متابعة: على باقر
حالياً يعكف الفنان المسرحي البحريني طاهر محسن على إعادة نبض مسرحيته «عند الضفة الأخرى» إنتاج مسرح الريف بعد منافسته للمسارح الأهلية البحرينية في الثامن من نوفمبر 2023 بمهرجان البحرين المسرحي النسخة الثانية دورة المرحوم الدكتور إبراهيم غلوم و التي تمخضت عن استحقاق مسرحيته جائزة أفضل عرض متكامل وأربع جوائز أخرى و بذلك استحقت وبجدارة تمثيل وطننا الحبيب مملكة البحرين في المهرجان المسرحي لدول خليجنا العربي في الرياض عاصمة المملكة العربية الشقيقة الذي سيزاح الستار عن عروضه الخليجية المسرحية ابتداء من 10 حتى 17 من شهر سبتمبر القادم 2024م.
مما يجعل المخرج طاهر محسن مع أبطاله الذين حققوا مجداً فنياً لمسرح الريف بتألق واقتدار في محك تنافسي أخر أكثر اشتغالاً وتركيزاً من أجل أن يحقق مكانة فنية لوطننا مملكة البحرين مع أبطاله الفنانين الممثلين والفنيين والتقنيين الذين سيخوضون بتطلع غمار المنافسة الخليجية المسرحية بحثاً عن التفرد والتميز.
حضرت أحد تدريباته المسرحية في مدرسة الروضة الابتدائية للبنات بمدينة حمد لكي أرى كيف يستعيد نشاط فرقته الريفية المسرحية بعد التوقف عن تجدد التدريبات لإعادة عرضها دام أكثر تسعة أشهر، كان هدفي من المشاهدة لأقف على أهم تفاصيل التي يرسمها المخرج التي تبني تفاصيل لأداء الممثلين وتجمل الصور البنائية للعرض المسرحي.
أمتعني المخرج المبدع طاهر المحافظ على رؤية المسرحية لبناء العرض، ولكنه يعمل جاهدا على تشريح قوالب مشاهد العرض المسرحي مُتخيلاً ومُتصوراً ومُركباً خاضعاً كل قوالبها البنائية لمهجره التقييمي لأداء ممثليه التجسيدي ولإعادة هرمونيتها اللحنية والحركية البنائية للتقويم لتترك وقعاً وتأثيراً على المشاهد.
الممثلون وجدتهم مستمتعون وغارقون في شخصياتهم ليكونوا ليشكلوا تكويناً جماعياً للصورة المشهدية وأحياناً أجده يذوب من تجسيدهم المفرح إذا كان مطابقاً للصورة التي رسمهاً، فيمارس التجسيد التمثيلي الصامت لا شعوريا وكأنما يُنبئ بحركته عن رضاه ولكن سرعان ما يتجهم وجهه حرقة وليس غضباً إذا أختلَّ الإيقاع الذي كان لم يطابق الصورة التي رسمها لهم.
استغربت لشكله هذا، ولكني أيقنت أنه المخرج الريفي الأكاديمي قلب مسرح الريف النابض.. هذا هو في تدريبه واشتغاله وقيادته لفريقه ولهذا لا غرابة أن تتبوأ عروضه المسرحية المكانة الخاصة في وطننا الحبيب مملكة البحرين.
انتهزت فرصة وجوده أثناء التدريبات.. فحاولت أن أسأله عن المشاركة في المهرجان الخليجي، فقال: نحن مجموعة من الأصدقاء وإن تباينت أعمارنا إلا أنني فخور باختياري لهم لأنهم ممثلون بارعون لهم قدرة فنية تجسيدية عالية، و إبداعاتهم مستفيضة قادرون على التوغل والولوج في أعماق شخصياتهم المسرحية تجسيداً، لكن يجب أن ندرك أن أي عرض، لابد أن يخضع إلى عملية التقييم و التقويمية، فربما تتغير حركة ما لبعض الممثلين في بعض المشاهد دون أن يخلَّ ذلك بالعرض، و إنما نحن دائما في عملية بحث عما هو أفضل و أحسن، وهذا يدخل في المجال التذوقي والتخيلي الذي يتجه بشكل العرض المسرحي إلى النضوج. فالمسرح من صوره الجمال والسمو التأثير والإثارة ودائما ما يخضع للتذوق.
المهم هنا أننا يجب أن نقدم عرضاً ماتعاً مثيرا للجمهور و مستفزاً لأساتذة المسرح و يدرج قضايا لها علاقة بحياة مجتمعاتنا الإنسانية وأن نستفيد ونتذوق من مائدة المهرجان الخليجي المسرحية ونستثمر ما هو جميل ومستفز أيضا ومثير من أشقائنا المخرجين و الممثلين لنستفيد منه في علومنا المعرفية المسرحية مستقبلاً، فمن خلال المشاهدة والتذوق والتحليل والتركيب لجماليات الصور في العروض المسرحية والندوات التعقيبية أو الورش المسرحية التي يقدمها الأساتذة المسرحيين و التفاعل مع أساتذة المسرحية و الضيوف كلنا سيتعلم مهارات فنية في الإخراج أو التمثيل أو السينوغرافيا وتقنيات أخرى مصاحبة للعرض المسرحي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك