ميثم عبدالله..
من محلل نظم معلومات في مركز الاتصال إلى رئيس تنفيذي لشركة «بتلكو»
أجرى الحوار: علي عبدالخالق - تصوير: محمد عبدالله
لكل قصة نجاح بداية، وكل بداية هي خطوة جريئة اتخذها الفرد نحو الوصول الى أهدافه و طموحاته، فكيف إذا كانت بيئة العمل تحفز وتساعد على الوصول الى تلك الأهداف والطموحات وربما لأبعد من ذلك.
Beyon هي إحدى تلك الشركات التي توفر بيئة محفزة للارتقاء الوظيفي، وربما يكون ضيف هذه الحلقة من سلسلة «قصص نجاح وطنية في Beyon» خير مثال على الموظف العصامي الطموح الذي بدأ مسيرته منذ 2006 كمحلل نظم معلومات في مركز الاتصال بشركة بتلكو، وأصبح اليوم رئيسها التنفيذي.
نتحدث عن الرئيس التنفيذي لشركة بتلكو، ميثم عبدالله، الذي يتمتع بخبرة تزيد على 15 عامًا في مجال الاتصالات المتنقلة والثابتة وحلول الاتصال إلى جانب مراكز البيانات وخدمات المحتوى، كما كان له دور فعّال في قيادة رقمنة المنتجات والخدمات؛ وذلك للارتقاء بتجربة الزبائن. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بدايتك في الشركة وكيف تمكنت من التدرج في السلم الوظيفي؟
قبل الحديث عن بدايتي في الشركة أود أن أعرف عن نفسي، ميثم عبدالله خريج درجة البكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية من جامعة نيويورك للتكنولوجيا، ماجستير إدارة الأعمال في التسويق وإدارة الأعمال من الجامعة الأهلية \ CFA المستوى 1 وCMA إلى جانب بعض الدورات المتخصصة في الإدارة.
سنحت لي الفرصة للانضمام الى شركة بتلكو منذ عام 2006، كمحلل نظم معلومات لخدمات الإنترنت في مركز الاتصال، وسنحت لي فرص كثيرة للانتقال إلى أقسام أخرى في الشركة وأتطور.
وبالفعل، خلال 2008 انتقلت إلى قسم تطوير الأعمال ومن هناك تنقلت بين العديد من الأقسام بين خدمات المستهلكين وإدارة المشاريع إلى 2011 انضممت الى الفريق الإداري وأصبحت مدير الانترنت الثابت والمتنقل.
وفي عام 2020 كانت النقلة النوعية في مسيرتي المهنية، حيث انضممت إلى الإدارة التنفيذية كرئيس تنفيذي للعمليات، وصولاً إلى 2024 كرئيس تنفيذي لشركة بتلكو.
وبالطبع، هذا التدرج في السلم الوظيفي هو نتيجة استراتيجية واضحة وضعتها Beyon لجميع الموظفين وهو «التعاقب الوظيفي» الذي أشار إليه الرئيس التنفيذي للموارد البشرية فيصل الجلاهمة، حيث إن كل موظف له خطة واضحة لمستقبله الوظيفي.
وجاء هذا التدرج نتيجة العمل الجاد والتفاني في أداء الواجبات والمهام المنوطة لي بشكل متميز، بالإضافة إلى الاستفادة من الفرص التدريبية والتطوير المهني التي توفرها الشركة، وأيضاً بناء العلاقات القوية مع الزملاء وسلاسة التعامل معهم، ساهم في تعزيز تقديرهم لقدراتي وثقتهم في قدرتي على تحمل المسؤوليات المتنوعة.
اليوم كرئيس تنفيذي، المسؤولية كبرت وبالعمل مع أعضاء الفريق علينا قيادة الشركة وتحقيق رؤيتها وأهدافها الاستراتيجية، سأقوم أيضاً بإدارة العمليات اليومية واتخاذ القرارات الاستراتيجية المهمة للشركة، بالإضافة إلى توجيه الفريق التنفيذي وتنسيق جهود جميع الأقسام لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
كان لك دور فعّال في قيادة رقمنة المنتجات والخدمات وذلك للارتقاء بتجربة الزبائن، ما هي الخطوة المقبلة للحفاظ على هذا النمو؟
طبعاً كما تعلمون أن قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات المتقدمة والأكثر تغيراً في مملكة البحرين وبشكل عام، وفي هذا القطاع تحديداً تتاح الفرصة لجميع منتسبيه لتوسعة خبراتهم وتطورها والتقدم دائماً الى الأمام.
وعلى سبيل المثال، إنجازات عدة قمنا بتنفيذها بالتعاون مع فريق العمل، أبرزها طرح مقدمة عن تقنية + ADSL2، وخدمات الفايبر، وخدمات IPTV خدمة التلفاز عبر الإنترنت، إلى جانب خدمات الجيل الرابع والخامس (4G و5G).
ومن جملة المنتجات والخدمات التي تم طرحها وتطويرها هي المساهمة في إنشاء أول مركز بيانات معتمد في البحرين، وتقديم منتج فريد من نوعه وهو خدمة (ADSL) مسبقة الدفع، حيث قمنا للمرة الأولى بتوصيل الإنترنت لجميع الافراد في المنزل من خلال شبكة النحاس التقليدية، وأيضاً قمنا مؤخرًا بقيادة عملية التحول الرقمي في بتلكو إلى ان تمكنا من رقمنة أكثر من 55% من عملياتنا، حيث أصبحت أكثر من نصف الخدمات التي تقدمها شركة بتلكو رقمية.
أيضاً كان لي دور بارز في إنشاء شركة BNET، وهي الشركة الوطنية المسؤولة عن تصميم وإنشاء وإدارة البنية التحتية لشبكة النطاق العريض القائمة على الألياف البصرية «الفايبر» في مملكة البحرين.
ومن المشاريع التي اعتز بها هي كذلك ساهمنا بتأسيس مركز الاتصال Ttotal CX، حيث اننا سخّرنا خبرة مركز اتصال بتلكو وقمنا بإنشاء مركز اتصال مستقل يخدم شركات أخرى بشتى المجالات والتي تعمل على تلبية احتياجات جميع الشركات سواء في القطاع العام أو الخاص، بغض النظر عن حجمها أو مجال تخصصها أو طبيعة عملها، التي تشمل على سبيل المثال الهيئات الحكومية والقطاعات المصرفية والاتصالية، إضافة إلى القطاعات اللوجستية والمطاعم وغيرها من الشركات التي تتطلب خدمات اتصال الزبائن، شركة TOTAL CX، من خلال توافر مجموعة واسعة من الخدمات بما في ذلك تقديم الدعم على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع وبلغات متعددة، مثل الدعم على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع وبلغات متعددة، مثل كل من مركز الاتصال، والقنوات الرقمية إلى جانب الـ ChatBot، حيث تتم الإجابة عن استفسارات وشكاوى الزبائن في وسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك الكثير.
اليوم نحن في شركة بتلكو نلتزم بالابتكار وتقديم خدمات استثنائية للزبائن، وواصلنا جهودنا في العام الماضي في توفير حلول مبتكرة تخلق نقلة نوعية في تجربة الزبائن، وعلى سبيل المثال ركزنا على القطاع التجاري حيث قمنا بتدشين بوابة الكترونية، تساعد الشركات على إدارة عملياتهم بسهولة.
أيضاً قمنا بإطلاق متاجر رقمية مستقلة، حيث كانت بتلكو أول شركة اتصالات تفتتح ثلاثة متاجر رقمية مستقلة مع خطط لفتح 3 متاجر رقمية هذا العام.
ويتيح المتجر الرقمي للزبائن إمكانية إتمام العديد من المعاملات من خلال تجربة رقمية مبسطة، ويتميز عن غيره بتوافر جهاز البيع الذكي، الذي يعد الأول من نوعه في البحرين، حيث يمكن للزبائن من خلاله شراء أي جهاز جديد بشكل فوري من خلال خطوات بسيطة من دون الحاجة إلى المساعدة من قبل موظفي الفرع.
ونهدف في بتلكو التي هي جزء من مجموعة Beyon الى توفير خدمات موثوقة عالية الجودة مع الالتزام بمواصلة تقديم حلول مبتكرة وتطوير خدماتنا لتلبية احتياجات زبائننا المتنامية.
وحول المنتجات الجديدة التي سيتم طرحها، كما تعلمون فإن احتياجات السوق تتطور باستمرار، والتكنولوجيا تتطور بشكل متسارع ولذلك نعمل على البقاء في طليعة التطورات وتقديم الحلول الجديدة والمبتكرة من خلال مواصلة استكشاف فرص التوسع في الأسواق الجديدة وتوسعة نطاق خدماتنا لتلبية احتياجات زبائننا.
وفيما يخص تجربة الزبائن، فقد حققت بتلكو، أعلى تقييم وفقًا لتقرير تجربة المستهلك الصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين (TRA) لعام 2022. ويقيس هذا التقرير مستوى رضا زبائن قطاع المستهلكين والقطاع التجاري فيما يخص المزود الخاص بهم لخدمات الموبايل والبرودباند والخطوط الثابتة.
كيف ترى استثمار بتلكو في موظفيها وتطوير قادة المستقبل؟
بتلكو هي واحدة من أفضل المؤسسات للعمل واكتساب الخبرة، وهذا الأمر ليس بشهادتي فقط بل بشهادة المنظمة العالمية «Great Place to Work»، حيث احتلت شركة بتلكو المركز الأول في قطاع الاتصالات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بتصنيفها أفضل مكان للعمل في 2021 من المنظمة العالمية «Great Place to Work»، ويعود هذا الإنجاز إلى العمل الدؤوب في الشركة، حيث نعمل في هيكل تنظيمي مركّز وفعّال إذ يكون كل فرد مسؤولاً عن مجاله ويتمتع بكامل القدرة على النمو والتطوير.
إضافة إلى ذلك، تقوم شركة بتلكو بتنظيم العديد من الدورات التدريبية والبرامج كجزء من مبادراتها الهادفة الى تعزيز الإمكانيات والمواهب البحرينية في الشركة، وهناك برنامج للتخطيط والتأهيل المهني التنافسي لكل مستوى، حيث بإمكان أي عضو في فريق العمل أن يكون أحد المرشحين المحتملين لتولي منصب قيادي في المستقبل.
أيضاً في عام 2019 بدأت شركة بتلكو مرحلة جديدة في التطوير والتدريب، حيث تسارعت الجهود لإنتاج قادة واحترافيين على جميع المستويات لتتماشى مع خطة الشركة للتحول الى شركة تكنلوجية عالمية.
وتواصل بتلكو حرصها على تنمية الطاقات البحرينية بشكل دائم، وهم أساس نجاح الشركة، والشركة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير قادة المستقبل من خلال تقديم البرامج التدريبية والتطويرية، إلى جانب الاستشارة والتوجيه المهني، والتكريم والمكافآت، وبرامج الترقية الداخلية التي تساعد على التطور المهني.
اليوم، نحن نسعى لخلق فريق قيادي قوي متمكن لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق النجاح في المستقبل، وتزويد أعضاء فريق عملنا بفرص تدريبية مميزة لاكتساب المزيد من المهارات التي ستتيح لهم التقدم أكثر في أدوارهم الوظيفية وفي مسيرتهم المهنية.
الإيمان برأس المال البشري والإيمان بالمواهب البحرينية يدفعهم الى تقديم أفضل ما لديهم، ما هي نصيحتك للشباب لمن يطمح بالارتقاء في سلمه الوظيفي؟
ان منهج شركة Beyon الشركة الأم لبتلكو في التدريب يهدف الى تطوير وصقل الكوادر الوطنية ليس للعمل في بتلكو فقط انما لخدمة مملكة البحرين في مختلف المجالات، حيث هناك امثلة ناجحة لكفاءات وطنية بدأت حياتها العملية في بتلكو واليوم يعملون في مجالات ومناصب متنوعة في البحرين.
قبل أن أبدأ بالنصيحة أود أن أشير الى أن شركة بتلكو اليوم هي واحدة من أفضل المدارس، فاليوم جميع خريجي شركة بتلكو وبرامجها التدريبية يتبوأون مناصب عليا في شركات ومؤسسات أخرى.
الأمر الأهم هو أن البحرين ولّادة للمواهب ولديها رأس مال بشري ذو جودة عالية ولكن هم بحاجة الى من يدعمهم ويقف معهم ويؤمن بقدراتهم حتى يروا الطريق الصحيح ويسيروا عليه، فالبرامج التدريبية اليوم هي المفتاح لصقل المهارات وتعزيزها وتحفيزها وتقويتها.
نصيحتي للشباب، ركزوا على تطوير خبراتكم ومهاراتكم وانتهزوا الفرص للتعلم وكسب الخبرة العملية وكونوا صبورين، فالصبر هو مفتاح الفرج، والأهم هو أنه في بداية مسيرتكم المهنية ابحثوا عن شركة جيدة لديها قيادة تقدر موظفيها، مميزة، ومدير جيد يكون قائداً وليس رئيساً فحسب، فهذه الأمور مهمة أهم من الراتب والمسميات الوظيفية، وكل هذا يساعد الموظف على التطور على المدى البعيد.
طبعاً النجاح لا يأتي بسهولة، الاجتهاد والالتزام مهمان لتحقيق الاهداف، والاستثمار في الذات وتطويرها من خلال التدريب والتعلم المستمر في مختلف المجالات.
وختاماً، ابحثوا عن شغفكم، وابنوا مسيرتكم المهنية بناءً على هذا الشغف، افعل ما تحب وادرس ما تريد، ففي المستقبل عندما تعمل في مجال تحبه، ستكون أكثر إنتاجية وسعادة، ولا تخافوا من اخطائكم والتحديات التي ستواجهونها استغلوها كفرص للاستفادة منها لتحسين أدائكم وأن تكونوا الأفضل دائما.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك