العدد : ١٦٩٩٥ - الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٥ - الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

القصة التاريخية لإنشاء جامعة الدول العربية

الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

إعداد‭ - ‬عبدالـمالك‭ ‬سالـمان

 

يُعد‭ ‬إنشاء‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ترجمة‭ ‬للطموحات‭ ‬والآمال‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬تتبلور‭ ‬سياسيا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬مع‭ ‬صعود‭ ‬الأفكار‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬اليها‭ ‬مفكرون‭ ‬عرب‭ ‬بارزون‭ ‬من‭ ‬طليعة‭ ‬رواد‭ ‬حركة‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬قسطنطين‭ ‬زريق‭ ‬وساطع‭ ‬الحصري‭ ‬وزكي‭ ‬الأرسوزي‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬عزام‭ ‬ومحمد‭ ‬عزة‭ ‬دروزة،‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬التأصيل‭ ‬الفكري‭ ‬لدعوة‭ ‬القومية‭ ‬العربية أو العروبة في‭ ‬مفهومها‭ ‬المعاصر‭ ‬وجوهرها‭ ‬هو‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن الشعب‭ ‬العربي‮ ‬شعب‭ ‬واحد‭ ‬تجمعه اللغة والثقافة‮ ‬والتاريخ والجغرافيا والمصالح‭ ‬وتدعو‭ ‬لإنشاء‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬واحدة‭ ‬تجمع‭ ‬العرب‭ ‬ضمن‭ ‬حدودها‭ ‬من المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬إلى الخليج‭ ‬العربي‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬إيمان‭ ‬العرب‭ ‬بأنهم‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬قديم‭ ‬وربما‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬معرفة‭ ‬بداياته،‭ ‬فكان‭ ‬يظهر‭ ‬افتخار‭ ‬العرب‭ ‬بأصلهم‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العربي،‭ ‬وفي‭ ‬عهد‭ ‬الإسلام‭ ‬تجسدت‭ ‬القومية‭ ‬بشعور‭ ‬العرب‭ ‬بأنهم‭ ‬أمة‭ ‬متميزة‭ ‬ضمن‭ ‬الإسلام،‭ ‬وزاد‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬خلال‭ ‬العهد الأموي‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬جسدت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة بأيديولوجيات مثل‭ ‬الحركة‭ ‬الناصرية والتيار‭ ‬البعثي‮ ‬الذين‭ ‬كانا‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً‭ ‬في‮ ‬الوطن‭ ‬العربي‮ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬أواسط‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬السبعينات،‭ ‬والتي‭ ‬تميزت‭ ‬بقيام الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة بين مصر وسوريا وشهدت‭ ‬محاولات‭ ‬وحدوية‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭. ‬

كان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬رواد‭ ‬ومؤسسي‭ ‬القومية‭ ‬العربية في‮ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬ناصيف‭ ‬اليازجي،‮ ‬بطرس‭ ‬البستاني،‮ ‬نجيب‭ ‬عازوري،‮ ‬وميشيل‭ ‬عفلق،‭ ‬ويري‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هدفها‭ ‬الأساسي‭ ‬كان‭ ‬هدم العثمانية‭ ‬وإبراز‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭.‬

يؤمن القوميون‭ ‬العرب بالعروبة‭ ‬كعقيدة‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تراث‭ ‬مشترك‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬والثقافة‭ ‬والتاريخ‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبدأ‭ ‬حرية‭ ‬الأديان‭ ‬وتعد الوحدة‭ ‬العربية هدف‭ ‬القوميين‭ ‬العرب‭.‬

مصطفى‭ ‬النحاس‭ ‬والمبادرة‭ ‬المصرية‭ ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1944‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المصري‭ ‬مصطفى‭ ‬النحاس‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السوري‭ ‬جميل‭ ‬مردم‭ ‬بك‭ ‬ورئيس‭ ‬الكتلة‭ ‬الوطنية‭ ‬اللبنانية‭ ‬بشارة‭ ‬الخوري‭ ‬للتباحث‭ ‬معهما‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬حول‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬إقامة‭ ‬جامعة‭ ‬عربية‭ ‬لتوثيق‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬المنضمة‭ ‬لها‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬تثار‭ ‬فيها‭ ‬فكرة‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الوضوح،‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬ليؤكد‭ ‬استعداد‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬لاستطلاع‭ ‬آراء‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الوحدة‭ ‬وعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬لمناقشته‭ ‬وهي‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬أثنى‭ ‬عليها‭ ‬حاكم‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬حينه‭ ‬الأمير‭ ‬الهاشمي‭ ‬عبدالله‭.‬

وإثر‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المشاورات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وممثلي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والأردن‭ ‬واليمن‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬وهي‭ ‬المشاورات‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬تبلور‭ ‬اتجاهين‭ ‬رئيسيين‭ ‬بخصوص‭ ‬موضوع‭ ‬الوحدة‭ ‬الاتجاه‭ ‬الأول‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بالوحدة‭ ‬الإقليمية‭ ‬الفرعية‭ ‬أو‭ ‬الجهوية‭ ‬وقوامها‭ ‬سوريا‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬الهلال‭ ‬الخصيب‭.‬

والاتجاه‭ ‬الثاني‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬أعم‭ ‬وأشمل‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬يظلل‭ ‬عموم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المستقلة‭ ‬عن‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬وإن‭ ‬يتضمن‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬بدوره‭ ‬رأيين‭ ‬فرعيين‭ ‬أحدهما‭ ‬يدعو‭ ‬لوحدة‭ ‬فيدرالية‭ ‬أو‭ ‬كونفدرالية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬والآخر‭ ‬يطالب‭ ‬بصيغة‭ ‬وسط‭ ‬تحقق‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬المجالات‭ ‬وتحافظ‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬الدول‭ ‬وسيادتها‭.‬

وعندما‭ ‬اجتمعت‭ ‬لجنة‭ ‬تحضيرية‭ ‬من‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‭ ‬والعراق‭ ‬ومصر‭ ‬واليمن‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬25‭ ‬سبتمبر‭ ‬إلى‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬1944‭ ‬رجحت‭ ‬الاتجاه‭ ‬الداعي‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المستقلة‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬استقلالها‭ ‬وسيادتها‭.‬

اقترح‭ ‬الوفد‭ ‬السوري‭ ‬تسمية‭ ‬رابطة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بـ«التحالف‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬واقترح‭ ‬الوفد‭ ‬العراقي‭ ‬تسميتها‭ ‬بـ«الاتحاد‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوفد‭ ‬المصري‭ ‬قدم‭ ‬اقتراحا‭ ‬باعتماد‭ ‬تسمية‭ ‬‮«‬الجامعة‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬لما‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬ملاءمة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬اللغوية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وتوافقاً‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬ثم‭ ‬نقح‭ ‬الاسم‭ ‬ليصير‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬‭.‬

نشأت‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬أقدم‭ ‬منظمة‭ ‬دولية‭ ‬قامت‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وقد‭ ‬تكونت‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬1945م‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشهور،‭ ‬وتألفت‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬كانت‭ ‬تتمتع‭ ‬بالاستقلال‭ ‬السياسي‭ ‬وقتذاك،‭ ‬هي‭: ‬مصر،‭ ‬سوريا،‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬شرق‭ ‬الأردن،‭ ‬لبنان،‭ ‬العراق،‭ ‬اليمن‭. ‬

ويقع‭ ‬مقر‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭. ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬دولية‭ ‬إقليمية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الإداري‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ويؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬ديباجية‭ ‬الميثاق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬تثبيتاً‭ ‬للعلاقات‭ ‬الوثيقة،‭ ‬والروابط‭ ‬العديدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وحرصاً‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الروابط،‭ ‬وتوطيدها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬احترام‭ ‬استقلال‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وسيادتها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬لجهودها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬قاطبة،‭ ‬وصلاح‭ ‬أحوالها،‭ ‬وتأمين‭ ‬مستقبلها،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أمانيها‭ ‬وآمالها،‭ ‬واستجابة‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭. ‬كما‭ ‬تؤكده‭ ‬أيضاً‭ ‬مادة‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬الميثاق‭ ‬بالنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجامعة‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتعتبره‭ ‬حقاً‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬وتتعهد‭ ‬بألا‭ ‬تقوم‭ ‬بعمل‭ ‬يرمى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬أهداف‭ ‬واختصاصات‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭.‬

التعاون‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية،‭ ‬وغيرها‭.‬

النظر‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬ومصالحها‭.‬

تحرير‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬غير‭ ‬المستقلة‭.‬

التعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬لكفالة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

بروتوكول‭ ‬الإسكندرية‭:‬

يمثل‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬الوثيقة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬وضع‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬ميثاق‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬يعد‭ ‬بروتوكول‭ ‬الإسكندرية‭ ‬أول‭ ‬وثيقة‭ ‬تخص‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬والذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الآتية‭:‬

قيام‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المستقلة‭ ‬التي‭ ‬تقبل‭ ‬الانضمام‭ ‬إليها،‭ ‬ويكون‭ ‬لها‭ ‬مجلس‭ ‬تمثل‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬المشتركة‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭.‬

مهمة‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬هي‭: ‬مراعاة‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تبرمه‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬وعقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬دورية‭ ‬لتوثيق‭ ‬الصلات‭ ‬بينها‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬خططها‭ ‬السياسية‭ ‬تحقيقاً‭ ‬للتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلالها‭ ‬وسيادتها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اعتداء‭ ‬بالوسائل‭ ‬السياسية‭ ‬الممكنة‭ ‬والنظر‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭.‬

قرارات‭ ‬المجلس‭ ‬ملزمة‭ ‬لمن‭ ‬يقبلها‭ ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الجامعة‭ ‬ويلجأ‭ ‬الطرفان‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬لفض‭ ‬النزاع‭ ‬بينهما‭. ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الأحوال‭ ‬تكون‭ ‬قرارات‭ ‬المجلس‭ ‬ملزمة‭ ‬ونافذة‭.‬

لا‭ ‬يجوز‭ ‬الالتجاء‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬لفض‭ ‬المنازعات‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجامعة‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬اتباع‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬تضر‭ ‬بسياسة‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دولها‭.‬

يجوز‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بالجامعة‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجامعة‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬اتفاقات‭ ‬خاصة‭ ‬لا‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬نصوص‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬وروحها‭.‬

الاعتراف‭ ‬بسيادة‭ ‬واستقلال‭ ‬الدول‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬بحدودها‭ ‬القائمة‭ ‬فعلاً‭.‬

وقد‭ ‬اشتمل‭ ‬البروتوكول‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬خاص‭ ‬بضرورة‭ ‬احترام‭ ‬استقلال‭ ‬لبنان‭ ‬وسيادته،‭ ‬وعلى‭ ‬قرار‭ ‬آخر‭ ‬باعتبار‭ ‬فلسطين‭ ‬ركنّا‭ ‬هامًا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬وحقوق‭ ‬العرب‭ ‬فيها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المساس‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬إضرار‭ ‬بالسلم‭ ‬والاستقلال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تأييد‭ ‬قضية‭ ‬عرب‭ ‬فلسطين‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أمانيهم‭ ‬المشروعة‭ ‬وصون‭ ‬حقوقهم‭ ‬العادلة‭.‬

وأخيراً‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬البروتوكول‭ ‬على‭ ‬أن‭ (‬تشكل‭ ‬فورًا‭ ‬لجنة‭ ‬فرعية‭ ‬سياسية‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬المذكورة‭ ‬للقيام‭ ‬بإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬لنظام‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة،‭ ‬ولبحث‭ ‬المسائل‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭). ‬ووقع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬رؤساء‭ ‬الوفود‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬1944‭ ‬باستثناء‭ ‬السعودية‭ ‬واليمن‭ ‬اللتين‭ ‬وقعتاه‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يناير‭ ‬1945‭ ‬و5‭ ‬فبراير‭ ‬1945‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬رفعه‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬والإمام‭ ‬يحيى‭ ‬حميد‭ ‬الدين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا