العدد : ١٦٩٩٧ - السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٧ - السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

حرفنا اليدوية.. إبداعات منسية: الحدادة أثر وطني يكافح من أجل البقاء
غياب المحلات التجارية يقود مطارق الحدادة نحو الصدأ!

كتبت‭ ‬مروة‭ ‬أحمد‭: ‬

الأحد ١٧ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

تعد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منـارة‭ ‬لحياة‭ ‬الحِرف‭ ‬اليدوية‭ ‬فقد‭ ‬عُرف‭ ‬عنها‭ ‬احتضانها‭ ‬لحرفة‭ ‬صناعة‭ ‬الفخار،‭ ‬والسلال،‭ ‬والنسيج‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬صناعة‭ ‬السُفن‭ ‬والنجارة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حرفة‭ ‬الصفّار‭ ‬والحداد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحِرف‭ ‬التي‭ ‬درسها‭ ‬الأجيال‭ ‬وتعرّف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصص‭ ‬الأجداد‭.‬


 

بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬مهنة‭ ‬الحدادة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬اليوم‭ ‬تصارع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬منافسة‭ ‬الجاليات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتمركزهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأسواق‭ ‬مثل‭ ‬سوق‭ ‬واقف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬المحلات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تحتضن‭ ‬مطرقة‭ ‬الحداد‭ ‬وأدواته،‭ ‬حيث‭ ‬يُعاني‭ ‬الحدادون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تحتضن‭ ‬حِرفة‭ ‬أجدادهم‭ ‬وأبائهم‭ ‬وارتأوا‭ ‬في‭ ‬ممارستها‭ ‬وسيلة‭ ‬لتذكر‭ ‬الماضي‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬للبلد‭.‬

قال‭ ‬الحداد‭ ‬ناجي‭ ‬العمران‭ ‬والذي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬53‭ ‬سنة‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬ورث‭ ‬حِرفة‭ ‬الحدادة‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬المرحوم‭ ‬الذي‭ ‬أتقنها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬جده،‭ ‬وقام‭ ‬ناجي‭ ‬بنقل‭ ‬حرفيـات‭ ‬ومهارات‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬إلى‭ ‬ابنه‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬اليوم‭ ‬مدرسا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬توريث‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الحدّاد‭ ‬البحريني‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسّة‭ ‬إلى‭ ‬المحل‭ ‬التجاري‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭.‬

وانطلق‭ ‬العمران‭ ‬بحديثه‭ ‬عن‭ ‬حِرفة‭ ‬الحدادة‭ ‬التي‭ ‬تعلّمها‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬منذ‭ ‬صغره‭ ‬الذي‭ ‬شاركه‭ ‬في‭ ‬الجلوس‭ ‬والنظر‭ ‬إليه‭ ‬أثناء‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬ورشته‭ ‬في‭ ‬الحورة،‭ ‬وكان‭ ‬والده‭ ‬يفعل‭ ‬ذات‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬جده‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬يقوم‭ ‬بتعليم‭ ‬مهارات‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬إلى‭ ‬ابنه‭ ‬كما‭ ‬يرجو‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بنقلها‭ ‬إلى‭ ‬حفيده‭ ‬يومًا‭ ‬مـا‭ ‬للحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬لأنها‭ ‬بمثابة‭ ‬إرث‭ ‬عائلي‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭.‬

وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الحرفة‭ ‬قد‭ ‬تندثر‭ ‬بسبب‭ ‬غيـاب‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬الحاضنة‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دخول‭ ‬الجاليات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الحورة‭ ‬هي‭ ‬عاصمة‭ ‬الحِدادة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬أصلها‭ ‬ولا‭ ‬يمنع‭ ‬بأماكن‭ ‬قريبة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭.‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬احتضان‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استضافة‭ ‬الحدّادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المهرجانات‭ ‬والمناسبات‭ ‬حيث‭ ‬تلقى‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإقبال‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬والعامّة‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬الخليج،‭ ‬كمـا‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬تقوم‭ ‬بطلبهم‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي‭ ‬بسبب‭ ‬إقبال‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬التعرّف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬مثل‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬وحول‭ ‬أبرز‭ ‬المشغولات‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬صناعتها‭ ‬الحدّاد‭ ‬العمران‭ ‬هي‭ ‬أقفال‭ ‬الصناديق‭ ‬الشعبية‭ ‬القديمة،‭ ‬ومطارق‭ ‬الحرث،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬أدوات‭ ‬قص‭ ‬الزرع‭ ‬التقليدية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنتوجات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬حدوات‭ ‬الخيل‮»‬‭ ‬منوّهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بشراء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشغولات‭ ‬وبيعها‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬السعر‭ ‬الذي‭ ‬اشتراه‭ ‬من‭ ‬الحدّاد‭.‬

واختتم‭ ‬العمران‭ ‬حديثه‭ ‬معنا‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬تمنياته‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬ضرورة‭ ‬إنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬الحدّادين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حلحلة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬هذه‭ ‬الحِرفة‭ ‬كونها‭ ‬أثـرا‭ ‬وطنيا‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الاندثار‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا