أجرى المقابلة: الطالبة مريم أحمد القصاص
د. نبيل تمام من الشخصيات الملهمة والمؤثرة والناجحة في القطاع الطبي، تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية في الثمانينيات، بعد أن كان من أوائل الثانوية العامة على مستوى البحرين، وحصل على بعثة لدراسة الطب، وواصل تميزه في مجاله حتى أنشأ مركزا متخصصا لعلاج الأنف والأذن والحنجرة، متجاوزا تحدي الإصابة بمرض السرطان.. خلال لقائنا معه نلقي الضوء على أهم المحطات في مسيرته المهنية.
• متى بدأت فكرة افتتاح مركز نبيل تمام؟
الفكرة كانت موجودة قبل ظهور فيروس كورونا في العالم بحوالي خمسة أشهر، حيث كنا قد عملنا على الاستعداد وتجهيز الوثائق المتعلقة بالرخصة وقدمنا طلبا لاستقدام الأجهزة، ولكن ظهور الفيروس أوقف جميع العمل، ولكن شاءت الاقدار وانطلق مركز نبيل تمام الطبي في ابريل عام 2020، ولقد واجهنا الكثير من الصعوبات مثل صعوبة وصول الأجهزة، وعندما أصبح المركز جاهزا للافتتاح انطلقنا ولله الحمد وقد كان الناس تأتي للمركز على اسم الدكتور نبيل تمام.
• هل تذكر أول حالة عالجتها؟
أول حالة عالجتها كانت حوالي سنة 1984 وكانت في بداية فترة التدريب في مستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس، حيث كانت حالة ولادة لامرأة من الجنسية المصرية عندما كانت لدي مناوبة في المستشفى ومن هنا أصبح لدي شعور بالثقة بالنفس والفخر بكوني في فترة التدريب وتمكنت من القيام بمساعدتها بالولادة.
• شاركنا تجربة مع المرضى لا تنسى؟
كانت لطفلة لديها عيوب خلقية في مجرى التنفس، حيث تابعت معها الموضوع مدة 3 سنوات وأجريت لها عملية قصبة هوائية ووضعت لها أنبوبا لكي تتمكن من التنفس، وفي أحد الأيام جاءت الى العيادة والانبوب خارج من مكانه فواجهت صعوبة شديدة في التنفس، والله الحمد، كنت موجودا في العيادة وتمكنت من إنقاذ حياتها عبر اجراء عملية عاجلة وقد تكللت بالنجاح.
• إلى أي شيء يرمز شعار مركز نبيل تمام الطبي؟
جلست مع شباب بحرينيين لأتمكن من الحصول على هوية تشبهني وأخبرتهم بتفاصيل حياتي واستطاعوا الحصول على هذا الشعار الذي يرمز إلى اليدين المفتوحين حاملة العالم والدائرة وحرف النون بالمقلوب الذي يرمز الى اول حرف من اسمي واليدين ترمز الى تقديم الخدمات والعالم يرمز الى كيف يستطيع الانسان يصنع شيئا جديدا.
• كيف تصف مشاعرك عندما علمت بأنك مصاب بمرض السرطان؟
طبعاً مرض السرطان هو مرض صعب، ولكن هذا ليس معناه أن يصاب الإنسان باليأس، لا أنكر أن أول ثلاثة أيام من معرفتي بالأمر كانت صعبة علي وكان شعوري بين الإنكار والغضب والحزن، ولكن ولله الحمد لم ادع تلك المشاعر تسيطر عليّ وتهدم نفسيتي فحاولت استجماع قوتي وقررت مواجهة المرض وتيقنت بانه قضاء الله وقدره.
• هل نمط حياتك تأثر بعد الإصابة بالمرض؟
نعم تغير جدا إلى أبعد الحدود، الموضوع اصبح كيف يستطيع الانسان ان يمارس حياته، وكيف يتماشى مع الأفكار والمشاعر ونمط الحياة والتغذية الجديدة والاهتمام بالراحة النفسية، ومساعدة الناس ومجاميع الدعم والمساندة، وشاركت في هذه المجاميع في بريطانيا وامريكا وشعرت انها مفيدة، ولذلك اردت تطبيقها في البحرين وفعلا طبقت هذه الفكرة في البحرين، وكانت عبارة عن مجوعة مكونة من عشرين شخصا اغلبهم من النساء بحكم انتشار سرطان الثدي في العالم والبحرين، وايضا في مجال ممارسة الرياضة انا لجأت إلى موضوع التأمل الذي ساعدني جدا، لذلك تغيرت حياتي بدرجة كبيرة.
• من أين أتت فكرة فتح مركز يوغا؟
منذ إصابتي بمرض السرطان في عام 2010 كان من ضمن المشاريع التي اردت القيام بها هي ممارسة اليوغا، ولكني لجأت إلى التأمل ولم اقم بممارسة اليوغا، والحمدالله أكملت العلاج وفي العام الماضي في عام 2023 قررت ان ابدأ السنة الجديدة بممارسة اليوغا وفعلاً بدأت الممارسة على مدى سنة كاملة بمقدار جلستين الى ثلاث جلسات في الأسبوع تحت اشراف اكثر من مدرب وفي اكثر من صالة، والحمدالله استشعرت الاستفادة جسديا ونفسيا وبعد مرور اشهر من الممارسة راودني تساؤل لِمَ لا أقوم بفتح مركز وأحاول من خلاله تقديم النصائح لبعض المرضى الذين يأتون إليّ، وطبعا ليس بالضرورة ان يكون الانسان مريضا لممارسة اليوغا بل حتى الأشخاص الأصحاء يمكنهم الممارسة لما لها من آثار جميلة على المستوى النفسي والجسدي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك