العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

تجمعات الرياضيين

}‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أفضل‭ ‬مكانٍ‭ ‬لتجمعات‭ ‬الرياضيين؛‭ ‬القُدامى‭ ‬خصوصا،‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬غير‭ ‬أنديتهم،‭ ‬والتي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬لهم‭ ‬مجالس‭ ‬ضمن‭ ‬منشآتها‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬مستلزمات‭ ‬الضيافة؛‭ ‬ولو‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬فهذا‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬اللحمة‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬قدامى‭ ‬الإداريين‭ ‬والرياضيين‭ ‬والمحبين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬النادي‭.‬

 

}‭ ‬الأغلب‭ ‬الأعم‭ ‬من‭ ‬أنديتنا‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وحيث‭ ‬كانت‭ ‬مكانًا‭ ‬للتجمع‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬رغم‭ ‬مساحتها‭ ‬المكانية،‭ ‬ولدرجة‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬يقضون‭ ‬جل‭ ‬وقتهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأندية؛‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬فقط‭ ‬وإنّما‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أشهر‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بالتبرع‭ ‬المتناوب‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بواجبات‭ ‬الضيافة‭.‬

 

}‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬المجالس‭ ‬والديوانيات‭ ‬المستحدثة‭ ‬سلبت‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬الأندية،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬الحضور‭ ‬فيها‭ ‬عامًا‭ ‬وكذلك‭ ‬النقاش‭ ‬المتبادل؛‭ ‬بينما‭ ‬مجالس‭ ‬الأندية‭ ‬سيقتصر‭ ‬نقاشها‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الرياضي‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬ويشكل‭ ‬فرصة‭ ‬لالتقاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬السابقين‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غيّبتهم‭ ‬ظروف‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاعتزال‭.‬

 

}‭ ‬طبعًا‭ ‬دور‭ ‬الأندية‭ ‬ليس‭ ‬رياضيًّا‭ ‬فقط؛‭ ‬فقد‭ ‬مثّلت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أمكنة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ووطنية،‭ ‬ولعبت‭ ‬دورا‭ ‬مهمًّا‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وهذا‭ ‬الدور‭ ‬رُبما‭ ‬أخذته‭ ‬حاليًّا‭ ‬الدواوين‭ ‬ومجالس‭ ‬العائلات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للأندية‭ ‬دورها‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬لمّةٍ‭ ‬لرياضييها‭ ‬ولاعبيها‭ ‬القدامى‭.‬

 

}‭ ‬أحد‭ ‬الرياضيين‭ ‬هاتفني‭ ‬وهو‭ ‬يتحدّث‭ ‬بحرقة‭ ‬عن‭ ‬ناديه‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬يلفها‭ ‬الظلام‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬ورُبما‭ ‬بقية‭ ‬الشهور؛‭ ‬إذا‭ ‬استثنينا‭ ‬ملاعب‭ ‬التدريب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬تجاه‭ ‬المنتمين‭ ‬من‭ ‬لاعبين‭ ‬قُدامى‭ ‬ومشجعين‭ ‬للالتقاء‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬الرياضية‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬الرياضيين‭.‬

 

}‭ ‬إنّ‭ ‬الحاجة‭ ‬ملحّة‭ ‬إلى‭ ‬إنعاش‭ ‬أنديتنا‭ ‬وإعادة‭ ‬دورها‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تجاه‭ ‬لاعبيها‭ ‬وإدارييها‭ ‬القدامى،‭ ‬ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيمثل‭ ‬لها‭ ‬عبئًا‭ ‬ماديًّا؛‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬للقيام‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬متى‭ ‬أفسح‭ ‬لها‭ ‬المجال‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فهمهم‭ ‬هو‭ ‬التجمع‭ ‬وتبادل‭ ‬الأحاديث‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭.‬

 

}‭ ‬طبعًا‭ ‬لن‭ ‬أظلم‭ ‬أندية‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬اجتماعي‭ ‬ووجود‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة،‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬لنفسه‭ ‬تجمعًا‭ ‬أسبوعيًّا‭ ‬يحضره‭ ‬قدامى‭ ‬اللاعبين،‭ ‬وهناك‭ ‬مشجعون‭ ‬خصّصوا‭ ‬لأنفسهم‭ ‬ديوانية‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأندية‭ ‬يدعمونها‭ ‬بأنفسهم‭ ‬ومحور‭ ‬نقاشاته‭ ‬عن‭ ‬فرقهم‭ ‬الرياضية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا