العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

مجرد تحدّ

 

}‭ ‬أحيانًا‭ ‬يُخيّل‭ ‬إلينا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البرامج‭ ‬‮«‬المثيرة‭ ‬للجدل‮»‬‭ ‬المنتشرة‭ ‬عالميًّا‭ ‬هي‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬البرامج‭ ‬‮«‬الكراكزية‮»‬،‭ ‬فالكراكز‭ ‬يقتحم‭ ‬الأمور‭ ‬بنوايا‭ ‬خبيثة؛‭ ‬إمّا‭ ‬لجني‭ ‬ارباح‭ ‬وإما‭ ‬لإيجاد‭ ‬ثغرات‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬المستهدف‭ ‬لمجرد‭ ‬التحدي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬بديلة‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬النجاح،‭ ‬بل‭ ‬يهمه‭ ‬تقويض‭ ‬البرامج‭ ‬الناجحة‭!‬

 

}‭ ‬برامج‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الجدل‭ ‬العقيم‭ ‬إمّا‭ ‬لإحراج‭ ‬شخصيّات‭ ‬معيّنة‭ ‬وإما‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أخرى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬جدليّة،‭ ‬ويحاول‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجدليون‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الاستفزاز‮»‬‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬الشخصيّات‭ ‬الناجحة؛‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬قال‭ ‬فلان‭ ‬ونُقل‭ ‬عن‭ ‬علّان،‭ ‬وحتّى‭ ‬تقف‭ ‬عليها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُكثر‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬البرامج‭ ‬العربية‭ ‬الرياضية‭.‬

 

}‭ ‬شخصنة‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬مشاكلنا‭ ‬الرياضية؛‭ ‬‮«‬فالكركزي‮»‬‭ ‬لن‭ ‬يطال‭ ‬إلّا‭ ‬الشخصيّات‭ ‬التي‭ ‬تحسُن‭ ‬القيام‭ ‬بعملها‭ ‬إداريًّا،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تطال‭ ‬‮«‬مرؤوسيها‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يستهدفون‭ ‬أُناسا‭ ‬معينين‭ ‬باتوا‭ ‬يشكلون‭ ‬نجاحًا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الرياضية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أراه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭.‬

 

}‭ ‬‮«‬الكراكزة‮»‬‭ ‬إذًا‭ ‬لا‭ ‬يوجهون‭ ‬نقدهم‭ ‬لمن‭ ‬ينتفعون‭ ‬من‭ ‬ورائهم؛‭ ‬لأنهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬‮«‬كراكزة‮»‬‭ ‬هم‭ ‬‮«‬مهرجون‮»‬،‭ ‬نواياهم‭ ‬خبيثة‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬ثغراتٍ‭ ‬في‭ ‬اللوائح؛‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬يشعر‭ ‬بمصداقيتهم‭ ‬وهم‭ ‬ليسوا‭ ‬كذلك،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬ترقيع‭ ‬لخطوات‭ ‬فاشلةٍ‭ ‬سُخِّروا‭ ‬لإبعاد‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬مستخدميهم‭.‬

 

}‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أخطاء؛‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يُخطئ‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعمل،‭ ‬ومحاولة‭ ‬‮«‬دق‮»‬‭ ‬اسفين‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬برأيي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬الفاشلة،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بهكذا‭ ‬‮«‬دق‮»‬‭ ‬هو‭ ‬يعيش‭ ‬الفشل،‭ ‬وحركات‭ ‬وجهه‭ ‬حين‭ ‬يتحدّث‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬بالتطوير،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الظهور‭ ‬‮«‬الكراكزي‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬الكراكوزي‮»‬‭!‬

 

}‭ ‬أملي‭ ‬ألّا‭ ‬يعيش‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬وسطنا‭ ‬الكروي‭ ‬‮«‬إداريّا‭ ‬أو‭ ‬فنيّا‮»‬‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء،‭ ‬بل‭ ‬يعملوا‭ ‬على‭ ‬تحصين‭ ‬مواقعهم‭ ‬الادارية‭ ‬أو‭ ‬الفنيّة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصحيح‭ ‬المستمر،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالخطأ‭ ‬إن‭ ‬وُجُد‭ ‬دون‭ ‬‮«‬خجل‭ ‬أو‭ ‬خوف‮»‬،‭ ‬فهم‭ ‬في‭ ‬مواقعهم‭ ‬أشبه‭ ‬بالشجرة‭ ‬‮«‬المُثمرة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تُرمى‭ ‬دومًا‭ ‬بالحجارة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا