العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

ليالي المحرق في نسختها الثالثة

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

مُجددا‭ ‬تدبّ‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬ليل‭ ‬المحرق،‭ ‬ليصبح‭ ‬دافئاً‭ ‬رغم‭ ‬نسمات‭ ‬الهواء‭ ‬الباردة‭ ‬المبشّرة‭ ‬بقدوم‭ ‬فصل‭ ‬ربّما‭ ‬يكون‭ ‬شتاء،‭ ‬ولكنه‭ ‬قطعاً‭ ‬سيكون‭ ‬موسماً‭ ‬مختلفاً،‭ ‬نعم‭ ‬يا‭ ‬أعزائي،‭ ‬لقد‭ ‬عاد‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬محملاً‭ ‬بالفرح‭ ‬والأمل‭ ‬المنذورة‭ ‬له‭ ‬أيامه،‭ ‬فرح‭ ‬تتوجّه‭ ‬تلك‭ ‬الليالي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬وسقى‭ ‬الله‭ ‬صانع‭ ‬فكرتها‭ ‬رضاً‭ ‬وسعادة،‭ ‬بحجم‭ ‬السعادة‭ ‬التي‭ ‬تملأ‭ ‬الأجواء،‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬المحرق‭ ‬لتُرحّب‭ ‬وتصدح‭ ‬بالحب‭ ‬والفرح‭ ‬وتُصبح‭ ‬أجمل،‭ ‬لولا‭ ‬قلوب‭ ‬مليئة‭ ‬بالحب‭ ‬للبحرين‭ ‬ولمدنها‭ ‬ودواعيسها‭ ‬وفرجانها،‭ ‬وايادٍ‭ ‬ملكت‭ ‬القرار‭ ‬فاتخذته‭ ‬وأقبلت‭ ‬عليه‭ ‬لتُضفي‭ ‬على‭ ‬روعة‭ ‬ديسمبر‭ ‬زخماً‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬دار‭ ‬العراقة‭ ‬البحرينية‭ ‬واتخاذ‭ ‬مسار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬دليلاً‭ ‬لها‭ ‬باعتباره‭ ‬فخراً‭ ‬لحكاية‭ ‬المحرق‭ ‬مع‭ ‬الغوص،‭ ‬مهنة‭ ‬أجدادنا‭ ‬الأولى‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬تتويج‭ (‬ليالي‭ ‬المحرق‭) ‬بزخمٍ‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬ضمن‭ ‬برنامجٍ‭ ‬متكاملٍ‭ ‬تم‭ ‬اعداده‭ ‬واعتماده‭ ‬للمهرجان‭ ‬بفخامة‭ ‬تليق‭ ‬بأعياد‭ ‬البحرين‭ ‬وأفراحها‭ ‬ولاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬تحتفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتقلّد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬سُدّة‭ ‬الحكم،‭ ‬وأستطيع‭ ‬أن‭ ‬أجزم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬استغرق‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُقدّر‭ ‬بثمن‭ ‬ولا‭ ‬تكفيه‭ ‬جميع‭ ‬مفردات‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير،‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلاً‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬بذل‭ ‬الجهد،‭ ‬ولكن‭ ‬حبّ‭ ‬الوطن‭ ‬كفيل‭ ‬بتسهيل‭ ‬كل‭ ‬صعب‭ ‬وتذليل‭ ‬كل‭ ‬صعب،‭ ‬فشكرا‭ ‬لكل‭ ‬موظف‭ ‬ولكل‭ ‬متطوع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الرائع،‭ ‬بل‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬والمُبهج‭ ‬للقلب‭ ‬هو‭ ‬الحضور‭ ‬والتواجد‭ ‬الدائم‭ ‬لمعالي‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الفعالية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬دعماً‭ ‬حقيقيّاً‭ ‬وتقديراً‭ ‬لا‭ ‬يُقدّر‭ ‬بثمن‭ ‬لجهود‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الموقع‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬قد‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يستقطب‭ ‬جميع‭ ‬الأطياف‭ ‬والنسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬البحريني‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬مشروعاً‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُدرج‭ ‬ضمن‭ ‬مشاريع‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬كما‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يُدخل‭ ‬السعادة‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬زائريه‭ ‬رغم‭ ‬الازدحام‭ ‬المرتبط‭ ‬بطبيعة‭ ‬المكان‭ ‬وحجمه‭ ‬وأعداد‭ ‬المهتمين‭ ‬ببرامجه‭ ‬المتنوعة‭ ‬والتي‭ ‬حرصت‭ ‬عل‭ ‬إرضاء‭ ‬ذائقة‭ ‬جميع‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ذائقة‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمع‭ ‬كل‭ ‬فكرة‭ ‬قد‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬البال‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والترفيه،‭ ‬وادراجها‭ ‬ضمن‭ ‬الفعاليات‭ ‬ليحظى‭ ‬كل‭ ‬مهتمّ‭ ‬باهتمامه،‭ ‬فلم‭ ‬يدع‭ ‬البرنامج‭ ‬مجالاً‭ ‬للكلل‭ ‬أو‭ ‬للملل،‭ ‬انما‭ ‬وُجد‭ ‬لتحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬بجهودٍ‭ ‬مُخلصة‭ ‬مُحبّة،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬ذلك‭. ‬

إن‭ ‬فكرة‭ ( ‬ليالي‭ ‬المحرق‭) ‬فكرة‭ ‬وطنية‭ ‬مخلصة‭ ‬جاءت‭ ‬لتعزز‭ ‬المواطنة‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬بصورة‭ ‬مغايرة‭ ‬وغير‭ ‬تقليدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ادماجهم‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬المكان‭ ‬وروحه‭ ‬واطلاعهم‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬تاريخه‭ ‬وموروثه‭ ‬الشعبي‭ ‬وإرثه‭ ‬الحضاري،‭ ‬وقد‭ ‬امتد‭ ‬أثرها‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مواطني‭  ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬والمقيمين‭ ‬والزائرين،‭ ‬لذا‭ ‬أقترح‭ ‬‭ ‬وأعلم‭ ‬بأن‭ ‬المقترح‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬وموازنة‭ ‬مضاعفة‭ ‬‭ ‬ولكنه‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬محله،‭ ‬واقتراحي‭ ‬أن‭ ‬تتسع‭ ‬فكرة‭ ‬ليالي‭ ‬المحرق‭ ‬وتُكرر‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬القديمة‭ ‬العريقة‭ ‬مثل‭ ‬الرفاع‭ ‬وقرى‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬والمنامة‭ ‬والزلاق‭ ‬و‭ ‬جو‭ ‬وعسكر‭ ‬وغيرها‭ ‬ليكون‭ ‬مشروع‭ ‬ليالي‭ ‬مدن‭ ‬البحرين‭ ‬وقُراها‭ ‬مشروعاً‭ ‬وطنيّاً‭ ‬متكاملاً،‭ ‬وربما‭ ‬يحظى‭ ‬بدعمٍ‭ ‬سخيّ‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والانتماء‭ ‬الى‭ ‬الأماكن‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬دعم‭ ‬المشروع‭ ‬وتنفيذه،‭ ‬وليُسهم‭ ‬بشكل‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوطنية‭ ‬والمواطنة‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال،‭ ‬مُكمّلاً‭ ‬بذلك‭ ‬بقية‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تبنّتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وغيرها‭.‬

وهنا‭ ‬سأقف‭ ‬قليلاً‭ ‬لأعرّف‭ ‬المحرق‭ ‬شعراً‭:‬

هِيْ‭ ‬المحرق،‭ ‬واسأل‭ ‬ذاكرة‭ ‬الأزمان

تقول‭: ‬الدان‭ ‬والمرجان‭ ‬وغاصه‭ ‬ونوخذا‭ ‬وربّان‭ ‬

تقول‭: ‬اللولو‭ ‬والهولو‭ ‬وصدى‭ ‬اليامال‭ ‬للأوطان

تقول‭: ‬الفزعه‭ ‬والشيمة‭ ‬وشموخ‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬الانسان

تقول‭: ‬الطيب‭ ‬والترحيب‭ ‬وضمّ‭ ‬الضيف‭ ‬بالأحضان

تقول‭: ‬قلوب‭ ‬مضيافه‭ ‬وصْدور‭ ‬مشرّعه‭ ‬وبيبان

ويقول‭ ‬ويشرح‭ ‬التاريخ‭ ‬قصصها‭ ‬بكان‭ ‬يا‭ ‬ما‭ ‬كان،‭ ‬

مكان‭ ‬وروحه‭ ‬في‭ ‬ناسه،‭ ‬وناسه‭ ‬تشيله‭ ‬في‭ ‬الشريان

وطيب‭ ‬العود‭ ‬والمشموم‭ ‬وورد‭ ‬محمّدي‭ ‬وحنّه،

وفي‭ ‬المحرّق‭ ‬وفا‭ ‬واحساس‭ ‬وبشر‭ ‬من‭ ‬طينة‭ ‬الجنّة‭ ‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا