«أم خالد» تستذكر نكهة رمضان لدى الآباء والأجداد
إعداد: أمل الحامد
تصوير:منصور السلاطنة
ليلة القرقاعون من المناسبات الجميلة والفريدة التي تصادف يومي 14 - 15 رمضان، حيث يخرج الأطفال «لول» ويدورون على بيوت الحي «الفريج» ويقرعون لهم بأهازيج خصيصة. جاء ذلك على لسان الإعلامي القدير حسن كمال، مدير إدارة إذاعة البحرين ومدير الثقافة والفنون بوزارة الإعلام سابقًا لـ«أخبار الخليج».
وأوضح كمال أنه يتم الغناء في القرقاعون ويدعون لأهل البيوت التي ستعطيهم القليل من المكسرات جوز ولوز وحلويات.
وتحدث عن أن «لول» كانت تتم تحية لرمضان بأهازيج خاصة «حياك الله يا رمضان يا با القرع والبيديان»، كناية عن تغيير وجبات رمضان لما فيها من خضراوات وفواكه وأطعمة وحلويات فيتم الترحيب بشهر رمضان.
وأشار إلى أن شهر رمضان يتيح للأطفال الخروج في أول المساء بعد الإفطار، ولذلك لهم أهازيج خاصة، وهناك أهازيج للبنات وأخرى للأولاد.
وذكر أن شهر رمضان كذلك يشهد خروج المسحر، وهو عنصر مهم في هذا الشهر مع طبلته ويذهب معه الأطفال الأكبر سنًا حيث يتم إيقاظ الأهالي للسحور قبل الواحدة صباحا، ويكون مع مجموعة من الشباب من أهل الحي ومرافقين يغنون معه مختلف الأغاني، وقد يكون التأليف آنيا مع الطبلة، بغرض إيقاظ النائمين من الصيام من أجل الصحو والاستعداد للسحور، وهي آخر وجبة يتناولها الصائم قبل أذان الفجر، وبعدها يمسك طيلة النهار إلى المساء.
كما التقت «أخبار الخليج» إحدى الأمهات التي تحدثت عن شهر رمضان وأجوائه في الماضي، وهي نورة علي محمد القوتي المكناة بأم خالد، قالت: كان لرمضان «لول» نكهة مغايرة تضفي نورًا وبريقًا على شهر رمضان ونشيد الأطفال «حياك الله يا رمضان أبا القرع والبيديان»، كما ينشدون في القرقاعون: «قرقاعون عادت عليكم أووه يا الصيام»، وفي ختام رمضان يتم ترديد أهازيج وداعية رمضان: «الوداع يا الوداع يا رمضان وعليك الصيام يا شهر رمضان واويلاه».
واستذكرت أم خالد أجواء شهر رمضان «لول» بإعداد النساء الأطعمة، منها الثريد بخبز الرقاق، حيث كانت تقوم بطهو الصالونة، وبعد أن تجهز كانت تقوم بخبز خبز الرقاق، ثم تقوم بتجهيز السفرة، والأواني المصنوعة من المعدن ويطلق عليها (بادية تنك)، حيث يتم تقطيع الخبز ويسكب فوقه الصالونة لتجهيز الثريد، ثم يتم تغطيته بغطاء.
وأشارت إلى أن محلبية العيش كانت من حلويات رمضان «لول» حيث يتم طحن الأرز لإعدادها، وهذا الأمر اختلف حاليًا إذ يتم إعداد حلويات الكاسترد والجلي، مضيفة أنه بعد أن تجهز محلبية العيش يتم سكبها في الصحون وتغطيتها بغطاء نظرًا لعدم وجود ورق القصدير، وبعد ذلك يقوم الأبناء بتوزيعها على الجيران في الفريج بأكمله.
وبيّنت أن الحال اختلف الآن عما كان عليه في رمضان «لول»، حيث كانوا يقومون بزيارة الجيران وتبادل الأطعمة فيما بينهم، إذ يتم حمل صينية «غنجة» بها صحون ومغطاة بفوطة ويتم توزيعها على الجيران، مؤكدة أن رمضان لول له نكهة مغايرة وجميلة.
واستذكرت أنه قبل شهر رمضان كان يتردد رجل يعمل في مهنة الصفار في الفرجان، وينادي بأنه صفار جدور، وقد كانت والدة زوجها تناديه لتصفير (الجدر الصفر) من الداخل والخارج، وذلك من أجل تنظيفه بمبلغ زهيد، موضحة أن هذا الجدر يستخدم خصيصًا للهريس، حيث يتم إشعال النار ثم وضع الجدر على النار، وفي الماضي لم يكن هناك موقد (جوله).
وذكرت أنه لإعداد الهريس يتم غسل اللحم جيدًا وسلقه وإزالة «الزباد» وهي عبارة عن رغوة بيضاء تظهر على سطح الماء المغلي، ثم يطبخ الهريس في الجدر حتى يجهز وتفوح منه رائحة زكية، يتم ترسيته وتغطيته بخيش حيث لم يكن هناك فوط، مشيرة إلى أنه يتم ضرب الهريس باليد باستخدام المضرابة، وبعد ذلك يتم تجهيز السفرة ووضع «الملاس»، وهي ملاعق التقديم، وصحون بو أسد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك