عمان - (أ ف ب): أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أمس الثلاثاء أنه بحث مع وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في مخاطر تهريب المخدرات والسلاح وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ووصل الشيباني إلى الأردن أمس الثلاثاء في أول زيارة رسمية له برفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، وذلك في إطار جولة إقليمية استهلها في السعودية وقادته إلى قطر ثم الإمارات.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك: «بحثنا موضوع الحدود وخطر المخدرات والسلاح والإرهاب ومحاولات داعش إعادة تواجدها»، مضيفا: «سنعمل معا لمواجهة هذه التحديات المشتركة». وأشار الوزير الأردني الى أن رئيس الأركان الأردنية المشتركة ورئيس جهاز المخابرات الأردني اجتمعا مع وزير الدفاع السوري ورئيس الاستخبارات العامة السوري، للبحث في «تفاصيل العمل المشترك بين البلدين لمواجهة هذه المخاطر».
وقال الصفدي: «الإرث الذي تحمله الإدارة السورية الجديدة ليس سهلا، وعلى الجميع التحلّي بالصبر». كما ذكر أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة بين البلدين «في مجالات الطاقة والصحة والتجارة والمياه»، مشيرا إلى استعداد بلاده لتزويد سوريا بالكهرباء والغاز. وقال الشيباني: «الوضع الجديد في سوريا أنهى التهديدات التي كانت تهدّد أمن المملكة سابقا من مخدرات وكبتاغون».
وعانى الأردن خلال سنوات النزاع في سوريا الذي بدأ في عام 2011، من عمليات تهريب المخدرات ولا سيما حبوب الكبتاغون، من سوريا الى الأردن، أو الى دول أخرى عبر الأردن. ونفّذ عمليات عدّة لمكافحة التهريب عبر الحدود، بعضها أوقع قتلى. وعبّر الشيباني عن أمله في أن تكون زيارة الوفد السوري «فاتحة خير للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات». واعتبر أنه «بعد زوال وانهيار النظام السابق، يجب أن تلغى العقوبات بشكل فوري، لأن المستهدف بها والمعاقب بها أصبح الشعب السوري».
وأضاف أن «الشعب السوري بحاجة إلى تعاف نفسي وتعاف معيشي وتعاف اقتصادي وتعافٍ سياسي وعلى جميع الصعد». وردّا على قرار الولايات المتحدة يوم الاثنين تخفيف بعض العقوبات في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة، قال الشيباني: «هذه الانفراجة قد تكون باب خير لإلغاء العقوبات»، مؤكدا ضرورة أن «تلغى العقوبات بشكل كامل حتى يعطى الشعب السوري فرصته كاملة للعيش بسلام وأمان وازدهار». وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين إعفاء من العقوبات على بعض الأنشطة في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.
وزار الصفدي دمشق في 23 ديسمبر، وأكد بعد لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا. واستضاف الأردن في 14 ديسمبر اجتماعا حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل للأمم المتحدة. وأرسل الأردن الأحد 300 طن من المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وتمثّل سوريا تاريخيا شريكا تجاريا مهمّا للأردن، ولكن النزاع فيها أدى إلى تراجع حجم التجارة بين البلدين من 617 مليون دولار عام 2010 إلى 146.6 مليون دولار عام 2023.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك