العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

آلاف الجثث تتحلل بشوارع الخرطوم.. ومنظمة تحذر من تفشي الأمراض

الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

ود‭ ‬مدني‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬حذّرت‭ ‬منظمة‭ ‬إغاثة‭ ‬أمس‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬تفشّي‭ ‬الأمراض‭ ‬نتيجة‭ ‬تحلّل‭ ‬جثث‭ ‬القتلى‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الخرطوم‭ ‬التي‭ ‬مزّقتها‭ ‬حربٌ‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬عن‭ ‬معارك‭ ‬عنيفة‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬غرب‭ ‬الخرطوم‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬13‭ ‬قتيلا،‭ ‬وفق‭ ‬مصدر‭ ‬طبي‭. ‬

وأفاد‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أنقذوا‭ ‬الأطفال‮»‬‭ (‬سايف‭ ‬ذي‭ ‬تشيلدرن‭) ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬مقرّها‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬آلاف‭ ‬الجثث‭ ‬تتحلّل‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الخرطوم‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬سعة‭ ‬المشارح‭ ‬لحفظ‭ ‬الجثث‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وتأثير‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬نظم‭ ‬التبريد‭. ‬

وحذّرت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬‮«‬يعرّض‭ ‬العائلات‭ ‬والأطفال‭ ‬لخطر‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‮»‬‭. ‬

ونقلت‭ ‬المنظمة‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬الأطباء‭ ‬السودانية‭ ‬قولها‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬أي‭ ‬طاقم‭ ‬طبي‭ ‬في‭ ‬المشارح،‭ ‬تاركين‭ ‬الجثث‭ ‬مكشوفة‭ ‬على‭ ‬حالتها‮»‬‭. ‬

وأكد‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬المزيج‭ ‬المرعب‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬الجثث‭ ‬المتزايدة‭ ‬ونقص‭ ‬المياه‭ ‬الحاد‭ ‬وتعطّل‭ ‬خدمات‭ ‬النظافة‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭... ‬يثير‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬الكوليرا‭ ‬في‭ ‬المدينة‮»‬‭.  ‬

وقال‭ ‬مدير‭ ‬صحة‭ ‬وتغذية‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬بشير‭ ‬كمال‭ ‬الدين‭ ‬حميد،‭ ‬بحسب‭ ‬البيان‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬دفن‭ ‬الموتى‭ ‬بكرامة‭ ‬هي‭ ‬معاناة‭ ‬أخرى‭ ‬للعائلات‭.. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الأسى‭ ‬والألم‭.. ‬نحن‭ ‬نشهد‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التكوين‮»‬‭. ‬

ودعت‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬وحل‭ ‬الأزمة‭ ‬سلميا‮»‬‭. ‬

وسبق‭ ‬لمنظمات‭ ‬إغاثة‭ ‬دولية‭ ‬أن‭ ‬حذّرت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسبّب‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬أوبئة‭ ‬مثل‭ ‬الحصبة‭ ‬والكوليرا،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توقّف‭ ‬أنشطة‭ ‬التلقيح‭ ‬ضد‭ ‬الأمراض‭ ‬وخروج‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬خارج‭ ‬الخدمة‭. ‬

ويعدّ‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فقرا‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع‭ ‬الحالي‭. ‬ويستمر‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬القتال،‭ ‬ويقولون‭ ‬إنّ‭ ‬السلطات‭ ‬تمنع‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬الجمارك‭ ‬ولا‭ ‬تُصدر‭ ‬تأشيرات‭ ‬دخول‭ ‬لطواقم‭ ‬الإغاثة‭. ‬

ومنذ‭ ‬15‭ ‬ابريل‭ ‬يستمر‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬وتتركز‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬وضواحيها‭ ‬وفي‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬البلاد‭ ‬وبعض‭ ‬المناطق‭ ‬الجنوبية‭. ‬

وأسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬3900‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ودفعت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬ملايين‭ ‬آخرين‭ ‬الى‭ ‬مغادرة‭ ‬منازلهم‭ ‬سواء‭ ‬إلى‭ ‬ولايات‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تطاولها‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬بحسب‭ ‬أحدث‭ ‬إحصاءات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

وشهدت‭ ‬مدينة‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬أمس‭ ‬اشتباكات‭ ‬وصفت‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأعنف‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬قتلى‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‭. ‬

وأفاد‭ ‬شهود‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬قرب‭ ‬مقر‭ ‬شرطة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬المركزي‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭. ‬وقال‭ ‬سائق‭ ‬حافلة‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الاشتباكات‭ ‬هي‭ ‬الأعنف‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬ومُنعنا‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلي‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي‮»‬‭. ‬

وأفاد‭ ‬مصدر‭ ‬طبي‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬‮«‬13‭ ‬قتيلا‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المواطنين‭ ‬نتيجة‭ ‬اشتباكات‭ ‬اليوم‮»‬‭ (‬الثلاثاء‭). ‬ونزح‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السودانيين‭ ‬الاثنين‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬روف‭ ‬السكنية‭ ‬بمدينة‭ ‬أم‭ ‬درمان،‭ ‬ضاحية‭ ‬غرب‭ ‬الخرطوم‭ ‬الكبرى،‭ ‬بسبب‭ ‬احتدام‭ ‬القتال‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا