أطباء واستشاريون يوقفون سياراتهم فـي الشوارع وعلى الأرصفة
مرضى ومراجعون: أصبحت المواقف الداخلية تجارة تكبدنا ميزانية كبيرة
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
هي مشكلة قديمة متجددة، بل تزداد سوءا يوما بعد يوم. كثرت الوعود بشأنها، ولكن لم تكن الحلول كما رُوج لها.
من المناظر المألوفة وانت تسير خارج اسوار مجمع السلمانية الطبي ان تجد أمًّا تجرجر أبناءها خلفها في ظهيرة الصيف اللاهب، متجهة الى سيارتها المتهالكة التي تقف بعيدا بعد أن عجزت عن الحصول على موقف داخل المستشفى او بالقرب منه.
ومن المناظر المألوفة ان تجد معاقا أو طاعنا في السن يجاهد للوصول الى موعده وهو يسير بجهد بعد أن عجز هو أو مرافقه عن الحصول على موقف داخل أسوار المجمع.
أمام بوابات المستشفى يختلط المشاة بالمركبات، المشاة الذين يضطرون أحيانا الى الوقوف بجانب مستشفى الطب النفسي أو إيقاف سياراتهم على الأرصفة ووسط الشوارع، والمركبات التي تبقى تحوم بالمنطقة بحثا عن ثغرة هنا أو هناك للوقوف فيها.
والأسوأ من هذا وذاك، ان الموظفين والممرضين والأطباء وبعض الاستشاريين لم يسلموا من هذا الوضع، ولا توجد مواقف مخصصة إلا لعدد من الاستشاريين والرتب العالية، اما باقي المواقف الداخلية فقد أغلقت في وجوههم وحولت الى مواقف مدفوعة، مما يضطر الأطباء الى إيقاف سياراتهم في الشوارع وعلى الأرصفة. أو استنزاف مرتباتهم على المواقف الداخلية المدفوعة.
لا ننكر أن افتتاح مبنى المواقف متعدد الطوابق أسهم في تخفيف حدة الازمة (داخل اسوار المستشفى فقط)، ولكن لم يتغير المشهد خارجها لأسباب، منها ما جأر به أحد المراجعين عندما سألناه عن سبب ركنه سيارته عند مركز الاميرة الجوهرة والمشي مع زوجته الى العيادات الخارجية، حيث قال: لدينا مراجعات متكررة ومتعددة، وأحيانا عدة مرات في الأسبوع. ومن الطبيعي في السلمانية أن تتأخر ساعات وساعات في الموعد والاشعة والصيدلية، فهل ادفع في كل زيارة دينارين على المواقف؟ ميزانيتي لا تتحمل ذلك!
مواطن آخر أبلغنا انه بعد ان عجز عن إيجاد موقف، اضطر الى الوقوف على الرصيف، ليفاجأ بمخالفة وقوف خاطئ عند خروجه!
أحد الناشطين الاجتماعيين ترك تعليقا لافتا بالإشارة الى ان الدستور ينص على مجانية العلاج في المملكة، ولكن المريض يضطر الى دفع رسوم المواقف عندما يريد ان يتعالج!
والمشكلة لا يعاني منها المراجعون والمرضى فحسب، بل حتى سكان العمارات السكنية المحيطة بالمستشفى وأصحاب المحلات وغيرهم، حيث تحاصرهم مئات السيارات التي تقف بشكل عشوائي أو مخالف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك