لا تختلف الجولة الرابعة من دوري عيسى بن راشد العام للكرة الطائرة عن سابقاتها من الجولات، فأكثر الانتصارات التي تحققت كانت متوقعة، فهناك فرق تتقدم في نتيجة الشوط وتخسر، وهناك فرق أخرى تتقدم بالأشواط وتخرج في نهاية الطواف خاسرة، وهناك أخطاء قاتلة يرتكبها أصحابها في أوقات يكون الخطأ فيها ممنوعا، وهناك فرق في لحظة ما تسلم الراية البيضاء وكأن مطلوبا منها أكثر من أن تلعب وتستمتع بأدائها.. في هذه الوقفة نقدم سطورا من القراءة للجولة الرابعة من دوري عيسى بن راشد العام للكرة الطائرة.
المعامير يسلّم الراية
من المنطق أن يخرج الأهلي فائزا بثلاثة أشواط نظيفة أمام منافسه فريق المعامير للفوارق الكثيرة التي تصبّ في صالح النسور الصفراء، ولكن من غير المنطق أن يقتصر الأداء الفعلي للفريق الخاسر على 14 نقطة وهي حصيلة نتيجة الشوط الأول، من مجموع 75 نقطة.
صحيح أنّ الأهلي لعب مرتاحا، ولم تجد تشكيلته الأساس أيّ صعوبة في استعراض ألعابها خاصة من مركز 6، وصحيح أنّ المعامير كان ندًا لمنافسه في الشوط الأول، وبالتحديد خلال الـ14 نقطة، غير أنّ عناصر الكابتن محمد جلال مدرب المعامير غابوا ابتداء من منتصف الشوط الأول والشوطين التاليين، ووقعوا في أخطاء الاستقبال وإضاعة الإرسال والهجوم السلبي، غير أنهم بدوا وكأنهم يلعبون بدون نفس، إلى الدرجة هذه وصلت بهم الانهزامية؟ لم يكن مطلوبا منهم الفوز، ولكن كان الواجب عليهم اللعب والاستمتاع، وهذا لم نشاهده.
إرسال «جوني» رسالة
بدا محمد عنان «جوني» قائد فريق الأهلي خلال مباريات هذا الموسم يغيّر من «ستايل» إرساله، وبات يلعب الإرسال القافز القوي بدلا من الإرسال التكتيكي الموجّه، فقد اتسم إرساله بالقوّة والسرعة معا، ونرى أنّ إرسال عنان ما هو إلا رسالة مبطّنة يريد توجيهها إلى بقية المنافسين، ومن جانبنا نلفت الانتباه لأخذ الحيطة والحذر ما لم يعد ابن عنان إلى إرساله التكتيكي.
غياب الخبرة
يمكن القول إنّ فريق الدير قدّم شوطا أوليا أمام فريق بني جمرة هو أفضل أشواطه على مدار المباريات الثلاث التي لعبها حتى الآن، وعاب عناصره أنهم لم يعرفوا كيف ينهون الشوط الأول لصالحهم رغم تقدمهم في النتيجة 22/19، ولو فعلوا ذلك لوضعوا منافسهم تحت ضغط، غير أنّ ذلك لم يحصل جراء غياب عامل الخبرة، وحسن التصرف في المواقف الحاسمة.
بني جمرة يستدرك سريعا
على مستوى بني جمرة، شخصيا لم أتوقع منهم الأداء الباهت الذي قدموه خلال الشوط الأول الذي كان محلّ استغراب حتى من مدربهم الكابتن محمد جابر، هذا الشوط لو خسروه ربما كلّفهم الشيء الكثير، وكل شيء جائز في المنافسات الرياضية والأمثلة أكثر من أن تذكر.
والأهم أنّ لاعبي بني جمرة استوعبوا درس الشوط الأول بسرعة، وعادوا لينفضوا الغبار عنهم في الشوطين الثاني والثالث بروح جديدة وقدموا الأداء الذي كان الجميع ينتظره منهم، خاصة وأنهم تنتظرهم مباراتين حاميتي الوطيس في الجولتين القادمتين أمام الأهلي والنجمة.
سوء استقبال
صحيح أنّ فريق النبيه صالح حقّق الأهم أمام منافسه فريق التضامن وحصل على ثلاث نقاط عزّز بها صدارته للمجموعة الثانية، وصحيح أنّ التشكيل الذي اعتمد عليه أغلب الأشواط غاب عنه ثلاثة عناصر رئيسة وهم: عماد سلمان، وحسين علي خليفة، والناشئ جاسم محمد مدن، إلا أنّ الصحيح كذلك أنّ الفريق قد عانى في استقبال الكرة الأولى بشهادة مدربه الكابتن فؤاد عبد الواحد الذي قال إنّ المنافس قد جازف في إرساله ونجح في زعزعة استقبالنا.
الأداء الأفضل
على مستوى فريق التضامن فإن عناصر الكابتن يوسف عبد الواحد مدرب الفريق قد قدمت أداء يعدّ هو الأفضل لها خلال المباريات الأربع التي خاضتها، ولو عرف لاعبوه كيف يستثمرون الفرص التي لاحت لهم في لقاء النبيه صالح لخرجوا على أقل تقدير بنقطة واحدة، وقد تألق ثلاثي الفريق سيد حسن سيد ماجد، وحسين علي، وحسين زين الدين.
دار كليب وعالي.. هدوء
لم تحفل مباراة دار كليب وعالي بأيّ جديد، فدار كليب كان مرشحا للفوز على الورق وأكّده واقع المباراة، فالأرجنتيني أليخاندرو حاول اللعب بأكثر من تشكيل بعد الاطمئنان على الأداء، حتى أنّ قائد الفريق محمود عبد الواحد جلس على مقاعد البدلاء أكثر من الوقت الذي شارك فيه، وعالي مازال مدربه الكابتن حسين محفوظ مستمرا في التجريب، وإتاحة الفرصة تلو الأخرى لعناصر الفريق بالمشاركة للوصول إلى التوليفة التي يراها من جانبه قادرة على إثبات جدارتها في دوري الاتحاد.
الشباب أم البسيتين؟
من شاهد أداء فريق الشباب أمام البسيتين في الشوط الأول جراء الفاعلية الهجومية وحائط الصد لذهب إلى أنّ المباراة في طريقها إلى الشبابيين بثلاثية نظيفة، غير أنه في الوقت الذي لملم البسيتين أوراقه سريعا ليتقدم في المباراة بشوطين مقابل شوط وجدنا تراجعا غير مبرّر في أداء عناصر الكابتن محمود الخباز مدرب فريق الشباب، لتتجه المباراة إلى شوط فاصل كان الحسم فيه للشبابيين.
والأسئلة التي نطرحها هنا: الشباب أم البسيتين من منهما فرض الشوط الفاصل على الآخر؟ ولماذا قدم الشباب شوطا أوليا جيدا وتراجع في الشوطين الثاني والثالث؟ ولماذا دخل البسيتين في المباراة ابتداء من الشوط الثاني وتقدم بشوطين غير أنه خسر المباراة في نهاية الطواف؟
اتحاد الريف كالمعامير
الشيء الوحيد الذي فعله فريق اتحاد الريف في مباراته أمام فريق النصر أنه اكتفى بالتقدم بالنتيجة 17-16 خلال الشوط الأول لا غير، بعد ذلك رفع الراية البيضاء لمنافسه النصر الذي يبدو أنه لم يجد أي صعوبة لإبطال أي مفاجأة للريفيين، بهذه الكلمات اختصر لنا الكابتن سيد جميل سيد جمعة مدرب اتحاد الريف سيناريو المباراة التي لم نشاهدها لظروف عملية، والتي جاءت على شاكلة مباراة المعامير أمام الأهلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك