العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ٢٥ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

«المنسيّـات» ديوان جـديـد للشـاعـر قاسم حداد

صدر‭ ‬حديثاً،‭ ‬عن‭ ‬منشورات‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬ميلانو،‭ ‬مجموعة‭ ‬شعرية‭ ‬جديدة‭ ‬للشاعر‭ ‬البحريني‭ ‬قاسم‭ ‬حدَّاد،‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬المنسيَّات،‭ ‬منسيَّات‭ ‬الآلهة‮»‬‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬من‭ ‬مسيرةٍ‭ ‬شعرية‭ ‬طويلةِ‭ ‬الأمدِ‭ ‬والتجارب،‭ ‬يطغى‭ ‬هاجسُ‭ ‬النسيانِ‭ ‬على‭ ‬قصائد‭ ‬قاسم‭ ‬حدَّاد،‭ ‬الشاعرُ‭ ‬الرؤيويُّ،‭ ‬الذي‭ ‬ينحتُ‭ ‬في‭ ‬فضاءِ‭ ‬اللغةِ‭ ‬جمالياتٍ‭ ‬يصعبُ‭ ‬نسيانُها،‭ ‬فهوَ‭ ‬كما‭ ‬النورسِ‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬الكبيرِ‭ ‬دربٌ‭ ‬طويل،‭ ‬ومن‭ ‬المدنِ‭ ‬أيامٌ‭ ‬لا‭ ‬تمحى‭ ‬وتاريخٌ‭ ‬من‭ ‬الحسرات،‭ ‬ومن‭ ‬الحرِّية‭ ‬سجونٌ‭ ‬ومنافٍ‭ ‬لا‭ ‬حدَّ‭ ‬لها،‭ ‬ومن‭ ‬الغابة‭ ‬حصَّةُ‭ ‬خشبٍ‭ ‬قديمٍ،‭ ‬ومن‭ ‬البحر‭ ‬أساطير‭ ‬وحكايات‭. ‬لكنَّ‭ ‬الشاعر‭ ‬لا‭ ‬يستسلمُ‭ ‬لأذى‭ ‬الماضي‭ ‬وجروحِ‭ ‬الذاكرة؛‭ ‬فقد‭ ‬أنقذتهُ‭ ‬الكتابةُ‭ ‬والدفاترُ‭ ‬المحبَّرة‭ ‬من‭ ‬عثراتِ‭ ‬الطريق‭.‬

يواجهُ‭ ‬قاسم‭ ‬حدَّاد‭ ‬في‭ ‬كتابهِ‭ ‬هذا‭ ‬مرايا‭ ‬التاريخ‭ ‬وشظاياه‭. ‬والوطن‭ ‬عنده‭ ‬‮«‬تلك‭ ‬الجزيرة‮»‬‭ ‬صنيعةُ‭ ‬أحلامهِ،‭ ‬وشجيرة‭ ‬تعزفُ‭ ‬له‭ ‬الأغاني،‭ ‬وسؤال‭ ‬‮«‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬الموتُ؟‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭ ‬ذكرى‭ ‬الحبّ؟

في‭ ‬‮«‬المنسيَّات‮»‬‭ ‬آلهةٌ‭ ‬وبشرٌ‭ ‬وملائكةٌ‭ ‬وكتُب‭ ‬تُعَاقِبنا‭ ‬على‭ ‬سهوِنا؟‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يأبه‭ ‬الشاعرُ‭ ‬بما‭ ‬رُسِمَ‭ ‬على‭ ‬جدارِ‭ ‬الوجود‭ ‬من‭ ‬قصصٍ‭ ‬ومرويات،‭ ‬إذ‭ ‬يخلقُ‭ ‬مرويتهُ‭ ‬الخاصَّة،‭ ‬يعزفُ‭ ‬سيمفونيته،‭ ‬ويخاطِبُ‭ ‬ذاته‭: ‬‮«‬دعْ‭ ‬لحبرِكَ‭ ‬حرِّيَّةَ‭ ‬الماءِ‭ ‬وصلابةَ‭ ‬الثَّلج‭/ ‬واكتبْ‭ ‬ذرائعَكَ‭ ‬شامخةً‭ ‬في‭ ‬هواءِ‭ ‬الأجنحة‮»‬‭. ‬ويعتذرُ‭ ‬مسبقاً‭ ‬‮«‬ليتَ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَنسَى‭ ‬سيذكُرُ‭ ‬أنَّني‭ ‬حاولتُ‭/ ‬أن‭ ‬أبقَى‭ ‬خفيفاً‭/ ‬فوقَ‭ ‬أكتافِ‭ ‬الأحبَّةِ‭ ‬في‭ ‬طريقِ‭ ‬القبر‮»‬،‭ ‬ثمَّ‭ ‬يعود‭ ‬ليتمسَّك‭ ‬مرَّة‭ ‬أخرى‭ ‬بعقيدة‭ ‬الكتابةِ‭ ‬والشِّعر‭: ‬‮«‬بعدَ‭ ‬خمسينَ‭ ‬عاماً‭/ ‬كنَّا‭ ‬معاً‭ ‬نُجرِّبُ‭ ‬عقيدتَنا‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭/ ‬ونُرمِّمُ‭ ‬ما‭ ‬أفسدتْهُ‭ ‬المدارس‮»‬‭.‬

من‭ ‬أجواء‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬المنسيَّات،‭ ‬منسيَّات‭ ‬الآلهة‮»‬،‭ ‬نقرأ‭:‬

سنبكِي‭ ‬دما

ولن‭ ‬يكترثَ‭ ‬الآخرون‭ ‬بنا

إننا‭ ‬أسفُ‭ ‬الأمسِ‭ ‬والبارحة

على‭ ‬لَبَنٍ،‭ ‬ليس‭ ‬ينفعُنا،‭ ‬في‭ ‬التُّراب

مثلنا،

نحنُ‭ ‬في‭ ‬قلعةٍ‭ ‬حُرَّةٍ

ومن‭ ‬دونِ‭ ‬باب،

تلك‭ ‬قصَّتُنا‭ ‬الجارحة‭.‬

قاسم‭ ‬حداد‭: ‬شاعر‭ ‬معاصر‭ ‬حداثي‭ ‬بحريني،‭ ‬ولد‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬البحرينية‭. ‬حصل‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬التفرّغ‭ ‬للعمل‭ ‬الأدبيّ‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬البحرينية‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتّاب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1969‭. ‬يعد‭ ‬موقع‭ (‬جهة‭ ‬الشعر‭) ‬الذي‭ ‬أسَّسه‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيّات‭ ‬حتى‭ ‬2018؛‭ ‬فضاءً‭ ‬أدبيّاً‭ ‬وقبلة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬العرب‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالثقافة‭ ‬العربية

صدر‭ ‬له‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدواوين‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1970،‭ ‬منها‭: ‬‮«‬قلب‭ ‬الحب‮»‬،‭ ‬‮«‬الدم‭ ‬الثاني‮»‬،‭ ‬‮«‬البشـــــارة‮»‬،‭ ‬‮«‬الــــقيامة‮»‬،‭ ‬‮«‬شـــظـايا‮»‬،‭ ‬‮«‬انتـــماءات‮»‬،‭ ‬‮«‬النهروان‮»‬،‭ ‬‮«‬مجنون‭ ‬ليلى‮»‬،‭ ‬‮«‬عزلة‭ ‬الملكات‮»‬،‭ ‬‮«‬يمشي‭ ‬مخفوراً‭ ‬بالوعول‮»‬،‭ ‬‮«‬الجواشن‮»‬،‭ ‬‮«‬علاج‭ ‬المسافة‮»‬،‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أجملك‭ ‬أيها‭ ‬الذئب‮»‬،‭ ‬‮«‬لستَ‭ ‬ضيفاً‭ ‬على‭ ‬أحد‮»‬،‭ ‬‮«‬فتنة‭ ‬لسؤال‮»‬،‭ ‬‮«‬الغزالة‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‮»‬،‭ ‬و«ثلاثون‭ ‬بحرا‭ ‬للغرق‮»‬‭. ‬

 

 

 

«ديناميات الثقافة في المسرح» كتاب جديد للباحث المغربي الصديق الصادقي العماري

صدر‭ ‬حديثاً‭ ‬للباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬والأنثروبولوجيا‭ ‬‮«‬الصديق‭ ‬الصادقي‭ ‬العماري‮»‬،‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭: ‬ديناميات‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ (‬من‭ ‬المثاقفة‭ ‬إلى‭ ‬التناسج‭ ‬الثقافي‭). ‬عن‭ ‬منشورات‭ ‬مؤسسة‭ ‬مقاربات‭ ‬للنشر‭ ‬والصناعات‭ ‬الثقافية‭ ‬بمدينة‭ ‬فاس،‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭. ‬الكتاب‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬سوسيوأنثروبولوجية‭ ‬للظاهرة‭ ‬المسرحية،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬الثقافي‭ ‬منها،‭ ‬باعتبار‭ ‬الثقافة‭ ‬عابرة‭ ‬للقارات‭ ‬والحضارات‭. ‬فالباحث‭ ‬الصديق‭ ‬الصادقي‭ ‬العماري،‭ ‬مدير‭ ‬ورئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬كراسات‭ ‬تربوية‭ ‬العلمية‭ ‬المحكمة،‭ ‬وهو‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬لجن‭ ‬علمية‭ ‬لمجلات‭ ‬وطنية‭ ‬ودولية،‭ ‬وباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬والأنثروبولوجيا‭ ‬كتخصص‭ ‬رسمي‭ ‬علمي‭ ‬أكاديمي،‭ ‬ومنفتح‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬الأكاديمية‭ ‬منها‭ ‬الفلسفة‭ ‬واللغة‭ ‬العربية‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬الكتاب‭ ‬نقرأ‭ : ‬‮«‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ«مسرح‭ ‬المثاقفة‮»‬‭ ‬عرفت‭ ‬الفرجات‭ ‬والتعبيرات‭ ‬الثقافية‭ ‬تحولات‭ ‬عميقة‭ ‬وشائكة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اقتطاع‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬معينة‭ ‬وإدخالها‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬أخرى‭ ‬مخالفة،‭ ‬ما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬إشكالات‭ ‬عويصة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬التخوف‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهيمنة‭ ‬ثقافة‭ ‬على‭ ‬أخرى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التبعية‭ ‬الثقافية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬المركزية‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إغناء‭ ‬ثقافتها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ثقافة‭ ‬الآخر‭ ‬المختلف‭ ‬ووصفها‭ ‬بالتخلف‭ ‬والجمود‭ ‬وكل‭ ‬أشكال‭ ‬الدونية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ارتهان‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬المثاقفة‮»‬‭ ‬بأشكال‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬المسرحية‭ ‬المتمركزة‭ ‬قد‭ ‬أحدث‭ ‬التباسات‭ ‬أثناء‭ ‬تداوله‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬البحث‭ ‬المسرحي‭ ‬الدولي،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬مثاقفة‭ ‬مهيمنة‭ ‬ومفروضة‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬تلقائية‭ ‬ومتكافئة‮»‬‭.‬

مما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬ضرورة‭ ‬تفكيك‭ ‬مسرح‭ ‬المثاقفة‭ ‬ومعرفة‭ ‬خلفياته‭ ‬وأبعاده‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬والباحثين،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬باتريس‭ ‬بافيس‭ ‬الذي‭ ‬يقر‭ ‬بضرورة‭ ‬تجاوز‭ ‬خطاب‭ ‬المركزية‭ ‬الأوروبية‭ ‬الغاشمة،‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ثمة‭ ‬خطاب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬تجاوزه،‭ ‬فهو‭ ‬التمركز‭ ‬الأوروبي‭ ‬المنكفئ‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬حصنا‭ ‬منيعا‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬المثاقفة‭ ‬مع‭ ‬آخرها‮…‬‭.‬لقد‭ ‬كان‭ ‬استشراف‭ ‬آفاق‭ ‬المثاقفة‭ ‬خارج‭ ‬مدار‭ ‬المركزية‭ ‬الأوربية‭ ‬رهانا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لحل‭ ‬مشاكل‭ ‬المسرح‭ ‬المعاصر‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا