كتبت: زينب إسماعيل
تحت رعاية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة افتتح المعرض الفني «بداية النور» للفنانة التشكيلية فاطمة الجامع بمساحة البارح للفنون يوم الأربعاء (8 يناير 2025). ويستمر المعرض حتى 30 يناير الجاري.
من خلال المعرض الفني الأول الذي يضم أعمالا مختلفة الحجم والشكل باستخدام خامات مختلفة من الورق والكولاج والألمنيوم والقماش، تغوص الجامع في معاني الغسق وارتباطاتها بالخروج من الظلام واليأس والسوداوية إلى النور والأمل والتجديدية. تعتبر الجامع الغسق رحلة سوداوية طويلة الوقت تنطلق من بوابة السماء في تعاقب ما بين الليل والنهار. وتستمر رحلة الليل طويلا لتستدرك أن إحساس الإنسان بوقت الظلام أطول، لكنها تنتقل في نهاية الرحلة إلى النور المتسلل عبر خيوط الشمس الأولى المتسللة، النور الأقل انتشارا ولكنه مبعث للطمأنينة والوصول إلى الغايات اللذيذة. تبرز الجامع جمالية الغسق بتباين تدرجات ألوانه في السماء، إلا أنها تكثر من نثر السوداوية في كل مكان، لما يحمل السواد من معانٍ عميقة تتجاوز مجرد تصوير الليل، فهو بعمقه وغموضه، يعكس تجارب الحياة المتعددة، ويجسد اللحظات التي ننغمر فيها في مشاغل الحياة وأفكارها المتشابكة، ما يقودنا أحيانًا إلى الاعتقاد بأن الليل لن ينتهي.
هذه الفترات الانتقالية هي مساحة للتفكير في التجارب الشخصية التي يمر بها الإنسان، والوقوف عندها قبل تركها ترحل من دون تمعن. الظلمة إذًا، ليس فقط التحديات، بل أيضًا الفرص؛ فهي تمنح فرصة لمواجهة النفس واستكشاف الحقيقة في أعماقها. تلهمها بالصبر والإبداع، وتدعوها الى التأمل في كيفية تحويل العتمة إلى نور. كل تجربة صعبة قد تكون بداية لرحلة جديدة نحو الفهم والنمو والارتقاء. تختزل الجامع معنى الشفق في لوحة واحدة فقط باللون الأحمر الذي يتداخل بقوة مع الضوء، صارخًا في وجه الظلام. كانت تلك اللحظات الفريدة تعكس توتر اليوم وقوة انسلاخه عن الليل، حتى تنفس الصباح أخيرًا بعمق. هذه اللحظة التي حبست فيها الأنفاس تعبر عن الأمل والتجدد، حيث يمثل الشفق الأحمر بداية جديدة ووعودًا لمستقبل مشرق، وانطلاقًا نحو يوم جديد. الأحمر هنا جاء ليعكس القوة والعاطفة، ويجذب الأنظار ويثير المشاعر. يشجع على التفاعل بعمق مع اللوحة، ما يعكس كيف يمكن للضوء، حتى في أوج عتمته، أن يحمل في طياته قوة التغيير والأمل.
عبر رمزية السحاب، تنتقل الجامع إلى لحظات الصباح في تنوعها الغني، من الأيام العاصفة إلى الأيام الصافية. تبرز لوحة واحدة باللون الأبيض لتكون رمزًا للتوتر والتغيرات التي تصاحب بدايات جديدة. السحب، رغم ما قد تعكسه من غموض أو انغلاق، تظل علامة على وجود الأمل، فهي تمثل الصعوبات والتحديات التي قد تعترض طريقنا. ومع شروق الشمس، تتبدد تلك السحب، ما يرمز إلى أن كل عتمة ستزول في النهاية، وأن الأمل دائمًا موجود، حتى في أحلك اللحظات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك