في عالم الرياضة، هناك قصص تلهمنا وتظهر لنا كيف يمكن للشغف والعمل الجاد أن يصنعا الفارق. «حسين الهاشمي» لاعب تنس الطاولة السابق والمدرب الحالي لفريق الأول بنادي البحرين، يجسد هذه القصص بمسيرته الحافلة بالإنجازات، سواء كلاعب تنقل بين أندية بارزة، أو كمدرب نجح في تحقيق ألقاب خارجية لامعة.
الملحق الرياضي بــ«أخبار الخليج» حرص على الالتقاء بالمدرب، للغوص في تفاصيل رحلته الرياضية، ونتعرف على تحدياته، نجاحاته، ورؤيته المستقبلية لتطوير اللعبة في نادي البحرين.
1 - بدايةً، كيف كانت رحلتك مع لعبة تنس الطاولة؟
بدأت مسيرتي في عام 1999 كلاعب في فئات النادي الأهلي. وبعد توقف اللعبة في النادي، انتقلت إلى نادي المحرق لموسم واحد، ثم استقررت في نادي البسيتين مدة 9 سنوات. لاحقًا، انتقلت إلى نادي البحرين الذي أمثله حاليًا وأعتبره بيتي الثاني لما وجدته فيه من راحة واستقرار.
2- ما الذي دفعك إلى التحول من لاعب إلى مدرب؟
منذ بدايتي كلاعب، كنت أحرص على تسجيل مبارياتي وتحليلها للوقوف على الأخطاء، كما كنت أحب مشاهدة وتحليل المباريات العالمية. المدرب الكرواتي السابق للمنتخب، بورس، كان له دور كبير في تشجيعي على الانتقال الى التدريب، إذ رأى فيّ مقومات المدرب الناجح. وفي عام 2020، تعرضت لإصابة قطع في الرباط الصليبي، ما صعّب عودتي الى مستواي كلاعب. تزامنت الإصابة مع جائحة كورونا، وهذا دفعني الى التفكير جديًا في دخول عالم التدريب.
3 - ما هي أبرز إنجازاتك؟
في سجلي جملة من الإنجازات كلاعب وأخرى كمدرب.
ومن إنجازاتي كلاعب تحقيق لقب بطل غرب آسيا مرة واحدة، والمركز الثاني في البطولة العربية للأندية مرتين، كما توجت بلقب الدوري البحريني، وحققت بطولة البحرين للزوجي أربع مرات، بالإضافة إلى حصولي على المركز الثاني في بطولة البحرين للفردي، ومثلت المنتخبات الوطنية بفخر من عام 2004 حتى 2019. ومن موقعي كمدرب نجحت في قيادة الفريق لتحقيق لقب بطولة غرب آسيا للأندية، والمركز الثاني في نسخة أخرى من نفس البطولة. كما أحرزنا المركز الثالث في البطولة العربية للأندية، إلى جانب التتويج ببطولة الدوري البحريني 2023-2024.
وحصلت على المستوى الثالث في التدريب لرياضة تنس الطاولة بالعلامة الكاملة (ويعد أعلى مستوى).
4- حققت إنجازات مميزة كمدرب، أبرزها الفوز ببطولة غرب آسيا 2023 والمركز الثاني في نسخة 2024. كيف تقيم هذه النجاحات؟
الحمد لله، أعتز وأفتخر بهذه الإنجازات التي منحتني دفعة كبيرة للاستمرار في تطوير إمكانياتي التدريبية. هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا تعاون اللاعبين المميزين والجهاز الإداري المحترف.
5- أنت أول مدرب عربي يحقق العلامة الكاملة في الامتحان العملي للمستوى الثالث في التدريب. ما السر وراء هذا الإنجاز؟
علاقاتي القوية مع المدربين واللاعبين العالميين كان لها دور كبير في بناء ثقافتي التدريبية. كما أن حرصي على متابعة المستجدات في اللعبة ساعدني في الوصول إلى هذا المستوى.
6- كيف ترى مستويات فرق تنس الطاولة البحرينية هذا الموسم؟ وما هي التحديات التي تواجهها؟
الدوري البحريني ضعيف ومحصور بين ناديي البحرين وسار. إضافة إلى ذلك، نظام الدوري وضغط المباريات خلال ثلاثة أسابيع يعيق إعداد الفرق بشكل مثالي، حيث لا يتوافر وقت كافٍ للتدريبات.
7 - كمدرب لفريق قوي يمتلك لاعبين متميزين، كيف تحفزهم وتطور مهاراتهم؟
أركز في تدريباتي على نقاط القوة والضعف لكل لاعب، وأضع برامج تدريبية تتناسب مع احتياجاتهم الفنية، البدنية، والنفسية. علاقتي القريبة معهم كلاعب سابق ساعدتني على تحفيزهم بشكل أفضل وتحقيق الانسجام المطلوب.
8- ما هي رؤيتك المستقبلية للعبة في نادي البحرين؟ وما هي طموحاتك القادمة؟
نعمل حاليًا على إعادة الفئات السنية للبطولات، بهدف إعداد لاعبين يعتمد عليهم في فريق الرجال مستقبلًا. كما نطمح الى مواصلة تحقيق البطولات المحلية والخارجية، خاصة البطولة العربية للأندية، حيث حققنا المركز الثاني كأفضل إنجاز لنا.
9 - ما دور اتحاد تنس الطاولة في دعمكم كلاعبين ومدربين؟
الاتحاد البحريني لتنس الطاولة، برئاسة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة، من أنشط الاتحادات في استضافة الدورات التدريبية. ومع ذلك، نفتقد وجود المدرب البحريني ضمن الطواقم الفنية للمنتخبات الوطنية، وهو أمر أساسي لتطوير مهارات المدربين المحليين.
10 - بعد نجاحك مع نادي البحرين وتحقيق بطولة الدوري العام الماضي، ما هي أهدافك القادمة؟
بعد انتهاء مشاركاتنا الخارجية هذا العام، والتي تضمنت تحقيق المركز الثالث في البطولة العربية والمركز الثاني في غرب آسيا، نسعى للحفاظ على لقب الدوري المحلي.
11 - ما نصيحتك للشباب البحريني الراغب في دخول عالم تنس الطاولة كلاعبين أو مدربين؟
لتحقيق أهدافك، عليك أن تكون مستعدًا للتضحية وبذل الكثير من الوقت والجهد، خاصة أن رياضة تنس الطاولة تتطلب تدريبات مكثفة. كلما عملت بجد وإخلاص، أصبحت أقرب لتحقيق طموحاتك.
12 - ما أبرز الدروس التي تعلمتها من تجربتك كلاعب ومدرب؟ وكيف انعكست على أسلوبك التدريبي؟
تعلمت أن الجانب النفسي هو عامل حاسم في رياضة تنس الطاولة. اللاعب المنفعل يصعب عليه تنفيذ المهارات أو تطبيق الخطط. لذا، كمدرب، أحرص على فهم شخصية كل لاعب والتعامل معه وفقًا لاحتياجاته النفسية.
13 - كلمة أخيرة؟
أشكر نادي البحرين، برئاسة د. عبدالرحمن الخشرم، على منحي الثقة لقيادة الفريق، كما أشكر اللاعبين على تعاونهم وثقتهم التي ساعدتنا على تحقيق الأهداف. وأخيرًا، أشكر صحيفة «أخبار الخليج» على دعمها الدائم للعبة ومتابعتها المستمرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك