احتضنت الجامعة الاهلية أصبوحة شعرية تحت عنوان «نسيم القوافي» بتنظيم من مركز اللغة العربية والدراسات الشرق الأوسطية بمشاركة 3 من الشاعرات البحرينيات المتميزات هن الدكتورة نبيلة زباري والدكتورة هنادي الجودر والاعلامية سبيكة الشحي، فيما أدار الأصبوحة وعلق على القصائد المشاركة فيها الأديبة الناقدة وأستاذة اللغة العربية بالجامعة الأهلية الدكتورة رفيقة بن رجب.
واقتحمت غزة بمآسيها وآلامها فقرات الأصبوحة الشعرية المخطط لها مسبقا ضمن أجندة فعاليات مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023-2024، حيث استجابت الشاعرات بقريحتهن وتفاعلهن لمشاعر الجمهور الغفير الذي حضر الفعالية ليعبرن بقصائد مؤثرة عن مشاعرهن تجاه العدوان الآثم على قطاع غزة وتداعياته المؤلمة تجاه النساء والأطفال والأبرياء من أهالي غزة الجريحة.
وتحدث راعي الأصبوحة الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج عن أهمية الفعاليات الشعرية والأدبية التي تتحرك فيها المشاعر الوطنية والإنسانية وتعزز لدى الطلبة والجمهور مشاعر الانتماء للوطن والوفاء لقيادته الحكيمة، وتدفع إلى الحماس وتعزيز المشاعر الانسانية تجاه إخوتنا في فلسطين وتجاه جميع القضايا العربية والانسانية في العالم، منوها في الوقت نفسه بالمكانة المتميزة للشاعرات المشاركات في الأصبوحة، شاكرا التفاعل الإيجابي من الطلبة مع الأصبوحة.
وأشاد ضيف الأصبوحة السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية بالشاعرات وقصائدهن، مثنيا على الدور الذي تضطلع به الجامعة الأهلية، معبرا عن اعتزازه بقيادة الجامعة وأساتذتها المميزين.
من جهته أكد رئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي أن أحد أهداف تنظيم مثل هذه الفعاليات الاحتفاء بالشعراء والمبدعين وتشجيع طلبة الجامعة على أن يحذوا حذوهم.
وقد عبرت الشاعرات في قصائدهن عن مشاعرهن الوطنية ومحبتهن وولائهن للقيادة الحكيمة، كما عبرن عبر قصائدهن عن تجاربهن الحياتية، ورسمن بدقة من خلال كلماتهن المشوقة حالات مفعمة بالمحبة، واجتذبن الجمهور بتقديم نماذجهن الشعرية التي تلتحم بالواقع، وتصور معاناتهن الإنسانية، وتبوح بسيرهن الشخصية.
واقتحمت غزة بكل معاناتها مشاعر الشاعرات، فكان مما رسمته أنامل الدكتورة نبيلة زباري قصيدة «المدية» التي كان مطلعها:
يا قدس.. يا غزة
صار جرحنا مدية..
صارت أدمعنا أحجاراً..
قنابل.. وبنادق..
صارت اضلعنا
سجوناً للهب.. للغضب..
وحناجرنا صارت
لدم الشهداء.. وصية
واختارت زميلتها الشاعرة الدكتورة هنادي الجودر الشعر الشعبي التلقائي ليعبر عن مكنون مختزن من الألم والحسرة بعد أن دعت جمهور الحاضرين إلى الوقوف وقراءة الفاتحة، فكان من أبيات قصيدتها الموسومة «لعيون غزة»:
والعار يا للعار صيحي يا الاشعار
لعيون غزه يلتهاوت كسيره
بنت عليها دارت رحاة الاكدار
لا الليل ساترها ولا الصبح جيره
محصولها من غرس بستان الأدوار
أشلاء ارض وباقي طفلة صغيره
يعتاش غاصبها على دم الاخيار
ويسقيها كاسات الظما من غديره
بدورها علقت الأديبة الناقدة الدكتورة رفيقة بن رجب على مجمل القصائد الشعرية التي قدمتها الشاعرات بالشكر والثناء والاستحسان الكبير. وقالت إن قصائد الدكتورة نبيلة زباري امتازت بالأناقة اللفظية فمساحاتها الشاسعة لن تضيق بشاعريتها لا شك، وتجليات الإبداع في قصائدها لم تخطئ مسيرتها المنبثقة من ثنايا الروح؛ فالنصوص التي ألقتها أسهمت في تفعيل الأسس والدلالات والتفاعل مع المتلقين بشكل لافت دون غياب الحس الذوقي.
أما ما قدمته الدكتورة هنادي الجودر من نصوص، من وجهة نظر بن رجب، فقد عبر عن الفانتازيا الجمالية والمخيال اللافت في مجازاتها حتى بدت غرائبية بعيدة عن الصنعة الشعرية المتكلفة فنالت إعجابا ملحوظا من المتلقين، وأضافت: تجسدت في نصوص الجودر جملة من الأبعاد الآيدولوجية والمفارقات العميقة والقريبة من القلب.
ورأت بن رجب في قصائد الاعلامية سبيكة الشحي أبجدية الكلام وأفانين القول والحس الذوقي في شعر بعيد عن النمطية. وأضافت: إنه عبق الكلام فقد امتازت مقاطع الشحي بالحروف المائزة التي تمخضت عن جملة من التعالقات والعزف على أوتار القلوب وأسهمت في توظيف علاقات فاعلة بينها وبين المتلقين بفاعلية جميلة دون غياب توجيه المسار الدلالي ودفعه إلى الإبداع والجمال.
وفي الختام، كرم الرئيس المؤسس رئيس مجلس الأمناء البروفيسور عبدالله الحواج بمعية رئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي وضيف الأصبوحة السفير إبراهيم الذوادي الشاعرات المشاركات في الأصبوحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك