كتبت: أمل الحامد
أكد السفير رامي صالح وريكات العدوان، عميد السلك الدبلوماسي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مملكة البحرين، أن انعقاد القمة العربية المقبلة في مملكة البحرين «بلد السلام» يشكل حدثًا تاريخيًا مهمًا، إذ ستكون المرة الأولى التي تقام فيها القمة العربية بالمنامة، ولذلك فإنه يكتسب أهمية متزايدة لأن مملكة البحرين تميزت عبر تاريخها بأنها نموذج للسلام والمحبة والتعايش، ومواقفها مشهودة في الدفاع عن القضايا العربية العادلة والمصيرية في كل مكان وزمان، أما فيما يتعلق بالتوقيت، فإن «قمة المنامة» ستنعقد في ظل أوضاع جيوسياسية دولية معقدة، حيث تواجه الأمة العربية مرحلة تاريخية دقيقة في ظل ازدياد حدة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية.
وقال في تصريحات خاصة لـ «أخبار الخليج» إن من ملامح التوفيق ومدعاة الارتياح أن تستضيف هذه القمة مملكة البحرين التي تحظي قيادتها باحترام وتأثير دولي بفضل تبنيها سياسة توافقية وتصالحية وواقعية وعقلانية، مما يضاعف من الآمال المرجوة من هذه القمة التي ستكون موضوعاً لمتابعة الشعوب العربية والإسلامية ومختلف دول العالم، ويؤكد ما توليه المملكة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومساندة عضيده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من دعم لمسيرة العمل العربي المشترك، ولكل ما من شأنه أن يحقق التضامن والتكافل العربي، وتعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وكلنا ثقة أن القيادة البحرينية الحكيمة ستوظف علاقاتها من أجل الخروج بقرارات وتوصيات تخدم العمل العربي.
وأضاف عميد السلك الدبلوماسي أنه من المأمول أن تسهم رئاسة مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم في اتخاذ خطوات أكثر سرعة وإنجازًا في التنسيق والتعاون العربي، فمملكة البحرين «واحة السلام» وبلاد الأمان تدرك ما تمر به الأمة العربية من منعطف تاريخي مهم، وستبذل قصارى الجهد لنجاح القمة وخروجها بقرارات وتوصيات تصون الأمة العربية وتخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية العادلة، وذلك بالنظر إلى مواقفها القومية الثابتة والراسخة على الصعيد العربي، وتأكيدها المستمر لاستمرار تفعيل دورها المساند لمحيطها الإقليمي من خلال مبادراتها ومساعيها الدبلوماسية والودية من أجل استقرار المنطقة، وأهمية اللجوء إلى سياسة التحرك الجماعي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية، وضرورة التمسك والتوافق على دور عربي يساعد في التوصل إلى تسوية لأزمات المنطقة تقوم على احترام خصوصيات الدول والمجتمعات وعدم السماح بالتدخلات الخارجية، كما أن مملكة البحرين لم تتوان في تأكيد استمرار دعم القضية الفلسطينية من خلال المساعي البحرينية للتوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط يقوم على حل الدولتين لتثبيت الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين، لإقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم وعاصمتها القدس الشرقية.
توقيت تاريخي حرج
وأوضح السفير الأردني أن القمة تنعقد في توقيت حرج ومعقد وبالغ الدقة، فالكثير من المتابعين يرون أنها تأتي في ظروف غير مسبوقة من التأزم في العقود الماضية، نظراً إلى أن المنطقة تقف فعلياً على مفترق طرق تاريخي، نتيجة الأوضاع في قطاع غزة، والاستخدام المفرط للقوة، والنزوح الجماعي والعجز الدولي، في ظل مخاوف من امتداد النيران في كل المنطقة وخلق وضع إقليمي بالغ الخطورة يهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، وعليه يجب العمل على: وقف الحرب والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، ضمان إيصال المساعدات الإنسانية، منع المزيد من التصعيد وتوسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح، لا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والعودة إلى السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وقبولها كعضو كامل في الأمم المتحدة.
وتابع رامي صالح وريكات العدوان قائلا: تأتي القمة العربية الثالثة والثلاثين في توقيت تاريخي، يستوجب من الجميع لم الشمل والتكاتف والوقوف صفاً واحداً تحقيقاً للتضامن العربي المشترك، ومساندة القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكد السفير الوريكات أن قمة المنامة تكتسب زخما دوليا نظرا لتطلعات شعوب المنطقة إلى ضرورة خفض التصعيد العسكري في المنطقة والذي يهدد بزيادة حدة التوتر واتساع رقعة الحرب في المنطقة وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي، وضرورة الدعوة إلى الالتزام بالتهدئة وضبط النفس لتجنيب شعوب المنطقة تداعيات هذا التصعيد الخطير، وعدم التدخل في دول الجوار (الحرب بالوكالة)، وكذلك مناقشة تهريب المخدرات ومحاربة الإرهاب، حيث تتخذ المملكة الأردنية الهاشمية موقفاً حازماً ضد تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة وتسلل الطائرات المسيّرة وغيرها من التهديدات التي تواجهها الأردن عبر حدودها.
وأشار السفير الوريكات إلى أن القمة ستتطرق التحديات الإنسانية وأزمة اللاجئين، ويُعد الأردن من أكثر البلدان تأثراً من أزمة اللاجئين، حيث يستضيف ثاني أعلى نسبة في العالم من حيث عدد اللاجئين والتي تبلغ 35% من سكان الأردن.
ولفت إلى حضور ملف الأوضاع الراهنة في السودان على أجندة القمة، حيث إن هذا الصراع تسبب في أزمة إنسانية لملايين السودانيين وأثر في جميع جوانب الحياة فيها وخلف أكثر من 8 ملايين نازح من دون مأوى أو غذاء، وقد خلف اندلاع الحرب في السودان أزمة متعددة الأوجه، من أبرزها وأكثرها خطورة أزمة الجوع، وباتت تحذيرات الأطراف الدولية من مخاطر الموت جوعاً لا تتوقف.
دعم مسيرة العمل العربي
وبشأن دعم مسيرة العمل العربي المشترك من خلال ديمومة انعقاد القمم العربية، أكد السفير الأردني أن منظومة الجامعة العربية تقوم على أساس توحيد وتحشيد المواقف العربية لخلق كتلة مؤثرة في السياسة الدولية، وباعتبارها البيت الجامع للدول والشعوب العربية ولكونها تجسد وحدة الأمة العربـية وإطاراً لتكامل العمل العربي المشترك وعلى تكريس إرادتها، وعلى الرغم من الإخفاقات التي تحققت في مراحل معينة، إلا أن هذه المنظومة قوة مؤثرة يمكن أن تقدم مواقف يمكن البناء عليها، كما أن الاشتباك مع القضايا الملحة والتحديات الكبيرة من خلال الجامعة العربية ومؤسسة القمة العربية ليس ترفاً، ولا يمكن أن يعد مجرد خيار إذا توفرت النوايا الصادقة والمخلصة التي يمكن أن تؤسس لحالة من الإرادة العربية لبناء مواقف مؤثرة الغاية منها في النهاية هي تعزيز أجواء الأمن والاستقرار تجاه تحقيق السلام لبناء مستقبل أفضل للجميع من خلال التنمية والعمل المشترك لتعظيم المكتسبات لجميع أبناء المنطقة.
نقاط تؤثر في القمة
وحول التطورات الراهنة في الشرق الأوسط أشار السفير الأردني إلى أن هنالك نقاطا قد تؤثر في جدول أعمال القمة العربية ومنها:
1. استمرار الصراعات السياسية والنزاعات الداخلية والتوترات الإقليمية في المنطقة.
2. الأزمات الاقتصادية – التضخم والبطالة، ومناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية.
3. التحديات الأمنية مثل الإرهاب والصراعات المسلحة ولا بد من وضع استراتيجية تعزز الأمن في المنطقة.
4. التحديات الإنسانية وأزمة اللاجئين.
منتدى لمراكز البحوث
وحول انعقاد منتدى لمراكز البحوث على هامش أعمال القمة، أشار السفير الأردني إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يهدف إلى إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية، واحتضان للتوجيهات والأفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة وتعزيز التعاون البحثي وإبرام شراكات إستراتيجية في هذا المجال، كما أنه يحمل أهمية كبيرة لتبادل الخبرات ووجهات النظر حول تحديات التنمية المستدامة في المنطقة العربية والفرص الممكنة لتحقيقها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك