العدد : ١٦٩٩٥ - الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٥ - الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

المجالس البلدية.. أداء ضعيف.. أم أدوار مهمّشة ؟!

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

بلديون: مدن لم يزرها وزير.. ولا وكيل وزارة.. ولا مدير عام منذ سنوات!

لماذا امتلكت المجالس البلدية السابقة صلاحيات أكبر؟

55% من المواطنين: المجالس لا تمتلك الصلاحيات الكافية للقيام بأدوارها!


في‭ ‬عام‭ ‬1919،‭ ‬تأسست‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬وبعدها‭ ‬في‭ ‬عام‭ (‬1920‭) ‬صدر‭ ‬أول‭ ‬قانون‭ ‬للبلديات‭. ‬ونص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تناط‭ ‬إدارة‭ ‬البلدية‭ ‬بعهدة‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬البلدية‭ ‬وهم‭ ‬أشخاص‭ ‬منتخبون‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬ومعينون‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭. ‬

ووفقا‭ ‬لكتاب‭ ‬‮«‬تسعون‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‮»‬،‭ ‬اتسمت‭ ‬مسيرة‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬بميزتين‭ ‬أساسيتين،‭ ‬الأولى‭ ‬ان‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬نشأ‭ ‬بنظام‭ ‬مؤسسي‭ ‬وباعتمادها‭ ‬على‭ ‬القانون‭. ‬والثانية‭ ‬هي‭ ‬إسناد‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬ومراقبة‭ ‬تنفيذه‭ ‬الى‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬الملاك‭ ‬ودافعي‭ ‬الرسوم‭.‬

وبالفعل‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬تشهد‭ ‬انتخابات‭ ‬للبلدية‭ ‬عام‭ ‬1924‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أكثر‭ ‬عراقة‭ ‬مما‭ ‬يتصورها‭ ‬البعض‭ ‬وتعود‭ ‬الى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتجدد‭ ‬بشكل‭ ‬حديث‭ ‬ومتطور‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عام‭ ‬2002‭.‬

والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬على‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الثانية‭ ‬للعمل‭ ‬البلدي‭ ‬بالبحرين،‭ ‬هل‭ ‬اكتسبت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬النضج‭ ‬الكافي‭ ‬الذي‭ ‬يؤهلها‭ ‬لأن‭ ‬تمارس‭ ‬أدوارها‭ ‬المطلوبة‭ ‬منها؟‭ ‬هل‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬والصلاحيات‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالتقرير‭ ‬والمراقبة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والمساهمة‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنهضة‭ ‬الشاملة؟

نظرة‭ ‬المجتمع

عندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬اشبه‭ ‬بحكومات‭ ‬مصغرة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بها،‭ ‬وتحدد‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬أولويات‭ ‬السياسة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للبلدية‭ ‬وتتحقق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬تنفذها‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭. ‬ويكون‭ ‬لأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المرور‭ ‬والقضايا‭ ‬البيئية‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والثقافة‭ ‬ووضع‭ ‬القواعد‭ ‬العامة‭ ‬واللوائح،‭ ‬والإشراف‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬البلدية‭ ‬وبرامجها،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬التمتع‭ ‬بسلطة‭ ‬تنفيذية‭ ‬وتشريعية‭. ‬كما‭ ‬يتعامل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬مثل‭ ‬المرور‭ ‬والبيئة‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والثقافة‭ ‬والرياضة‭. ‬وتلعب‭ ‬المجالس‭ ‬أيضا‭ ‬أدوارا‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وهيكلة‭ ‬وإدارة‭ ‬عمليات‭ ‬الإدارة‭ ‬والميزانية‭ ‬والتخطيط‭ ‬لإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجتمع‭.‬

 

وهنا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬سؤالنا‭ ‬السابق‭: ‬هل‭ ‬تتمتع‭ ‬مجالسنا‭ ‬البلدية‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الطويلة‭ ‬بالصلاحيات‭ ‬والأدوات‭ ‬الكافية؟

في‭ ‬استطلاع‭ ‬‮«‬أعدته‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬امتلاك‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬الأدوات‭ ‬والصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬للقيام‭ ‬بأدوارها،‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬369‭ ‬مواطنا،‭ ‬قال‭ ‬55%‭ ‬منهم‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحيات‭ ‬والأدوات‭ ‬الكافية،‭ ‬ورأى‭ ‬27%‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬فيما‭ ‬رأى‭ ‬18%‭ ‬فقط‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬الصلاحيات‭ ‬الكافية‭!‬

وبالتالي‭ ‬قد‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬ينتظره‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬وبين‭ ‬الواقع‭ ‬القائم‭. ‬

أين‭ ‬المشكلة؟

المادة‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬مرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬35‭) ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬بإصدار‭ ‬قانون‭ ‬البلديات،‭ ‬حددت‭ ‬25‭ ‬اختصاصا‭ ‬واسعا‭ ‬للمجالس،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المخططات‭ ‬العمرانية‭ ‬والعامة،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬الاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬وإصدار‭ ‬القرارات‭ ‬بشأنها،‭ ‬واقتراح‭ ‬فرض‭ ‬الرسوم‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬البلدي‭ ‬وتعديلها‭ ‬والإعفاء‭ ‬منها،‭ ‬ومناقشة‭ ‬وإقرار‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬البلدية‭ ‬للسنة‭ ‬المالية،‭ ‬وتقرير‭ ‬إنشاء‭ ‬وتطوير‭ ‬الحدائق‭ ‬وأماكن‭ ‬الترفيه‭ ‬والأسواق‭ ‬والمسالخ‭ ‬ومدافن‭ ‬النفايات‭ ‬ووضع‭ ‬النظم‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭.‬

إذن‭ ‬أين‭ ‬المشكلة‭ ‬وأين‭ ‬يكمن‭ ‬الخلل؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون؟‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬الأعضاء‭ ‬أنفسهم؟‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والمجالس؟‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬ككل؟

من‭ ‬يراقب‭ ‬المجالس؟

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬فتحت‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬إجابات‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬أطراف‭. ‬وبدايتنا‭ ‬مع‭ ‬طرف‭ ‬محايد‭ ‬وهو‭ ‬الدكتور‭ ‬زكريا‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الخنجي،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬الخنجي‮ ‬للحلول المتقدمة،‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وطالب‭ ‬بتحريك‭ ‬الماء‭ ‬الراكد‭. ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬وصلاحيات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬وضرورة‭ ‬مراقبة‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬وظائفه‭ ‬أهم‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭. ‬

فهل‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬نظرته‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬مقارنة‭ ‬أداء‭ ‬مجالسنا‭ ‬البلدية‭ ‬بنظيرتها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة؟

يجيبنا‭ ‬الدكتور‭ ‬خنجي‭: ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬المقارنة‭ ‬منصفة‭ ‬لأن‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬ابتدأت‭ ‬قبلنا‭ ‬بعقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ولديهم‭ ‬تجربة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬المسألة‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بإمكاننا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتهوا‭ ‬هم‭ ‬ونستفيد‭ ‬من‭ ‬تجربتهم،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ابتدأوا‭ ‬هم‭! ‬

وتابع‭ ‬بقوله‭: ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬التجارب‭ ‬المتقدمة‭ ‬أشبه‭ ‬بحكومات‭ ‬مصغرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدينة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تناط‭ ‬بها‭ ‬مسؤوليات‭ ‬وصلاحيات‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬والتشريع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمدينة‭. ‬

وعندما‭ ‬نرجع‭ ‬الى‭ ‬قانون‭ ‬البلديات،‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الامر،‭ ‬حيث‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يكون‭ ‬للبلدية‭ ‬شخصية‭ ‬اعتبارية‭ ‬وتتمتع‭ ‬بالاستقلال‭ ‬المالي‭ ‬والإداري‭. ‬ونحن‭ ‬إذا‭ ‬فعلنا‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬بشكل‭ ‬فعلي‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬فسترتقي‭ ‬في‭ ‬أدائها‭. ‬

ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬حاليا‭ ‬أن‭ ‬وظيفة‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬هي‭ ‬تقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يعتذر‭ ‬عنها‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬بحجة‭ ‬الميزانية،‭ ‬وتتأجل‭ ‬المشاريع‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭. ‬واحينا‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مشروع‭ ‬مدرج‭ ‬ضمن‭ ‬أأجندة‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬أو‭ ‬البلديات‭ ‬يتم‭ ‬إنجازه‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يفاجأ‭ ‬كباقي‭ ‬المواطنين‭ ‬بالمشروع،‭ ‬هنا‭ ‬يصور‭ ‬ويبادر‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء‭ ‬بزيارة‭ ‬المشروع‭ ‬والتصوير‭ ‬فيه‭ ‬ليظهر‭ ‬بمظهر‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬إنجازا‭ ‬للدائرة‭. ‬تخيل‭ ‬أن‭ ‬احد‭ ‬المواطنين‭ ‬فوجئ‭ ‬بفتح‭ ‬مقهى‭ ‬ملاصق‭ ‬لمنزله،‭ ‬وعندما‭ ‬اتصل‭ ‬بالمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬أكدوا‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬علم‭ ‬لهم‭ ‬بهذا‭! ‬

ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬قوة‭ ‬ويكون‭ ‬لها‭ ‬مواقف‭ ‬مؤثرة‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭. ‬فمثلا‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬حاليا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬ميزانية‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها‭ ‬وانما‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬ميزانية‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭. ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬حاليا‭ ‬أن‭ ‬البلديات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تقرر‭ ‬سنويا‭ ‬الميزانيات‭ ‬للمجالس‭. ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬دوما‭ ‬شكاوى‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الميزانيات‭. ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬شخصيته‭ ‬الاعتبارية‭ ‬المفترضة‭ ‬والمنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالقانون،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬المجالس‭ ‬بإمكانها‭ ‬ان‭ ‬تتجاوز‭ ‬مشكلة‭ ‬الميزانيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتحفيزه‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬المختلفة‭. ‬كأن‭ ‬تحصر‭ ‬احتياجات‭ ‬مناطق‭ ‬معينة‭ ‬او‭ ‬شوارع‭ ‬محددة،‭ ‬ويتم‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬او‭ ‬الشوارع‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بها‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬والخدمة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشمل‭ ‬النظافة‭ ‬وتطوير‭ ‬الحدائق‭ ‬ومواقف‭ ‬السيارات‭ ‬والنواحي‭ ‬الجمالية‭ ‬والخدمات‭ ‬المختلفة‭ ‬والصيانة‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الحالي‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الاعتماد‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬البلدية‭ ‬فقط‭. ‬

*‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ضعف‭ ‬أدوار‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬المجالس‭ ‬نفسها؟‭ ‬الأعضاء؟‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬مثلا؟

**‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تغيير‭ ‬كامل‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬والمنظومة‭. ‬فحاليا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬السائدة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬مرتفعات،‭ ‬الإنارة،‭ ‬جوانب‭ ‬النظافة،‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭! ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬أدوارها‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬البسيطة،‭ ‬وهي‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لأربع‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭ ‬لتطوير‭ ‬المحافظة‭ ‬بأكملها‭ ‬وليس‭ ‬الدوائر‭ ‬منفصلة‭. ‬والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬قدم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل؟‭ ‬

هنا‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬اللوم‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬لا‭ ‬يلقى‭ ‬على‭ ‬أشخاص‭ ‬وانما‭ ‬على‭ ‬المنظومة‭ ‬ككل‭. ‬فأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأنه‭ ‬حتى‭ ‬الأعضاء‭ ‬لا‭ ‬يعون‭ ‬هذا‭ ‬الدور،‭ ‬وانما‭ ‬يعملون‭ ‬كردود‭ ‬أفعال‭ ‬فقط،‭ ‬بمعنى‭ ‬متابعة‭ ‬طلب‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬وذاك‭ ‬لإرضائهم‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬هو‭ ‬صوت‭ ‬انتخابي‭. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬منظومة‭ ‬وخطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬دوائر‭ ‬المحافظة‭. ‬

وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬تتحمل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬مسؤولية‭ ‬ضعف‭ ‬الأداء‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المجالس‭. ‬وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فإننا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نخطط‭ ‬لنهوض‭ ‬البلد‭ ‬بالكامل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬والوزارات‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬الموجودة،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬لدينا‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭. ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬كامل‭ ‬ومتكامل‭ ‬لتطوير‭ ‬المناطق‭ ‬ككل،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬مقترحات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬كونها‭ ‬الأقرب‭ ‬الى‭ ‬المواطنين‭ ‬والأدرى‭ ‬باحتياجات‭ ‬الدوائر‭ ‬والمحافظات،‭ ‬حيث‭ ‬يصدر‭ ‬كل‭ ‬مجلس‭ ‬تقريرا‭ ‬شاملا‭ ‬للمحافظة‭ ‬حول‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاحتياجات‭ ‬التطويرية‭.‬

ولكن‭ ‬عندما‭ ‬نجد‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يمثل‭ ‬إشكالية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬التطوير‭ ‬وفي‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬والأجهزة‭ ‬التنفيذية‭. ‬بدليل‭ ‬اننا‭ ‬نسمع‭ ‬دائما‭ ‬شكاوى‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بأنهم‭ ‬يقدمون‭ ‬المقترحات‭ ‬ولا‭ ‬يجدون‭ ‬تجاوبا‭ ‬وتفاعلا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭.‬

*‭ ‬ولكن‭ ‬ألا‭ ‬تعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬اتهام‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بالضعف‭ ‬أو‭ ‬التقصير‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يشتكون‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬سحب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصلاحيات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الميزانية؟

**‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الأمر‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‭ ‬ونبحث‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬تقليص‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسات‭ ‬خاطئة؟‭ ‬وإذا‭ ‬ثبت‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحيات‭ ‬قد‭ ‬سحبت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مبرر،‭ ‬فيجب‭ ‬ان‭ ‬يطالبوا‭ ‬بها‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬القانون‭. ‬وإذا‭ ‬سحبت‭ ‬بعض‭ ‬الصلاحيات،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أدوارا‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬تنص‭ ‬عليها‭ ‬مواد‭ ‬القانون‭ ‬يمكنهم‭ ‬النهوض‭ ‬بها‭.‬

وهناك‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نغفل‭ ‬عنه،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬يقيّم‭ ‬أداء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية؟‭ ‬فعندما‭ ‬تمنح‭ ‬الصلاحيات‭ ‬لجهة‭ ‬او‭ ‬اشخاص،‭ ‬ثم‭ ‬حدثت‭ ‬عشوائية‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬لإرضاء‭ ‬الناخبين‭ ‬او‭ ‬لنقص‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬والخبرات،‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬تقييم‭ ‬هذا‭ ‬الأداء،‭ ‬وأول‭ ‬من‭ ‬يقيّم‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬بالحضور‭ ‬في‭ ‬الجلسات،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجلس‭ ‬دوري‭ ‬عام‭ ‬يجمع‭ ‬المواطنين‭ ‬بالأعضاء‭ ‬كي‭ ‬يقيّموهم‭ ‬ويوجهوهم‭ ‬بصراحة‭.‬

ويضاف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬تراقب‭ ‬أداء‭ ‬وأعمال‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقارير‭ ‬متكاملة‭ ‬تضمن‭ ‬الحيادية‭ ‬وعدم‭ ‬المحاباة‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الرؤية‭ ‬والمشاريع‭ ‬المتكاملة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬للنهوض‭ ‬بجميع‭ ‬المحافظات‭ ‬والمناطق‭.‬

ومع‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الفاعلة‭ ‬والخطط‭ ‬المتكاملة‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬الأخطاء‭ ‬والعشوائية،‭ ‬فمثلا‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سكنية‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬صناعية،‭ ‬وإلى‭ ‬عشوائيات‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬أراد‭ ‬إرضاء‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭. ‬

أعلى‭ ‬من‭ ‬مكافآت‭ ‬الأعضاء‭!‬

ننقل‭ ‬موضوعنا‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬نفسها،‭ ‬لنكون‭ ‬بداية‭ ‬في‭ ‬ضيافة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬النعار،‭ ‬وسؤالنا‭ ‬له‭: ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التقدمة؟‭ ‬

وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬أجاب‭ ‬مباشرة‭: ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬بين‭ ‬تجربة‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتجربتنا‭ ‬في‭ ‬البحرينية‭ ‬بسبب‭ ‬اختلاف‭ ‬الثقافة‭ ‬والخصوصية‭. ‬فمثلا‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬الأمنية‭ ‬والغرامات‭ ‬ووضع‭ ‬الأنظمة‭ ‬وغيرها‭ ‬قد‭ ‬تلحق‭ ‬باختصاصات‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬عندنا‭. ‬

لكن‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬جانب‭ ‬الصلاحيات،‭ ‬نعم‭ ‬نقول‭ ‬ان‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬للأسف‭ ‬مازالت‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬الصلاحيات‭ ‬والأدوات‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬نطمح‭ ‬إليها‭ ‬ونطالب‭ ‬بها‭. ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تفعيل‭ ‬صلاحياتها‭ ‬ورفع‭ ‬سقفها‭. ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ميزانيات‭. ‬أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬اي‭ ‬علاوة‭ ‬غير‭ ‬المكافأة‭ ‬التي‭ ‬يتسلمها،‭ ‬وهي‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬لم‭ ‬تزد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬بل‭ ‬ان‭ ‬رواتب‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬أعلى‭ ‬مما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭.‬

وعندما‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬البلديات‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬حدد‭ ‬صلاحيات‭ ‬المجالس‭ ‬وأدوارها،‭ ‬والتي‭ ‬بمجملها‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬المقترحات‭ ‬للوزارة،‭ ‬وتقديم‭ ‬شكاوى‭ ‬وملاحظات‭ ‬المواطنين‭ ‬مع‭ ‬التساؤلات،‭ ‬ولكن‭ ‬بالمقابل‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المجالس‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬صلاحية‭ ‬محاسبة‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬تنفيذية‭ ‬لا‭ ‬تستجيب‭ ‬لتلك‭ ‬المقترحات‭ ‬او‭ ‬المطالب‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعرضنا‭ ‬للإحراج‭ ‬ومواقف‭ ‬صعبة‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬والناخبين‭ ‬الذين‭ ‬يتصورون‭ ‬أن‭ ‬التقصير‭ ‬من‭ ‬قبلنا‭. ‬فنحن‭ ‬الأقرب‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭ ‬والأكثر‭ ‬تواصلا‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬ومعرفة‭ ‬باحتياجاتهم‭. ‬والمواطن‭ ‬ينتظر‭ ‬الكثير‭ ‬منا،‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬نواجه‭ ‬طلبات‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬اختصاصاتنا،‭ ‬تصور‭ ‬تصلنا‭ ‬حتى‭ ‬طلبات‭ ‬توظيف،‭ ‬وأحينا‭ ‬طلبات‭ ‬مساعدة‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬أجهزة‭ ‬كهربائية‭ ‬مثل‭ ‬مكيفات‭!. ‬وللأسف‭ ‬مازال‭ ‬الكثيرون‭ ‬غير‭ ‬واعين‭ ‬بأدوار‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭. ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬نحن‭ ‬نتحمل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬التوعية‭ ‬بأدوار‭ ‬المجالس‭ ‬ودورها‭ ‬كسلطة‭ ‬رقابية‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭. ‬ولدينا‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقابية‭ ‬ما‭ ‬يكفي،‭ ‬ولكن‭ ‬الإشكالية‭ ‬والضعف‭ ‬في‭ ‬الأعضاء‭ ‬أنفسهم،‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬حتى‭ ‬صلاحياتهم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬البلديين‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬العمل‭ ‬البلدي،‭ ‬فمثلا‭ ‬ساعد‭ ‬أعضاء‭ ‬سابقون‭ ‬مواطنين‭ ‬على‭ ‬مخالفات‭ ‬بناء‭ ‬ووعدوهم‭ ‬بتجاوزها،‭ ‬ومازال‭ ‬مواطنون‭ ‬متورطين‭ ‬بهذه‭ ‬المخالفات‭. ‬

*‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬أقوى‭ ‬وتمتلك‭ ‬صلاحيات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭. ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬دقة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟‭ ‬

**‭ ‬نعم،‭ ‬كانت‭ ‬الصلاحيات‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الأولى‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬وكانت‭ ‬لأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كلمة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الآن‭. ‬وكان‭ ‬للمجالس‭ ‬ميزانيات‭ ‬خاصة‭ ‬تتصرف‭ ‬بها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النثريات‭ ‬والموظفون‭ ‬والتشغيل‭ ‬والأنشطة،‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬كان‭ ‬يحصل‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحيات‭ ‬او‭ ‬الميزانيات،‭ ‬وانما‭ ‬يتم‭ ‬الامر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬ووزارة‭ ‬البلديات‭. ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬المجالس‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬واعتماد‭ ‬المشاريع‭. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬وتداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬الميزانيات‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭. ‬

ثم‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬جديدة‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬الخبرة‭ ‬والتجربة‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬إيجابيات‭ ‬وسلبيات‭. ‬والأعضاء‭ ‬السابقون‭ ‬اجتهدوا‭ ‬فعلا‭ ‬وقدموا‭ ‬الكثير،‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭. ‬وبالمقابل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬او‭ ‬عدم‭ ‬تعاون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭.‬

فمثلا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬فوجئنا‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أخطاء‭ ‬متعددة‭. ‬وبحكم‭ ‬صلاحياتنا‭ ‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬الوزير‭ ‬المعني‭ ‬اجتماعا‭ ‬عاجلا‭ ‬مع‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية،‭ ‬ثم‭ ‬رفعنا‭ ‬الأمر‭ ‬الى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ووجدنا‭ ‬اهتماما‭ ‬ومتابعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭. ‬وعقدت‭ ‬اجتماعات،‭ ‬حتى‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬حول‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬الخلاف‭. ‬

والأمر‭ ‬الجيد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬برئاسة‭ ‬وزير‭ ‬البلديات‭ ‬ورؤساء‭ ‬المجالس‭ ‬والوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬وذلك‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭. ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لتجاوز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬واخذ‭ ‬ملاحظات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭. ‬وإجمالا‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬بأننا‭ ‬بتنا‭ ‬نلمس‭ ‬تجاوبا‭ ‬جيدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬خاصة‭ ‬وزارة‭ ‬الاشغال‭. ‬وبعض‭ ‬الوزراء‭ ‬لا‭ ‬يتأخرون‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬الأعضاء‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬إليهم‭.‬

مجالس‭ ‬مهمشة

وجهتنا‭ ‬التالية‭ ‬هي‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية،‭ ‬حيث‭ ‬التقينا‭ ‬العضو‭ ‬محمد‭ ‬سعد‭ ‬الدوسري،‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬سابقة‭ ‬تتعلق‭ ‬بوجود‭ ‬إشكالية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬أدوار‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭. ‬وفي‭ ‬سؤالنا‭ ‬عن‭ ‬مقصده‭ ‬بذلك‭ ‬أجاب‭: ‬

فعلا‭ ‬هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬اختصاصات‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬والبلدي‭. ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يطلب‭ ‬منا‭ ‬وظائف،‭ ‬والبعض‭ ‬يطلب‭ ‬تحويل‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الى‭ ‬مدرسة‭. ‬والبعض‭ ‬يتصل‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬مشكلة‭ ‬تسريب‭ ‬مياه‭ ‬وغيرها‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬المجلس‭. ‬فمثلا‭ ‬هناك‭ ‬خطوط‭ ‬ساخنة‭ ‬خصصتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬مثل‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والاشغال‭ ‬وطوارئ‭ ‬المياه‭ ‬وحتى‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬وغيرها‭. ‬واشغال‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بأمور‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬اختصاصهم‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬عملهم‭ ‬الأساسي‭.‬

*‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المتاحة‭ ‬لأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدي؟‭ ‬فالاستطلاعات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المواطنين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬الأدوات‭ ‬الكافية‭ ‬لتقديم‭ ‬إنجازات‭ ‬مقنعة‭!‬

**‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬المجالس‭ ‬تقوم‭ ‬بأدوار‭ ‬جيدة‭ ‬وتجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬لدراسة‭ ‬المقترحات‭ ‬والخطط‭ ‬الطويلة‭ ‬المدى‭ ‬وتقديمها‭ ‬الى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭. ‬وهي‭ ‬تشمل‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبيرة‭ ‬والجسور‭ ‬والمخططات‭ ‬العامة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬عقود‭ ‬النظافة‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬يدرس‭ ‬منطقته‭ ‬والنواقص‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬ثم‭ ‬يقدم‭ ‬الخطابات‭ ‬والمقترحات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدورية‭ ‬أو‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭. ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬أنجزت‭ ‬فعلا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تحركات‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭.‬

ولكن‭ ‬الإشكالية‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يتصل‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬ويقدم‭ ‬شكوى‭ ‬او‭ ‬فكرة‭ ‬ومقترحا‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنجز‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قنوات‭ ‬يفترض‭ ‬اتباعها‭ ‬مثل‭ ‬تقديم‭ ‬خطاب‭ ‬رسمي‭ ‬يتم‭ ‬دراسته‭ ‬وتقديمه‭ ‬للجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭. ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬مساندة‭ ‬من‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬يكون‭ ‬موقفه‭ ‬أضعف‭. ‬بالمقابل،‭ ‬هناك‭ ‬صلاحيات‭ ‬سلبت‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬أبرزها‭ ‬الميزانية‭ ‬والنثريات‭. ‬

*‭ ‬ولماذا‭ ‬سلبت‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحيات‭ ‬في‭ ‬رأيك؟

**‭ ‬ربما‭ ‬لتراكمات‭ ‬سابقة‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬التصرف‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭. ‬وبالتالي‭ ‬بات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للعضو‭ ‬ان‭ ‬ينفذ‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬متكامل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬وانما‭ ‬يقدم‭ ‬المقترحات‭ ‬والدراسات‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭ ‬التي‭ ‬تدرسها‭ ‬وترى‭ ‬مدى‭ ‬إمكانية‭ ‬تنفيذها‭ ‬وفقا‭ ‬للميزانية،‭ ‬ولكن‭ ‬اجمالا‭ ‬سلب‭ ‬الميزانية‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬أدائها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬

*‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬ودور‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة؟

**‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المقارنة‭ ‬بيننا‭ ‬وبينهم‭. ‬فلكل‭ ‬تجربة‭ ‬خصائصها،‭ ‬ولكن‭ ‬مجالسنا‭ ‬البلدية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬صلاحيات‭ ‬وأدوات‭ ‬وشخصية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الحالي‭. ‬

وفي‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬الإشكالية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى‭ ‬وهي‭ ‬تعاون‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬الاخرى‭. ‬فمثلا‭ ‬منذ‭ ‬2018‭ ‬طلبت‭ ‬مقابلة‭ ‬عدة‭ ‬وزراء‭ ‬لنقاش‭ ‬بعض‭ ‬احتياجات‭ ‬الدائرة‭ ‬ولم‭ ‬أقابلهم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬فعلا‭. ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يصعب‭ ‬مقابلة‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭! ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬يقابلوننا‭ ‬فعلا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬أفهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المجالس‭ ‬والجهات‭ ‬التنفيذية؟

**‭ ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬إشكالية،‭ ‬ولكنها‭ ‬علاقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭. ‬فنحن‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬بأن‭ ‬لديهم‭ ‬التزامات‭ ‬وانشغالات‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دورنا‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬وإيصال‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭. ‬وهناك‭ ‬بروتوكول‭ ‬للقاءات‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬كاملة‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬اللقاء‭ ‬والمواضيع‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬نقاشها،‭ ‬والانتظار‭ ‬لتحديد‭ ‬موعد‭. ‬وهنا‭ ‬الإشكالية‭ ‬حيث‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تجاوب‭ ‬أكبر‭. ‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬مثل‭ ‬الوزراء‭ ‬والوكلاء‭ ‬والمديرين‭ ‬العامين‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬النزول‭ ‬الميداني‭ ‬للمناطق‭ ‬للوقوع‭ ‬على‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬نلمس‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬بل‭ ‬نطالب‭ ‬حتى‭ ‬مديرين‭ ‬عامين‭ ‬بزيارة‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬او‭ ‬تلك‭ ‬ولا‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬استجابة‭.‬

لذلك‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬بصراحة‭ ‬ان‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ليست‭ ‬مقصرة‭ ‬وإنما‭ ‬مهمشة‭. ‬فهي‭ ‬تعمل‭ ‬وتقدم‭ ‬المقترحات‭ ‬والدراسات،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬تجاوبا‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬لم‭ ‬ينفذ‭ ‬لنا‭ ‬أي‭ ‬مقترح‭! ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مقترح‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المناطق؟‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬المنطقة‭ ‬والأهالي‭ ‬ونقوم‭ ‬بدراستها‭ ‬وإعداد‭ ‬التقارير‭ ‬بشأنها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختصين‭ ‬ومهندسين‭. ‬

وللأسف‭ ‬نواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانتقاد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذي‭ ‬يتصورون‭ ‬اننا‭ ‬لا‭ ‬نفعل‭ ‬شيئا‭ ‬ونحظى‭ ‬بمميزات‭ ‬وعلاوات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬هو‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬علاوة‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬بدل‭ ‬سيارة‭ ‬أو‭ ‬بدل‭ ‬هاتف‭. ‬

ثم‭.. ‬ماهي‭ ‬درجة‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬يوازي‭ ‬مديرا‭ ‬عاما‭ ‬مثلا؟‭ ‬إذن‭ ‬أعطني‭ ‬صلاحيات‭ ‬المدير‭ ‬ومميزات‭ ‬المديرين‭. ‬ففي‭ ‬أول‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬نظمت‭ ‬لنا‭ ‬تم‭ ‬إبلاغنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مستشار‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬أن‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬يوازي‭ ‬منصبه‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬مساعد‭!.. ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬نحضر‭ ‬فعاليات‭ ‬يتم‭ ‬وضعنا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الصف‭ ‬خلف‭ ‬المديرين‭! ‬

تصور‭ ‬أحيانا‭ ‬نحاول‭ ‬الاتصال‭ ‬بمدير‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬ولا‭ ‬يردون‭ ‬علينا‭! ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬اتصالاتنا‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬إلا‭ ‬بمطالبات‭ ‬الأهالي‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالبحرين‭. ‬

برستيج‭!‬

‭ ‬نبقى‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬ومحدثنا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬العضو‭ ‬عبدالله‭ ‬مبارك‭ ‬القبيسي،‭ ‬فكيف‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الإشكالية؟

يقول‭ ‬القبيسي‭: ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬أدوار‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬مازالت‭ ‬لا‭ ‬ترتقي‭ ‬الى‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب‭. ‬ولعل‭ ‬هناك‭ ‬أسبابا‭ ‬تراكمية‭ ‬لهذه‭ ‬الحالة‭. ‬فمثلا‭ ‬أسهمت‭ ‬ممارسات‭ ‬بعض‭ ‬أسلافنا‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬دور‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭. ‬فعندما‭ ‬بدأت‭ ‬التجربة‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬طغى‭ ‬عليها‭ ‬طابع‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬والتحزبات‭ ‬داخل‭ ‬المجالس‭. ‬وكل‭ ‬كتلة‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬الرئاسة‭ ‬والمناصب،‭ ‬ويعملون‭ ‬وفق‭ ‬أجندة‭ ‬معينة‭ ‬وتوجه‭ ‬محدد‭ ‬يضيع‭ ‬جهود‭ ‬الأعضاء‭ ‬المستقلين‭. ‬

والأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬أن‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تعاني‭ ‬أحيانا‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬مثلا‭. ‬كأن‭ ‬تأتي‭ ‬تعليمات‭ ‬بألا‭ ‬نطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬نناقش‭ ‬ذلك‭ ‬المشروع‭!. ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قرارات‭ ‬صوت‭ ‬عليها‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬بالإجماع‭ ‬ولم‭ ‬ينفذها‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭! ‬وهذا‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬نفسه‭ ‬ومحاسبته‭ ‬للجهات‭ ‬التنفيذية‭. ‬

وما‭ ‬يزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬أدوار‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬هو‭ ‬مساهمة‭ ‬بعض‭ ‬رئاسات‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬في‭ ‬إضعافها‭. ‬فالبعض‭ ‬مثلا‭ ‬يتخذ‭ ‬الأمر‭ (‬برستيج‭) ‬ومنصبا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬مسؤولية‭ ‬رقابية،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬نلمس‭ ‬شبه‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬ورئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬بحسب‭ ‬اللوائح‭ ‬الداخلية‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬محايدا‭ ‬تماما‭ ‬ويمسك‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬المنتصف‭. ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬رؤساء‭ ‬المجالس‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬العضو‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬مقابلته‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬طلبا‭ ‬مكتوبا‭ ‬بذلك؟‭.‬

*‭ ‬ألا‭ ‬تمتلكون‭ ‬أدوات‭ ‬وصلاحيات‭ ‬كافية‭ ‬لفرض‭ ‬رؤيتكم؟

**‭ ‬لدينا‭ ‬أدوات‭ ‬مثل‭ ‬السؤال‭ ‬وهو‭ ‬أشبه‭ ‬باستجواب‭ ‬مصغر‭. ‬وللأسف‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬يمارسون‭ ‬هذه‭ ‬الأداة‭ ‬بالشكل‭ ‬الكامل‭. ‬وبالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬أعضاء‭ ‬وانا‭ ‬منهم‭ ‬يستخدمونه‭ ‬بكثافة‭. ‬ففي‭ ‬الدور‭ ‬السابق‭ ‬استخدمته‭ ‬70‭ ‬مرة‭.‬

والتحدي‭ ‬الآخر،‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬محامٍ‭ ‬أو‭ ‬محاسب‭ ‬أو‭ ‬مهندس‭ ‬للاستشارات،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المجالس‭ ‬لديهم‭. ‬وهذا‭ ‬حق‭ ‬أصيل‭ ‬للمجالس‭. ‬ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬نطالب‭ ‬بتوفير‭ ‬ذلك‭ ‬ولم‭ ‬نحصل‭ ‬عليه‭. ‬

وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أمام‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬هناك‭ ‬تذبذبا‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المجالس‭. ‬فاغلب‭ ‬الصلاحيات‭ ‬مازالت‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التجربة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الصلاحيات‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المجالس‭ ‬وتعاون‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى‭. ‬وإلا‭ ‬كيف‭ ‬تفسر‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬مقترحات‭ ‬ومشاريع‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‭ ‬ويصوت‭ ‬عليها‭ ‬المجلس‭ ‬بالإجماع،‭ ‬وتقدم‭ ‬للوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬ويبقى‭ ‬سنوات‭ ‬للدراسة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تنفيذ‭!. ‬أحيانا‭ ‬بسبب‭ ‬الميزانية‭ ‬وأحيانا‭ ‬لأعذار‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬تغيير‭ ‬وزراء‭ ‬او‭ ‬وكلاء‭ ‬وزارات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مديرين‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تبقى‭ ‬المشاريع‭ ‬متوقفة‭.‬

ودعني‭ ‬أضرب‭ ‬لك‭ ‬مثالا،‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬أنجزت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الصفر‭! ‬ومنذ‭ ‬2010‭ ‬لم‭ ‬ينفذ‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬قدمناه‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مستشفى‭ ‬وملاعب‭ ‬ونادٍ‭ ‬ومكتبة‭ ‬عامة‭ ‬ومجمعات‭ ‬وسوق‭ ‬مركزي‭ ‬وخدمات،‭ ‬بل‭ ‬تم‭ ‬تجميد‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬التصنيف‭ ‬السكني‭. ‬وعندما‭ ‬نقدم‭ ‬مقترحات‭ ‬لمشاريع‭ ‬نجد‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬عائقا،‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات،‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬عائقا،‭ ‬فكيف‭ ‬ننجز‭ ‬المشاريع؟

والأسوأ‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬لا‭ ‬يقابلون‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ولا‭ ‬المواطنين‭. ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬منذ‭ ‬2017‭ ‬لم‭ ‬يدخلها‭ ‬وزير‭ ‬أو‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭! ‬بل‭ ‬لم‭ ‬يتجول‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬مدير‭ ‬عام‭! ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬التقينا‭ ‬الوزير‭ ‬كانت‭ ‬عندما‭ ‬حلفنا‭ ‬على‭ ‬القسم‭!. ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الأمور‭ ‬أمامنا‭ ‬هو‭ ‬مقابلة‭ ‬وكيل‭ ‬الوزارة‭ ‬أو‭ ‬المديرين‭!‬

والمشكلة‭ ‬الأخرى‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬طرح‭ ‬فرصة‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬تم‭ ‬تقليص‭ ‬أعداد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تعويضهم‭ ‬بطاقات‭ ‬أخرى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬تشكل‭ ‬تحديا‭ ‬أمامنا‭.  ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬مما‭ ‬أضعف‭ ‬أدوار‭ ‬المجالس‭ ‬هو‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬يخلطون‭ ‬بين‭ ‬أدوارهم‭ ‬والعمل‭ ‬البلدي‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬أداؤه‭ ‬ضعيفا‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬التشريعي‭ ‬بالمجلس‭ ‬النيابي،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعويض‭ ‬ذلك‭ ‬بعمل‭ ‬بلدي‭! ‬

 

 

رئيس مجلس أمانة العاصمة: الصلاحيات موجودة وما تغير هو آليات التطبيق

التأخير فـي تنفيذ بعض المشاريع لا يعني مساسا بالصلاحيات أو تهميشا للمجالس


ضيفنا‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬المهندس‭ ‬صالح‭ ‬طرادة‭. ‬وهذا‭ ‬المجلس‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬كونه‭ ‬ليس‭ ‬منتخبا،‭ ‬وإنما‭ ‬معين‭ ‬وفقا‭ ‬للمرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬72‭) ‬لسنة‭ ‬2022‭. ‬

فهل‭ ‬تتفق‭ ‬رؤاه‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬طرح‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬سابقة؟

الملاحظة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يسوقها‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الدقة‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬تجربة‮»‬‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬واقتصارها‭ ‬على‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬فهي‭ ‬مسيرة‭ ‬وليست‭ ‬تجربة،‭ ‬ويبرر‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬بدايات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تعود‭ ‬الى‭ ‬حوالي‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬والشراكة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأهالي‭ ‬تعود‭ ‬الى‭ ‬بدايات‭ ‬تأسيس‭ ‬البلديات‭ ‬وإصدار‭ ‬القانون‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬1919،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬عندنا‭ ‬يسبق‭ ‬حتى‭ ‬البرلماني‭. ‬

*‭ ‬هذا‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬سؤالنا‭ ‬الجوهري‭: ‬أمام‭ ‬هذه‭ (‬المسيرة‭) ‬الطويلة،‭ ‬هل‭ ‬تتمتع‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الصلاحيات‭ ‬والأدوات‭ ‬والأدوار؟

**‭ ‬نعم،‭ ‬يجيبنا‭ ‬المهندس‭ ‬طرادة،‭ ‬فمازالت‭ ‬الصلاحيات‭ ‬متاحة‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬وبالشكل‭ ‬الكافي‭. ‬فمثلا‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬طرف‭ ‬فتح‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية؟‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تغيير‭ ‬تصنيف‭ ‬الأراضي‭ ‬أو‭ ‬الطرق‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬زوايا‭ ‬أو‭ ‬هدم‭ ‬مبانٍ‭ ‬وإعادة‭ ‬بنائها‭ ‬أو‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬وحدائق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬المجالس؟‭ ‬ربما‭ ‬ما‭ ‬تغير‭ ‬هو‭ ‬الآليات‭ ‬وطريقة‭ ‬التطبيق،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬الصلاحيات‭ ‬موجودة‭. ‬لذلك‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬تهميشا‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭. ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭. ‬ولو‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬البلديات،‭ ‬المتعلقة‭ ‬باختصاصات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاختصاصات‭ ‬مطبقة‭ ‬بحذافيرها‭.‬

*‭ ‬ولكن‭ ‬شكوى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدم‭ ‬تعاون‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬للمقترحات‭ ‬التي‭ ‬يقدمونها؟

**‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬مختلف،‭ ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬ان‭ ‬المسؤوليات‭ ‬موجودة‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬تمر‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات‭ ‬بمراحل‭ ‬ومحطات‭ ‬ودراسة،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتأثر‭ ‬بعوامل‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬توافر‭ ‬الميزانيات‭ ‬والأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والظروف‭ ‬العامة‭ ‬والأولويات‭. ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬وجود‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬المساس‭ ‬بالصلاحيات‭ ‬ولا‭ ‬الأدوات‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬تهميشا‭ ‬للمجالس‭. ‬

*‭ ‬ألم‭ ‬تسحب‭ ‬بعض‭ ‬الصلاحيات‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬مثل‭ ‬الميزانية‭ ‬وتصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬وغيرها؟

**‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬العمل‭. ‬ففي‭ ‬بدايات‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬الكافي‭ ‬للأعضاء‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تخصيص‭ ‬مبالغ‭ ‬للنثريات‭ ‬والميزانيات،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬لهذه‭ ‬المبالغ‭ ‬هو‭ ‬التوعية‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬النظافة‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭. ‬وعندما‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬عقود‭ ‬النظافة،‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬هذه‭ ‬الميزانيات‭ ‬لاستثمارها‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬أخرى‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الأهداف‭. ‬

*‭ ‬بصراحة‭.. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المجالس‭ ‬والأجهزة‭ ‬التنفيذية؟‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشتكي‭ ‬منه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭.‬

**‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬لا‭ ‬نواجه‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬توجيهات‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالتعاون‭ ‬التام‭ ‬مع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬وهناك‭ ‬متابعة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الامر‭ ‬بدقة‭. ‬مثل‭ ‬نوع‭ ‬المقترحات‭ ‬وأولوياتها‭ ‬وطبيعة‭ ‬طلبات‭ ‬المقابلات‭ ‬وأهدافها‭ ‬وتوقيتها‭ ‬وأسلوب‭ ‬وقنوات‭ ‬تقديمها‭ ‬وطرق‭ ‬التواصل‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭. ‬فاليوم‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الاجتماعات‭ ‬حضورية‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬إيصال‭ ‬المطالب‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعبر‭ ‬الصحافة‭. ‬وعدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذه‭ ‬مبررا‭ ‬أو‭ ‬عقبة‭. ‬

*‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬أسهمت‭ ‬بعض‭ ‬ممارسات‭ ‬المجالس‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬صورة‭ ‬ليست‭ ‬إيجابية‭ ‬حول‭ ‬العمل‭ ‬البلدي؟

**‭ ‬نعم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭. ‬فمثلا‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬ترميم‭ ‬البيوت‭ ‬الآيلة‭ ‬للسقوط‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬واضحا،‭ ‬حيث‭ ‬وجدنا‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬للمبالغ‭ ‬المخصصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض‭. ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬خطأة‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬اثنين‭ ‬يتم‭ ‬تعميم‭ ‬الإشكالية‭. ‬و‭ ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭. ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬تصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬والاستعاضة‭ ‬بالمجمعات‭ ‬التجارية‭. ‬

وأمام‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬لإصلاح‭ ‬الوضع‭ ‬او‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الصلاحيات‭ ‬لإيقاف‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لوم‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬

ثم‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬شخص‭ ‬متخصص‭ ‬لديه‭ ‬خبرة‭ ‬كافية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬تم‭ ‬انتخابه‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬متخصص‭ ‬وليس‭ ‬ملما‭ ‬بالجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬والإدارية‭ ‬والبيئية‭ ‬والهندسية‭ ‬والخدمية‭ ‬والتصاميم‭. ‬

*‭ ‬مع‭ ‬التسليم‭ ‬بكل‭ ‬ذلك،‭ ‬برأيك‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬ينقص‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن؟

**‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬اننا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬جوانب‭ ‬لتطوير‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬وهي‭: ‬

‭- ‬تكثيف‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتقنيات‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭. ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬احتياجات‭ ‬المناطق‭ ‬وتحليلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬تقنية‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬مراكز‭ ‬تحكم‭ ‬ومراقبة‭ ‬متخصصة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.‬

‭- ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬مشاكل‭ ‬وهموما‭ ‬متقاربة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬والكفاءة‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬التكاليف‭.‬

‭- ‬اشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ألا‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬مثلا،‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شراكة‭ ‬من‭ ‬البداية‭.‬

‭- ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬بحيث‭ ‬ينطلق‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬واحد‭.‬

‭- ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬والبحوث‭ ‬حول‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬والاحتياجات‭ ‬والمشكلات،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا