إطلاق الحوار الاستراتيجي الأول بين البحرين والمملكة المتحدة
عقد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية اجتماعا مع اللورد طارق أحمد، وزير الدولة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بوزارة الخارجية والتنمية بالمملكة المتحدة، في مقر وزارة الخارجية البريطانية، وذلك بمناسبة زيارة وزير الخارجية للمملكة المتحدة، وإطلاق الحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين الصديقين.
تم خلال الاجتماع بحث علاقات الصداقة والشراكة الوثيقة بين البلدين الصديقين، وسبل الارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستويات أكثر شمولا واتساعا، وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والاجتماعية، بما يعود بالنفع والخير على البلدين والشعبين الصديقين، وبما يخدم مصالحهما المتبادلة.
كما ناقش الوزيران تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والحرب الدائرة في قطاع غزة، والجهود الدولية التي تبذل من أجل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين واطلاق سراح المحتجزين والرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية، وآفاق تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
حضر الاجتماع الشيخ فواز بن محمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة، الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل الوزارة للشؤون السياسية، السفير أليستر لونج سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين، والوفد المرافق لوزير الخارجية.
بعدها ترأس الوزيران اجتماع اللجنة البحرينية البريطانية المشتركة، بمشاركة وفدين من البلدين بحضور كبار المسؤولين في الوزارات والجهات المختصة بالتعاون الثنائي المشترك.
وفي بداية الجلسة ألقى اللورد طارق أحمد كلمة أعرب فيها عن ترحيبه بزيارة وزير الخارجية للمملكة المتحدة، وعقد أول حوار استراتيجي بين البلدين الصديقين للارتقاء بالتعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، منوها بالجهود الطيبة التي تقوم بها فرق العمل المشتركة المنبثقة عن اللجنة الوزارية المختصة لتوسيع آفاق التعاون المشترك، مشيرا إلى أهمية انعقاد هذا الحوار في ظل الظروف السياسية الراهنة التي تمر بها المنطقة والتصعيد الدائر في قطاع غزة.
كما ألقى وزير الخارجية كلمة أكد فيها أن فريق العمل المشترك البحريني البريطاني أظهر التزاما مشتركا بالنهوض بالشراكة الثنائية بين البلدين التي تستند إلى القيم والمبادئ المشتركة، بهدف المساهمة في الأمن والتنمية والاستقرار والازدهار للبلدين الصديقين والعالم أجمع.
وأشاد وزير الخارجية بنتائج الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى المملكة المتحدة في يوليو 2023م، والتي توجت بالتوقيع على اتفاقية «شراكة الاستثمار والتعاون الاستراتيجي» بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، والتي تهدف إلى تسهيل استثمارات إضافية تزيد عن 1 مليار جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، ودعم تنويع اقتصاد البحرين، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال التكنولوجيا النظيفة وخدمات الأعمال والتصنيع.
وأعرب وزير الخارجية عن سعادته بأن تبدأ مملكة البحرين والمملكة المتحدة في إقامة الحوار الاستراتيجي الأول بينهما مما يدل على التزام الطرفين المشترك بالتعاون والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة.
وأشار وزير الخارجية إلى تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط والتصعيد الدائر في غزة، مشددا على أهمية إدانة الأعمال التي تحرض على الكراهية والتطرف والعنف، ودعوة المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى وقف التصعيد والدخول في حوار، والسعي إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل دائم لهذا الصراع، مؤكدا التزام مملكة البحرين الراسخ بتعزيز الاحترام المتبادل والتسامح والتعايش السلمي والحوار بين شعوب العالم.
وبحث الجانبان مجالات التعاون في خطة العمل المشتركة والقضايا والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، ومن بينها التعاون المتعدد الأطراف، وآخر المستجدات بشأن التعاون الأمني، وأوجه تعزيز التعاون التجاري.
واستمع الوزيران من ممثلي الجهات المعنية في اللجنة المشتركة الى شرح تناول ما تم تنفيذه من مبادرات ومشاريع ضمن خطة العمل تتعلق بالتعاون الأمني والتبادل التجاري وحقوق الإنسان، والجهود التي تبذل لتوسيع آفاق التعاون المشترك والارتقاء به بما يخدم المصالح والأهداف المشتركة.وقد قرر الجانبان رفع مستوى التعاون الثنائي بين البلدين من لجنة مشتركة إلى حوار استراتيجي، وذلك نظرا لما وصل إليه تعاونهما الشامل من مستوى متقدم ومتميز في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.
وقد صدر عن الحوار الاستراتيجي الأول بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة الذي عقد في العاصمة البريطانية البيان التالي:
ترأس معالي اللورد طارق أحمد، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بوزارة الخارجية والتنمية بالمملكة المتحدة، وسعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين، في لندن، الجلسة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين، والذي كان يعرف سابقًا باللجنة المشتركة البحرينية البريطانية. تعكس هذه التسمية العلاقة الهامة والطابع الاستراتيجي وأهمية المنتدى الوزاري النصف سنوي بين البلدين.
وخلال الاجتماع، استعرض الوزيران المجالات الرئيسية للتعاون بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين، والتاريخ المشترك والروابط الوثيقة بين الشعبين التي تعزز هذا التعاون.
ورحب الوزيران بنتائج زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في يوليو 2023، والتي شملت توقيع شراكة استثمارية وتعاونات استراتيجية لتيسير استثمارات إضافية تزيد عن مليار جنيه استرليني في المملكة المتحدة، ودعم تنويع اقتصاد البحرين وتعزيز التعاون بين البلدين في التكنولوجيا النظيفة وخدمات الأعمال والتصنيع.
تناولت المناقشات في الحوار الاستراتيجي مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية بما في ذلك حقوق الإنسان والتعاون الأمني والدفاعي وفرص التجارة والاستثمار المتبادلة. وتمت أيضًا مناقشة عدد من القضايا السياسية الخارجية.
كما تمت مناقشة الأزمة الحالية في إسرائيل وغزة، ودعا الوزيران إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن واستنكرا جميع أشكال العنف ضد المدنيين.
وأكد الوزيران على أهمية التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة للحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين.
كما دعوا إلى وقف إطلاق النار لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية والحاجة الملحة لها، كما أشار الوزيران إلى الالتزام المشترك بحل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يوفر العدالة والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنهما يعملان بجد مع الشركاء لدعم الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والاستقرار الإقليمي.
وفي شأن الحرب الروسية الأوكرانية، أكد الوزيران على ضرورة التوصل إلى سلام عادل ومستدام، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
كما أكد الوزيران على أهمية ضمان حماية موانئ أوكرانيا والبنية التحتية للحبوب لضمان استمرار تصدير المنتجات الزراعية لأوكرانيا. وأعربا عن دعمهما لجميع الجهود التي تهدف إلى تسهيل تصدير الحبوب وجميع المواد الغذائية والإنسانية لضمان الأمن الغذائي للعالم بأسره.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك