العلاقات الصينية البحرينية تأتي في مقدمة علاقات الصين مع الدول العربية
تغطية: أحمد عبدالحميد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
أكد السيد ني روتشي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم للصين كانت ناجحة للغاية على كل المستويات، حيث اتفق جلالته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمقر السفارة الصينية بالمملكة، لاستعراض نتائج الزيارة.
وقال السفير الصيني إن زيارة جلالة الملك المعظم تزامنت مع الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما أنها تأتي بعد 11 عاما من زيارة جلالته الأولى لبكين، واصفا الزيارة بأنها جاءت في وقتها، ومثمرة، ولاقت تجاوبا وترحيبا واسعا، ودشنت فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين. ومن خلال هذه الزيارة، حققت العلاقة بين البلدين قفزة في الجودة والارتقاء.
ونوه باهتمام وسائل الإعلام البحرينية بالزيارة حيث أولت الزيارة اهتماما كبيرا وقدمت تغطية شاملة ومتعمقة ومفصلة لها، أظهرت عمق الصداقة والإنجازات التعاونية بين البلدين، لافتا إلى أن الزيارة حظيت أيضا باهتمام واسع من وسائل الإعلام الصينية التي حرصت على التقاء وزير الخارجية عبداللطيف الزياني الذي صرح بأن زيارة جلالة الملك التاريخية للصين لها أهمية كبيرة، وتبشر بمرحلة جديدة من التعاون الودي بين البلدين.
وتطرق السفير الصيني إلى أن إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والبحرين لا تمثل فقط «أفضل فترة في تاريخ» العلاقات بين البلدين، ولكنها تشير أيضا إلى الطريق للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية، ويمكن القول إن العلاقات الصينية البحرينية تأتي في مقدمة علاقات الصين مع الدول العربية.
وأشار إلى مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بيننا، كما يؤكد البيان المشترك بين البلدين أنهما سيواصلان تقديم الدعم القوي المتبادل في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية لكل منهما، كما تؤكد الصين دعمها الثابت للبحرين في حماية سيادتها وأمنها واستقرارها، وترفض بحزم أي تدخل خارجي في شؤون البحرين الداخلية، كما تؤكد البحرين تمسكها الثابت بمبدأ الصين الواحدة.
وأكد السفير الصيني أن التبادلات الثقافية والشعبية بين البلدين باتت أقرب وأكثر تعمقا، لافتا إلى وصول أول رحلة لطيران الخليج من شنغهاي إلى البحرين بنجاح، حيث تم حجز التذاكر بالكامل، وأكثر من 90% من الركاب صينيون وأغلبهم يزورون البحرين لأول مرة، مشيرا إلى حرص الصينيين على التعرف على مملكة البحرين، وأنه مع الأساس القوي للتبادلات الثقافية بين البلدين ومساعدة الرحلات الجوية المباشرة، فإن التبادلات الثقافية والفنية والسياحية والشبابية بيننا ستصبح أكثر تواترا.
ولفت السفير الصيني إلى أن البحرين والصين يعملان على تعزيز التعاون في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، لافتا إلى أن البلدين سيسهمان بشكل مشترك في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وتطرق السفير ني روتشي إلى أهمية الاجتماع الوزاري للمنتدى العربي الصيني الذي انعقد في بكين بحضور جلالة الملك المعظم وألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية، وقد قدمت العديد من وسائل الإعلام البحرينية تغطية واسعة النطاق لهذا الاجتماع ونتائجه، مما يدل بشكل كامل على الصداقة طويلة الأمد بين الصين والدول العربية.
وأشار إلى أن الاجتماع الوزاري اعتمد إعلان بكين وخطة العمل التي تغطي الفترة من 2024 إلى 2026، بما في ذلك خطط لمواصلة تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي، ولا سيما في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.
وشدد السفير على أن الصين والدول العربية دافعوا بصوت عال عن العدالة، وتبنى الاجتماع بيانا مشتركا بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية.
وردا على سؤال من «أخبار الخليج» بشأن موقف الصين من القضية الفلسطينية، أكد السفير الصيني أن الجانبين العربي والصيني يتشاركان الموقف نفسه، وأن الصين تدعم مبادرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لعقد مؤتمر دولي للسلام في أسرع وقت ممكن، وتثمّن الصين جهود البحرين لضمان السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى إصدار بيان مشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، في ختام الاجتماع الوزاري العربي الصيني العاشر، حيث عبر الجانبان عن إدانة استمرار العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وعبرا عن القلق الشديد إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، كما شددا على الموقف الثابت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية ورفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني ودعم حق فلسطين في العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين في أسرع وقف ممكن.
وفي سؤال آخر من الجريدة عن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، قال السفير الصيني إن المناقشات بين الصين ودول الخليج جارية حول توقيع هذه الاتفاقية، لافتا إلى أنه في المباحثات الرسمية بين الصين والبحرين عبرت المملكة عن استعداداها لتوقيع اتفاق تجارة حرة ثنائي بين الصين والبحرين.
وشدد على أن الصين تأمل التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع دول الخليج في القريب العاجل.
وردا على أسئلة الصحفيين أكد السفير ني روتشي أن زيارة جلالة الملك المعظم حظيت بترحاب رسمي وشعبي واسع، وبذل الجانبان جهودا دؤوبة للتحضير لهذه الزيارة وجعلها مثمرة، وهو ما سيتحقق في المستقبل من خلال تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية، لافتا إلى أن هناك وفدا صينيا سيصل إلى المنامة خلال الأسابيع القادمة لمواصلة تعزيز التعاون بين البلدين بناء على نتائج الزيارة المهمة.
وأكد السفير الصيني أن البحرين تعدّ شريكا مهمّا في مبادرة الحزام والطريق، وستلعب دورا أكبر لدعم هذه المبادرة في المستقبل، منوها إلى جهود الشركات الصينية التي عملت في المشاريع التنموية بالبحرين، منها مشروع شرق سترة الاسكاني في مرحلته الأولى، معبرا عن تطلعه أن تسهم الشركات الصينية بمزيد من الفاعلية في مشاريع التنمية في البحرين بعد زيارة جلالة الملك المعظم.
وتطرق إلى أن البحرين تعتبر مركزا ماليا مهما في منطقة الخليج، وأن هناك تعاونا بين المؤسسات المالية البحرينية والصينية، ومع توسع الاستثمارات المشتركة بين البلدين في المستقبل قد يشجع ذلك على فتح مقر للبنك الصيني بالمملكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك