(إلى الشعرِ في يومهِ الأغر)
للشعرِ في يومهِ الدُريِّ أغنيةٌ
تنسابُ شامخةً كي تبلغَ السببا
الشعرُ يا سادتي لحناً يُرددهُ
هذا الوجودُ الذي قد صافحَ الشُّهبا
من حُلمهِ أزهرتْ وعياً محافلُنا
حتى اكتملنا بهاءً نَاءَ واقتربا
الشعرُ أيقونةُ العِرفانِ ترسمُها
نوافذُ الفجرِ ضوءاً جاوزَ الحُجبا
أنَّى نظرتَ وجدتَ المجدَ مُنبثقاً
من شاعرٍ أبدعَ الأبياتَ وانسكبا
تراهُ مُنصهراً في الحُبِّ مُنغمساً
في جذوةِ الشوقِ مَرويا ومُلتهِبا
يغوصُ في العُمقِ، والإحساسُ مُرتفعٌ
إذا دنتهُ المعاني عانقَ الحِقبا
لا يزالَ مُنهمكاً في فكرةٍ بزغتْ
لا يُكملُ النصَ إلا حينَ يضطربا
من وادي عبقرَ فاحتْ منهُ رائحةٌ
كالمِسكِ تُلهِمُنا ما كانَ مُرتَقبا
في يومكَ الشعرُ أحلامٌ نُموسقُها
نبني الحضارةَ كيما نحملُ اللقَبا
نصوغُ من حُبنا لحناً وقافيةً
تشعُ فُصحى لنرقى بعدها الرُّتَب
كلٌ اللغاتِ التي للشعرِ نعشقُها
لا فرقَ ما دامَ شعراً نابضاً طرِبا
نميلُ للشعرِ أنَّى كان موقعهُ
نهيمُ فيهِ جمالاً أينما ذهبا
ففيهِ ما فيهِ أنهارٌ وأوديةٌ
فيهِ البساتينُ ألوانًا بما وهَبا
فيهِ العموديُ والأبحاثُ تعرفهُ
لا زالَ أماً لأربابِ النُهى وأبا
و«الحرُ» في النثرِ في تفعيلةٍ سطعتْ
أضواؤها كي تُنيرَ الكونَ والأدبا
حداثةٌ تتجلى في مفاخرِها
فنٌ تدفقَ رُوَّاداً ولاعجبا
والشعرُ إن كان «شعبياً» نهيمُ بهِ
وبالمجازاتِ يعلو بالذي اكتُسبا
مِعيارُنا الحبُّ والإبداعُ موقفُنا
والشعرُ فنٌ جميلٌ ناطحَ السُحَبا
يا شعرُ مرحا فهذا الكونُ جملهُ
خلودُ معناكَ ثوباً زاهياً قَشِبا
أُنبئكَ يا شعرُ عن من ضاقَ موقفهُ
إذ لم يجدكَ فضاءً واسعاً رحُبَا
«فشخصنَ» الفنَ والإبداعَ مُنغلقاً
في بؤرةٍ لا يرى غيرَ الذي صعُبا
أراكَ يا شعرُ تاريخاً تُصافحهُ
أصالةٌ تتحدى أيَ مُنقَلَبا
ها أنتَ أكبرُ من اسمٍ ومن فئةٍ
حييتُ فيكَ سناءً جاوزَ الحُجبا
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك