كتبت مروة أحمد:
حذر عدد من الجراحين والاستشاريين المختصين في جراحات وعلاجات مرض السمنة من ارتفاع معدلات نسبة المصابين بمرض السمنة في مملكة البحرين، لافتين إلى أن هذه النسبة تجاوزت التوقعات المقررة حتى 2030، حيث بلغت خلال السنوات الأخيرة 36% من السكان.
ذكر ذلك دكتور هاني الساعاتي عضو مجلس الشورى خلال ندوة حول عمليات السمنة في العصر الطبي الحديث أقامها أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مساء الثلاثاء.
وأشار إلى أن 2.5% من الأطفال مصابون بمرض السكري من النوع الثاني، لافتا إلى أن البحرين تعتبر من أكثر دول العالم تسجيلًا لمرض السكري من النوع الثاني حيث يبلغ معدلها 15% محليًا بينما المعدل العالمي يبدأ من 10% إلى حوالي 13%.
وتطرقت الندوة إلى نسب المضاعفات الحاصلة من إجراء جراحات السمنة مثل التكميم وتحوير المسار حيث أكد د. هاني الساعاتي أن نسبة حدوث المضاعفات من مثل هذه العمليات تكون أقل من 1% ويمكن اعتبارها عمليات آمنة.
من جانبه نوّه د. علي ميرزا إلى أن السمنة في الوقت الحالي تعتبر آفة العصر الحديث لانتشارها وكثرة أضرارها على الصحة، مشيرًا إلى أن الأسباب التي ساهمت في انتشار مرض السمنة تتلخص في قلّة النشاط البدني إلى جانب الأكل فوق الحاجة، بالإضافة إلى الأمراض الوراثية والهرمونات، والعادات الغذائية غير الصحيحة مؤكدًا وجود وفرة غذائية أكثر من اللازم ساهمت في رفع معدلات السمنة في المجتمع.
وحول مخاطر السمنة تحدث د. ميرزا عن أن للسمنة مضار كثيرة لا حصر لها تتمثل في: الموت المفاجئ، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكبد والبنكرياس، أمراض المفاصل، النقرس، الاختناق الليلي، بالإضافة إلى السرطانات حيث إنه أشار إلى وجود نسبة من المصابين بسرطان القولون ونسـاء مصابات بسرطان الثدي وذلك بسبب السمنة المفرطة التي أدت إلى إصابتهم بهذا النوع من السرطانات.
وأضاف د. أحمد جواد أن السمنة المفرطة من شأنها أن تسبب امراضًا للجهاز التنفسي، وأمراضًا للقلب والشرايين، وحصى المرارة، والاصابة بالسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى الامراض والاضطرابات الهرمونية واضطرابات الدورة الشهرية.
وأوضح أنه في ظل انتشار الأكل المصنع المضرّ بالصحة يجب على الأسرة أن تفعّل دورها التثقيفي للأطفال، وذلك للتقليل من مضارها عليهم، وتطرّق إلى جهود منظمة الصحة العالمية التي تمثلت في استعراض مكونات الطعام الموجود في المحلات إلى جانب جهود مملكة البحرين في فحص الأطعمة وجودتها ونسب المواد الحافظة فيها.
وقال د. هاني الساعاتي إن الدور التثقيفي حول مشاكل السمنة ومضارّها ينطلق من الأسرة لما تلعبه من دور مهم في تثقيف الأطفال وتعليمهم العادات الصحية المطلوبة للحفاظ على صحتهم، مؤكدًا أهمية الاقنـاع الذي يلعب دورًا مهمًا في نجاح العملية التثقيفية.
ومن طرق الوقاية من مرض البدانة اتفق المتحدثون على ضرورة الابتعاد عن التوتر العصبي، والمواظبة على تناول الخضراوات والفاكهة، والنوم لساعات كافية، والابتعاد عن العادات الغذائية الخاطئة، وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
وحول علاجات السمنة تطرق الاستشاريون والجراحون إلى العلاجات بإبر التنحيف والأدوية وإلى العلاجات الشخصية التي تتمحور حول الرياضة والأكل الصحي، وآخرها كانت العلاجات الجراحية مثل البالون الذكي وعمليات التكميم وتحوير مسار المعدة.
وأشار د. أحمد جواد إلى أن إبر التنحيف وخسارة الوزن تعدّ عاملا مسببا لزيادة الوزن بعد التوقف عن استخدامها، لأن دورها يعتمد على تغيير النمط الغذائي لمستخدمها حيث ينصح الأطباء والاستشاريون باعتبار هذا نوعا من العلاجات مثل الوسيلة التي تقود إلى تغيير نمط الحياة لكونها مؤقتة.
وحول الاجراء الجراحي الذي يتخذه المختصون للمريض المصاب بالسمنة المفرطة فإنه يعتمد على حالة المريض الصحية وتاريخه مع ارتجاع المريء، ونوعية الأكل الذي يتناوله بالإضافة إلى الأمراض المزمنة التي يعاني منها، حيث يقوم المختصون بإجراء حزمة فحوصات قبل الخوض في هذه الجراحة. وقد أكد د. الساعاتي أن المصاب بالسمنة يختلف إجراؤه الجراحي بحسب عاداته أي أن المريض الذي يأكل بشراهة يختلف عن المريض الذي يفضل أكل الحلويات على سبيل المثال.
ونوّه ميرزا إلى أن العلاجات الطبية للسمنة والبدانة المفرطة المتمثلة في الإبر والأدوية تعتبر علاجات مؤقتة تسهم في تقليل وزن المريض من 10 إلى 15% وغايتها تزويد مستخدمها بالدافع لتغيير العادات الغذائية السيئة، كما أن الكثير من مستخدمي هذه العلاجات يكسبون وزنًا زائدًا بعد التخلص من هذه العلاجات المؤقتة مثل البالون الذكي والإبر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك