سيول- (أ ف ب): يستهل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن غدا الإثنين جولة دبلوماسية قد تكون الأخيرة له، تبدأ من كوريا الجنوبية حليفة واشنطن في آسيا، والتي تواجه أزمة سياسية منذ محاولة الرئيس المعزول يون سوك يول فرض الأحكام العرفية. وستشمل الجولة فرنسا واليابان، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، وهي تأتي قبل أسبوعين من انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وتنصيب دونالد ترامب في 20 يناير.
وأوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن بلينكن سيلتقي نظيره تشو تاي يول غدا الاثنين لبحث «التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والتعاون بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، ومسائل كوريا الشمالية والتحديات الإقليمية والعالمية». وأشارت الخارجية الأمريكية من جانبها الجمعة إلى أن زيارة بلينكن تهدف إلى «إعادة تأكيد التحالف الثابت» بين واشنطن وسيول، ومناقشة سبل «تعزيز الجهود الرئيسية لتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والمزدهرة».
وتعد كوريا الجنوبية حليفا رئيسيا لواشنطن في المنطقة في المجال الأمني والعسكري، لكن البلاد تشهد اضطرابات سياسية منذ محاولة الرئيس يون سوك يول الفاشلة فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر. وصوّت البرلمان لصالح عزل الرئيس، وكُفّت يده في انتظار أن تبت المحكمة الدستورية بهذا القرار. كما اتخذ البرلمان إجراء مماثلا بحق رئيس الوزراء هان داك-سو الذي حلّ مكان يون، وباتت المهام الرئاسية الآن على عاتق وزير المالية تشوي سانغ- موك.
ويلاحق يون بشبهة «التمرّد» التي قد تصل عقوبتها الى الإعدام، على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية مطلع الشهر الماضي، والتي تراجع عنها بعد ساعات، لكنها أدخلت البلاد في أزمة سياسية لم تشهد مثيلا لها منذ عقود. وتأتي زيارة بلينكن الإثنين في يوم تنتهي صلاحية مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحق الرئيس المعزول، بعدما رفض الامتثال لثلاث مذكرات لاستجوابه. وحاول المحققون تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحقه الجمعة، لكن عناصر الأمن الرئاسي منعوهم من ذلك.
وفاجأ قرار يون فرض الأحكام العرفية الولايات المتحدة. وأكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان إن إدارته علمت به عبر وسائل الإعلام. وقال إن هذا الحدث غير المتوقع أثار «قلقا بالغا» في واشنطن التي أعربت عن أملها في التوصل إلى مخرج يحترم «سيادة القانون».
وبعد كوريا الجنوبية، يتوجه بلينكن إلى الحليف الآسيوي الآخر اليابان حيث «سيتطرق إلى التقدم الرائع» الذي تم إحرازه في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بحسب الخارجية الأمريكية. وأتى إعلان هذه الزيارة في يوم كشف البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر منع شركة «نيبون ستيل» اليابانية العملاقة من الاستحواذ على شركة الصلب الأمريكية العملاقة «يو إس ستيل». وتثير هذه القضية جدلا اقتصاديا وسياسيا في كلا البلدين. والولايات المتّحدة هي أكبر مستورد للصلب في العالم، وهو قطاع تسيطر عليه الصين إلى حدّ بعيد.
ويختتم بلينكن جولته الأربعاء في فرنسا حيث من المفترض أن يناقش الحرب في أوكرانيا والأزمات في الشرق الأوسط، بحسب بيان الوزارة الأمريكية. وسعى بايدن خلال ولايته إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية لبلاده لكنه سيسلّم السلطة في 20 يناير الى خلفه الجمهوري ترامب الذي تثير عودته إلى السلطة مخاوف الحلفاء التقليديين لواشنطن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك