العدد : ١٦٩٩٣ - الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٣ - الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

«معاناة اللاجئين.. كيف وإلى أين؟!»
حلقة نقاشية للبحرينية للحوار بمشاركة المفوضية السامية للاجئين

الأحد ٠٩ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

نظّمت‭ ‬المؤسسة‭ ‬البحرينية‭ ‬للحوار‭ ‬حلقة‭ ‬نقاشية‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ (‬معاناة‭ ‬اللاجئين‭.. ‬كيف‭ ‬وإلى‭ ‬أين؟‭!)‬،‭ ‬بمشاركة‭ ‬كل‭ ‬من؛‭ ‬خالد‭ ‬خليفة‭ ‬مستشار‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬وممثل‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬مجلس التعاون الخليجي،‭ ‬والدكتورة‭ ‬حورية‭ ‬الديري‭ ‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬المفوضين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والدكتورة‭ ‬نائلة‭ ‬الوعري‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬نساء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القدس‭ ‬والباحثة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬فلسطين‭ ‬الحديث‭ ‬والمعاصر‭. ‬وأدار‭ ‬النقاش‭ ‬السيد‭ ‬سهيل‭ ‬بن‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬البحرينية‭ ‬للحوار‭.‬

وقد‭ ‬شهدت‭ ‬الحلقة‭ ‬النقاشية‭ ‬إقبالا‭ ‬لافتًا‭ ‬كمّا‭ ‬وكيفا؛‭ ‬وقد‭ ‬حضرها‭ ‬نخبة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الشوريين‭ ‬والنواب‭ ‬ورؤساء‭ ‬وأعضاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬والحقوقيين‭ ‬والباحثين‭ ‬والمهتمين‭.‬

وقد‭ ‬استهل‭ ‬القصيبي‭ ‬كلمته‭ ‬بالترحيب‭ ‬بالمشاركين‭ ‬والحضور،‭ ‬ثم‭ ‬بين‭ ‬أهمية‭ ‬قضية‭ ‬اللاجئين‭ ‬وتأثيرها‭ ‬العميق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هدف‭ ‬هذه‭ ‬الحلقة‭ ‬منصب‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬معاناة‭ ‬اللاجئين‭ ‬كقضية‭ ‬إنسانية،‭ ‬نسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬كسب‭ ‬تعاطف‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬تجاهها،‭ ‬وتسليطِ‭ ‬الضوءِ‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للفردِ‭ ‬العادي‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬تبنيها‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬التقليلِ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأبعاد‭ ‬السياسية‭ ‬للموضوع‮»‬‭.‬

وبعدها‭ ‬بدأ‭ ‬السيد‭ ‬خالد‭ ‬خليفة‭ ‬حديثه‭ ‬بتعريف‭ ‬اللاجئ‭ ‬والتمييز‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬المهاجر‭ ‬والنازح،‭ ‬ثم‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬أسباب‭ ‬اللجوء،‭ ‬والمعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬اللاجئون‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬يتجه‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬مثل‭ ‬السودانيين‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬تشاد،‭ ‬حيث‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬750‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ‭ ‬سوداني‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وجماعة‭ ‬الروهينغا‭ ‬الذين‭ ‬نزح‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬مخيمات‭ ‬جمهورية‭ ‬بنغلاديش‭ ‬الشعبية‭. ‬ثمّ‭ ‬قدّم‭ ‬السيد‭ ‬خليفة‭ ‬بعض‭ ‬الإحصائيات‭ ‬المروّعة‭ ‬بشأن‭ ‬عدد‭ ‬النازحين‭ ‬قسرا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬عتبة‭ ‬120‭ ‬مليون‭ ‬لاجئ‭ ‬ونازح‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬منهم‭ ‬لاجئون‭ ‬ونازحون‭ ‬فلسطينيون،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬39%‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬النازحين‭ ‬قسرًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬واختتم‭ ‬السيد‭ ‬خليفة‭ ‬حديثه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬عجز‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬والنزوح،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة‭.‬

وبينت‭ ‬الدكتورة‭ ‬حورية‭ ‬الديري‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تولي‭ ‬اللاجئين‭ ‬حماية‭ ‬منصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬دستورها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قضايا‭ ‬اللاجئين‭ ‬وحقوقهم‭ ‬وفقًا‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬ومنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية،‭ ‬والمفوضية‭ ‬السامية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭. ‬وأضافت‭ ‬الديري‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬المحلية‭ ‬ناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الإغاثي،‭ ‬أبرزها؛‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وجمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني،‭ ‬ويونيسيف‭ ‬البحرين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المكرسة‭ ‬لمساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬والتي‭ ‬تدعم‭ ‬اللاجئين‭.‬

مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حكومة‭ ‬وشعبًا‭ ‬يتشاركون‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬دعم‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬المادية‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تسعى‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬صدقت‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬باللاجئين‭ ‬والعمالة‭ ‬المهاجرة أو‮ ‬الوافدة‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬الدكتورة‭ ‬نائلة‭ ‬الوعري؛‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬جذور‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قبل‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬عام1917،‭ ‬إلى‭ ‬بدء‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬للجوء‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومعاناته،‭ ‬حيث‭ ‬بينت‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬تم‭ ‬تهجيرهم‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬وبعدها‭ ‬قامت‭ ‬الوعري‭ ‬بالتعريف‭ ‬بقصة‭ ‬نزوحها‭ ‬ولجوئها،‭ ‬حيث‭ ‬نزحت‭ ‬عائلتها‭ ‬في‭ ‬1948‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬القدس‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬شرقها،‭ ‬ثم‭ ‬لجأت‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭ ‬بعد‭ ‬النكسة‭ ‬عامة‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬حيث‭ ‬تعيش‭ ‬الآن‭ ‬وتحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬مستذكرة‭ ‬تاريخ‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأسباب‭ ‬الهجرة‭ ‬واللجوء‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬وحتى‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أهل‭ ‬غزة،‭ ‬ودور‭ ‬الأونروا‭ ‬وأهميته‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬وحماية‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬مناشدة‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬علاقاتها‭ ‬لتعود‭ ‬الأونروا‭ ‬إلى‭ ‬سالف‭ ‬نشاطها‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬اللاجئ‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬سجلات‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.‬

وبعدها‭ ‬تمت‭ ‬إتاحة‭ ‬المجال‭ ‬للجمهور‭ ‬بالتعقيب‭ ‬والسؤال‭ ‬فأثروا‭ ‬بتدخلاتهم‭ ‬القيمة‭ ‬هذه‭ ‬الحلقة‭ ‬النقاشية‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الحديث،‭ ‬تقدم‭ ‬المتحدثون‭ ‬الرئيسيون‭ ‬ببعض‭ ‬التوصيات،‭ ‬أهمها؛‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للاجئين،‭ ‬ومحاربة‭ ‬التمييز‭ ‬ضدهم،‭ ‬وسن‭ ‬وتعديل‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬قضية‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وتشجيع‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد‭ ‬لمساعدة‭ ‬اللاجئين‭. ‬

واختتمت‭ ‬الأمسية‭ ‬بتكريم‭ ‬المتحدثين‭ ‬الرئيسين‭ ‬بهدية‭ ‬تذكارية‭ ‬مقدمة‭ ‬من‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وتقديم‭ ‬الشكر‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬وحضر،‭ ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا