أكد مؤتمر الخليج الخامس عشر للمياه الترقية الرقمية واستخدام التقنيات الناشئة في قطاع المياه، لما تتمتع به من إمكانات كفيلة بإيجاد تحولات هائلة لتحسين إدارة المياه وتعزيز كفاءتها ومرونتها في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
أعلن الاستاذ الدكتور وليد زباري نائب رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية، رئيس اللجنة العملية للمؤتمر في ختام أعمال المؤتمر الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة تسع توصيات صدرت عن المشاركين في جلسات المؤتمر تتعلق بالرقمنة واستخدام التقنيات الناشئة في قطاع المياه، وتكنولوجيا تحلية المياه، والمياه السطحية والمياه الجوفية، وتكنولوجيا مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، وخطط سلامة المياه وخطة سلامة الصرف الصحي، واستخدام المياه وإدارة قطاع المياه البلدية، واستخدام المياه وإدارة القطاع الزراعي، ونظم المعلومات الإدارية في قطاع المياه، وإزالة الكربون من قطاع المياه.وأوضح الدكتور زباري أن تحلية المياه ستظل المصدر الرئيسي للمياه في إمدادات المياه في دول مجلس التعاون الخليجي وسط توقعات بازدياد الحاجة اليها مع مرور الوقت، مؤكدا أن الضرورة الاستراتيجية تحتم توطين صناعة تحلية المياه في المنطقة، ومعالجة عقبات ذلك من حيث كفاءة الطاقة، والتكلفة المالية، والآثار البيئية (انبعاثات غازات الدفيئة والتغلب عليها)، مبرزا في هذا الصدد أن الطاقات المتجددة والبديلة تمثل فرصة كبيرة للحد من هذه الانبعاثات.
فيما يخص المياه السطحية والمياه الجوفية، قال إن البيانات الحديثة تشير إلى زيادة تواتر الظواهر المناخية المتطرفة كهطول الأمطار في المنطقة، وهو ما يعزى إلى تغير المناخ، مما يؤدي إلى انخفاض ثبات البيانات المناخية التاريخية، ولذلك من المهم تعظيم الاستفادة من المياه السطحية المنتجة وفي نفس الوقت حماية الحياة والبنية التحتية، منبها إلى أن خرائط مخاطر الفيضانات ومحاكاة الفيضانات بناء على تنبؤات RCM (نموذج المناخ الإقليمي) تمثل نشاطا مهما في هذا الصدد.
ورأى أن المياه الجوفية، المتجددة وغير المتجددة، تمثل مصدرا رئيسيا للمياه لجميع دول مجلس التعاون الخليجي. وينبغي أن تستند استدامة المياه الجوفية غير المتجددة إلى معايير اجتماعية واقتصادية، في حين أن المياه الجوفية المتجددة ستتطلب خططا لاستصلاحها، معتبرا أنه بالإضافة إلى جهود إدارة الطلب والحفاظ عليه، يمثل MAR خيارا محتملا لإدارة جانب العرض، خاصة من خلال المياه المحلاة الفائضة ومياه الصرف الصحي المعالجة. وعلاوة على ذلك فإن المراقبة المستمرة والاستباقية، ونمذجة المحاكاة الحديثة، ووجود نظم معلومات إدارية هي مكونات مهمة لموارد المياه الجوفية وإدارتها.
وفي مجال تكنولوجيا مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، شدد الدكتور زباري على تعظيم الاستخدام المفيد لمياه الصرف الصحي لاسيما في إعادة استخدامها المعالجة منها في الزراعة وتوليد الطاقة وإنتاج الأسمدة والتبريد، مبينا أن أنظمة الصرف الصحي اللامركزية أثبتت أنها أكثر كفاءة من الأنظمة المركزية التقليدية من حيث التكلفة والتشغيل.
وخلص إلى ضرورة اعتماد خطط سلامة المياه وخطة سلامة الصرف الصحي، داعياً إلى أن إضفاء الطابع المؤسسي على خطة العمل وخطة دعم المياه وتنفيذها (أي الخطط التي تستند إلى التقييم الاستباقي للمخاطر ونهج إدارة المخاطر) يمثل فرصة كبيرة لضمان الإدارة الآمنة لإمدادات المياه وحماية الصحة العامة وتعظيم الفوائد الصحية للصرف الصحي.
أما على صعيد استخدام المياه وإدارة قطاع المياه البلدية، فقال: «ينبغي تعزيز وزيادة مشاركة القطاع الخاص في توفير إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي لتحسين نوعية الخدمة وخفض التكلفة، كما ينبغي تنظيم هذه المشاركة بشكل فعال من خلال إطار تعاقدي واضح يستند إلى الإنجازات».
وفي محور استخدام المياه وإدارة القطاع الزراعي، أشار إلى أن رقمنة الزراعة يمكن أن تكون هي التحول التالي في إدارة المياه، وأن اعتماد وإدخال التقنيات الناشئة (الذكاء الاصطناعي، RS ، IoT ، ..) في هذا المجال لديه إمكانات كبيرة لزيادة إنتاجية المياه ومساهمة قطاع الزراعة في الأمن الغذائي، منوها إلى أن الإدارة المبتكرة للمياه الزراعية تشمل: أنظمة الري الدقيقة، والري الذكي، واستخدام الذكاء الاصطناعي، وإيجاد التكامل التكنولوجي بين إدارة المياه ومعالجة تغير المناخ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك