تغطية: وليد دياب
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
أكد رئيس مجلس النواب أحمد بن سلمان المسلم موقف مملكة البحرين الراسخ الذي لا حياد عنه في دعم القضية الفلسطينية والتأييد حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأهمية قيام المجتمع الدولي بسرعة وقف الحرب على قطاع غزة والعمل على حماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية العاجلة، معربا عن بالغ الفخر والاعتزاز بالنهج الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، وكل الوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني والشعب البحريني على ما تم تقديمه من صور الدعم والتضامن لإخواننا في فلسطين الحبيبة.
ولفت رئيس المجلس خلال ترؤسه جلس مجلس النواب الاستثنائية الأولى بشأن مناقشة العدوان على قطاع غزة، بحضور سفير فلسطين لدى البحرين السفير طه عبدالقادر، إلى أن انعقاد هذه الجلسة جاء تأكيدا لموقف البحرين الداعم للقضية الفلسطينية في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات إنسانية وأحداث مؤلمة وحرب مستمرة وتجاوز صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وبدأت الجلسة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء فلسطين، فيما طالب النائب محمد موسى رئيس لجنة مناصرة فلسطين النيابية برفع خطاب إلى جلالة الملك المعظم يتضمن طلب إنهاء العلاقات والتطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن لقيادة البحرين مسيرة تاريخية في دعم القضية الفلسطينية ولا يمكن لأحد إنكار تلك المسيرة، مطالبا أيضا بضرورة الاستمرار في مقاطعة المنتجات التي تدعم تلك الانتهاكات والتي أظهرت تأثيرا جليا في الاقتصاد الصهيوني، مؤكد أن تاريخ الشعب البحريني مشرف جدا في دعم القضية الفلسطينية.
كما تقدم أعضاء المجلس بخطاب إلى رئيس المجلس موقعا من 32 نائبا، لرفعه إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، طالبوا فيه بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وإنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني لما ارتكبه من جرائم بحق إخواننا في غزة وربوع فلسطين وتعبيرا عن رفضهم القاطع للعدوان الصهيوني ودعما للشعب الفلسطيني، مشيدين بموقف جلالة الملك دوليا من أجل حل القضية الفلسطينية العادلة والتزام جلالته المستمر والدائم لدعم العدالة والسلام في المنطقة وترسيخ مكانة مملكة البحرين في المجتمع الدولي.
وأعرب النواب عن استنكارهم الشديد لما يتعرض له قطاع غزة من إبادة جماعية وقتل للمدنيين العزل وسحق لآلاف الأطفال والنساء وهدم وتدمير البنية التحتية بما فيها المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس في مشهد يندى له جبين الإنسانية وفي انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين والمعاهدات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان بحق إخواننا في فلسطين المحتلة، وتفاقم الوضع الإنساني المأساوي والذي أسفر عن استشهاد أكثر من عشرة آلاف من المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة عشرات الآلاف.
ووقع على الخطاب كل من النواب عبدالنبي سلمان، أحمد قراطة، حسن بوخماس، بدر التميمي، محمد الأحمد، ممدوح الصالح، د. هشام العشيري، إيمان شويطر، باسمة مبارك، جلال كاظم، جليلة علوي، جميل ملا، حسن إبراهيم، حنان فردان، خالد بوعنق، زينب عبدالأمير، عبدالحكيم الشنو، عبدالله الرميحي، علي الدوسري، لولوة الرميحي، محسن العسبول، محمد العليوي، محمد جناحي، محمد الحسيني، محمد الرفاعي، محمد موسى، محمد المعرفي، محمود فردان، منير سرور، د. مهدي الشويخ، نجيب الكواري، هشم العوضي. وطالب النواب بضرورة أن يكون هناك حراك خليجي وعربي للضغط على المنظمات الدولية المختصة في القانون الدولي الإنساني كاللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة لوقف هذا العدوان، مقترحين أيضا تنظيم مسيرة شعبية تمثل موقفا موحدا بين كل البحرينيين داعما لفلسطين ولإدانة العدوان الصهيوني المتوحش في أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين.
واستعرض النواب مقارنة إحصائية بين الحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على غزة موضحين أن الحرب في أوكرانيا بعد مرور 500 يوم أسفرت عن 9 آلاف قتيل و15 ألف جريح و700 ألف نازح بالرغم من أن عدد السكان 37 مليونا وشهدت مساعدات مالية واقتصادية بلغت أكثر من 93 مليار دولار ومساعدات عسكرية تتجاوز قيمتها عشرات المليارات، بالإضافة إلى ردود أفعال متضامنة وعقوبات اقتصادية على روسيا.
في المقابل وبعد 30 يوما من الحرب على قطاع غزة النتيجة استشهاد أكثر من 10 آلاف منهم أكثر من 4 آلاف طفل إضافة إلى أكثر من 26 ألف مصاب وأكثر من مليون ونصف المليون نازح من أصل 2.4 مليون نسمة عدد سكان القطاع، وطوال هذه المدة لم يتم إدخال مساعدات سوى 240 شاحنة محملة بالمياه والأكفان والمعلبات والقليل من الأدوية، وجاءت ردود الأفعال دون المستوى لتلك الجريمة المرتكبة ولم تقطع سوى دول معدودة علاقاتها بالاحتلال الصهيوني أو تسحب سفيرها لديها.
وانتقد النواب موقف العديد من الدول الغربية الذي وصفوه بالمتناقد وبأن تلك الدول تكيل بمكيالين فيما يخص ملف حقوق الإنسان، وأن هذه الدول التي تتكلم عن الحقوق والعدالة أخذوا حقوق الإنسان كأقنعة لأوجههم القبيحة وأغطية لأيديهم الملطخة بدماء أطفال ونساء وشيوخ غزة.
وطالب النواب بسرعة إدخال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، والعمل على نقل الجرحى والمصابين إلى مستشفيات الدول القريبة خاصة وأن الأوضاع الحالية لا يمكن السيطرة عليها لتقديم أفضل الخدمات العلاجية لهم.
ودعوا أيضا إلى استخدام سلاح النفط بهدف الضغط على المجتمع الدولي، موجهين رسالة إلى جميع الدول العربية والإسلامية بوقف جميع أنواع الاحتفالات حتى تنتهي هذه الأزمة، مطالبين أيضا بضرورة تحريك قانون معطل لدى مجلس الشورى منذ 2009 يحظر السفر إلى الكيان الصهيوني أو التعامل معه أو التطبيع، مطالبين أيضا بضرورة إبراز القضية الفلسطينية في المناهج الدراسية وأن تكون المناهج على مستوى الحدث.
من جانبه صرح السفير الفلسطيني بالمنامة السفير طه عبدالقادر في تصريح لـ«أخبار الخليج» واصفا أن انعقاد جلسة استثنائية لدعم القضية الفلسطينية بالجلسة التاريخية التي أظهرت مدى تضامن الشعب البحريني مع إخوانه الفلسطينيين ضد هذا العدوان الغاشم، متوجها بالتحية إلى رئيس مجلس النواب وإلى جميع النواب مؤكدا أن مملكة البحرين دائما سباقة في دعم القضية الفلسطينية وأن هذه الجلسة سيذكرها التاريخ العربي والفلسطيني.
كما وجه السفير كل التحية إلى جلالة الملك المعظم لتوجيهات جلالته بتنظيم حملة «أغيثوا غزة» من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، والضغط من أجل فتح ممرات إنسانية عاجلة، مشيدا أيضا بموقف سمو ولي العهد رئيس الوزراء للضغط من أجل وقف هذا العدوان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك