العدد : ١٦٩٩٧ - السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٧ - السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

الثقافة والصحافة على طاولة «نادي الخريجين»:
تساؤلات عن دور المثقفين البحرينيين.. والعزوف عن الكتابة والمشاركة المجتمعية

تغطية أحمد عبدالحميد: تصوير عبدالأمير السلاطنة:

الأحد ١٧ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

«أخبار الخليج» تطلق دعوة لاستقطاب كتاب جدد

أنور عبدالرحمن: الصحفي المسيّس يحمل مسدسا لا قلما

سقف الحرية في البحرين أعلى من الدول الخليجية

رئيس التحرير يطرح السؤال الصعب: كيف ستكون النهاية في غزة؟

عبدالرحمن جمشير: مقالات «أخبار الخليج» عن غزة ملأت الفراغ

عبداللطيف الزياني: نادي الخريجين في عام 1984 طالب بمحاكمة رئيس وزراء إسرائيل كمجرم حرب


لعب‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1966‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬والثقافية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬برامج‭ ‬وندوات‭ ‬ثقافية‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬دعوة‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبداللطيف‭ ‬أحمد‭ ‬الزياني‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬لحضور‭ ‬المجلس‭ ‬الرمضاني‭ ‬للنادي،‭ ‬وحمل‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬المثقفين‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومنها‭ ‬طاف‭ ‬النقاش‭ ‬الثري‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬كتاب‭ ‬الأعمدة‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬أكذوبة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الغرب‭ ‬تجاه‭ ‬دولنا،‭ ‬والتي‭ ‬انكشفت‭ ‬عورتها‭ ‬على‭ ‬صخرة‭ ‬أكاذيبهم‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الممتد‭ ‬في‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬المثقفين‭ ‬البحرينيين‮»‬‭ ‬كان‭ ‬البداية‭ ‬التي‭ ‬اختارتها‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬لموسم‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭.‬

 

الديمقراطية‭ ‬وعورة‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬غزة

بدأ‭ ‬اللقاء‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬الصحافة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬صليبيخ‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬إن‭ ‬الصحافة‭ ‬الغربية‭ ‬هي‭ ‬صحافة‭ ‬حرة‭ ‬شكليا،‭ ‬لكنني‭ ‬أرى‭ ‬أنها‭ ‬كلها‭ ‬موجهة‭.‬

وعقّب‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬الصحافة‭ ‬البريطانية‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬أوامرها‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬ولكن‭ ‬يأخذون‭ ‬أوامرهم‭ ‬من‭ ‬الشعبة‭ ‬الخامسة‭ ‬في‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية،‭ ‬ورؤساء‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬الإنجليزية‭ ‬لا‭ ‬ينكرون‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭.‬

وتناول‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قصة‭ ‬تأسيس‭ ‬الزميلة‭ ‬‮«‬جلف‭ ‬ديلي‭ ‬نيوز‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬المرحوم‭ ‬محمود‭ ‬المردي‭: ‬‮«‬I‭ ‬will‭ ‬leave it‭ ‬to‭ ‬you‮»‬،‭ ‬وتقدم‭ ‬لنا‭ ‬عدد من‭ ‬الصحفيين‭ ‬الإنجليز‭ ‬ممن‭ ‬كنا‭ ‬نريدهم‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬بالجريدة‭ ‬الوليدة،‭ ‬والتقيت‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬وقلت‭ ‬لأحدهم‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خبرتك‭ ‬الطويلة‭ ‬فإنك‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صحيفة‭ ‬عملت‭ ‬بها،‭ ‬فأجابني‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬أمرٌ‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬لأن‭ ‬والده‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬القياديين‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الاسكتلندي،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الوثوق‭ ‬به‭ ‬كرئيس‭ ‬تحرير‭ ‬أو‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬للصحف‭ ‬اللندنية‭ ‬الكبرى‭.‬

وعلّق‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬أزمة‭ ‬غزة‭ ‬كشفت‭ ‬كل‭ ‬ديمقراطية‭ ‬الغرب‭. ‬

وتساءل‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كيف‭ ‬ستكون‭ ‬نهاية‭ ‬هذه‭ ‬الحرب؟‭ ‬وهل‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬أمل‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الدعاية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬ستنتهي‭ ‬إلى‭ ‬لا‭ ‬شيء؟‭! ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬حاليا‭.‬

ونوّه‭ ‬بموقف‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ماليزيا‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬ازدواجية‭ ‬الغرب‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬إبرازه‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬عيوب‭ ‬العرب‭ ‬أنهم‭ ‬علمونا‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬أن‭ ‬نخجل‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬الحقائق،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬نخجل‭ ‬عندما‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الغرب،‭ ‬أما‭ ‬مسألة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬الغرب‭ ‬فقد‭ ‬انكشفت،‭ ‬وظهرت‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬كلام‭ ‬بلا‭ ‬قيمة‮»‬‭.‬

وتداخل‭ ‬علي‭ ‬صليبيخ‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬الغرب‭ ‬وإسرائيل‭ ‬يلعبون‭ ‬لعبة‭ ‬خبيثة،‭ ‬بحيث‭ ‬تواصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فيما‭ ‬تتظاهر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأنها‭ ‬ضد‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬وأنها‭ ‬تطالب‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬بها‭.‬

وأكد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬أن‭ ‬اللوبي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والديمقراطيين‭.‬

وطرح‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬اليحيى‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬نادي‭ ‬البحرين‭ ‬سؤالا‭ ‬عن‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬للمواقف‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬غزة؟

وعلّق‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬المواجهة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬ضعفا‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولكن‭ ‬إدراكا‭ ‬للدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬الداعم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬عسكريا،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬العربية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬السابقة‭ ‬وآخرها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬لأن‭ ‬أمريكا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتقبل‭ ‬هزيمة‭ ‬إسرائيل‭.‬

والدول‭ ‬العربية‭ ‬تتسم‭ ‬حاليا‭ ‬بوجود‭ ‬قادة‭ ‬عقلاء‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬العنتريات،‭ ‬ويتحملون‭ ‬انتقادات‭ ‬أصحاب‭ ‬العقول‭ ‬غير‭ ‬الناضجة‭ ‬الذين‭ ‬ينتقدون‭ ‬عدم‭ ‬تورط‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭.‬

وأكد‭ ‬علي‭ ‬صليبيخ‭ ‬كلام‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير،‭ ‬مدللا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بتدخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحجيم‭ ‬كل‭ ‬الموالين‭ ‬لحماس‭ ‬سواء‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬إنكار‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭.‬

وعقب‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬والأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1984‭ ‬شكلوا‭ ‬لجنة‭ ‬لمناصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وخاطبت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حينها‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬طالبوا‭ ‬بمحاكمة‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬كمجرم‭ ‬حرب‭.‬

وأشاد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬بالمقالات‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عن‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬قائلا‭: ‬لقد‭ ‬أبدعت‭ ‬في‭ ‬مقالاتك‭ ‬عن‭ ‬غزة،‭ ‬وملأت‭ ‬الفراغ‭ ‬في‭ ‬الساحة‭.‬

 

بيتُ‭ ‬المثقفين‭ ‬ودورُ‭ ‬المثقف‭ ‬البحريني

وانتقلت‭ ‬دفة‭ ‬الحوار‭ ‬إلى‭ ‬زاوية‭ ‬جديدة،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬إننا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬المثقفين‭ ‬البحرينيين‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المثقف‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ودور‭ ‬النادي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية؟

وأجاب‭ ‬علي‭ ‬صليبيخ‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬النادي‭ ‬منذ‭ ‬1970‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬فيه‭ ‬مستمر‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف،‭ ‬إذ‭ ‬استضاف‭ ‬النادي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬منهم‭ ‬حنان‭ ‬عشراوي‭ ‬وبهية‭ ‬الحريري‭ ‬وهدى‭ ‬عبدالناصر‭ ‬ونزار‭ ‬قباني‭.‬

وتداخل‭ ‬يوسف‭ ‬بوجيري‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الثقافية‭ ‬السابق‭ ‬بالنادي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬بالنادي‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬به‭ ‬شخص‭ ‬بعينه،‭ ‬ولكن‭ ‬أقامته‭ ‬إدارة‭ ‬النادي،‭ ‬منوهًا‭ ‬بدور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬خلال‭ ‬رئاسته‭ ‬النادي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬إذ‭ ‬تمكن‭ ‬النادي‭ ‬كمؤسسة‭ ‬أهلية‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وتمكنا‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الثقة،‭ ‬إذ‭ ‬استشعروا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬برامجنا‭ ‬الثقافية‭ ‬وكل‭ ‬الشخصيات‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬استضفناها‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تستهدف‭ ‬إبراز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬الحضارية‭ ‬والثقافية‭.‬

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬البرامج‭ ‬الثقافية‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬فكر‭ ‬معين،‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬متحدثون‭ ‬دينيون‭ ‬ويساريون‭ ‬وقوميون،‭ ‬وأقمنا‭ ‬نشاطا‭ ‬ثقافيا‭ ‬متنوعا،‭ ‬وكنا‭ ‬مواكبين‭ ‬للأحداث‭ ‬في‭ ‬الساحتين‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النادي‭ ‬استضاف‭ ‬سماحة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬مهدي‭ ‬شمس‭ ‬الدين،‭ ‬وعندما‭ ‬طرحنا‭ ‬الاسم‭ ‬على‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬حينها‭ ‬رحب‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬الاستضافة‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬أهلية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الرسمية‭.‬

وأكد‭ ‬يوسف‭ ‬بوجيري‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬مشاريع‭ ‬ثقافية‭ ‬مستقلة،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬مصداقية‭ ‬أكثر،‭ ‬وتتيح‭ ‬لها‭ ‬المساحة‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الناس‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الصفة‭ ‬الرسمية‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عزوفا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬الأندية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

وكشف‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬اليحيى‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬نادي‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬النادي‭ ‬بصدد‭ ‬إطلاق‭ ‬منتدى‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭.‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬علي‭ ‬صليبيخ‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬انحدار‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الثقافي،‭ ‬فاليوم‭ ‬لدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬الجامعية،‭ ‬ولكن‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬العامة‭ ‬معدومان،‭ ‬إذ‭ ‬هناك‭ ‬اقتصار‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬الجدد‭ ‬على‭ ‬تخصصاتهم‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬مشارب‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭.‬

وعقّب‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬حتى‭ ‬الغرب‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭.‬

وتابع‭: ‬بدأت‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬مكتبة‭ ‬الهلال،‭ ‬وكان‭ ‬لدينا‭ ‬سنويا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و7‭ ‬كتب‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعا‭ ‬عالميا،‭ ‬واليوم‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬كتاب‭ ‬واحد‭ ‬بهذه‭ ‬الصفة‭ ‬فلا‭ ‬نجد‭.‬

فعندما‭ ‬ألّف‭ ‬هنري‭ ‬شاريه‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الفراشة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1970،‭ ‬النسخة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الشعبية‭ ‬باعت‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬ملايين‭ ‬النسخ،‭ ‬وعندما‭ ‬ألّف‭ ‬أليكس‭ ‬هالي‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الجذور‮»‬‭ ‬تم‭ ‬تداول‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فإنّ‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬نشر‭ ‬بريطانية‭ ‬إذا‭ ‬طبعت‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬كتاب‭ ‬فإنهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المعجزات‭.‬

وأردف‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬إن‭ ‬مشكلة‭ ‬عدم‭ ‬القراءة‭ ‬هي‭ ‬مشكلة‭ ‬دولية؛‭ ‬لأن‭ ‬الأقلام‭ ‬الكبيرة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة،‭ ‬حتى‭ ‬كُبرى‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬تفتقد‭ ‬ذلك،‭ ‬وهناك‭ ‬نوعٌ‭ ‬من‭ ‬قحط‭ ‬العقول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي،‭ ‬والعباقرة‭ ‬يختفون‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتصر‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بشراء‭ ‬العقول،‭ ‬واليوم‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬شابا‭ ‬آسيويا‭ ‬بسيطا‭ ‬بات‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬‮«‬الكمبيوتر‮»‬،‭ ‬وأعلى‭ ‬متوسط‭ ‬رواتب‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬للآسيويين‭.‬

وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬أن‭ ‬ثورة‭ ‬التغيير‭ ‬المعلوماتية‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬الأبيض‭ ‬أن‭ ‬يعترف‭ ‬بأن‭ ‬يقبل‭ ‬بوجود‭ ‬الآسيويين‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬شركات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬مطلوبة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حقول‭ ‬المعرفة‭.‬

 

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬تطلق‭ ‬دعوة‭ ‬للكتاب‭ ‬الجدد

وانعطف‭ ‬الحوار‭ ‬إلى‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى،‭ ‬طرح‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬كتاب‭ ‬جدد‭ ‬يثرون‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬إننا‭ ‬نحتاج‭ ‬في‭ ‬صحافتنا‭ ‬إلى‭ ‬كتاب‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬قبل‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬موضوع،‭ ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬كتابات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭.‬

واستذكر‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬الإيراني‭ ‬‮«‬أمير‭ ‬طاهري‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أجاب‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬بكلمة‭ ‬فارسية‭ ‬تعني‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيتي‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المرحلة‭ ‬تتطلب‭ ‬جيلا‭ ‬جديدا،‭ ‬أنا‭ ‬أمثل‭ ‬الماضي،‭ ‬ليس‭ ‬الحاضر‭ ‬ولا‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬إننا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬لأن‭ ‬عقلياتهم‭ ‬ورؤاهم‭ ‬غير‭ ‬السابقين‭.‬

وتتداخل‭ ‬علي‭ ‬صليبيخ‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬التردي‭ ‬الذي‭ ‬تظهره‭ ‬التعليقات‭ ‬المكتوبة‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭.‬

وتساءل‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬عن‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬المثقف‭ ‬والمتعلم؟

وعقّب‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬كلمة‭ ‬المثقف‭ ‬عندما‭ ‬ننظر‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬‮«‬The‭ ‬intellectual‮»‬‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬النخبة‭ ‬والصفوة‭ ‬ودورهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬وليام‭ ‬شيرر‭ ‬عندما‭ ‬ألّف‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وسقوط‭ ‬الرايخ‭ ‬الثالث،‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬الأوامر‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الألمانية‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أرادت‭ ‬ألمانيا‭ ‬احتلال‭ ‬بريطانيا‭ ‬فإن‭ ‬عليها‭ ‬اعتقال‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬مثقف‭ ‬بريطاني‭ ‬خلال‭ ‬48‭ ‬ساعة؛‭ ‬لأن‭ ‬بقاءهم‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬يشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬ألمانيا‭.‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المثقفين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬الفرنسية‭ ‬على‭ ‬الجزائر،‭ ‬وكذلك‭ ‬دور‭ ‬المثقفين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬الفيتنامية‭.‬

هذه‭ ‬كلها‭ ‬مواقف‭ ‬تعكس‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬للمثقف،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬استطاع‭ ‬مثقفونا‭ ‬أن‭ ‬يصلوا‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬لهم‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أم‭ ‬أنهم‭ ‬مازالوا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬دورهم،‭ ‬وظلوا‭ ‬حبيسين‭ ‬أبراجهم‭ ‬العاجية؟

إن‭ ‬أبواب‭ ‬الصحافة‭ ‬مفتوحةٌ‭ ‬للمثقفين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكتبوا‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬للبلاد‭ ‬والأمة،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬الكاتبُ‭ ‬عقائديا‭.‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬لا‭ ‬نرد‭ ‬المقالات‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬انتقادات‭ ‬موضوعية‭ ‬ومنطقية،‭ ‬نقد‭ ‬يبني‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬نقد‭ ‬يهدمها‭.‬

ويجب‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬كل‭ ‬كاتب‭ ‬مقال‭ ‬أمامه‭ ‬معيارا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاث‭ ‬فئات‭ ‬يقرؤون‭ ‬له؛‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أعلى‭ ‬منه‭ ‬علما،‭ ‬والثانية‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مستواه‭ ‬العلمي،‭ ‬والثالثة‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أقل‭ ‬منه‭ ‬علما،‭ ‬وللأسف‭ ‬غالبية‭ ‬الكتاب‭ ‬لا‭ ‬يضعون‭ ‬هذا‭ ‬المعيار‭ ‬أمامهم‭.‬

وعندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭ ‬الغربية‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الكتابات‭ ‬بها‭ ‬مسيّسة،‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كشفت‭ ‬هذا‭ ‬الوجه‭ ‬القبيح‭ ‬بوضوح‭.‬

وجدّد‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬الحضور‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬وجوه‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة،‭ ‬فالشارع‭ ‬متعطش‭ ‬للكتاب‭.‬

وتتداخل‭ ‬حسن‭ ‬النصف‭ ‬متسائلا‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬خلو‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الأعمدة،‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬الكاتب‭ ‬أم‭ ‬الصحيفة؟‭ ‬وما‭ ‬يوجد‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬هو‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭. ‬

وعقّب‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬إشكالية‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬والغربية‭.‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬علي‭ ‬صليبيخ‭: ‬إنني‭ ‬أرى‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بوعي‭ ‬وثقافة‭ ‬المجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬عمقا‭ ‬ونضجا،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬اللازمة‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬دور‭ ‬جهة‭ ‬معينة،‭ ‬ولكن‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬يشمل‭ ‬الجهات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بالشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬والجامعات‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أشار‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬اليحيى‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تعج‭ ‬المكتبات‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بالقراء‭.‬

وعلّق‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬المكتبات‭ ‬تغلق‭ ‬أبوابها‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬سنويا،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬بها‭ ‬1740‭ ‬مكتبة،‭ ‬حاليا‭ ‬بها‭ ‬‮١٠٧٢‬‭ ‬مكتبة‭ ‬فقط،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬ثلث‭ ‬المكتبات‭ ‬أوصدت‭ ‬أبوابها‭. ‬

والنشاط‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬اليوم‭ ‬للكتب‭ ‬الإنجليزية‭ ‬مازال‭ ‬متقدا‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬حركة‭ ‬ثقافية‭ ‬متزايدة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المكتبات‭ ‬أو‭ ‬الطباعة‭.‬

وأشار‭ ‬يوسف‭ ‬بوجيري‭ ‬إلى‭ ‬التجربة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي،‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬طفرة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإعلامي‭ ‬والثقافي،‭ ‬ونحن‭ ‬نفتقد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إنتاج‭ ‬إعلامي‭ ‬صحيح،‭ ‬فوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أخذت‭ ‬دور‭ ‬الكتاب،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للثقافة‭ ‬أن‭ ‬تفتقد‭ ‬الكتاب‭.‬

وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كتابا‭ ‬مترددين‭ ‬عن‭ ‬الكتابة؛‭ ‬ربما‭ ‬لأنهم‭ ‬يتساءلون‭ ‬عن‭ ‬المساحة‭ ‬المسموحة‭ ‬لهم‭ ‬للكتابة؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬مساحة‭ ‬الحرية‭ ‬أمامهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصورون‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مجتمع‭ ‬نرجسي،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬إنجازات‭ ‬فعلينا‭ ‬الإشادة‭ ‬بها،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬ثغرات‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.‬

وأجاب‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عن‭ ‬تساؤل‭ ‬يوسف‭ ‬بوجيري‭ ‬قائلا‭: ‬الدولة‭ ‬ليس‭ ‬بيدها‭ ‬سيف‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬يحسب‭ ‬حسابه‭ ‬عندما‭ ‬يكتب،‭ ‬وبعض‭ ‬الكتاب‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬احذف‭ ‬هذا‭ ‬السطر‭ ‬يظن‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تحترمه،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬يحق‭ ‬لكبير‭ ‬المحررين‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬كتابة‭ ‬مقال‭ ‬كلية،‭ ‬فالعمود‭ ‬الصحفي‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬هايد‭ ‬بارك‮»‬‭ ‬يحق‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬لتقول‭ ‬ما‭ ‬يحلو‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ضوابط‭ ‬موضوعية‭.‬

ولكن‭ ‬إنصافا‭ ‬أقول‭ ‬لكم‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مقارنة‭ ‬ببقية‭ ‬الصحف‭ ‬الخليجية‭ ‬فإن‭ ‬سقف‭ ‬الحرية‭ ‬عندنا‭ ‬أعلى،‭ ‬فالمقالات‭ ‬التي‭ ‬كتبناها‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬الخليجية‭.. ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سقف‭ ‬الحرية‭ ‬أرفع‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

وتابع‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭: ‬المشكلة‭ ‬أننا‭ ‬عندما‭ ‬ننتقد‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬نكره‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يخالفنا‭ ‬في‭ ‬الرأي،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬شخصيا،‭ ‬وعلينا‭ ‬احترام‭ ‬اختلاف‭ ‬الآراء‭.. ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬نتاجر‭ ‬بالأخلاق،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬ذلك‭ ‬مطلقا‭.‬

ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬مؤسسة‭ ‬الرقابة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصير‭ ‬هناك‭ ‬نوعٌ‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬تطرق‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الزياني‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أُثير‭ ‬عن‭ ‬العزوف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬وتراجع‭ ‬الأعمدة‭ ‬الصحفية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬ترتبط‭ ‬بالعرض‭ ‬والطلب،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬القراءة‭.‬

ونحن‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المثقفين‭ ‬وأصحاب‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الكتابة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬عزوف‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬عن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬القراءة،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬والنشر؟

وعلّق‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬من‭ ‬حسن‭ ‬الحظ‭ ‬أننا‭ ‬عاصرنا‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين،‭ ‬ففي‭ ‬التسعينيات‭ ‬غاب‭ ‬دور‭ ‬المثقفين‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وجلسوا‭ ‬في‭ ‬أبراجهم‭ ‬العاجية،‭ ‬وتخلوا‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬كلية،‭ ‬فيما‭ ‬تصدت‭ ‬للأمر‭ ‬جهتان‭ ‬فقط،‭ ‬الأمن‭ ‬والصحافة‭.‬

أما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬الكتابة،‭ ‬فأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬مواطنون‭ ‬نؤدي‭ ‬دورنا‭ ‬أسوة‭ ‬بالأطباء‭ ‬والمهندسين،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬والكتابة،‭ ‬أما‭ ‬مسألة‭ ‬الاستماع‭ ‬لما‭ ‬نقوله‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬أيدينا،‭ ‬والبعض‭ ‬يرى‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬بحسب‭ ‬معتقداته‭ ‬فحسب‭.‬

وذات‭ ‬مرة‭ ‬جلست‭ ‬مع‭ ‬‮«‬ابن‭ ‬شاه‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬وسألته‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬فأجابني‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬الدين‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭.‬

وقال‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المثقفين‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تُدار‭ ‬أفكارهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭.‬

وعقّب‭ ‬حسن‭ ‬النصف‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬المثقف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتخلى‭ ‬أن‭ ‬أفكاره‭ ‬وحتى‭ ‬آيديولوجياته،‭ ‬وما‭ ‬يكتبه‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬قناعاته‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬انتمائه‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬والصحافة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شاملةً‭ ‬للكل،‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬جيلا‭ ‬مثقفا‭ ‬واعيا‭.‬

ورد‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬إنني‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬كإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬تغلب‭ ‬عليه‭ ‬عقيدته‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭.‬

وعاد‭ ‬النصف‭ ‬ليشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬يحملون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬لتطوير‭ ‬البلاد،‭ ‬ويحاولون‭ ‬أن‭ ‬يشاركوا‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬آرائهم،‭ ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬هناك‭ ‬أسبابٌ‭ ‬تجعلهم‭ ‬لا‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الأعمدة،‭ ‬ربما‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬مساحة‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬والأمر‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬انتقاد‭ ‬الحكومة،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الحلول‭ ‬ويقدم‭ ‬المعالجة؛‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬إلا‭ ‬بالكاتب‭ ‬الموضوعي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتعرض‭ ‬للأشخاص،‭ ‬ويكون‭ ‬عموده‭ ‬يهم‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولا‭ ‬يتحزب‭ ‬لجهة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

وعقّب‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬قائلا‭: ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬غول‭ ‬اسمه‭ ‬الحكومة؛‭ ‬فكل‭ ‬وزير‭ ‬حكومة‭ ‬وكل‭ ‬شرطي‭ ‬مرور‭ ‬حكومة،‭ ‬وعندما‭ ‬أنتقد‭ ‬تقصيرا‭ ‬ما‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يرفض‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬أسلوب‭ ‬الطرح‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يُفرّق‭ ‬بين‭ ‬كاتب‭ ‬وآخر‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التطاول‭ ‬الشخصي‭.‬

وفي‭ ‬مداخلته‭ ‬أوضح‭ ‬د‭. ‬سلمان‭ ‬الزياني‭ ‬أستاذ‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تغيرا‭ ‬في‭ ‬الأجيال؛‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الصحافة‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬حاليا‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬عليها‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬التقليدية‭ ‬كالتلفزيون‭ ‬والإذاعة‭ ‬وغيرهما؛‭ ‬وذلك‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المتلقي‭ ‬تغيّر‭.‬

ففي‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬المتلقي‭ ‬مواليد‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬والأربعينيات‭ ‬والخمسينيات،‭ ‬وحاليا‭ ‬المتلقي‭ ‬أكبرهم‭ ‬مواليد‭ ‬السبعينيات‭ ‬وأصغرهم‭ ‬مواليد‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وهذه‭ ‬الشريحة‭ ‬لا‭ ‬تقرأ‭ ‬الصحافة‭ ‬المكتوبة،‭ ‬ولا‭ ‬تشاهد‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬التقليدي،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يستخدمون‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ ‬و«الإنستغرام‮»‬‭ ‬و«التيك‭ ‬توك‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬لنقل‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للأحداث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬رأيناها‭ ‬على‭ ‬‮«‬التيك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬ولم‭ ‬نرها‭ ‬على‭ ‬‮«‬البي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭.‬

وتابع‭ ‬الزياني‭ ‬قائلا‭: ‬عندما‭ ‬أكتب‭ ‬رأيا‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬المصحف‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬أفتح‭ ‬تلفوني‭ ‬وأنشره‭ ‬فورًا‭.‬

اليوم‭ ‬لدينا‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬بأعداد‭ ‬تفوق‭ ‬الأجيال‭ ‬الماضية،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬لديهم‭ ‬وعي‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة؛‭ ‬لأن‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬لديهم‭ ‬اطّلاعات‭ ‬أكبر‭.‬

وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬المثقفين‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬لهم‭ ‬قناة‭ ‬ووسيلة‭ ‬للتواصل،‭ ‬وتوصيلهم‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬بوسائلهم‭.. ‬وعلى‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تؤسّس‭ ‬قناةً‭ ‬حديثةً‭ ‬للشباب‭.‬

وقال‭ ‬يوسف‭ ‬بوجيري‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬علينا‭ ‬حلها،‭ ‬هي‭ ‬العزوف‭ ‬الثقافي‭ ‬وقلة‭ ‬الكتاب،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬الرسمية،‭ ‬والأندية‭ ‬الأهلية‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬الثقافي،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬لأن‭ ‬استضافة‭ ‬أي‭ ‬شخصيات‭ ‬ثقافية‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬بات‭ ‬مكلفا،‭ ‬وهذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬دراستها‭.‬

والتساؤل‭: ‬هل‭ ‬استجابت‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لما‭ ‬يُكتب‭ ‬في‭ ‬الصحف؟

واختتم‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬اللقاء‭ ‬مجددا‭ ‬الدعوة‭ ‬لترشيح‭ ‬كتاب‭ ‬للجريدة،‭ ‬لكن‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬صحفيا‭ ‬مسيّسا؛‭ ‬لأن‭ ‬الصحفي‭ ‬المسيّس‭ ‬هو‭ ‬قنبلة‭ ‬موقوتة،‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬ليس‭ ‬قلما‭ ‬ولكنه‭ ‬مسدسا،‭ ‬وهذا‭ ‬القلم‭ ‬ليس‭ ‬محشوًّا‭ ‬بالحبر‭ ‬ولكنه‭ ‬محشوٌّ‭ ‬بالكراهية‭ ‬والبغضاء‭. ‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬نتبنى‭ ‬حاليا‭ ‬جيلا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬الصحفيين،‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬تنشئة‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬ليكونوا‭ ‬صحفيين‭ ‬مهنيين‭ ‬ومدربين،‭ ‬منوها‭ ‬بدور‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬حاجي‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬مضيفا‭: ‬ما‭ ‬أبحث‭ ‬عنه‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬أعمدة‭ ‬جدد‭ ‬من‭ ‬خلالكم‭ ‬كمركز‭ ‬ثقافي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا