمي، من خلال استحداث وتطوير حزمة من الأنظمة التكنولوجية والرقمية وتوظيف استخدامات الذكاء الاصطناعي ضمن مجالات عمل المجلس التشريعية، ويعد تحقيق المجلس مراتب متقدمة عربيًا ودوليًا في هذا المجال أبرز دليل على حجم الجهود المبذولة رقميًا، مؤكدةً الانعكاس الإيجابي للتحول الرقمي على فاعلية الدعم والمساندة الإدارية والفنية والاستشارية التي تقدمها الأمانة العامة للأعضاء، التي تنعكس بشكل ملموس على مخرجات العمل التشريعي في مملكة البحرين.
ولفتت العباسي إلى أن نتائج تقرير البرلمان الإلكتروني العالمي 2024م الصادر عن الاتحاد البرلماني الدولي، تشكل حافزًا ومشجعًا كبيرًا للأمانة العامة من أجل الانخراط أكثر نحو مواكبة التقدم الحاصل في استخدامات التكنولوجيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، على النحو الذي يعزز مخرجات عمل السلطة التشريعية، مشيرةً إلى التطلع المستمر لتحقيق الابتكار في التحول الرقمي لاستدامة النهوض بالعمل الديمقراطي في مملكة البحرين، تحقيقًا لتطلعات جلالة الملك المعظم.
وأوضحت العباسي أن الأمانة العامة اتخذت خطوات سباقة لتوظيف الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ضمن أنظمة عملها، تماشيًا مع التوجه البرلماني العالمي، وهو ما مكن المجلس من استمرار عمله وانعقاد جلساته خلال جائحة كورونا (كوفيد 19) من دون توقف أو انقطاع، بفضل انعقاد كافة الاجتماعات والجلسات عن طريق أنظمة الاتصال المرئي، وتبادل المعلومات والبيانات بشفافية وانسيابية وأمان عبر النظم السحابية والرقمية، وتطوير مجموعة من الأنظمة التكنولوجية الداخلية مثل نظام إدارة الاجتماعات الإلكتروني للجان، ومشروع نظام بحيرة البيانات، ومشروع منصة الأنظمة السحابية، والتحكم الكلي في إدارة الجلسات إلكترونيًا وسحابيًا، وتداول محاضر ومرفقات ومضابط الجلسات لدى السادة الأعضاء عن طريق نظام الحقيبة البرلمانية، والتطوير المستمر في المضبطة الإلكترونية.
وأشارت العباسي إلى توافر النظم والقواعد التكنولوجية المتطورة لدى الأمانة العامة التي تراعي مبادئ الخصوصية وأمن المعلومات، مع تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتنمية مهارات مستخدمي هذه التقنية الحديثة، مؤكدةً الحرص المستمر على تحقيق السمات العشرة الرئيسية للبرلمان الرقمي الفعال بحسب تقرير البرلمان الإلكتروني العالمي 2024م، التي تشمل: الرؤية والاستراتيجية، القيادة والحوكمة، الثقافة والكفاءات، إشراك الأطراف المعنية، بنية تحتية رقمية متينة، جودة البيانات، البيانات المفتوحة، البرلمان المفتوح، الابتكار والتكنولوجيات الناشئة، الأمن السيبراني والقدرة على الصمود، والرصد والتقييم.
وأوضحت أن الأمانة العامة تعمل بشكل مستمر على تلبية الخصائص الأساسية العشر لقيادة التغيير الاستراتيجي نحو التحول الرقمي التي حددها تقرير البرلمان الإلكتروني العالمي 2024م، التي تشمل: وضع رؤية مقنعة، ضمان الالتزام الرفيع المستوى، تعين قائد التحول الرقمي، تعزيز ثقافة الابتكار، الاستثمار في الأشخاص، اعتماد تصميم محوره المستخدم، اتباع مناهج مرنة وتكرارية، تخصيص الموارد المناسبة، الترويج لأوجه التقدم والاحتفال بأوجه النجاح، والتعاون مع البرلمانات الأخرى.
وأعربت العباسي عن بالغ الفخر والاعتزاز، بالكوادر الوطنية في الأمانة العامة، التي تحرص على تقديم الدعم والمساندة لأعضاء المجلس وفق معايير الكفاءة والجودة والمعنية وتؤكد دورها ضمن فريق البحرين الواحد، مشيدة بالجهود النوعية التي تقوم بها إدارة تقنية المعلومات والاتصالات بالأمانة العامة لمجلس الشورى، وحرصها الدائم على تقديم المبادرات التكنولوجية المعززة لكفاءة الأداء وجودة العمل المؤسسي، بما يشجع منتسبي الأمانة العامة على المضي بآفاق أوسع نحو التحول نحو البرلمان الرقمي.