خاطرة
عبدالرحمن فلاح
المقام الرفيع!
يقول صلوات ربي وسلامه عليه: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» الألباني / السلسلة الصحيحة.
من أعظم الأخلاق، وأوفاها قدرًا، وأعظمها مكانة عند الله تعالى خلق التواضع، وهو خلق يزهد فيه كثير من الناس، فلا تجد ازدحامًا على أبوابه، وحظه من المقبلين عليه قليل بينما تجد ازدحامًا وتجمعًا عند أبواب الكبر والاستعلاء، وهذه هي الفرصة الذهبية لعشاق المقام الرفيع الذين ينشدون القرب من الله تعالى، ونيل الحظوة عنده سبحانه وتعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه» رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وتأملوا نصائح لقمان الحكيم لابنه: (قال يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور (17) ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختار فخور (18) واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير(19) سورة لقمان.
التواضع إذًا هو السبيل إلى القرب من الله تعالى، وهو الضابط لأخلاق الإنسان لأن الإنسان المتواضع هو الذين لا يتكبر على الناس، ولا يضع نفسه موضع الشبهة، ولا يحاول أن يتصدر المجالس، ويزاحم أهل العلم، بل يجلس حيثما انتهى به المجلس إلا إذا اختار له صاحب المجلس المكانة التي اختارها له.
إن السجود هو منتهى الخضوع والتذلل، وهو السبيل- كما قلنا- إلى القرب من الله تعالى، قال سبحانه: (كلا لا تطعه واسجد واقترب) (العلق / 19) فمن أراد القرب من الله تعالى، فليبالغ في الخضوع لله تعالى، وكلما ازداد العبد تواضعًا زاده الله تعالى قربًا منه سبحانه، وأنزله الله تعالى المنزلة التي يستحقها بين الناس، والمقام الذي يختاره الله تعالى لك هو المقام الرفيع الذي تستحقه ولا يشاركك فيه أحد من الناس، وفرق عظيم وعظيم جدًا بين مقام يختاره الله تعالى لك، ومقام تختاره أنت لنفسك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك