حذر باحث اجتماعي من الغزو الفكري للجيل الجديد عبر الفضاء الالكتروني، والألعاب والتطبيقات الالكترونية، مشيرا إلى مخاطر الاستدراج الإلكتروني التي لا تقتصر على التحرش الجنسي فحسب بل تمتد إلى التأثير على الأفكار والمعتقدات والمبادئ بشكل مسيء وغير صحيح.
جاء ذلك خلال محاضرة توعوية قدمها زكريا عبدالجبار من مركز حماية الطفل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية بعنوان (حماية الطفل من الفضاء الإلكتروني والابتزاز) نظمتها لجنة المرأة العاملة والطفل بالاتحاد الحُر بالتعاون مع نقابة التربويين البحرينية ومركز حماية الطفل بوزارة التنمية الاجتماعية يوم أمس بمدرسة الروابي الخاصة.
واستعراض مثالا افتراضيا عن كيفية استدراج طفل يبلغ من العمر 15 سنة عبر إحدى تطبيقات الألعاب على الهاتف، حيث قام أحد الأشخاص الغرباء بمحاولة التقرب منه وتكوين علاقة صداقة معه ثم تطورت العلاقة إلى الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصل الأمر إلى ابتزاز الطفل بنشر المحتوى غير الأخلاقي أو استغلاله ضده.
وشرح عبدالجبار الإجراءات اللازمة لمواجهة حالات الابتزاز الإلكتروني، والتي تبدأ بالتحدث إلى الوالدين وطلب المساعدة، داعيا أولياء الأمور إلى تفهم الأمر حتى لو كان الأمر صعبًا قبل أن يتفاقم ويصل إلى مستويات أخطر واسوأ حتى يتمكنوا من مساعدة الطفل، وأن عليهم أن يتحدثوا إلى والديهم بصراحة بما حدث وإبلاغهم بطلب المساعدة، وكذلك إبلاغ الخط الساخن للجرائم الإلكتروني 992 التابع لوزارة الداخلية، أو إبلاغ الخط الساخن لخط نجدة ومساندة الطفل 998 التابع لوزارة التنمية الاجتماعية.
وبين عبدالجبار أن الاستدراج الإلكتروني هو محاولة شخص عبر الانترنت في بناء علاقة مع أي شخص قاصر لخداعه أو ممارسة الضغط النفسي عليه، وذلك للقيام بشيء قد يؤذيه او يهدد سلامته وبالمعنى المختصر هو (الاستغلال)، لافتًا إلى أن الأطفال والبالغين معرضون لخطر الاستدراج الإلكتروني، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو البلد.
وعن الأساليب التي يتبعها المجرمون للاستدراج، أوضح الباحث الاجتماعي أن المجرم يتبع العديد من الطرق مع الشخص الذي يحاول استدراجه فقد ينتحل حسابات شخصية وصورًا مزيفة أو يدعي الاستمتاع بنفس الهوايات أو الاهتمامات وكما يتظاهر بعضهم بأنهم عارضو أزياء أو مدربون رياضيون أو مشاهير عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفًا أنه ليس من الضروري أن يستخدم المجرم هوية مخفية، حيث قد يستخدم هويته الحقيقية للتقرب من الضحية من خلال بناء علاقة يوهم فيها بمكانته وقدرته على الاحتواء العاطفي والتأثير.
وبخصوص أهداف التحرش الجنسي الإلكتروني، قال إن التحرش الجنسي الإلكتروني يتضمن أي سلوك لمحتوى غير أخلاقي أو منافٍ للعادات والتقاليد لغرض الابتزاز أو التنمر على الضحية أو نشر المحتوى المعيب والبذيء أو الأغراض المادية.
وأشار إلى أن الابتزاز الإلكتروني هو تهديد منظم وترويع يستهدف قاصرا ويزاوله شخص أو مجموعة من الأشخاص ويستخدمون في ذلك الصور والمقاطع الصوتية والمرئية والنصوص الكتابية المقلقة والمتحركة مع التهديد باستغلالها في ممارسة الضغط على الطفل المستهدف، حيث التهديد بالإرسال إلى الأهل والأصدقاء والمعارف والإرغام على تدبير مقدار معين من المال أو تلبية رغبة معينة.
وعلى هامش المحاضرة التوعوية صرح زكريا عبدالجبار الباحث الاجتماعي لـ «أخبار الخليج» بأن مركز حماية الطفل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية باشر التعامل مع حالات التحرش الجنسي، وذلك تنفيذًا لأوامر النيابة العامة التي صدرت مؤخرًا من خلال مشروع «سؤال الطفل لمرة واحدة في جرائم الاعتداء الجنسي»، موضحًا أن الوالدين يشرحون تفاصيل الموضوع للمركز، ثم يتم رفعه إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات، لان النيابة العامة هي الجهة الوحيدة المخولة بسؤال الطفل لعدم تأثر نفسيته بالأسئلة المتكررة إليه.
ولفت إلى أنه يتم سؤال ولي الأمر في حالات التحرش الجنسي فقط، أما في الحالات الأخرى من سوء المعاملة أو الإيذاء الجسدي والنفسي والإهمال والمعرضين للخطر، فإنه يتم دراسة حالتهم من الناحية الاجتماعية والنفسية، ويتم تقديم الخدمات لهم بالتعاون مع الجهات والخدمات الطبية والتعليمية وغيرها من خدمات بالتعاون مع الوزارات الأخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك