العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

.. ذلك الدين القيم!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ١١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

العنوان‭ ‬يشير‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬الدلالة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬رفيعة،‭ ‬ومبادئ‭ ‬عالية‭ ‬يعرضها‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬فيؤمن‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬تربطه‭ ‬بالإسلام‭ ‬رابطة‭ ‬العقيدة،‭ ‬ولكن‭ ‬لديه‭ ‬وشيجة‭ ‬حضارية‭ ‬إنسانية‭ ‬بالإسلام‭ ‬لأن‭ ‬الحكمة‭ ‬الإلهية‭ ‬اقتضت‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬دعوته‭ ‬قيمًا‭ ‬إنسانية‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬الناس،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬إنَّا‭ ‬خلقناكم‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى‭ ‬وجعلناكم‭ ‬شعوبًا‭ ‬وقبائل‭ ‬لتعارفوا‭ ‬إن‭ ‬أكرمكم‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬أتقاكم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬عليم‭ ‬خبير‭) ‬الحجر‭/‬‮١٣‬‭.‬

ومن‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬عُنِي‭ ‬الإسلام‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬كرامتين‭: ‬واحدة‭ ‬موهوبة،‭ ‬والثانية‭ ‬مكتسبة،‭ ‬فأما‭ ‬الكرامة‭ ‬الموهوبة،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬ولقد‭ ‬كرمنا‭ ‬بني‭ ‬آدم‭ ‬وحملناهم‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬ورزقناهم‭ ‬من‭ ‬الطيبات‭ ‬وفضلناهم‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬ممن‭ ‬خلقنا‭ ‬تفضيلا‭) (‬الإسراء‭/‬‮٧٠‬‭ ) ‬ولقد‭ ‬أشرنا‭ ‬إلى‭ ‬الكرامة‭ ‬المكتسبة‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬‮١٣‬‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الحجر‭.‬

إذًا‭ ‬فسورة‭ ‬الحجر‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يستحقون‭ ‬الكرامة‭ ‬المكتسبة‭ ‬بجهدهم‭ ‬وجهادهم‭ ‬وهذه‭ ‬الكرامة‭: ‬أعني‭ ‬المكتسبة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬حد‭ ‬تقف‭ ‬عنده،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬كرم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ومن‭ ‬فضله،‭ ‬والكرامة‭ ‬الموهوبة‭ ‬يستحقها‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬عقائدهم‭ ‬وانتمائهم‭ ‬وليست‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬وحدهم‭.‬

ومن‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يحرِّمْ‭ ‬الإسلام‭ ‬أتباع‭ ‬الديانات‭ ‬الأخرى‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬ديانات‭ ‬سماوية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬يوصي‭ ‬المسلمين‭ ‬بهم‭ ‬خيرًا،‭ ‬ويقول‭ ‬لهم‭: ‬سنوا‭ ‬فيهم‭ ‬سنة‭ ‬أهل‭ ‬الكتاب،‭ ‬ولهذا‭ ‬عندما‭ ‬أراد‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭) ‬أن‭ ‬يقصر‭ ‬عطاء‭ ‬الربوبية‭ ‬على‭ ‬المؤمنين‭ ‬فقط‭ ‬صحح‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬ذلك،‭ ‬وقال‭ ‬له‭: (‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬إبراهيم‭ ‬رب‭ ‬اجعل‭ ‬هذا‭ ‬بلدا‭ ‬آمنًا‭ ‬وارزق‭ ‬أهله‭ ‬من‭ ‬الثمرات‭ ‬من‭ ‬آمن‭ ‬منهم‭ ‬بالله‭ ‬واليوم‭ ‬الآخر‭ ‬قال‭ ‬ومن‭ ‬كفر‭ ‬فأمتعه‭ ‬قليلًا‭ ‬ثم‭ ‬اضطره‭ ‬إلى‭ ‬عذاب‭ ‬النار‭ ‬وبئس‭ ‬المصير‭) ‬البقرة‭/‬‮١٢٦‬‭.‬

إذًا،‭ ‬فليطمئن‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬عدل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬المطلق،‭ ‬ورحمته‭ ‬الواسعة،‭ ‬فالله‭ ‬تعالى‭ ‬يعاملنا‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أهله‭ ‬سبحانه‭ ‬ولا‭ ‬يعاملنا‭ ‬بما‭ ‬نحن‭ ‬أهله،‭ ‬فهو‭ ‬سبحانه‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬بابًا‭ ‬من‭ ‬أبواب‭ ‬الرحمة‭ ‬إلا‭ ‬فتحها،‭ ‬ولا‭ ‬نافذة‭ ‬من‭ ‬نواد‭ ‬الرجاء‭ ‬إلا‭ ‬جعلها‭ ‬مشرعة‭ ‬يتسلل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أنوار‭ ‬الهداية‭ ‬الربانية،‭ ‬وهو‭ ‬جل‭ ‬جلاله،‭ ‬وتقدست‭ ‬أسماؤه‭ ‬وصفاته‭ ‬لا‭ ‬يحاسبنا‭ ‬بعلمه‭ ‬بل‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان،‭ ‬ولو‭ ‬عاملنا‭ ‬بعلمه‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬دابة،‭ ‬إنه‭ ‬سبحانه‭ ‬لا‭ ‬تنفعه‭ ‬طاعاتنا،‭ ‬ولا‭ ‬تضره‭ ‬معاصينا،‭ ‬هو‭ ‬مستغن‭ ‬بذاته‭ ‬عن‭ ‬خلقه‭.‬

لقد‭ ‬أرسل‭ ‬موسى‭ ‬وأخاه‭ ‬هارون‭ ‬إلى‭ ‬فرعون‭ ‬الذي‭ ‬طغى‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬وقال‭ ‬أنا‭ ‬ربكم‭ ‬الأعلى،‭ ‬وقال‭ ‬أيضًا‭ ‬ما‭ ‬علمت‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬إله‭ ‬غيري،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬أمرهما‭ ‬أن‭ ‬يلينا‭ ‬له‭ ‬القول،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬اذهب‭ ‬أنت‭ ‬وأخوك‭ ‬بآياتنا‭ ‬ولا‭ ‬تنيا‭ ‬في‭ ‬ذكري‭(‬‮٤٢‬‭) ‬اذهبا‭ ‬إلى‭ ‬فرعون‭ ‬إنه‭ ‬طغى‭ (‬‮٤٣‬‭) ‬فقولا‭ ‬له‭ ‬قولًا‭ ‬لينًا‭ ‬لعله‭ ‬يتذكر‭ ‬أو‭ ‬يخشى‭ (‬‮٤٤‬‭)) ‬طه‭.‬

وتساءلت‭ ‬فيما‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬نفسي‭ ‬أن‭ ‬طغيان‭ ‬فرعون،‭ ‬وجبروته‭ ‬وظلمه‭ ‬واضح‭ ‬بَيِّنٌ،‭ ‬وأن‭ ‬الرجاء‭ ‬في‭ ‬هدايته‭ ‬ميؤوس‭ ‬منه،‭ ‬فما‭ ‬الفائدة‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬إرسال‭ ‬النبيين‭ ‬الكريمين‭ ‬إليه‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬حاجة‭ ‬إليه‭ -‬تعالى‭ ‬الله‭ ‬ذلك‭ ‬علوًا‭ ‬كبيرا‭- ‬فارتاحت‭ ‬طلب‭ ‬نفسي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يريد‭ ‬إقامة‭ ‬الحجة‭ ‬على‭ ‬الطغاة‭ ‬المستبدين،‭ ‬ولهذا‭ ‬فهو‭ ‬سبحانه‭ ‬لا‭ ‬يحاسب‭ ‬الناس‭ ‬بًعلمه،‭ ‬بل‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان،‭ ‬فقد‭ ‬يحتج‭ ‬فرعون‭ ‬كغيره‭ ‬بأن‭ ‬الدعوة‭ ‬لم‭ ‬تصله،‭ ‬إليه،‭ ‬ولو‭ ‬وصلته‭ ‬لآمن‭ ‬وصدق،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬يستجيب‭ ‬لمن‭ ‬معجزة‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬أتباع‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬عيسى‭ ‬حين‭ ‬سألوا‭ ‬رسولهم‭ ‬أن‭ ‬ينزل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليهم‭ ‬مائدة‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬عيدًا،‭ ‬فاستجاب‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬لكنه‭ ‬توعدهم‭ ‬بأنهم‭ ‬إذًا‭ ‬حقق‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬يطلبون‭ ‬فسوف‭ ‬يضاعف‭ ‬لهم‭ ‬العذاب،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‭(‬قال‭ ‬الله‭ ‬إني‭ ‬منزلها‭ ‬عليكم‭ ‬فمن‭ ‬يكفر‭ ‬بعد‭ ‬منكم‭ ‬فإني‭ ‬أعذبه‭ ‬عذابًا‭ ‬لا‭ ‬أعذبه‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬العالمين‭) ‬المائدة‭/‬‮١١٥‬‭.‬

ما‭ ‬أعظمك‭ ‬يا‭ ‬ألله،‭ ‬وما‭ ‬أوسع‭ ‬رحمتك‭ ‬مع‭ ‬المعاندين‭ ‬للحق،‭ ‬المجاهرين‭ ‬بالمعاصي‭.‬

وإليك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬بعض‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬مطالبة‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬بالدليل‭ ‬من‭ ‬خصوم‭ ‬الدعوة،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬وقالوا‭ ‬لن‭ ‬يدخل‭ ‬الجنة‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬هودًا‭ ‬أو‭ ‬نصارى‭ ‬تلك‭ ‬أمانيهم‭ ‬قل‭ ‬هاتوا‭ ‬برهانكم‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬صادقين‭) ‬البقرة‭/‬‮١١١‬‭.‬

وقال‭ ‬تعالى‭: (‬أَمَّنْ‭ ‬يبدؤا‭ ‬الخلق‭ ‬ثم‭ ‬يعيده‭ ‬ومن‭ ‬يرزقكم‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬والأرض‭ ‬أإله‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬قل‭ ‬هاتوا‭ ‬برهانكم‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬صادقين‭) ‬النمل‭/‬‮٦٤‬‭. ‬وتأملوا‭ ‬العهد‭ ‬الوثيق،‭ ‬والعقد‭ ‬المتين‭ ‬الذي‭ ‬أخذه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬القدسي،‭ ‬يقول‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬عبادي‭ ‬إني‭ ‬حرمت‭ ‬الظلم‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬وجعلته‭ ‬بينكم‭ ‬محرمًا‭ ‬فلا‭ ‬تظالموا‭) ‬رواه‭ ‬الإمام‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬صحيحه‭.‬

ومن‭ ‬رحمة‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬القويم‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قد‭ ‬حذر‭ ‬أتباعه‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬ألا‭ ‬يتجاوزوا‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬وكانت‭ ‬وصاياه‭ ‬لقواد‭ ‬جيوشه‭ ‬ألا‭ ‬يقتلوا‭ ‬امرأة‭ ‬ولا‭ ‬طفلًا‭ ‬ولا‭ ‬شيخًا،‭ ‬وسوف‭ ‬يجدون‭ ‬قومًا‭ ‬قد‭ ‬فرغوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬للعبادة‭ ‬فلا‭ ‬يتعرضوا‭ ‬لهم‭ ‬بسوء،‭ ‬وعليهم‭ ‬ألا‭ ‬يعقروا‭ ‬ناقة‭ ‬ولا‭ ‬جميلاً‭ ‬إلا‭ ‬لمأكلة‭ ‬ولا‭ ‬يفسدوا‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬وعليهم‭ ‬أن‭ ‬يحسنوا‭ ‬إلى‭ ‬الأسرى‭!‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الإسلام‭ ‬الرحيم،‭ ‬العادل‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬الله‭ ‬رسوله‭ ‬بقوله‭: (‬وما‭ ‬أرسلناك‭ ‬إلا‭ ‬رحمة‭ ‬للعالمين‭) ‬الأنبياء‭/‬‮١٠٧‬‭. ‬وقال‭ ‬صلوات‭ ‬ربي‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬النبيلة‭ ‬والمهمة‭ ‬الجليلة‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬من‭ ‬أجلها‭: (‬إنما‭ ‬بعثت‭ ‬لأتمم‭ ‬مكارم‭ ‬الأخلاق‭) ‬الإمام‭ ‬مالك‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا