في عمل مشترك بين مصور بحريني ومصورة أمريكية، ينتقل معرض «البحر الآخر.. الزهرة والثعبان»، الذي يعرض حاليا في المحطة الفنية ضمن مهرجان ليالي المحرق، إلى عالم الأبدية الدلمونية في تلاحم بين الزمن الدلموني والزمن الحاضر.
العمل المشترك المكون من معرض صور فوتوغرافية وفيلم مصور يربط بين الحياة الأبدية في دلمون وكيف انحسرت شيئا فشيئا.
يرتكز المعرض على نبتة القبار أو ما يطلق عليه محليا باسم «بطيخ الجن»، التي ترتبط ببيئة دلمون وبعيونها المائية، حيث تعيش بالقرب من الأحواض المائية.
يبرز المصور البحريني د. هشام العمال من خلال الصور الفوتوغرافية نبتة القبار في أوج انتعاشها وانتشارها حول العيون المائية وتأثيرها وازدهارها على الحياة الطبيعية وعلى هذه النبتة بشكل خاص، لتنحسر هذه الحياة وتتقلص وتتحول إلى حالة تصحر بعد انقطاع المياه الجوفية عن المصادر.
يختار المصور الفوتوغرافي ما يقرب من 12-13 عينا طبيعية لنقل حال العيون النشطة والجافة، سواء كانت على اليابسة أو تحت البحر.
ومن خلال فيلمها المصور، توصل البروفيسور كيلي أوبراين الحياة اليومية النابضة في دلمون بحياتنا اليوم، في تلاحم بين الأمس واليوم، فتنتقل من الرقصات الشعبية وحياة الغوص والعيون الطبيعية حتى ازدهار نبتة القبار حولها، وتربطها مع فكرة الأبدية لأسطورة جلجامش الذي كان يبحث عن زهرة الخلود من أجل ضمان استمراريته على الأرض، إلا أن الثعبان اختطفها ليستبعد من قائمة الخالدين. تماما مثل تأثير انحسار المياه عن الينابيع وكيف تحولت بطيخة الجن من التجدد والانتشار إلى الانحسار.
تم تنفيذ صور وفيلم المعرض من خلال برنامج الإقامة في المحطة الفنية في صيف 2024.
يذكر أن المصور البحريني العمال مهتم بالتصوير الضوئي في مجال التصوير التوثيقي وحياة الشارع والبورتريه. وتتركز أعماله الفنية على توثيق الجوانب الحضارية والاجتماعية في مملكة البحرين، بما في ذلك الرموز التقليدية والفولكلور والحياة اليومية العامة، مستخدمًا العديد من التقنيات مثل التصوير الفوتوغرافي طويل الأمد والتعرض المتعدد لخلق صور انطباعية للحياة في البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك