فعاليات وطنية: جائزة الملك حمد للتعايش السلمي تنشر التعايش في كل بلاد العالم
كتبت: ياسمين العقيدات
أكد فعاليات وطنية أن الأمر الملكي بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي يأتي مواصلة للمبادرات الملكية لجلالة الملك المعظم لنشر وتعميق الشعور بالتعايش السلمي في كل بلاد العالم، وتجسيد النهج الراسخ والتاريخ الحافل بالإنجازات والاصلاحات منذ بداية عهد جلالته بمشروع إصلاحي كبير سبقت به مملكة البحرين لتحقق تميزا وتفردا على جميع الأصعدة بنهج التسامح والعيش المشترك والحوار.
وأعربوا في تصريحات لـ«أخبار الخليج» عن بالغ الفخر والاعتزاز بالمبادرات الملكية الإنسانية والحضارية المتواصلة التي يتبناها ويدعمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بما يثبت أمام المجتمع الدولي عزيمة وإرادة مملكة البحرين الرامية إلى تعزيز السلم العالمي، والعيش المشترك بين البشر، وتشجيع الأعمال والجهود الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش.
مملكة البحرين تزخر بالاستقرار والتعايش
في البداية أشاد المستشار راشد محمد بونجمة الأمين العام لمجلس النواب، بالأمر السامي الصادر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، باعتبارها مبادرة حضارية تؤكد الرسالة الانسانية النبيلة لمملكة البحرين نحو تعزيز قيم ومبادئ التسامح والعيش المشترك، والسمو بالقواسم المشتركة بين الشعوب بمختلف الحضارات والثقافات.
وأضاف المستشار راشد بونجمة أن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، تعد اضافة نوعية لمنظومة المبادرات البحرينية الرائدة في مجال التعايش السلمي وفق النهج الملكي السامي الحكيم لصاحب الجلالة الملك المعظم، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وانطلاقا من الإيمان المطلق لدى مملكة البحرين بأن التعايش السلمي هو الطريق الأمثل والأنجح نحو السلام والتنمية والاستقرار والمستقبل الآمن للأجيال القادمة.
مشيدا المستشار راشد بونجمة بجهود مركز الملك حمد للتعايش السلمي في إبراز منجزات ومبادرات ومشاريع مملكة البحرين في هذا المجال، والدور المحلي والإقليمي والدولي لتعزيز ثقافة التعايش السلمي، مثمنا الثقة الملكية السامية للمركز بالإشراف على الجائزة، ورسم السياسة العامة لها في ضوء رؤيتها ورسالتها وأهدافها، في ظل الرئاسة الفخرية لجلالة الملك المعظم للجائزة الدولية.
مشيرا المستشار راشد بونجمة إلى أن الجائزة تعد تجسيدا لقيم وثوابت مملكة البحرين، وتاريخها وحضارتها، وانعكاسا لانفتاحها على جميع الحضارات والأديان والثقافات، وانطلاقًا من رؤية مملكة البحرين الرامية إلى تعزيز السلم العالمي والعيش المشترك بين البشر، وتشجيعًا للأعمال والجهود الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش، وتوافقا مع دستور مملكة البحرين ومبادئ ميثاق العمل الوطني.
وأوضح المستشار بونجمة أن الجائزة وبكونها ذات طابع دولي، وتُمنح كل سنتين للأشخاص والمنظمات الذين قدموا إنجازات وإسهامات في مجال حوار الحضارات والتعايش، ستسهم في إثراء هذا المجال وتشجيع المؤسسات والأفراد نحو إبراز قصص النجاح في مجال التعايش السلمي وطرق الاستفادة من النماذج والتجارب والمشاريع المتميزة.
مؤكداً المستشار راشد بونجمة أن الرؤية الملكية السامية ستحقق الغاية النبيلة والمنشودة من الجائزة من خلال تشجيع الأشخاص والمنظمات على جهودهم الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش، وتكريم ودعم الأعمال الجليلة الرامية إلى تعزيز قيم التعايش السلمي والتضامن العالمي في سبيل تحقيق العيش المشترك والتنوع الإنساني، بجانب التوعية بأهمية تلاقي الحضارات والثقافات وتمازجها لتحقيق السلم العالمي، والالتقاء على ما اتفقت عليه البشرية من قواسم وقيم مشتركة.
وأشاد يوسف محمد بوزبون رئيس جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان (تعايش) بصدور الأمر الملكي السامي بإنشاء (جائزة الملك حمد للتعايش السلمي) التي تعتبر نقلة نوعية كبيرة لها ما بعدها، وعنوانا كبيرا يجسد رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم في ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة التي تعمق التعايش السلمى في المعمورة قاطبة، وتسهم بشكل حثيث في نشر روح المحبة والإخاء بين شعوب الأرض جملة وتفصيلا، وخاصة أن الجائزة كما جاء في الأمر الملكي ذات طابع دولي، من شأنها ان تخلد اسم جلالة الملك المعظم ومملكة البحرين في التاريخ البشري بأجمل ما يكون التخليد.
وأكد أن «الجائزة تأتي مواصلة للمبادرات الملكية الخاصة بالرؤية الكونية لجلالة الملك المعظم لنشر وتعميق الشعور بالتعايش السلمي في كل بلاد العالم، ومن بين هذه المبادرات تنظيم سلسلة مؤتمرات للحوار الإسلامي–المسيحي عام 2002م، ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية عام 2003م، واستضافة حوار الحضارات والثقافات عام 2014م، وتدشين وثيقة (إعلان مملكة البحرين) للحوار بين الأديان والتعايش بمدينة لوس أنجلوس عام 2017م، وإنشاء (مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي) عام 2018م، وتخصيص (كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي) في جامعة لاسابينزا الإيطالية في روما 2018م، وإطلاق برنامج (الملك حمد للإيمان – في القيادة) بالتعاون مع جامعتي أكسفورد وكامبريدج ببريطانيا».
وتابع بوزبون: «إن مبادرات جلالة الملك المعظم شملت تأسيس برنامج (مركز الملك حمد للسلام السيبراني لتعزيز التسامح والتعايش بين الشباب) في مدينة نيويورك، وإطلاق (وسام الملك حمد للتعايش السلمي) عام 2021م، ودعوة زيارة قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر إلى البحرين نوفمبر 2022م، وعقد ملتقى البحرين للحوار (الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني) في دورته الأولى 2022م، وإعلان إنشاء (جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي) 2022م، وتدشين (إعلان مملكة البحرين) حول مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بجمهورية مصر العربية أبريل 2023م»، مشيرا إلى أن «جميع هذه المبادرات وغيرها أراد منها جلالة الملك المعظم ترسية مبادئ السلام وإعلاء قيم العيش المشترك، وتسلط الضوء على النماذج المضيئة، والأمثلة التي يقتدى بها، لمن أسهموا في ترسية التعايش والإخاء والسلام والمحبة في المجتمعات، وأسهموا في تعزيز القيم الإنسانية الرفيعة والنبيلة».
كما أشار رئيس جمعية تعايش إلى «أن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي تتمثل في كونها تحفز العقل البشري للمزيد من الإبداع الخلاق الذي يرفع من مستوى الوعي نحو التعايش السلمي، كما يجعل المؤسسات البحثية والفكرية والعُلماء والباحثين والمهتمين في تحد كبير مع أنفسهم بالنظر إلى جملة التحديات التي تواجه البشرية وما تعانيه من حروب واقتتال، ودمار وخراب شامل قضى على مكامن الأمن والاستقرار، وعلاوة على ذلك فإن أهمية الجائزة أيضا تتجسد في كونها تفتح نوافذ الأمل لغد أفضل، لذلك فإن مخرجات هذه الجائزة التي أمر جلالة الملك المعظم بإنشائها يمكننا التعويل عليها في تشكل رأي عام علمي وفكري مستنير يسهم في أطفاء الحرائق المشتعلة في أماكن كثيرة من العالم، ومن ثم يخلق واقعا جديدا يتحوّل فيه خطاب الكراهية إلى خطاب محبة وسلام وتعايش».
البحرين تضم كل
الأديان والطوائف
وسرد القس هاني عزيز راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء زيارته الأولى لمملكة البحرين ليقول: حضرت إلى البحرين يوم الجمعة 1 ديسمبر 1999 قادمًا من القاهرة، وانبهرت بما شاهدته ولمسته في البحرين، وحضرت إلى البحرين وخدمت في أقدم كنيسة في البحرين والخليج، هي الكنيسة الإنجيلية الوطنية التي تأسست عام 1906، وعلمت أن الارض التي بنيت عليها الكنيسة هي هبة من سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل، وأن مبنى الكنيسة تستخدمه 30 جماعة مسيحية على مدار الاسبوع من كل طائفة وجنس، وهذا كان شيئا مفاجئا لي، وعندما اندمجت بالتدريج في المجتمع البحريني وجدت أن البحرين تضم على ارضها السمحة كل الاديان والطوائف والكل يعيش في تلاحم وحب وتسامح وسلام واحترام، وتساءلت ما هذا البلد العجيب؟ صغير في حجمه ولكنه كبير في تأثيره، وما هذا الشعب الفريد؟ متمسك بدينه وتقاليده ولكنه منفتح على الحضارات المختلفة يلتقط منها ما يوافقه، مجتمع متماسك ومترابط بكل تلقائية وسلاسة وبدون أي تكلف.
وتابع القس هاني عزيز حديثة قائلا: قررت أن اكتشف هذا السر الغامض، ومن خلال تفاعلي مع مجتمع البحرين أستطيع ان اصرح بأمانة ان التسامح والتعايش السلمي انتقل من الاجداد إلى الابناء إلى الأحفاد من جيل إلى جيل، ويقوده الآن القائد الذي يقود البلاد بكل حنكة وحب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، هو الربان والقائد والزعيم والملهم، بصراحة هو كل هذه الصفات؛ فلقد حباه الله بهذه المواهب لأنه شخص متواضع ونزيه ومحب وعطوف ومتزن، قائد به كل هذه الصفات لا بد أن ينجحه الله ويميزه بالحكمة والنظرة الشاملة المستقبلية فيما حققته البحرين تحت رعاية جلالته من طفرات وخطوات في كل المجالات بدءا من المشروع الإصلاحي وخصوصا خطوات التسامح والتعايش السلمي حيث تبني جلالته سياسة الحوارات وآمن بها، فتم تحت رعايته عدة مؤتمرات لحوار الحضارات والاديان واستقبل فيها كل الشخصيات المهتمة بهذه الموضوعات من كل انحاء العالم. ولقد أبدع في عقد حوار التضامن الوطني، وبنظرة مستقبليه أنشأ مركز الملك حمد للتعايش السلمي ونقل رؤيته من المحلية إلى العالمية بتأسيس كرسي الملك حمد للسلام والتعايش السلمي والتسامح في أعرق الجامعات العالمية.
توجه قرآني ونهج
إسلامي راسخ
من جانب آخر أوضح الدكتور عبدالله الدناصوري أن هذه الجائزة تجسد النهج الراسخ والتاريخ الحافل بالإنجازات والاصلاحات منذ بداية عهد جلالة الملك المعظم بمشروع اصلاحي كبير سبقت به مملكة البحرين لتحقق تميزا وتفردا على جميع الاصعدة، ونال نهج التسامح والعيش المشترك والحوار قمة هذا المشروع الإصلاحي الذي تميز به عهد جلالة الملك المعظم، وإن سبق مملكة البحرين في هذا المجال الانساني العظيم ليس بغريب على شعب عاش منذ القدم منظومة عيش انساني حضاري كانت ولا تزال نموذجًا فريداً للتنوع والتعددية، ولقد أثرى هذه المنظومة الانسانية الفريدة نهج كريم لحضرة صاحب الجلالة وسمو ولي عهده، ذلك النهج الذي جعل من مملكة البحرين محط انظار العالم في مجال حوار الحضارات القائم على احترام التنوع الديني والثقافي وترسيخ التعددية الفكرية والحوار الهادف الى تعزيز السلم والسلام وتحقيق الامن والامان لكل البشر على اختلاف اطيافهم ومشاربهم.
وتابع الدكتور عبدالله الدناصوري حديثه قائلًا: لقد اثرى ذلك النهج القويم للقيادة مسيرة العيش المشترك الذي لمسه واقعا معاشا كل من يعيش على أرض مملكة البحرين، وعاش الجميع في ظل مشروع جلالته الحضاري اسرة واحدة ينعم ابناؤها بروابط الاخوة الانسانية المتجذرة والمودة التي جمعتهم ليكونوا رغم التنوع والتعددية مجتمعا متسامحا متآلفا، سباقا الى المثل العليا والاخلاق الكريمة التي تميزوا بها على مر العصور. إن الجائزة التي صدر بها المرسوم الملكي الكريم تتويج لمسيرة بدأت منذ عام 2002 حيث وجه جلالته ورعى اول مؤتمر للحوار بالمنطقة وهو مؤتمر الحوار الاسلامي المسيحي الذي تشرفت بعضوية اللجنة المنظمة له.
وأضاف أن المؤتمر كان هو الاول من نوعه في منطقة الخليج تلاه العديد من المؤتمرات والفعاليات في الحوار والتقريب بين المذاهب وترشيد وتحديث لغة الخطاب الديني، وكان ذلك تجسيدا وتأكيدا لنهج القيادة والشعب معا في ترسيخ مسيرة التعايش الانساني ليس داخل مملكة البحرين فحسب بل على المستوى الدولي الذي اسهمت فيه مملكة البحرين اسهامات فريدة وكبيرة، وخلال اكثر من عقدين من الزمن تتابعت وتوالت تلك المؤتمرات والفعاليات الهادفة إلى دفع مسيرة الحوار والتعايش السلمي وتعزيز نهج التسامح والعيش المشترك مرورا بمؤتمر الحوار بين الحضارات وحوار المنامة وصولا إلى انشاء مركز الملك حمد للحوار والتعايش وكرسي الملك حمد للحوار. ولقد حققت مملكة البحرين خلال تلك المسيرة التاريخية حضورا لافتا ومتميزا في المحافل الدولية لتثبت انها بقيادتها وشعبها دعاة سلام وتسامح وتعايش، وأن هذا التوجه ليس بغريب على جلالته فهو نهج انتهجه منذ تولى حكم مملكة البحرين هادفا جلالته الى ترسيخ وإثراء مسيرة العيش الانساني المشترك وتحقيق التسامح والتلاقي والحوار الانساني الحضاري الهادف إلى تعزيز مسيرة السلم والسلام وتحقيق مزيد من العيش الانساني المشترك القائم على الاحترام المتبادل والعيش بأمان وهذا توجه قرآني ونهج اسلامي راسخ، قال تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».
البحرين محط أنظار العالم في حوار الحضارات
بدوره أعرب فؤاد أحمد جاسم الحاجي عضو مجلس الشورى عن بالغ الفخر والاعتزاز بالمبادرات الملكية الإنسانية والحضارية المتواصلة التي يتبناها ويدعمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بما يثبت أمام المجتمع الدولي عزيمة وإرادة مملكة البحرين الرامية إلى تعزيز السلم العالمي، والعيش المشترك بين البشر، وتشجيع الأعمال والجهود الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش، مبينًا أن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي أبرزت عالميًا ما تتفرد به المملكة من ثقافة وسلوك مجتمعي متجذر على امتداد التاريخ، عنوانه العيش المشترك والتنوع الإنساني، ونبذ التطرف والعنف والكراهية والحفاظ على المكتسبات الإنسانية، والتأثير بشكل إيجابي على المجتمعات بهذه الثقافة الحضارية.
وذكر الحاجي أن مبادرة جلالة الملك المعظم بإطلاق هذه الجائزة المرموقة التي تحمل اسم جلالته تعكس أمرًا مهما للغاية، هو ما يزخر به المجتمع البحريني من حالة استقرار وتعايش واندماج وانتماء ولحمة وطنية، التي بلا شك تعتبر أساس ما تنعم به المملكة من تقدم وازدهار ونهضة، موضحًا لجلالة الملك المعظم وقيادته المحنكة دورًا بارزًا في ترسيخ قواعد ما نشهده اليوم من تطور ديمقراطي يرتكز على مبادئ ومفاهيم التعايش بكل أشكاله وصوره، سواء السياسي أو الديني أو الاجتماعي أو الفكري، وغيره.
وأشاد الحاجي بالجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، التي تستهدف تعزيز وحدة المجتمع من خلال إدماج مفاهيم التعايش والعمل المشترك ونبذ التطرف ضمن تطبيقات العمل الحكومي عبر مبادرات ومشاريع متميزة، مثل مبادرة «بحريننا» التي تستهدف تعزيز الترابط المجتمعي والتآخي وتقوية روح المحبة والألفة بين أبناء الوطن، وذلك استجابةً لرؤى وتطلعات جلالة الملك المعظم.
وأشار الحاجي إلى أن مملكة البحرين في ظل ما تشهده من تطورٍ ديمقراطي واجتماعي واقتصادي أصبحت تصدر للعالم أنموذجًا متميزًا وعصريًا لتطور ونماء البشرية جمعاء، وذلك من خلال هذه الجائزة التي لم تقتصر أهدافها ونطاقها على المجتمع البحريني أو الإقليمي فقط، بل شملت كل العالم، وأصبحت تسابق بدورها دول العالم في طرح مثل هذه المبادرات التي تستقطب المساعي والمبادرة والمشاريع النيرة التي تصب في تحقيق السلام والتعايش ونبذ الفرقة بين جميع الدول والشعوب والديانات والطوائف.
وبيّن الحاجي أن المملكة تتقدم بهذه الجائزة عالميًا بكل ثقة وثبات، لأننا نتمتع بحالة فريدة من التعددية الثقافية والدينية والفكرية، ونتبنى ونشيع سياسة خارجية قائمة على الاعتدال والاتزان، والمواقف المشتركة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والدعوة الدائمة للسلام والتعايش في مختلف الظروف، ومد يد العون والمساعدة والإغاثة عند الكوارث والأزمات للأصدقاء، ما جعل المملكة في مقدمة دول العالم في مجالات العمل الانساني، وكذلك السياسي الداعي لما تضمنته الجائزة من أهداف.
وواصل الحاجي حديثة بأن جلالة الملك المعظم عبّر عن صدقه وإرادته الحقيقية عبر هذه الجائزة من خلال تكليف مركز الملك حمد للتعايش السلمي بإعداد سياسات وضوابط الإشراف على الجائزة على النحو الذي يحدد أعلى مستويات المصداقية والتحكيم والاختيار للمستحقين لها، وتشجيع الأشخاص والمنظمات على جهودهم الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش، وتكريم ودعم الأعمال الجليلة الرامية إلى تعزيز قيم التعايش السلمي والتضامن العالمي في سبيل تحقيق العيش المشترك والتنوع الإنساني، ونبذ التطرف والعنف والكراهية والحفاظ على المكتسبات الإنسانية، من خلال التأثير بشكل إيجابي على المجتمعات التي يعملون بها.
الوثائق القانونية تنص على التسامح والتعايش
من جانب آخر بين محسن الغريري رئيس جمعية المرصد لحقوق الإنسان أن مملكة البحرين عُرفت منذ قديم الزمان بأنها واحة للتعايش والتسامح بين مختلف الطوائف والمذاهب والأديان، فكانت ولا تزال نموذجاً يُحتذى به في هذا المجال على المستويين الدولي والإقليمي، وهذا ليس بغريب على المجتمع البحريني، إذ إن قيم التسامح والتعايش طبع أصيل ومتجذر في قلب كل بحريني، بل يعد إحدى الركائز الثقافية للمجتمع، فدائماً ما يُعرف بتسامحه الديني، وقبول الآخرين، ونبذ خطاب العنف والكراهية والتصالح مع الآخرين.
وأوضح الغريري أن البحرين لم تكتفِ باهتمامها المجتمعي بقيم التسامح والتعايش، وإنما رسخت ذلك من خلال العديد من الوثائق القانونية التي نصت صراحةً على قيم التسامح والتعايش كمقومات أساسية للمجتمع، إذ أكد ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة حرية الإنسان الشخصية في العقيدة والضمير وممارسة الشعائر الدينية، وبما يعني أن للفرد –مهما اختلفت أفكاره ومعتقداته– حرية تكوين آرائه من دون التعرض لانتهاك أو تضييق.
كما أكد أن صدور الأمر الملكي بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي يعد استكمالاً لمبادرات وجهود جلالة الملك المعظم في سبيل ترسيخ ثقافة السلام والتعايش والتسامح، وحرص واهتمام جلالته بنشر الخير وإبراز التنوع الثقافي والديني الذي يجمع البشر، ونثق تمام الثقة بأن إنشاء الجائزة سيعزز دور المملكة دولياً، وينقل مسيرتها وتجربتها المميزة في نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش التي تقف على أسس وركائز دينية ومجتمعية وقانونية جعلت المملكة واحة الأمن والأمان ونموذجاً فريداً.
دور القيادة في تعزيز قيم التعددية والتسامح
من جانبها أكدت المحامية جميلة سلمان أن الأمر السامي الصادر من جلالة الملك المعظم بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي هي من المبادرات النوعية والرائدة على مستوى العالم في مسألة جدا مهمة تتعلق بالتعايش والتسامح السلمي بين الشعوب في ظل الأوضاع التي يمر بها العالم والتي تهدد السلم والأمن العالمي، وأن هذه الجائزة من المبادرات الرائدة والمتفردة التي تضاف إلى إنجازات جلالته العالمية الرامية إلى إرساء التسامح والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب وفق النهج الإنساني لجلالته في نشر السلام والمحبة والتعايش السلمي بين شعوب العالم على اختلاف ديانتهم وتعددهم الفكري والثقافي، وأن نهج ومبادرات جلالته أصبحت بصمة مهمة في التاريخ الإنساني المعاصر ومحفزا مهما للشعوب للاقتداء بها.
وأكدت أن هذا المشروع لو تم تبنيه عالميا لاستحق جلالته جائزة رجل السلام والتسامح والإنسانية لدوره المهم ومبادراته وإسهاماته الرائدة على المستويين الإقليمي والدولي وفي جميع المشاريع الإنسانية.
وبيّنت أن الجائزة سيكون لها دور مشجع سواء للأفراد أو المنظمات في العالم على دعم وتعزيز قيم التعايش السلمي ونبذ العنف والكراهية من خلال المشاريع التي سيتبنونها سواء في مجتمعاتهم أو العالم أجمع، كما سيكون لها دور توعوي مهم على مستوى العالم بأهمية السلم والتعايش السلمي، وستسلط الأضواء على تجربة مملكة البحرين الفريدة من نوعها وكنموذج للتسامح والتعايش وتعزيز الحوار بين مختلف الأديان والحريات الدينية وروح المحبة التي يتسم بها الشعب البحريني على مر العصور رغم تنوعه، ودور القيادة في تعزيز قيم التعددية والتسامح وكفالة الحريات في ممارسة الشعائر والاحتفالات العقائدية لمختلف الأديان والمذاهب في جو من الحرية والأمان.
من جانبه أشاد الأمين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان فيصل فولاذ بإنشاء جلالة الملك المعظم جائزة الملك حمد للتعايش السلمي تجسيدًا للأهداف والمبادئ المستخلصة من تاريخ وحضارة مملكة البحرين عبر عصورها، المتمثلة في الانفتاح على جميع الحضارات والأديان والثقافات، وتعزيز قيم التعايش، وانطلاقًا من رؤية مملكة البحرين الرامية إلى تعزيز السلم العالمي والعيش المشترك بين البشر، وتشجيعًا للأعمال والجهود الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش وأنها ستبرز مكانة البحرين دوليا وأنها نموذج دولي مهم للتعايش والتسامح عبر التاريخ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك