العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

ترقب في النيجر قبيل انتهاء مهلة «إكواس» والتلويح بتدخل عسكري

الاثنين ٠٧ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

نيامى‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬ساد‭ ‬الترقب‭ ‬أمس‭ ‬بشأن‭ ‬احتمال‭ ‬تدخل‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬عسكريا‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬قبل‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬المهلة‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬لقادة‭ ‬الانقلاب،‭ ‬مع‭ ‬تحذيرات‭ ‬متزايدة‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬والجزائر‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬خطوة‭ ‬كهذه‭. ‬

وكان‭ ‬قادة‭ ‬الجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ (‬إكواس‭) ‬فرضوا‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬عقوبات‭ ‬قاسية‭ ‬على‭ ‬نيامي‭ ‬بعد‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬ديموقراطيا‭ ‬محمد‭ ‬بازوم،‭ ‬وأمهلوا‭ ‬العسكر‭ ‬أسبوعا‭ ‬لفكّ‭ ‬احتجازه‭ ‬وإعادته‭ ‬لمنصبه‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭. ‬

ومع‭ ‬قرب‭ ‬انتهاء‭ ‬المهلة‭ ‬بنهاية‭ ‬أمس،‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬أي‭ ‬مؤشرات‭ ‬للتراجع‭ ‬عن‭ ‬انقلاب‭ ‬26‭ ‬يوليو‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬قلق‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬تتقدمها‭ ‬القوة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬السابقة‭ ‬فرنسا‭. ‬

الا‭ ‬أن‭ ‬التدخل‭ ‬الميداني‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬بعد،‭ ‬أقله‭ ‬في‭ ‬العلن‭. ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬جيوش‭ ‬‮«‬إكواس‮»‬‭ ‬وضعوا‭ ‬الجمعة‭ ‬‮«‬تصوّرا‭ ‬عملانيا‮»‬‭ ‬لخطة‭ ‬‮«‬تدخل‭ ‬عسكري‭ ‬محتمل‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬اجتماع‭ ‬ليومين‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬النيجيرية‭ ‬أبوجا،‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬الانتقادات‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬المحتملة‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬التزايد‭. ‬

وبرزت‭ ‬انتقادات‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬حاليا‭ ‬رئاسة‭ ‬‮«‬إكواس‮»‬‭ ‬وتعد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أركانها‭. ‬وتتشارك‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬النيجر‭. ‬

وحضّ‭ ‬كبار‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬الرئيس‭ ‬بولا‭ ‬تينوبو‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التهديد‭ ‬بتدخل‭ ‬عسكري‭. ‬ودعا‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬النيجيري‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬نيجيريا‭ ‬الاتحادية‭ ‬بصفته‭ ‬رئيسا‭ ‬للجماعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬افريقيا‭ (‬إكواس‭) ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬القادة‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الخيارات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‮»‬‭.  ‬

ونصح‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬من‭ ‬ولايات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬نيجيريا‭ ‬التي‭ ‬تتشارك‭ ‬سبع‭ ‬منها‭ ‬حدودا‭ ‬مع‭ ‬النيجر،‭ ‬بعدم‭ ‬التدخل‭ ‬قبل‭ ‬استنفاد‭ ‬جميع‭ ‬الخيارات‭ ‬الأخرى‭. ‬

ووفق‭ ‬دستور‭ ‬البلاد،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للقوات‭ ‬النيجيرية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مصادقة‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬باستثناء‭ ‬حالات‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الداهم‭ ‬أو‭ ‬الخطر‮»‬‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭. ‬

وكان‭ ‬تينوبو‭ ‬حضّ‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬ايجاد‭ ‬‮«‬حلّ‭ ‬شامل‭ ‬وودّي‭ ‬للوضع‭ ‬في‭ ‬النيجر‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬حذّرت‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬جارتها‭ ‬الجنوبية‭ ‬الشرقية‭ ‬التي‭ ‬تتشارك‭ ‬معها‭ ‬حدودا‭ ‬بطول‭ ‬ألف‭ ‬كلم‭. ‬وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬تبون‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭ ‬‮«‬نرفض‭ ‬رفضا‭ ‬تاما‭ ‬وقطعيا‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬النيجر‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬تهديد‭ ‬مباشر‭ ‬للجزائر‮»‬‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬بل‭ ‬يؤزم‭ ‬الأمور‭. ‬الجزائر‭ ‬لن‭ ‬تستعمل‭ ‬القوة‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‮»‬،‭ ‬سائلا‭ ‬‮«‬ما‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تدخلا‭ ‬عسكريا؟‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تتقدمها‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭. ‬

ويحظى‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬بدعم‭ ‬مالي‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬الدولتين‭ ‬المجاورتين‭ ‬للنيجر‭ ‬واللتين‭ ‬يحكمهما‭ ‬عسكريون‭ ‬بعد‭ ‬انقلابين‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬و2022‭.  ‬

وقال‭ ‬البلدان‭ ‬اللذان‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬عضويتهما‭ ‬في‭ ‬‮«‬إكواس‮»‬‭ ‬إنهما‭ ‬سيعتبران‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬مسلح‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬عليهما‭ ‬أيضا،‭ ‬وسيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انسحابهما‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬الاقتصادية‭. ‬كذلك،‭ ‬أعلنت‭ ‬تشاد‭ ‬المجاورة‭ ‬عدم‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬عسكري‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬شهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬وفرنسا‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬نحو‭ ‬1500‭ ‬جندي‭ ‬في‭ ‬النيجر،‭ ‬توترا‭ ‬منذ‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬بازوم‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تدعمه‭. ‬وحذّر‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬ستردّ‭ ‬‮«‬فورا‭ ‬وبشدّة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬استهداف‭ ‬لمصالحها‭ ‬أو‭ ‬مواطنيها‭ ‬في‭ ‬نيامي‭. ‬

وشددت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬المتخصصين‭ ‬بشؤون‭ ‬الساحل‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬الحؤول‭ ‬دون‭ ‬السيناريو‭ ‬الكارثي‭ ‬لاندلاع‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬في‭ ‬النيجر،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬نشروها‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ليبيراسيون‮»‬‭ ‬الفرنسية‭.  ‬وأضاف‭ ‬الباحثون‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬منتصر‭ ‬وحيد‭: ‬الحركات‭ ‬الجهادية‭ ‬التي‭ ‬تبني‭ ‬منذ‭ ‬أعوام‭ ‬توسعها‭ ‬الميداني‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬انهيار‭ ‬الدول‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا