«المنسيّـات» ديوان جـديـد للشـاعـر قاسم حداد
صدر حديثاً، عن منشورات المتوسط في ميلانو، مجموعة شعرية جديدة للشاعر البحريني قاسم حدَّاد، حملت عنوان «المنسيَّات، منسيَّات الآلهة». في هذا الكتاب، من مسيرةٍ شعرية طويلةِ الأمدِ والتجارب، يطغى هاجسُ النسيانِ على قصائد قاسم حدَّاد، الشاعرُ الرؤيويُّ، الذي ينحتُ في فضاءِ اللغةِ جمالياتٍ يصعبُ نسيانُها، فهوَ كما النورسِ له من الماء الكبيرِ دربٌ طويل، ومن المدنِ أيامٌ لا تمحى وتاريخٌ من الحسرات، ومن الحرِّية سجونٌ ومنافٍ لا حدَّ لها، ومن الغابة حصَّةُ خشبٍ قديمٍ، ومن البحر أساطير وحكايات. لكنَّ الشاعر لا يستسلمُ لأذى الماضي وجروحِ الذاكرة؛ فقد أنقذتهُ الكتابةُ والدفاترُ المحبَّرة من عثراتِ الطريق.
يواجهُ قاسم حدَّاد في كتابهِ هذا مرايا التاريخ وشظاياه. والوطن عنده «تلك الجزيرة» صنيعةُ أحلامهِ، وشجيرة تعزفُ له الأغاني، وسؤال «ماذا يعني الموتُ؟» ومن أين تأتي ذكرى الحبّ؟
في «المنسيَّات» آلهةٌ وبشرٌ وملائكةٌ وكتُب تُعَاقِبنا على سهوِنا؟ بينما لا يأبه الشاعرُ بما رُسِمَ على جدارِ الوجود من قصصٍ ومرويات، إذ يخلقُ مرويتهُ الخاصَّة، يعزفُ سيمفونيته، ويخاطِبُ ذاته: «دعْ لحبرِكَ حرِّيَّةَ الماءِ وصلابةَ الثَّلج/ واكتبْ ذرائعَكَ شامخةً في هواءِ الأجنحة». ويعتذرُ مسبقاً «ليتَ مَنْ يَنسَى سيذكُرُ أنَّني حاولتُ/ أن أبقَى خفيفاً/ فوقَ أكتافِ الأحبَّةِ في طريقِ القبر»، ثمَّ يعود ليتمسَّك مرَّة أخرى بعقيدة الكتابةِ والشِّعر: «بعدَ خمسينَ عاماً/ كنَّا معاً نُجرِّبُ عقيدتَنا في الكتابة/ ونُرمِّمُ ما أفسدتْهُ المدارس».
من أجواء مجموعة «المنسيَّات، منسيَّات الآلهة»، نقرأ:
سنبكِي دما
ولن يكترثَ الآخرون بنا
إننا أسفُ الأمسِ والبارحة
على لَبَنٍ، ليس ينفعُنا، في التُّراب
مثلنا،
نحنُ في قلعةٍ حُرَّةٍ
ومن دونِ باب،
تلك قصَّتُنا الجارحة.
قاسم حداد: شاعر معاصر حداثي بحريني، ولد عام 1948 في مدينة المحرق البحرينية. حصل على إجازة التفرّغ للعمل الأدبيّ من وزارة الإعلام البحرينية عام 1997، وشارك في تأسيس أسرة الأدباء والكتّاب في البحرين عام 1969. يعد موقع (جهة الشعر) الذي أسَّسه منتصف التسعينيّات حتى 2018؛ فضاءً أدبيّاً وقبلة لعدد من كبار الأدباء والكتاب العرب والمهتمين بالثقافة العربية
صدر له عدد من الدواوين ابتداء من عام 1970، منها: «قلب الحب»، «الدم الثاني»، «البشـــــارة»، «الــــقيامة»، «شـــظـايا»، «انتـــماءات»، «النهروان»، «مجنون ليلى»، «عزلة الملكات»، «يمشي مخفوراً بالوعول»، «الجواشن»، «علاج المسافة»، «ما أجملك أيها الذئب»، «لستَ ضيفاً على أحد»، «فتنة لسؤال»، «الغزالة يوم الأحد»، و«ثلاثون بحرا للغرق».
«ديناميات الثقافة في المسرح» كتاب جديد للباحث المغربي الصديق الصادقي العماري
صدر حديثاً للباحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا «الصديق الصادقي العماري»، كتاب بعنوان: ديناميات الثقافة في المسرح (من المثاقفة إلى التناسج الثقافي). عن منشورات مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية بمدينة فاس، المملكة المغربية. الكتاب عبارة عن رؤية سوسيوأنثروبولوجية للظاهرة المسرحية، خاصة ما يتعلق بالجانب الثقافي منها، باعتبار الثقافة عابرة للقارات والحضارات. فالباحث الصديق الصادقي العماري، مدير ورئيس تحرير مجلة كراسات تربوية العلمية المحكمة، وهو عضو في لجن علمية لمجلات وطنية ودولية، وباحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا كتخصص رسمي علمي أكاديمي، ومنفتح على تخصصات أخرى في دراسته الأكاديمية منها الفلسفة واللغة العربية.
ومن الكتاب نقرأ : «وفي إطار ما يعرف بـ«مسرح المثاقفة» عرفت الفرجات والتعبيرات الثقافية تحولات عميقة وشائكة، حيث تم اقتطاع أجزاء من ثقافة معينة وإدخالها في ثقافة أخرى مخالفة، ما نتج عنه إشكالات عويصة من قبيل التخوف على الهوية الوطنية، وهيمنة ثقافة على أخرى، إضافة إلى التبعية الثقافية، وهو الأمر الذي كرس المركزية الغربية من خلال إغناء ثقافتها على حساب ثقافة الآخر المختلف ووصفها بالتخلف والجمود وكل أشكال الدونية، غير أن «ارتهان مصطلح «مسرح المثاقفة» بأشكال معينة من الممارسات المسرحية المتمركزة قد أحدث التباسات أثناء تداوله في أوساط البحث المسرحي الدولي، إذ أصبح يرمز إلى مثاقفة مهيمنة ومفروضة أكثر منها تلقائية ومتكافئة».
مما نتج عنه ضرورة تفكيك مسرح المثاقفة ومعرفة خلفياته وأبعاده من قبل عديد من النقاد والباحثين، من بين هؤلاء باتريس بافيس الذي يقر بضرورة تجاوز خطاب المركزية الأوروبية الغاشمة، إذ يقول في هذا الصدد: «إذا كان هناك ثمة خطاب يجب أن نسعى إلى تجاوزه، فهو التمركز الأوروبي المنكفئ الذي يجعل من أوروبا حصنا منيعا جدا على أي شكل من أشكال المثاقفة مع آخرها….لقد كان استشراف آفاق المثاقفة خارج مدار المركزية الأوربية رهانا استراتيجيا لحل مشاكل المسرح المعاصر»
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك