كتبت: أمل الحامد
تصوير: محمد سرحان
أكد خبراء ومصرفيون أهمية الوعي المالي للمقبلين على الحياة الزوجية وعدم الاعتماد على الوالدين، مع الادخار بنسبة لا تقل عن 10% من الدخل؛ أي دينارا واحدا لكل 10 دنانير من دخله، والابتعاد عن القروض، مشيرين إلى أن الاقتراض أداة مهمة لشراء بيت أو سيارة ولكن يجب التخطيط له بشكل صحيح، مع الابتعاد عن الحصول على قروض من أجل السفر متأثرين بالسوشيال ميديا.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في الحلقة النقاشية التي نظمتها جمعية الريادة الشبابية بعنوان «القروض الشخصية في البحرين» على هامش ختام برنامج «ديناري»، بمشاركة كل من عارف خليفة محاضر مصرفي وباحث اقتصادي، والدكتور عمر العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاديين البحرينية، ومحمد بوحجي عضو لجنة الخدمات المصرفية للأفراد والاستثمار بجمعية مصارف البحرين، وأدارتها أميرة محمود.
وقال عارف خليفة وهو محاضر مصرفي وباحث اقتصادي إن أقل من 30% من البحرينيين يقومون بالادخار في مملكة البحرين بمعدل 3 أشخاص من كل 10 أشخاص، وهذا يعد معدلا خطرًا مقارنة بدول الاقتصادات الناشئة، إذ إن معدل الادخار الطبيعي هو 10%.
وأوضح أن 30% من المواطنين والمقيمين في البحرين يدخرون بنسبة تتراوح ما بين 7% و10%، كما أن نسب الادخار في البحرين تعد أقل من النسب العالمية على مستوى الاقتصادات.
وتحدث عن معدل ارتفاع القروض في البحرين، مشيرا إلى أن معدل القروض الشخصية الإجمالي في عام 2013 أو 2014 بلغ 2.9 مليار دينار ووصل بحسب تقرير مصرف البحرين المركزي في يوليو 2023 إلى 5.962 مليارات دينار، لافتا إلى ارتفاع معدل القروض الفردية للبحرينيين والمقيمين بنسبة تتراوح ما بين 8% و12% سنويًا، وهذا المعدل يعتبر مرتفعًا مقارنة بالاقتصادات الناشئة، وتشهد ارتفاعًا ما بين 10% و12% سنويًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 70% من المقترضين خلال جائحة كورونا أجلوا قروضهم الفردية والاستهلاكية والذي لربما أثر على مستوى تواصل ارتفاع القروض الشخصية.
وأكد أن نسبة النمو في القروض الشخصية يجب ألا ترتقي على 5% سنويًا، إلا أن نسبة النمو التي تصل إلى 10% تعتبر نسبة نمو كبيرة للاقتصادات.
وتطرق إلى الحديث عن نسبة المقترضين في مملكة البحرين إذ إن 80% من المتزوجين لديهم قروض أي 8 من كل 10 أشخاص، وهذه تعتبر نسبة مرتفعة وأصبحت الحاجة إلى القروض واقعا.
وعن المسؤول عن نشر ثقافة الادخار في المجتمع، أوضح محمد بوحجي عضو لجنة الخدمات المصرفية للأفراد والاستثمار بجمعية مصارف البحرين أن الادخار مرتبط بالاقتراض، لافتا إلى أن الجهات الرقابية تلعب دورًا في التوعية المجتمعية بالادخار، وجميع الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص لهم دور كبير في تثقيف المجتمع وتسليط الضوء على أهمية الادخار والاقتراض، مؤكدًا أهمية أن يكون الفرد لديه ثقافة ووعي بالادخار والذي سيقوم بعملية الادخار بشكل واعٍ وممنهج، إلا أن المجتمعات العربية لديها الثقافة الاستهلاكية.
وتطرق بوحجي إلى الحديث عن ارتفاع نسبة الفوائد والأرباح على القروض الشخصية، ورغم أن المفترض أن ينخفض الاقبال على القروض في الأوقات الاعتيادية فإن التوجهات الحكومية في مجال الإسكان في مملكة البحرين لطرح قروض تمويلية من البنوك اسهمت في نمو التمويلات المرتبطة بالعقارات.
إلى جانب ذلك، أوضح الدكتور عمر العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاديين البحرينية أن هناك تباينا بين كل طبقة من المجتمع على التوفير، عندما تكون الأسعار الاستهلاكية ثابتة فإنه بعد فترة من الزمن والتنظيم يستطيع الشخص توفير نسبة أقل من الأسرة التي دخلها أعلى، مشيرًا إلى أن كل أسرة قادرة على تخصيص جزء من دخلها للادخار.
وذكر العبيدلي أهمية التخطيط المالي وتفضيل أن يكون الحصول على قروض بناء على الوضعية المالية مع الوضع في عين الاعتبار مصادر الدخل المختلفة والتكاليف بحسب الفئة مثل المواد الغذائية والكهرباء والتكاليف شبه الضرورية وأي تكاليف جديدة قد تطرأ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك