العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

شرق و غرب

فرنسا تجني تبعات إرثها الاستعماري

الأحد ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬جون‭ ‬مارك‭ ‬سيمون

 

كانت‭ ‬للحركة‭ ‬المناهضة‭ ‬للفرنسيين‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬مظاهر‭ ‬سابقة‭ ‬أمكن‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭. ‬أصبحت‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬جديدة‭ ‬الآن‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬ينابيع‭ ‬أخرى‭. ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬معرفتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬ومستعمراتها‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬الوجود‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭.‬

كان‭ ‬للقرار‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬السلطات‭ ‬الانتقالية‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مالي،‭ ‬والذي‭ ‬تلاه‭ ‬سريعًا‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬السلطات‭ ‬الحاكمة‭ ‬نظراؤها‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬بوضع‭ ‬حد‭ ‬لعملية‭ ‬بركان‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬تأثيرا‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬هذين‭ ‬القرارين‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬ينطويان‭ ‬على‭ ‬إذلال‭ ‬لفرنسا‭ ‬وإرثها‭ ‬الاستعماري‭ ‬القاتم،‭ ‬حيث‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬النفوذ‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وفشل‭ ‬سياستنا‭ ‬الإفريقية،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬تم‭ ‬التعليق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والمنابر‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المنتديات‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬الكراهية‭ ‬التي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تأجيجها‭ ‬أعداء‭ ‬الإرث‭ ‬الاستعماري‭ ‬الفرنسي‭ ‬والتي‭ ‬وجدت‭ ‬أصداءها‭ ‬في‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬تتناقلها‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتستغلها‭ ‬قوى‭ ‬خارجية‭ ‬معينة‭ ‬باتت‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬أرضًا‭ ‬خصبة‭ ‬للانتشار‭ ‬والتوسع‭. ‬

في‭ ‬حين‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الاستياء‭ ‬الموجه‭ ‬ضد‭ ‬فرنسا‭ ‬وإرثها‭ ‬الاستعماري،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الرافضة‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬وأنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬وفي‭ ‬مناسبات‭ ‬عديدة،‭ ‬مظاهر‭ ‬السخط‭ ‬والغضب‭ ‬وحتى‭ ‬الكراهية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬الكراهية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خيبة‭ ‬أمل‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬استعمارية‭ ‬قديمة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬جراحها‭ ‬غائرة‭.‬

خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬1958،‭ ‬نتذكر‭ ‬الجنرال‭ ‬ديجول‭ ‬تعرض‭ ‬إلى‭ ‬صرخات‭ ‬استهجان‭ ‬الشباب‭ ‬السنغالي‭ ‬في‭ ‬داكار،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يطالبون‭ ‬بحصول‭ ‬بلادهم‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬الفوري‭.‬

رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬اختار‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬السنغاليين‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الغضب‭ ‬يشتعل‭ ‬بسرعة‭ ‬وأن‭ ‬تبادل‭ ‬الاتهامات،‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬العنيفة‭ ‬منها،‭ ‬لا‭ ‬يترجم‭ ‬بالضرورة‭ ‬إلى‭ ‬مشاعر‭ ‬عميقة‭ ‬ونهائية‭.‬

في‭ ‬جمهورية‭ ‬التشاد،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬1975‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬طالب‭ ‬الجنرال‭ ‬فيليكس‭ ‬مالوم،‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الإطاحة‭ ‬بسلفه‭ ‬الرئيس‭ ‬تومبالباي‭ ‬واغتياله،‭ ‬برحيل‭ ‬جميع‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬للتو‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬تشاد‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬التمرد‭ ‬المستعر‭ ‬في‭ ‬الشمال‭. ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬تعرضت‭ ‬سلطته‭ ‬للتهديد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬واستدعى‭ ‬فرقة‭ ‬فرنسية‭.‬

لقد‭ ‬شهدت‭ ‬الأشهر‭ ‬والأعوام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تنامي‭ ‬المظاهرات‭ ‬الغاضبة‭ ‬وتنامي‭ ‬مظاهر‭ ‬العداء‭ ‬المناهض‭ ‬للفرنسيين،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬السياسات‭ ‬الفرنسية‭ ‬الراهنة‭ ‬أو‭ ‬الإرث‭ ‬الاستعماري‭ ‬القاتم‭.‬

لقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬بمناسبة‭ ‬التناوب‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬تحطم‭ ‬سيارة‭ ‬جاكوار‭ ‬فرنسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1986‭. ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬للمركز‭ ‬الثقافي‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬بانغي،‭ ‬عاصمة‭ ‬جمهورية‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الذي‭ ‬احترق‭ ‬ونهب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬أثناء‭ ‬تمردات‭ ‬الجيش‭.‬

لم‭ ‬تسلم‭ ‬فرنسا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الغضب‭ ‬والسخط‭ ‬في‭ ‬الجابون‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يُشتبه‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬معادية‭ ‬للفرنسيين‭. ‬عندما‭ ‬أثار‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭ ‬سلطات‭ ‬باريس‭ ‬استياء‭ ‬السلطات‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬الجابون،‭ ‬حيث‭ ‬تجمع‭ ‬الحشد‭ ‬وكبير‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الغاضبين‭ ‬أمام‭ ‬بوابات‭ ‬السفارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينسحبوا‭ ‬بعد‭ ‬تمرير‭ ‬الرسالة‭. ‬وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬دراماتيكية‭ ‬أيضًا،‭ ‬شهدت‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬زعيم‭ ‬الشباب،‭ ‬بليه‭ ‬غودي‭ ‬الذي‭ ‬سيتخذ‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬جنرال‭ ‬الشارع‮»‬‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التظاهر‭ ‬ضد‭ ‬فرنسا‭.‬

هذه‭ ‬التطورات‭ ‬جعلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمحللين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬قد‭ ‬تلوثت‭ ‬سمعتها‭ ‬وهي‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬موقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬الدور‭ ‬الصيني،‭ ‬وازدياد‭ ‬حضور‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬كانت‭ ‬تابعة‭ ‬للفرنسيين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مالي‭. ‬

يعتبر‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحللين‭ ‬أن‭ ‬علاقات‭ ‬فرنسا‭ ‬بهذه‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬هي‭ ‬دائمة‭ ‬وثيقة‭ ‬لكن‭ ‬تطغى‭ ‬عليها‭ ‬بعض‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الحساسة‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإرث‭ ‬الاستعماري‭ ‬الفرنسي،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬الاضطراب،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬يتم‭ ‬التشكيك‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬أو‭ ‬نهائي‭.‬

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬ومستعمراتها‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬النهاية‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬يوشك‭ ‬أن‭ ‬ينهار‭.‬

كان‭ ‬النفوذ‭ ‬الفرنسي‭ ‬آنذاك‭ ‬طاغيا‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬في‭ ‬ذروته،‭ ‬دبلوماسياً‭ ‬وسياسياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬وثقافياً‭. ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمني​​،‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬وجود‭ ‬فرنسا‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬الدعم‭  ‬مثل‭ ‬داكار،‭ ‬أبيدجان،‭ ‬ليبرفيل،‭ ‬نجامينا،‭ ‬بانغي،‭ ‬جيبوتي‭  ‬هو‭ ‬الضامن‭ ‬للاستقرار‭ ‬والسلام‭.‬

إن‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬الغابون‭ ‬عام‭ ‬1964،‭ ‬وتشاد‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬وموريتانيا‭ ‬عام‭ ‬1977،‭ ‬وكولويزي‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬تظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬كانت‭ ‬آنذاك‭ ‬شرطي‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأنها‭ ‬نجحت‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭. ‬

مع‭ ‬بداية‭ ‬فترة‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الماضي،‭ ‬تغيرت‭ ‬الأمور‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬بعد‭ ‬اختفاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬المخاطر‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬وتلاشت‭ ‬المخاطر،‭ ‬مؤقتًا‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬والدول‭ ‬الإفريقية‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬بدأت‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬تفضيل‭ ‬النهج‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمساعدة‭ ‬الإنمائية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬جعلها‭ ‬مشروطة‭ ‬بإحراز‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬والديمقراطية‭.‬

إن‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬الرئيس‭ ‬فرانسوا‭ ‬ميتران‭ ‬في‭ ‬لا‭ ‬بول‭ ‬بفرنسا‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬لرؤساء‭ ‬دول‭ ‬فرنسا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬يدعو‭ ‬شركاءنا‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لنظام‭ ‬الحزب‭ ‬الواحد‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬التعددية‭ ‬الحزبية‭. ‬ومن‭ ‬المقيد‭ ‬والمضطر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يشرعوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬مع‭ ‬تكاثر‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الوطنية‭.‬

بدت‭ ‬فرنسا‭ ‬راضية‭. ‬فهي‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬قامت‭ ‬بتحديث‭ ‬سياستها‭ ‬الإفريقية‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار‭. ‬إلى‭ ‬النظرة‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬مختلفة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭.‬

إن‭ ‬وصول‭ ‬المعارضين‭ ‬التقليديين‭ ‬إلى‭ ‬أسواق‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يتطلب‭ ‬فيها‭ ‬التعديل‭ ‬الهيكلي‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬تضحيات،‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬نتائجه‭ ‬بوضوح‭ ‬للشعوب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التوترات‭. ‬أدت‭ ‬عودة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬النيجر‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬انقلابين‭ ‬عسكريين‭ ‬متتاليين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭. ‬

بعد‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬اعتبرت‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬القائمة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تدخل،‭ ‬لا‭ ‬مبالاة‮»‬‭ ‬تخليًا‭ ‬عن‭ ‬فرنسا‭. ‬أما‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السابق‭ ‬لجمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬جان‭ ‬بول‭ ‬نجوباندي،‭ ‬المتخرج‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬فقد‭ ‬رصد‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬مهم‭ ‬عنوانه‭ ‬‮«‬إفريقيا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فرنسا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الطلاق‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬ومستعمراتها‭ ‬الإفريقية،‭ ‬تاريخ‭ ‬طلاق‭ ‬مكتمل،‭ ‬وهو‭ ‬كتاب‭ ‬يقدم‭ ‬تحليلا‭ ‬معمقا‭ ‬ومهما‭ ‬سواء‭ ‬للقادة‭ ‬الفرنسيين‭ ‬أو‭ ‬لنظرائهم‭ ‬الأفارقة‭.‬

أعرب‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لفك‭ ‬الارتباط‭ ‬الفرنسي،‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات،‭ ‬والاختفاء‭ ‬التدريجي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ونهاية‭ ‬التعاون‭ ‬البديل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬وإغلاق‭ ‬البنوك‭ ‬الفرنسية،‭ ‬ورحيل‭ ‬المبشرين‭ ‬الكاثوليك‭.‬

ترك‭ ‬تخفيض‭ ‬قيمة‭ ‬الفرنك‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬1994،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ضروريًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي،‭ ‬آثارًا‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬دفعوا‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬المستوردة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭.‬

ارتكبت‭ ‬فرنسا‭ ‬خطأ‭ ‬رمزيا‭ ‬وبروتوكوليا‭ ‬آخر‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬حضور‭ ‬أي‭ ‬زعيم‭ ‬فرنسي‭ ‬في‭ ‬جنازة‭ ‬الرئيس‭ ‬السنغالي‭ ‬الأسبق‭ ‬ليوبولد‭ ‬سيدار‭ ‬سنجور،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الفرنسية‭ ‬وصديقا‭ ‬كبيرا‭ ‬للفكر‭ ‬الفرنسي‭.‬

أخيرًا،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأمنية،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬نهاية‭ ‬التسعينيات‭ ‬انسحابًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬عندما‭ ‬رفضت‭ ‬فرنسا،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬الوحدات‭ ‬العسكرية‭ ‬المخصصة‭ ‬لإجلاء‭ ‬الرعايا‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬رفضت‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬الذي‭ ‬احتدم‭ ‬في‭ ‬برازافيل‭.‬

انتهى‭ ‬القتال‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬الذي‭ ‬دمر‭ ‬جزئيًا‭ ‬عاصمة‭ ‬الكونغو‭ ‬بانتصار‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دينيس‭ ‬ساسو‭ ‬نغيسو،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يدين‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬لدعم‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأنغولية‭. ‬كتب‭ ‬الصحفي‭ ‬الإفريقي‭ ‬ستيفن‭ ‬سميث‭ ‬يقول‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬ليبراسيون‭: ‬الفرنسيون‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬أبدا‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬إملاء‭ ‬قانونها،‭ ‬فقد‭ ‬أدركت‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ترك‭ ‬الأمر‭ ‬للأفارقة‭ ‬ليصنعوا‭ ‬تاريخهم‭ ‬بأنفسهم‭. ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الاستياء‭ ‬القديم‭ ‬الذي‭ ‬يتغذى‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬الاستعماري‭ ‬الفرنسي،‭ ‬والمتأصل‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬المستعمَرِ‭ (‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬استعمرتها‭ ‬فرنسا‭) ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬بالمستعمِرِ‭ (‬أي‭ ‬فرنسا‭) ‬سيختفي‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭. ‬

من‭ ‬السهل‭ ‬استغلال‭ ‬الشباب‭ ‬الأفارقة‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وهم‭ ‬يؤججون‭ ‬المظاهرات‭ ‬المناهضة‭ ‬للفرنسيين‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬لم‭ ‬يختبروا‭ ‬الاستعمار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الفرانكفريقية‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬عمليًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ولادتهم‭. ‬تشير‭ ‬الأرقام‭ ‬الإحصائية‭ ‬أن‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬عشر‭.‬

يجب‭ ‬القول‭ ‬أيضا‭ ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬لبنان،‭ ‬الذي‭ ‬غادرتها‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الأربعينيات،‭ ‬وفيتنام‭ ‬التي‭ ‬حاربتها‭ ‬فرنسا‭ ‬وغادرتها‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الماضي،‭ ‬تختلف‭ ‬عما‭ ‬تشهده‭ ‬اليوم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬ومستعمراتها‭ ‬الإفريقية‭ ‬السابقة‭ ‬يحافظان‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬معنا‭. ‬لماذا‭ ‬هي‭ ‬مختلفة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬الناطقة‭ ‬بالفرنسية‭.‬

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬المستعمِرِ‭ ‬السابق‭ ‬هو‭ ‬كبش‭ ‬فداء‭ ‬جاهز،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الروابط‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬والعاطفية‭ ‬قائمة‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬تعتمد‭ ‬جزئياً‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬تنميتها‭ ‬أو‭ ‬أمنها‭.‬

سيتم‭ ‬اتهام‭ ‬فرنسا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لعدم‭ ‬قيامها‭ ‬بما‭ ‬يكفي،‭ ‬أو‭ ‬لأنها‭ ‬فعلت‭ ‬الكثير‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬العرقية،‭ ‬ويحملون‭ ‬فرنسا،‭ ‬والقوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الأخرى،‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الإخفاقات‭ ‬التي‭ ‬يتحملون‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬وحدهم‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭. ‬لعل‭ ‬طرد‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬التفسيرات‭.‬

عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬وإرثها‭ ‬الاستعماري،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬إيلاؤها‭ ‬الأهمية‭ ‬اللازمة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتعمق‭ ‬القطيعة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عميق‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬سطحي‭ ‬فقط‭. ‬ما‭ ‬يزعج‭ ‬ضميرنا‭ ‬الغربي‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يزعج‭ ‬أصدقاءنا‭ ‬الأفارقة‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬المظالم‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬المراقبون‭ ‬أو‭ ‬الباحثون‭ ‬أو‭ ‬الأيديولوجيون‭ ‬عمومًا،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أربعة‭ ‬شكاوى‭ ‬نسمعها‭ ‬كثيرًا‭ ‬ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تتوافق‭ ‬حقًا‭ ‬مع‭ ‬المشاعر‭ ‬العميقة‭ ‬للسكان‭ ‬الأفارقة‭.‬

تشمل‭ ‬هذه‭ ‬الشكاوى‭ ‬عملة‭ ‬الفرنك‭ ‬الفرنسي،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يتعين‭ ‬تغيير‭ ‬اسمه،‭ ‬ولكن‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توجهات‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبيئة،‭ ‬التي‭ ‬اقترحها‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيفواري‭.‬

من‭ ‬المسلم‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬مجتمع‭ ‬الأعمال‭ ‬والطبقات‭ ‬الوسطى‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمنتجين‭ ‬الزراعيين‭ ‬يتوافقون‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬مع‭ ‬عملة‭ ‬مستقرة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بعملة‭ ‬قوية‭ ‬مثل‭ ‬اليورو‭. ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬عواقب‭ ‬العملة‭ ‬التي،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬النيرة‭ ‬النيجيرية‮»‬،‭ ‬تتقلب‭ ‬باستمرار‭ ‬وتخلق‭ ‬تضخمًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬مستدام‭.‬

الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬وجودها‭ ‬يزعج‭ ‬إلا‭ ‬بعض‭ ‬الأيديولوجيين‭ ‬حقًا،‭ ‬باستثناء‭ ‬الحشود‭ ‬التي‭ ‬استغلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭. ‬

يعتبر‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬طالب‭ ‬نظام‭ ‬إفريقي‭ ‬ما‭ ‬برحيل‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية،‭ ‬يمكننا‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬لم‭ ‬يتوان‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بعودتها‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬تشاد‭ ‬وجمهورية‭ ‬أفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكوت‭ ‬ديفوار‭.‬

ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬الإفريقية؟

تقضي‭ ‬السياسة‭ ‬الواقعية‭ (‬الريالبوليتيك‭) ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬قد‭ ‬تأقلم‭ ‬جيدًا،‭ ‬ولفترة‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬تنفذ،‭ ‬نيابة‭ ‬عنه،‭ ‬التدخلات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬السلام‭. ‬لقد‭ ‬رأينا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وساحل‭ ‬العاج‭ ‬ومنذ‭ ‬2013‭ ‬في‭ ‬مالي‭.‬

لقد‭ ‬تمددت‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬وتوسع‭ ‬نطاقها‭ ‬أيضا‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬وأصبحت‭ ‬تتضمن‭ ‬فقط‭ ‬عداء‭ ‬عسكريا‭ ‬لنجاح‭ ‬غير‭ ‬مؤكد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬رفض‭ ‬الشعوب‭ ‬وردة‭ ‬فعلها‭ ‬الغاضبة،‭ ‬الذين‭ ‬ينزعجون‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬تطيل‭ ‬المكوث‭ ‬وتتحول‭ ‬إلى‭ ‬قوات‭ ‬احتلال‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أضرت‭ ‬بالوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي،‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬استغلال‭ ‬قوى‭ ‬مثل‭ ‬روسيا،‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بحسن‭ ‬الحظ‭ ‬باستغلال‭ ‬نقاط‭ ‬ضعفنا‭ ‬ونشر‭ ‬رجال‭ ‬مليشياتها‭.‬

ينشر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬والتحليلات‭ ‬الصحفية‭ ‬والكتب‭ ‬أيضا‭ ‬والتي‭ ‬تتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تسميه‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تتهم‭ ‬فرنسا‭ ‬بارتكابها،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التاريخية‭ ‬أو‭ ‬تلك،‭ ‬ضد‭ ‬أفارقة‭ ‬أو‭ ‬اضطهادها‭ ‬لأفارقة‭ ‬معينين‭.‬

ليس‭ ‬هناك‭ ‬بالطبع‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬إنكار‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬الثابتة‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬بطريقة‭ ‬علمية،‭ ‬بموضوعية‭ ‬تاريخية‭ ‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬بديهية‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬مدغشقر‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الاستقلال‭ ‬وبعده،‭ ‬في‭ ‬رواندا‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬الأحداث‭ ‬مأساوية‭.‬

باتت‭ ‬فرنسا‭ ‬أيضا‭ ‬متهمة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬بنهب‭ ‬موارد‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬الاستعمار‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يغذي‭ ‬هذا‭ ‬الغضب‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬عام‭ ‬1960‭ ‬مع‭ ‬مستعمراتها‭ ‬والتي‭ ‬احتفظت‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬التفرد‭ ‬لفرنسا‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬الموارد‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الاستقلال،‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬بحماية‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬لدينا‭. ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬بالية‭.‬

لطالما‭ ‬أثارت‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬انتقادات‭ ‬عديدة‭ ‬منذ‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬القول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إن‭ ‬إفريقيا‭ ‬لم‭ ‬تلعب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬هامشي‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬فرنسا‭ ‬الخارجية‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬مثلت‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬5‭.‬3‭% ‬فقط‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الفرنك‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬تمثل‭ ‬0‭.‬6‭% ‬فقط‭. ‬يمثل‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬4‭% ‬فقط‭ ‬من‭ ‬استثماراتنا‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي‭.‬

في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬تأتي‭ ‬الواردات‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬وأنغولا،‭ ‬ولا‭ ‬تتمتع‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الفرنك‭ ‬الفرنسي‭ ‬إلا‭ ‬بمكان‭ ‬هامشي‭ ‬للغاية‭.‬

تأتي‭ ‬الحركة‭ ‬المطالبة‭ ‬بخروج‭ ‬فرنسا‭ ‬والتي‭ ‬تطورت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬السنغال‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الخرقاء‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الفرنسية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬أحيانًا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكتيكاتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬من‭ ‬كسب‭ ‬بعض‭ ‬المناقصات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬للشركات‭ ‬المحلية‭ ‬الفوز‭ ‬بها‭.‬

بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الغاضبة‭ ‬فإنه‭ ‬نادرا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬التأشيرات‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1986،‭ ‬كانت‭ ‬حرية‭ ‬التنقل‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬وبقية‭ ‬مستعمراتها‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

إن‭ ‬علاقة‭ ‬فرنسا‭-‬إفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬الصورة‭ ‬الرمزية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬الموسع‭ ‬الذي‭ ‬أراده‭ ‬الجنرال‭ ‬ديجول‭ ‬والذي‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬دستور‭ ‬عام‭ ‬1958‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فهمها‭ ‬إلا‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭. ‬يصطدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرة‭ ‬اليوم‭ ‬للطلاب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بعقبات‭ ‬كأداء‭ ‬كثيرة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬الهجرة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬

إنه‭ ‬لأمر‭ ‬مؤلم‭ ‬للغاية‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬للشباب‭ ‬الإفريقي‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬صعوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭ ‬شنغن‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعتقده‭ ‬البعض‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬التأشيرة‭ ‬المشددة‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الهجرة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بانتظام‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭. ‬

لقد‭ ‬تغير‭ ‬العالم‭. ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬ستين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الاستقلال‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نستفيد،‭ ‬في‭ ‬مستعمراتنا‭ ‬السابقة،‭ ‬من‭ ‬الاحتكار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬قوى‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الصين‭ ‬وبدرجة‭ ‬أقل‭ ‬روسيا‭. ‬

وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭  ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬النموذج‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭. ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬وظهور‭ ‬‮«‬الجنوب‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬ظهر‭ ‬لاعبون‭ ‬جدد‭ ‬تتصدرهم‭ ‬الصين،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والهند،‭ ‬وتركيا،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وروسيا‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬جيدا‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬والتحولات‭ ‬الجيو‭-‬استراتيجية‭ ‬وتدرك‭ ‬وتواكب‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬الجديدة‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬معها‭ ‬وتقديم‭ ‬خيارات‭ ‬أخرى‭ ‬لشركائها‭ ‬وأدوات‭ ‬التمويل‭. ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نمنح‭ ‬الأفارقة‭ ‬فرصة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرتنا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تظل‭ ‬فيها‭ ‬ممتازة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬أمنا،‭ ‬أو‭ ‬تعليما‭ ‬عاليا‭. ‬

تتمتع‭ ‬إفريقيا‭ ‬أيضًا‭ ‬بإمكانيات‭ ‬نمو‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غير‭ ‬مستغلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركائها‭ ‬في‭ ‬التنمية‭. ‬دعنا‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬إعطائه‭ ‬دروسًا‭ ‬أو‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬وصفات‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬أبدًا‭. ‬دعنا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نقدم‭ ‬له،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فتح‭ ‬أبوابنا‭ ‬له،‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لدينا‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬خصوصياته‭ ‬ومعتقداته‭ ‬العميقة‭ ‬وأنماطه،‭ ‬وسنرى‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تفتح‭ ‬الابتسامات‭ ‬مع‭ ‬اقترابنا،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الثقة‭ ‬والمشاركة‭.‬

هذا‭ ‬التحدي‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العناء‭. ‬إن‭ ‬تاريخنا‭ ‬المشترك،‭ ‬وقربنا‭ ‬الجغرافي،‭ ‬ومشاركتنا‭ ‬للغة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬والمشترك‭ ‬الفكري‭ ‬بيننا‭ ‬هي‭ ‬أصول‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لنا‭ ‬بتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬بشرط‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬ذلك‭ ‬وأن‭ ‬تتوفر‭ ‬الإرادة‭ ‬اللازمة‭. ‬

 

كونفلي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا