العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

بداية جمع الكتب في المنازل
مفهوم المكتبات الخاصة ظهر مبكرا في البحرين

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

كتب‭ ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭: ‬

أكد‭ ‬د‭. ‬منصور‭ ‬سرحان،‭ ‬أحد‭ ‬رواد‭ ‬المكتبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬والمدير‭ ‬السابق‭ ‬للمكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬مفهوم‭ ‬المكتبات‭ ‬الخاصة‭ ‬ظهر‭ ‬مبكرا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬تأثر‭ ‬حركة‭ ‬التأليف‭ ‬والكتابة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العربية‭.‬

وأشار‭ ‬ضمن‭ ‬فعالية‭ ‬‮«‬تاريخ‭ ‬المكتبات‭ ‬في‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬بنادي‭ ‬العروبة‭ ‬الأربعاء‭ (‬29‭ ‬مايو‭ ‬2024‭) ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬مفهوم‭ ‬المكتبات‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬انتقالا‭ ‬بمرحلة‭ ‬المكتبات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬الكتب،‭ ‬فمرحلة‭ ‬المكتبات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬بالمجان‭.‬

قال‭ ‬د‭. ‬سرحان‭: ‬‮«‬برز‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬دخولها‭ ‬الإسلام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬الذين‭ ‬ألفوا‭ ‬كتبا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬الفقه‭ ‬والأدب‭ ‬والفلسفة‭ ‬والتاريخ‭ ‬والتراجم،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬الهجري‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬تكونت‭ ‬لرجال‭ ‬الدين‭ ‬مكتباتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬المليئة‭ ‬بالكتب‭ ‬والمخطوطات،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تجمع‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬النوم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬خشبية‭. ‬واستمر‭ ‬الحال‭ ‬حتى‭ ‬القرنين‭ ‬18‭ ‬و19‭ ‬الميلادي،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬بالتطور‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬مرورا‭ ‬بنهاية‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬سمة‭ ‬المثقفين‮»‬‭.‬

وأوضح‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬الكتب‭ ‬تجلب‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬وإيران‭ ‬والعراق،‭ ‬وهي‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬نسخها‭ ‬ومنسوخة‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬بخط‭ ‬اليد‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تأثر‭ ‬حركة‭ ‬الكتابة‭ ‬والتأليف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬7‭ ‬الهجري‭ ‬بالحركة‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬عمّت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬نبغ‭ ‬الشعراء‭ ‬والعلماء‭ ‬والكتاب،‭ ‬وهي‭ ‬بداية‭ ‬مرحلة‭ ‬نشاط‭ ‬حركات‭ ‬الكتابة‭ ‬والتأليف‭ ‬في‭ ‬المملكة‮»‬‭.‬

أولى‭ ‬المكتبات

وتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مكتبة‭ ‬آل‭ ‬عصفور‭ ‬التي‭ ‬تعدّ‭ ‬أول‭ ‬مكتبة‭ ‬خاصة‭ ‬تؤسس‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬18‭ ‬الميلادي،‭ ‬حيث‭ ‬اهتم‭ ‬الجدّ‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬عصفور‭ ‬بتأليف‭ ‬واقتناء‭ ‬الكتب‮»‬‭. ‬

وتطرق‭ ‬د‭. ‬سرحان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المكتبات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬19‭ ‬الميلادي‭. ‬وهو‭ ‬يعدّ‭ ‬أبرز‭ ‬الشعراء‭ ‬والأدباء‭ ‬وأهم‭ ‬رواد‭ ‬تأسيس‭ ‬المكتبات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وكان‭ ‬مجلسه‭ ‬ملتقى‭ ‬الشعراء‭ ‬والأدباء،‭ ‬واستفادت‭ ‬النسوة‭ ‬مما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬بوقوفهن‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬النوافذ‭. ‬كان‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬يشتري‭ ‬الكتب‭ ‬العربية‭ ‬المطبوعة‭ ‬في‭ ‬الهند‭. ‬ويقتني‭ ‬المجلات‭ ‬والصحف‭ ‬الدورية،‭ ‬إذ‭ ‬اشترك‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬24‭ ‬منها‮»‬‭.‬

وتابع‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الـ20،‭ ‬ظهرت‭ ‬المكتبات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬الكتب،‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭. ‬ويعتبر‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬التاجر‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬مكتبة‭ ‬لبيع‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1920،‭ ‬وتقع‭ ‬شرق‭ ‬سوق‭ ‬الطواويش‭ ‬في‭ ‬المنامة‭. ‬بقيت‭ ‬المكتبة‭ ‬نحو‭ ‬47‭ ‬عاما،‭ ‬حتى‭ ‬وفاة‭ ‬صاحبها‮»‬‭.‬

وأردف‭ ‬د‭. ‬سرحان‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬تعدّ‭ ‬المكتبة‭ ‬الكمالية‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬سلمان‭ ‬أحمد‭ ‬كمال‭ ‬في‭ ‬بناية‭ ‬يملكها‭ ‬بشارع‭ ‬باب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1921‭ ‬المكتبة‭ ‬التجارية‭ ‬الثانية‭. ‬زودت‭ ‬بالقواميس‭ ‬والأطالس‭ ‬والتراجم‭ ‬ومؤلفات‭ ‬المنفلوطي‭ ‬والمازني‭ ‬والزيات‭ ‬والقصص‭ ‬والكتب‭ ‬العلمية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والأدبية،‭ ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬شهرتها‭ ‬استيرادها‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مصر‭. ‬أما‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإبراهيم‭ ‬عبيد‭ ‬فهي‭ ‬التجارية‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1929‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬التجار‭ ‬بسوق‭ ‬القيصرية‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬1952،‭ ‬تنازل‭ ‬مؤيد‭ ‬أحمد‭ ‬المؤيد‭ ‬عن‭ ‬وكالتها‭ ‬بتوزيع‭ ‬الصحف‭ ‬للمكتبة،‭ ‬واستمرت‭ ‬بالعمل‭ ‬حتى‭ ‬نقل‭ ‬الوكالة‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬الهلال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1970‮»‬‭.‬

المكتبات‭ ‬العامة

وأشار‭ ‬د‭. ‬منصور‭ ‬سرحان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بدايات‭ ‬تأسيس‭ ‬المكتبات‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مدير‭ ‬المعارف‭ ‬أحمد‭ ‬العمران‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945،‭ ‬حيث‭ ‬حوّل‭ ‬مكتبة‭ ‬مدرسة‭ ‬المنامة‭ ‬الثانوية‭ ‬إلى‭ ‬مكتبة‭ ‬عامة‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فيما‭ ‬أعلن‭ ‬افتتاح‭ ‬المكتبة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬ترتيبها‭ ‬وذلك‭ ‬بشارع‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬ضمن‭ ‬بناية‭ ‬للوجيه‭ ‬منصور‭ ‬العريض،‭ ‬حيث‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬معارف‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬المكتبة‭ ‬العامة‮»‬‭.‬

وأوضح‭: ‬‮«‬في‭ ‬عام‭ ‬1954،‭ ‬أسست‭ ‬المكتبة‭ ‬الخليفية‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬السابق‭. ‬وافتتح‭ ‬المكتبة‭ ‬العامة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مديرية‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬تلتها‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬والرفاع‭ ‬وجدحفص‭ ‬وسترة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1976‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬فافتتحت‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تتسع‭ ‬لنصف‭ ‬مليون‭ ‬كتاب‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا