العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

طوابير طويلة على الحدود التركية مع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم

الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

جيلفي‭ ‬غوزو‭ (‬تركيا‭) -(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬ينتظر‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬اللاجئين‭ ‬عند‭ ‬معبر‭ ‬جيلفي‭ ‬غوزو‭ ‬التركي‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬السورية،‭ ‬بعد‭ ‬وصوله‭ ‬من‭ ‬هامبورغ‭ ‬عقب‭ ‬سقوط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬شقيقه‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬قبل‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬خلال‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬حمص‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬شيئا‭ ‬عنه‭ ‬مذاك‭. ‬

وطلب‭ ‬علي‭ (‬29‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الألمانية،‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬كنيته‭ ‬مبررا‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬أتى‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬بمهمة،‭ ‬كما‭ ‬رفض‭ ‬التقاط‭ ‬صور‭ ‬له‭. ‬

فر‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬المتحدّر‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬إدلب،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬القدمين‭ ‬عبر‭ ‬تركيا،‭ ‬ثم‭ ‬بالقارب‭ ‬إلى‭ ‬اليونان،‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬حيث‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الأراضي‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬

في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬أمس،‭ ‬كان‭ ‬علي‭ ‬ينتظر‭ ‬بصبر‭ ‬بين‭ ‬عناصر‭ ‬الدرك‭ ‬والقوات‭ ‬الخاصة‭ ‬التركية‭ ‬مع‭ ‬مئتين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثمئة‭ ‬سوري‭ ‬يعيش‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬كلاجئين‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬لعبور‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭. ‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المعبر‭ ‬إلا‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭. ‬وأثناء‭ ‬الانتظار،‭ ‬يتزايد‭ ‬عدد‭ ‬الحشود‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬سيارات‭ ‬أجرة‭ ‬محملة‭ ‬بعائلات‭ ‬مصممة‭ ‬على‭ ‬العودة‭. ‬

وخلافا‭ ‬للأيام‭ ‬السابقة‭ ‬عندما‭ ‬كانوا‭ ‬يأتون‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬جنوبية‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬هاتاي‭ ‬وغازي‭ ‬عنتاب،‭ ‬أصبح‭ ‬اللاجئون‭ ‬يتوافدون‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬تركيا،‭ ‬من‭ ‬إسطنبول‭ ‬وبورصة‭ (‬غرب‭) ‬وقيصرية‭ (‬وسط‭)‬،‭ ‬استعدادا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬حماة‭ ‬وحلب‭ ‬وحمص‭ ‬ودمشق‭. ‬

وروى‭ ‬علي‭ ‬‮«‬اختفى‭ ‬شقيقي‭ ‬أثناء‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬حمص‭. ‬كنا‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬معا،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬إنهاء‭ ‬سنته‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭. ‬غادرت‭ ‬مدة‭ ‬يومين‭ ‬لزيارة‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬إدلب‭ ‬وهناك،‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬مشتركين‭ ‬أبلغوني‭ ‬فيه‭ ‬بخبر‭ ‬اختفائه‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عنه‭ ‬أي‭ ‬خبر‮»‬‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬قدّرت‭ ‬الشبكة‭ ‬السورية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬مفقودين‭ ‬اختفوا‭ ‬معظمهم‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬معسكر‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬الذي‭ ‬أسقطته‭ ‬الأحد‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭. ‬

وقال‭ ‬علي‭ ‬الذي‭ ‬يكبره‭ ‬شقيقه‭ ‬المفقود‭ ‬بأربع‭ ‬سنوات‭: ‬‮«‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬حيا‭ ‬أو‭ ‬ميتا‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬يعتزم‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬دمشق‭ ‬لتقديم‭ ‬صورته‭ ‬‮«‬للسلطات‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬والقيام‭ ‬بجولة‭ ‬على‭ ‬السجون‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬أبواب‭ ‬زنزاناتها‭ ‬وأطلق‭ ‬منها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعتبرون‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬المفقودين‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬الأمر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬متأكدون‭ ‬منه‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭ ‬%‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬المقربين‭ ‬من‭ ‬الأسد‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬شقيقه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬سياسي‭ ‬معروف‭ ‬ولم‭ ‬يشارك،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬علمه،‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬أركان‭ ‬السلطة‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬شن‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬حملة‭ ‬قمع‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬

بقيت‭ ‬عائلته،‭ ‬زوجته‭ ‬وثلاثة‭ ‬أطفال‭ ‬ولدوا‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬ووالداه،‭ ‬في‭ ‬هامبورغ‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬علي‭ ‬شركة‭ ‬نقل‭. ‬

وفور‭ ‬إعلان‭ ‬سقوط‭ ‬الأسد،‭ ‬حجز‭ ‬بطاقة‭ ‬سفر‭ ‬إلى‭ ‬إسطنبول‭ ‬الأحد،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬هاتاي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سوريا‭ ‬وجهته‭ ‬النهائية‭. ‬

وقال‭ ‬‮«‬سأطرق‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أصدقائنا،‭ ‬سأسأل‭ ‬الجميع‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا