العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

سوريا «مسرح جريمة» قد تفتح أبوابه أخيرا للمحققين الأمميين

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

جنيف‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يأمل‭ ‬محققون‭ ‬أمميون‭ ‬يجمعون‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أدلّة‭ ‬توثّق‭ ‬الفظائع‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتيح‭ ‬لهم‭ ‬سقوط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬الوصول‭ ‬أخيرا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشكّل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬الجريمة‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬أكّد‭ ‬روبرت‭ ‬بوتي‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬مجموعة‭ ‬المحققين‭ ‬الأممين‭ ‬‮«‬التغيّر‭ ‬العميق‮»‬‭ ‬الحاصل‭ ‬بعدما‭ ‬‮«‬باتت‭ ‬الأدلّة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬أخيرا‭ ‬متاحة‮»‬‭. ‬

وكلّفت‭ ‬الآلية‭ ‬الدولية‭ ‬المحايدة‭ ‬المستقلة‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2016‭ ‬وتتّخذ‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬مقرّا‭ ‬بالمساعدة‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬والملاحقة‭ ‬القضائية‭ ‬للأشخاص‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬الأشد‭ ‬خطورة‭ -‬وفق‭ ‬تصنيف‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭- ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭ ‬منذ‭ ‬مارس‭ ‬2011‭. ‬

وصرّح‭ ‬بوتي‭: ‬‮«‬بات‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬جليّا‭ ‬أن‭ ‬كمّيات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأدلّة‭ ‬موجودة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تسجيلات‭ ‬مصوّرة‭ ‬للسجون‭ ‬التي‭ ‬تفرغ‭ ‬من‭ ‬نزلائها‭ ‬تظهر‭ ‬‮«‬قاعات‭ ‬مملوءة‭ ‬بأطنان‭ ‬من‭ ‬المستندات‮»‬‭. ‬

ورأى‭ ‬هذا‭ ‬المدّعي‭ ‬والحقوقي‭ ‬الكندي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كمّية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬ستصبح‭ ‬في‭ ‬المتناول‮»‬‭. ‬

لكن‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬فتح‭ ‬هجوم‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‮»‬‭ ‬وفصائل‭ ‬مسلّحة‭ ‬حليفة‭ ‬لها‭ ‬مرحلة‭ ‬محفوفة‭ ‬بعدم‭ ‬اليقين‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬

وفي‭ ‬خلال‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬جمع‭ ‬الأعضاء‭ ‬الـ82‭ ‬في‭ ‬الآلية‭ ‬الدولية‭ ‬المحايدة‭ ‬المستقلة‭ ‬كمّيات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأدلّة‭ ‬على‭ ‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬اختزلت‭ ‬في‭ ‬283‭ ‬تيرابايت‭ ‬من‭ ‬البيانات،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬بوتي‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬المحققين‭ ‬هذه‭ ‬الذين‭ ‬تصفهم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بـ«ميسّري‭ ‬العدالة‮»‬،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬‮«‬لبدء‭ ‬مواجهة‭ ‬حالة‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬المعمّمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬‮«‬قصف‭ ‬مستشفيات‭ ‬واستخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬كيميائية‭ ‬وتعذيب‭ ‬منهجي‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬الحكومة‭ ‬وعنف‭ ‬جنسي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬معمّم‭ ‬وحتّى‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭. ‬

وأكّد‭ ‬بوتي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القائمة‭ ‬شاملة‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية،‭ ‬من‭ ‬الاستعباد‭ ‬إلى‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬و«لا‭ ‬يحدّها‭ ‬سوى‭ ‬خيال‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬ينمو‭ ‬للأسف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬مع‭ ‬نموّ‭ ‬الوسائل‭ ‬في‭ ‬متناولهم‮»‬‭. ‬

واستخدمت‭ ‬الأدلّة‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬الآلية‭ ‬الأممية‭ ‬في‭ ‬حوالي‭ ‬230‭ ‬تحقيقا‭ ‬أجري‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬ولاية‭ ‬قضائية،‭ ‬أبرزها‭ ‬بلجيكا‭ ‬وفرنسا‭ ‬والسويد‭ ‬وسلوفاكيا‭. ‬

غير‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬السورية‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬يوما‭ ‬للمحققين‭ ‬الأمميين‭ ‬بالدخول‭ ‬إلى‭ ‬أراضيها‭. ‬

لكن‭ ‬سقوط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬قد‭ ‬يغيّر‭ ‬المعادلة‭. ‬

وأوضح‭ ‬بوتي‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تسنّى‭ ‬لنا‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬فقد‭ ‬تتغيّر‭ ‬المعادلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‮»‬،‭ ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬صون‭ ‬الأدلّة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬

وأعرب‭ ‬بوتي‭ ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬الآلية‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للعدالة‭ ‬السورية‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اتّخذت‭ ‬تدابير‭ ‬للسماح‭ ‬لها‭ ‬بتولّي‭ ‬هذا‭ ‬الملفّ،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬سوريا‭ ‬لم‭ ‬تصادق‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬المعاهدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمحكمة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا