فتح ظهور إبر التنحيف الباب واسعا أمام كثيرين لتفادي عمليات إنقاص الوزن جراحيا، وخاصة مرضى السكرى، فيما تسارع مراكز الابحاث الطبية وشركات أدوية إلى تكثيف الدراسات الخاصة بفعالية هذه الإبر وسط تفاؤل بأن تصبح بديلا آمنا لجراحات السمنة.
في المقال الآتي يوضح الدكتور علي الظن استشاري أول غدد صماء والسكري والسمنة بمستشفى ابن النفيس مدى فعالية إبر التنحيف بأنواعها.
أكد الدكتور على أن إبرة الأوزمبك والمونجارو تعتبران أحدث المنتجات الموجودة حاليا في الأسواق من مجموعة أدوية قديمة منذ سنوات طويلة تسمى مجموعة محاكاة هرمون الجلوكاجون (Glucagone-like) (peptide 1 receptor agonist) ولكن ما يميزها عن باقي أعضاء المجموعة هو أنها تحقن أسبوعيا.
وتعمل هذه المجموعة في الجسم البشري على عدة أهداف أو مستقبلات منها المعدة؛ حيث تؤخر زمن إفراغ المعدة للطعام وهذا ما يعطي الإحساس بالشبع الدائم، كما أنها تعمل كذلك على المخ حيث تنشط مركز الشبع ما يقلل الإحساس بالجوع ويزيد القدرة على الالتزام بنظام الأكل الصحي اللازم.
ويضاف إلى ذلك تأثيرات على خلايا إفراز الإنسولين في البنكرياس بالنسبة إلى مرضى السكر ولكن هذا موضوع آخر.
أما عن الآثار الجانبية لهذا العلاج فهي مثل أي دواء آخر تحدث لبعض الناس أحيانا، كما أنها تختلف من شخص إلى آخر، ومن أكثرها شيوعاً الإصابة بالغثيان وخصوصا بعد الأكل وقد يصل إلى القيء في حالة تناول طعام أكثر من اللازم وهذا الأثر الجانبي يعتبر إيجابياً حيث إنه يساعد على الالتزام بالريجيم المتبع، بالإضافة إلى الإمساك والإسهال وزيادة ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء للذين يعانون من هذا المرض أصلا وأيضاً بعد عمليات تكميم المعدة بالإضافة إلى امكانية حدوث حساسية الجلد أو تيبسه في مكان حقن الدواء.
ومن الآثار الجانبية التي أحب أن ألفت النظر إليها أن هذه المجموعة من الأدوية قد تؤثر على الحالة النفسية للأشخاص ذوي الميول الاكتئابية فيجب الحذر من ذلك.
أما عن الآثار الجانبية النادرة فهي التهاب البنكرياس والضعف الشديد في عضلات المعدة وهو ما يوصف بـ«شلل المعدة»، ويحدث هذا عادة مع الجرعات الكبيرة والتي تؤخذ من دون إشراف طبي مباشر، بالإضافة إلى ما يسمى الآن »وجه الأوزمبك« وهو ما يحدث غالبا في حالة فقدان الكثير من الوزن في وقت قصير مع عدم الاعتماد على حمية صحية متوازنة.
أمّا ما يشاع عن تسبب الاوزمبك والمونجارو في إصابة المستخدم بمرض السرطان فهو غير حقيقي وهذه الفكرة هي خلط مع التوصيات الطبية لعدم استخدام هذه الأدوية لمن يكون قد أُصيب هو أو أحد افراد عائلته من قبل بمرض سرطان الغدة الدرقية فقط.
ونصيحة أخيرة للاستفاده الفعلية طويلة الأجل من هذه الأدوية هي الاعتماد أساسا على نظام ريجيم صحي متوازن تكون هذه الإبر فيه عاملا مساعدا للالتزام به فقط، أما الاعتماد الكلي عليها فهو لا يعطي النتيجة المرجوة على المدى الطويل لأن الجسم في النهاية يعتاد عليها رغم زيادة الجرعة حيث تفقد تأثيرها تماما على تقليل الشهية ويزداد الوزن مرة أخرى بالرغم من الاستمرار في تناول الدواء. مع أجمل تمنياتي للجميع الصحة والعافية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك