العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الخليج الطبي

بمناسبة يومه العالمي
المعرفة والوعي بـ«الأمراض النادرة» بين العاملين في القطاع الصحي في البحرين

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

صرحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬فدا‭ ‬استشاري‭ ‬الجينات‭ ‬والوراثة‭ ‬وتحليل‭ ‬جينات‭ ‬الأجنة‭ ‬قبل‭ ‬الغرس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المرض‭ ‬النادر‮»‬‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يصيب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬2000‭ ‬شخص‭. ‬بحسب‭ ‬الإحصائيات،‭ ‬يقدر‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بالأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭. ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬3,5%‭ ‬إلى‭ ‬5,9%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭. ‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬29‭ ‬فبراير‭ ‬أو‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭. ‬

يهدف‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬ونشر‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬البحوث‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬تساعد‭ ‬المرضى‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬72%‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬تعتبر‭ ‬أمراض‭ ‬جينية‭ ‬والباقي‭ ‬تتكون‭ ‬لأسباب‭ ‬أخرى‭ ‬كالالتهابات‭ ‬الفيروسية‭ ‬أو‭ ‬البكتيرية‭ ‬وغيرها‭. ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6000‭ ‬مرض‭ ‬نادر‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬70%‭ ‬منها‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭. ‬أما‭ ‬عن‭ ‬مرض‭ ‬السرطان،‭ ‬فمن‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬5‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬السرطان،‭ ‬يعتبر‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬النادر‭.‬

على‭ ‬خلفية‭ ‬ذلك،‭ ‬لمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬نسبة‭ ‬الوعي‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قامت‭ ‬مشرفة‭ ‬البحث‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬فدا‭ ‬استشارية‭ ‬الجينات‭ ‬والوراثة‭ ‬وتحليل‭ ‬جينات‭ ‬الأجنة‭ ‬قبل‭ ‬الغرس‭ ‬بإجراء‭ ‬الدراسة‭ ‬بإرسال‭ ‬استبيان‭ ‬للمختصين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬لتقييم‭ ‬معرفتهم‭ ‬بالأمراض‭ ‬النادرة‭. ‬أشارت‭ ‬النتائج‭ -‬والتي‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬في‭ ‬المجلة‭ ‬العلمية‭ ‬‮«‬Cureus‭-‬Springer‭ ‬Nature‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬المشاركين‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بالأمراض‭ ‬النادرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬معرفتهم‭ ‬الفعلية‭ ‬بالموضوع‭ ‬كانت‭ ‬محدودة‭. ‬ولم‭ ‬يتمكن‭ ‬سوى‭ ‬جزء‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬المشاركين،‭ ‬وتحديداً‭ ‬أربعة‭ ‬أفراد‭ (‬1,2%‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬الكلي‭)‬،‭ ‬من‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأسئلة‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬وبالتالي‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬تامة‭ ‬بهذه‭ ‬الأمراض،‭ ‬مما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬بين‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وكما‭ ‬نوهت‭ ‬الباحثة‭ ‬إسراء‭ ‬سنان،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ارتباط‭ ‬ضعيف‭ ‬بين‭ ‬المعرفة‭ ‬المبلغ‭ ‬عنها‭ ‬ذاتياً‭ ‬والمعرفة‭ ‬المثبتة،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬ربما‭ ‬بالغوا‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬مدى‭ ‬إلمامهم‭ ‬بالأمراض‭ ‬النادرة‭.‬

وشددت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬فدا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬معالجة‭ ‬نقص‭ ‬المعرفة‭ ‬حول‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬بين‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬لتعزيز‭ ‬رعاية‭ ‬المرضى‭ ‬والنتائج‭. ‬وتم‭ ‬اقتراح‭ ‬توصيات‭ ‬لتحسين‭ ‬التعليم‭ ‬والتوعية‭ ‬حول‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬لسد‭ ‬الفجوة‭ ‬المعرفية‭ ‬الحالية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬أبحاث‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الجهود‭ ‬لتعزيز‭ ‬فهم‭ ‬الحالات‭ ‬النادرة‭ ‬وعلاجها‭. ‬هدفت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬المعرفة‭ ‬والوعي‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬مهن‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬وتوفير‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬لمستويات‭ ‬الفهم‭ ‬المختلفة‭ ‬بين‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬والمهنيين‭ ‬الصحيين‭.‬

لتقييم‭ ‬معرفة‭ ‬المشاركين‭ ‬ووعيهم،‭ ‬قامت‭ ‬الباحثة‭ ‬إسراء‭ ‬سنان‭ ‬باستخدام‭ ‬استبيان‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬تغطي‭ ‬جوانب‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭. ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬ترجمة‭ ‬الاستبيان‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لضمان‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭. ‬تمت‭ ‬معالجة‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬بعناية،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬معلومات‭ ‬مفصلة‭ ‬للمشاركين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمشاركة‭ ‬التطوعية،‭ ‬والموافقة،‭ ‬وعدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويتهم‭. ‬كانت‭ ‬إجراءات‭ ‬جمع‭ ‬بيانات‭ ‬الدراسة‭ ‬شفافة،‭ ‬وطُلب‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬تقديم‭ ‬الموافقة‭ ‬قبل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭.‬

كما‭ ‬بينت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬مبادرات‭ ‬التعليم‭ ‬والتوعية‭ ‬لتعزيز‭ ‬معرفة‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬بالأمراض‭ ‬النادرة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬الفجوات‭ ‬في‭ ‬فهمها‭ ‬ومعالجتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدخلات‭ ‬المستهدفة،‭ ‬يمكن‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬رعاية‭ ‬المرضى‭ ‬للأفراد‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬نادرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬تعتبر‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬بمثابة‭ ‬دعوة‭ ‬للعمل‭ ‬لمنظمات‭ ‬الصحة‭ ‬وصانعي‭ ‬القرارات‭ ‬لإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لنشر‭ ‬التوعية‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬وتدريب‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬لضمان‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل‭ ‬للمرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بها‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا