العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

البحرين محط أنظار العالم في حوار الحضارات والتعايش السلمي

السبت ١٧ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

فعاليات وطنية: جائزة الملك حمد للتعايش السلمي تنشر التعايش في كل بلاد العالم


كتبت‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات‭ ‬

أكد‭ ‬فعاليات‭ ‬وطنية‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬يأتي‭ ‬مواصلة‭ ‬للمبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لنشر‭ ‬وتعميق‭ ‬الشعور‭ ‬بالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭ ‬العالم،‭ ‬وتجسيد‭ ‬النهج‭ ‬الراسخ‭ ‬والتاريخ‭ ‬الحافل‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والاصلاحات‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عهد‭ ‬جلالته‭ ‬بمشروع‭ ‬إصلاحي‭ ‬كبير‭ ‬سبقت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقق‭ ‬تميزا‭ ‬وتفردا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬بنهج‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬والحوار‭.‬

وأعربوا‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالمبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬ويدعمها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬بما‭ ‬يثبت‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عزيمة‭ ‬وإرادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬العالمي،‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأعمال‭ ‬والجهود‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تزخر‭ ‬بالاستقرار‭ ‬والتعايش

في‭ ‬البداية‭ ‬أشاد‭ ‬المستشار‭ ‬راشد‭ ‬محمد‭ ‬بونجمة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬بالأمر‭ ‬السامي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم،‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬باعتبارها‭ ‬مبادرة‭ ‬حضارية‭ ‬تؤكد‭ ‬الرسالة‭ ‬الانسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك،‭ ‬والسمو‭ ‬بالقواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬بمختلف‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات‭.‬

وأضاف‭ ‬المستشار‭ ‬راشد‭ ‬بونجمة‭ ‬أن‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬تعد‭ ‬اضافة‭ ‬نوعية‭ ‬لمنظومة‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وفق‭ ‬النهج‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الحكيم‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وتوجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬المطلق‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأن‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل‭ ‬والأنجح‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬والاستقرار‭ ‬والمستقبل‭ ‬الآمن‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

مشيدا‭ ‬المستشار‭ ‬راشد‭ ‬بونجمة‭ ‬بجهود‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬منجزات‭ ‬ومبادرات‭ ‬ومشاريع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والدور‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬لتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬مثمنا‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬للمركز‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬الجائزة،‭ ‬ورسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬رؤيتها‭ ‬ورسالتها‭ ‬وأهدافها،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرئاسة‭ ‬الفخرية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬للجائزة‭ ‬الدولية‭.‬

مشيرا‭ ‬المستشار‭ ‬راشد‭ ‬بونجمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬تعد‭ ‬تجسيدا‭ ‬لقيم‭ ‬وثوابت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتاريخها‭ ‬وحضارتها،‭ ‬وانعكاسا‭ ‬لانفتاحها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحضارات‭ ‬والأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وتشجيعًا‭ ‬للأعمال‭ ‬والجهود‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش،‭ ‬وتوافقا‭ ‬مع‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.‬

وأوضح‭ ‬المستشار‭ ‬بونجمة‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬وبكونها‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬دولي،‭ ‬وتُمنح‭ ‬كل‭ ‬سنتين‭ ‬للأشخاص‭ ‬والمنظمات‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬إنجازات‭ ‬وإسهامات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش،‭ ‬ستسهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتشجيع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬نحو‭ ‬إبراز‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وطرق‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬والتجارب‭ ‬والمشاريع‭ ‬المتميزة‭.‬

مؤكداً‭ ‬المستشار‭ ‬راشد‭ ‬بونجمة‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬ستحقق‭ ‬الغاية‭ ‬النبيلة‭ ‬والمنشودة‭ ‬من‭ ‬الجائزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمنظمات‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش،‭ ‬وتكريم‭ ‬ودعم‭ ‬الأعمال‭ ‬الجليلة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتضامن‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬والتنوع‭ ‬الإنساني،‭ ‬بجانب‭ ‬التوعية‭ ‬بأهمية‭ ‬تلاقي‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات‭ ‬وتمازجها‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلم‭ ‬العالمي،‭ ‬والالتقاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اتفقت‭ ‬عليه‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬قواسم‭ ‬وقيم‭ ‬مشتركة‭.‬

وأشاد‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬بوزبون‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لتسامح‭ ‬وتعايش‭ ‬الأديان‭ (‬تعايش‭) ‬بصدور‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بإنشاء‭ (‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭) ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬كبيرة‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬بعدها،‭ ‬وعنوانا‭ ‬كبيرا‭ ‬يجسد‭ ‬رؤية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬تعمق‭ ‬التعايش‭ ‬السلمى‭ ‬في‭ ‬المعمورة‭ ‬قاطبة،‭ ‬وتسهم‭ ‬بشكل‭ ‬حثيث‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والإخاء‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬دولي،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تخلد‭ ‬اسم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬البشري‭ ‬بأجمل‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬التخليد‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجائزة‭ ‬تأتي‭ ‬مواصلة‭ ‬للمبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالرؤية‭ ‬الكونية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لنشر‭ ‬وتعميق‭ ‬الشعور‭ ‬بالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬تنظيم‭ ‬سلسلة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلاميالمسيحي‭ ‬عام‭ ‬2002م،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬عام‭ ‬2003م،‭ ‬واستضافة‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات‭ ‬عام‭ ‬2014م،‭ ‬وتدشين‭ ‬وثيقة‭ (‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭) ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬بمدينة‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬عام‭ ‬2017م،‭ ‬وإنشاء‭ ‬‏‏‏‭(‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭) ‬عام‭ ‬2018م،‭ ‬وتخصيص‭ (‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭) ‬في‭ ‬‏‏جامعة‭ ‬لاسابينزا‭ ‬الإيطالية‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬2018م،‭ ‬وإطلاق‭ ‬برنامج‭ (‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬‭ ‬في‭ ‬القيادة‭) ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعتي‭ ‬أكسفورد‭ ‬وكامبريدج‭ ‬ببريطانيا‮»‬‭.‬

وتابع‭ ‬بوزبون‭: ‬‮«‬إن‭ ‬مبادرات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬شملت‭ ‬تأسيس‭ ‬برنامج‭ (‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للسلام‭ ‬السيبراني‭ ‬لتعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭) ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك،‭ ‬وإطلاق‭ (‬وسام‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭) ‬عام‭ ‬2021م،‭ ‬ودعوة‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬وفضيلة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022م،‭ ‬وعقد‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ (‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭) ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الأولى‭ ‬2022م،‭ ‬وإعلان‭ ‬إنشاء‭ (‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الدولية‭ ‬للحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭) ‬2022م،‭ ‬وتدشين‭ (‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭) ‬حول‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬أبريل‭ ‬2023م‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬وغيرها‭ ‬أراد‭ ‬منها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬ترسية‭ ‬مبادئ‭ ‬السلام‭ ‬وإعلاء‭ ‬قيم‭ ‬العيش‭ ‬المشترك،‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬النماذج‭ ‬المضيئة،‭ ‬والأمثلة‭ ‬التي‭ ‬يقتدى‭ ‬بها،‭ ‬لمن‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬ترسية‭ ‬التعايش‭ ‬والإخاء‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وأسهموا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرفيعة‭ ‬والنبيلة‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬تعايش‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أن‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬تحفز‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬الخلاق‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬نحو‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬كما‭ ‬يجعل‭ ‬المؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬والفكرية‭ ‬والعُلماء‭ ‬والباحثين‭ ‬والمهتمين‭ ‬في‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬وما‭ ‬تعانيه‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬واقتتال،‭ ‬ودمار‭ ‬وخراب‭ ‬شامل‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬مكامن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬أهمية‭ ‬الجائزة‭ ‬أيضا‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬تفتح‭ ‬نوافذ‭ ‬الأمل‭ ‬لغد‭ ‬أفضل،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مخرجات‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بإنشائها‭ ‬يمكننا‭ ‬التعويل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تشكل‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬علمي‭ ‬وفكري‭ ‬مستنير‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬أطفاء‭ ‬الحرائق‭ ‬المشتعلة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يخلق‭ ‬واقعا‭ ‬جديدا‭ ‬يتحوّل‭ ‬فيه‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬محبة‭ ‬وسلام‭ ‬وتعايش‮»‬‭.‬

البحرين‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬

الأديان‭ ‬والطوائف

وسرد‭ ‬القس‭ ‬هاني‭ ‬عزيز‭ ‬راعي‭ ‬الكنيسة‭ ‬الانجيلية‭ ‬الوطنية‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬البيارق‭ ‬البيضاء‭ ‬زيارته‭ ‬الأولى‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ليقول‭: ‬حضرت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬1‭ ‬ديسمبر‭ ‬1999‭ ‬قادمًا‭ ‬من‭ ‬القاهرة،‭ ‬وانبهرت‭ ‬بما‭ ‬شاهدته‭ ‬ولمسته‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وحضرت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وخدمت‭ ‬في‭ ‬أقدم‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج،‭ ‬هي‭ ‬الكنيسة‭ ‬الإنجيلية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1906،‭ ‬وعلمت‭ ‬أن‭ ‬الارض‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬عليها‭ ‬الكنيسة‭ ‬هي‭ ‬هبة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل،‭ ‬وأن‭ ‬مبنى‭ ‬الكنيسة‭ ‬تستخدمه‭ ‬30‭ ‬جماعة‭ ‬مسيحية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الاسبوع‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬طائفة‭ ‬وجنس،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬شيئا‭ ‬مفاجئا‭ ‬لي،‭ ‬وعندما‭ ‬اندمجت‭ ‬بالتدريج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تضم‭ ‬على‭ ‬ارضها‭ ‬السمحة‭ ‬كل‭ ‬الاديان‭ ‬والطوائف‭ ‬والكل‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬تلاحم‭ ‬وحب‭ ‬وتسامح‭ ‬وسلام‭ ‬واحترام،‭ ‬وتساءلت‭ ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العجيب؟‭ ‬صغير‭ ‬في‭ ‬حجمه‭ ‬ولكنه‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تأثيره،‭ ‬وما‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الفريد؟‭ ‬متمسك‭ ‬بدينه‭ ‬وتقاليده‭ ‬ولكنه‭ ‬منفتح‭ ‬على‭ ‬الحضارات‭ ‬المختلفة‭ ‬يلتقط‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يوافقه،‭ ‬مجتمع‭ ‬متماسك‭ ‬ومترابط‭ ‬بكل‭ ‬تلقائية‭ ‬وسلاسة‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬تكلف‭.‬

وتابع‭ ‬القس‭ ‬هاني‭ ‬عزيز‭ ‬حديثة‭ ‬قائلا‭: ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬اكتشف‭ ‬هذا‭ ‬السر‭ ‬الغامض،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تفاعلي‭ ‬مع‭ ‬مجتمع‭ ‬البحرين‭ ‬أستطيع‭ ‬ان‭ ‬اصرح‭ ‬بأمانة‭ ‬ان‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬الاجداد‭ ‬إلى‭ ‬الابناء‭ ‬إلى‭ ‬الأحفاد‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل،‭ ‬ويقوده‭ ‬الآن‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬البلاد‭ ‬بكل‭ ‬حنكة‭ ‬وحب‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬هو‭ ‬الربان‭ ‬والقائد‭ ‬والزعيم‭ ‬والملهم،‭ ‬بصراحة‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات؛‭ ‬فلقد‭ ‬حباه‭ ‬الله‭ ‬بهذه‭ ‬المواهب‭ ‬لأنه‭ ‬شخص‭ ‬متواضع‭ ‬ونزيه‭ ‬ومحب‭ ‬وعطوف‭ ‬ومتزن،‭ ‬قائد‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬ينجحه‭ ‬الله‭ ‬ويميزه‭ ‬بالحكمة‭ ‬والنظرة‭ ‬الشاملة‭ ‬المستقبلية‭ ‬فيما‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬طفرات‭ ‬وخطوات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬وخصوصا‭ ‬خطوات‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬حيث‭ ‬تبني‭ ‬جلالته‭ ‬سياسة‭ ‬الحوارات‭ ‬وآمن‭ ‬بها،‭ ‬فتم‭ ‬تحت‭ ‬رعايته‭ ‬عدة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬لحوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والاديان‭ ‬واستقبل‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬الشخصيات‭ ‬المهتمة‭ ‬بهذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭. ‬ولقد‭ ‬أبدع‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬حوار‭ ‬التضامن‭ ‬الوطني،‭ ‬وبنظرة‭ ‬مستقبليه‭ ‬أنشأ‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ونقل‭ ‬رؤيته‭ ‬من‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭ ‬بتأسيس‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتسامح‭ ‬في‭ ‬أعرق‭ ‬الجامعات‭ ‬العالمية‭.‬

توجه‭ ‬قرآني‭ ‬ونهج

‭ ‬إسلامي‭ ‬راسخ

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬أوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬الدناصوري‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬تجسد‭ ‬النهج‭ ‬الراسخ‭ ‬والتاريخ‭ ‬الحافل‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والاصلاحات‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بمشروع‭ ‬اصلاحي‭ ‬كبير‭ ‬سبقت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقق‭ ‬تميزا‭ ‬وتفردا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الاصعدة،‭ ‬ونال‭ ‬نهج‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬والحوار‭ ‬قمة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وإن‭ ‬سبق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الانساني‭ ‬العظيم‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬عاش‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬منظومة‭ ‬عيش‭ ‬انساني‭ ‬حضاري‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬نموذجًا‭ ‬فريداً‭ ‬للتنوع‭ ‬والتعددية،‭ ‬ولقد‭ ‬أثرى‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الانسانية‭ ‬الفريدة‭ ‬نهج‭ ‬كريم‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬عهده،‭ ‬ذلك‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬محط‭ ‬انظار‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬التنوع‭ ‬الديني‭ ‬والثقافي‭ ‬وترسيخ‭ ‬التعددية‭ ‬الفكرية‭ ‬والحوار‭ ‬الهادف‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬والسلام‭ ‬وتحقيق‭ ‬الامن‭ ‬والامان‭ ‬لكل‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬اطيافهم‭ ‬ومشاربهم‭.‬

وتابع‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬الدناصوري‭ ‬حديثه‭ ‬قائلًا‭: ‬لقد‭ ‬اثرى‭ ‬ذلك‭ ‬النهج‭ ‬القويم‭ ‬للقيادة‭ ‬مسيرة‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬لمسه‭ ‬واقعا‭ ‬معاشا‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وعاش‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مشروع‭ ‬جلالته‭ ‬الحضاري‭ ‬اسرة‭ ‬واحدة‭ ‬ينعم‭ ‬ابناؤها‭ ‬بروابط‭ ‬الاخوة‭ ‬الانسانية‭ ‬المتجذرة‭ ‬والمودة‭ ‬التي‭ ‬جمعتهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬رغم‭ ‬التنوع‭ ‬والتعددية‭ ‬مجتمعا‭ ‬متسامحا‭ ‬متآلفا،‭ ‬سباقا‭ ‬الى‭ ‬المثل‭ ‬العليا‭ ‬والاخلاق‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬تميزوا‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭. ‬إن‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬صدر‭ ‬بها‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬الكريم‭ ‬تتويج‭ ‬لمسيرة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬حيث‭ ‬وجه‭ ‬جلالته‭ ‬ورعى‭ ‬اول‭ ‬مؤتمر‭ ‬للحوار‭ ‬بالمنطقة‭ ‬وهو‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الاسلامي‭ ‬المسيحي‭ ‬الذي‭ ‬تشرفت‭ ‬بعضوية‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬له‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تلاه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والفعاليات‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬والتقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬وترشيد‭ ‬وتحديث‭ ‬لغة‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬تجسيدا‭ ‬وتأكيدا‭ ‬لنهج‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مسيرة‭ ‬التعايش‭ ‬الانساني‭ ‬ليس‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬اسهمت‭ ‬فيه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اسهامات‭ ‬فريدة‭ ‬وكبيرة،‭ ‬وخلال‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬تتابعت‭ ‬وتوالت‭ ‬تلك‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والفعاليات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬الحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وتعزيز‭ ‬نهج‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬مرورا‭ ‬بمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬وحوار‭ ‬المنامة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬انشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬وكرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭. ‬ولقد‭ ‬حققت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المسيرة‭ ‬التاريخية‭ ‬حضورا‭ ‬لافتا‭ ‬ومتميزا‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬لتثبت‭ ‬انها‭ ‬بقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬دعاة‭ ‬سلام‭ ‬وتسامح‭ ‬وتعايش،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬على‭ ‬جلالته‭ ‬فهو‭ ‬نهج‭ ‬انتهجه‭ ‬منذ‭ ‬تولى‭ ‬حكم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هادفا‭ ‬جلالته‭ ‬الى‭ ‬ترسيخ‭ ‬وإثراء‭ ‬مسيرة‭ ‬العيش‭ ‬الانساني‭ ‬المشترك‭ ‬وتحقيق‭ ‬التسامح‭ ‬والتلاقي‭ ‬والحوار‭ ‬الانساني‭ ‬الحضاري‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬السلم‭ ‬والسلام‭ ‬وتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬الانساني‭ ‬المشترك‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والعيش‭ ‬بأمان‭ ‬وهذا‭ ‬توجه‭ ‬قرآني‭ ‬ونهج‭ ‬اسلامي‭ ‬راسخ،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬إنا‭ ‬خلقناكم‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى‭ ‬وجعلناكم‭ ‬شعوبا‭ ‬وقبائل‭ ‬لتعارفوا‮»‬‭.‬

البحرين‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات

بدوره‭ ‬أعرب‭ ‬فؤاد‭ ‬أحمد‭ ‬جاسم‭ ‬الحاجي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالمبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬ويدعمها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬بما‭ ‬يثبت‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عزيمة‭ ‬وإرادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬العالمي،‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأعمال‭ ‬والجهود‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬أبرزت‭ ‬عالميًا‭ ‬ما‭ ‬تتفرد‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬وسلوك‭ ‬مجتمعي‭ ‬متجذر‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬التاريخ،‭ ‬عنوانه‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬والتنوع‭ ‬الإنساني،‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والكراهية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والتأثير‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬بهذه‭ ‬الثقافة‭ ‬الحضارية‭.‬

وذكر‭ ‬الحاجي‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بإطلاق‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬جلالته‭ ‬تعكس‭ ‬أمرًا‭ ‬مهما‭ ‬للغاية،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يزخر‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬استقرار‭ ‬وتعايش‭ ‬واندماج‭ ‬وانتماء‭ ‬ولحمة‭ ‬وطنية،‭ ‬التي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تعتبر‭ ‬أساس‭ ‬ما‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬وازدهار‭ ‬ونهضة،‭ ‬موضحًا‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وقيادته‭ ‬المحنكة‭ ‬دورًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قواعد‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬ومفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬وصوره،‭ ‬سواء‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الديني‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الفكري،‭ ‬وغيره‭.‬

وأشاد‭ ‬الحاجي‭ ‬بالجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الحكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدماج‭ ‬مفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬ضمن‭ ‬تطبيقات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬عبر‭ ‬مبادرات‭ ‬ومشاريع‭ ‬متميزة،‭ ‬مثل‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬بحريننا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬المجتمعي‭ ‬والتآخي‭ ‬وتقوية‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والألفة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وذلك‭ ‬استجابةً‭ ‬لرؤى‭ ‬وتطلعات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

وأشار‭ ‬الحاجي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬من‭ ‬تطورٍ‭ ‬ديمقراطي‭ ‬واجتماعي‭ ‬واقتصادي‭ ‬أصبحت‭ ‬تصدر‭ ‬للعالم‭ ‬أنموذجًا‭ ‬متميزًا‭ ‬وعصريًا‭ ‬لتطور‭ ‬ونماء‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬أهدافها‭ ‬ونطاقها‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬أو‭ ‬الإقليمي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬شملت‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تسابق‭ ‬بدورها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬المساعي‭ ‬والمبادرة‭ ‬والمشاريع‭ ‬النيرة‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬والديانات‭ ‬والطوائف‭.‬

وبيّن‭ ‬الحاجي‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تتقدم‭ ‬بهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬عالميًا‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وثبات،‭ ‬لأننا‭ ‬نتمتع‭ ‬بحالة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬التعددية‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬والفكرية،‭ ‬ونتبنى‭ ‬ونشيع‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاعتدال‭ ‬والاتزان،‭ ‬والمواقف‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬والدعوة‭ ‬الدائمة‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬والإغاثة‭ ‬عند‭ ‬الكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬للأصدقاء،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الانساني،‭ ‬وكذلك‭ ‬السياسي‭ ‬الداعي‭ ‬لما‭ ‬تضمنته‭ ‬الجائزة‭ ‬من‭ ‬أهداف‭.‬

وواصل‭ ‬الحاجي‭ ‬حديثة‭ ‬بأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬صدقه‭ ‬وإرادته‭ ‬الحقيقية‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكليف‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بإعداد‭ ‬سياسات‭ ‬وضوابط‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬المصداقية‭ ‬والتحكيم‭ ‬والاختيار‭ ‬للمستحقين‭ ‬لها،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمنظمات‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش،‭ ‬وتكريم‭ ‬ودعم‭ ‬الأعمال‭ ‬الجليلة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتضامن‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬والتنوع‭ ‬الإنساني،‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والكراهية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأثير‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬بها‭.‬

الوثائق‭ ‬القانونية‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬بين‭ ‬محسن‭ ‬الغريري‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المرصد‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عُرفت‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬بأنها‭ ‬واحة‭ ‬للتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الطوائف‭ ‬والمذاهب‭ ‬والأديان،‭ ‬فكانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬نموذجاً‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬طبع‭ ‬أصيل‭ ‬ومتجذر‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬بحريني،‭ ‬بل‭ ‬يعد‭ ‬إحدى‭ ‬الركائز‭ ‬الثقافية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬فدائماً‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بتسامحه‭ ‬الديني،‭ ‬وقبول‭ ‬الآخرين،‭ ‬ونبذ‭ ‬خطاب‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭ ‬والتصالح‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

وأوضح‭ ‬الغريري‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تكتفِ‭ ‬باهتمامها‭ ‬المجتمعي‭ ‬بقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬وإنما‭ ‬رسخت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬صراحةً‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬كمقومات‭ ‬أساسية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬أكد‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ودستور‭ ‬المملكة‭ ‬حرية‭ ‬الإنسان‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬والضمير‭ ‬وممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية،‭ ‬وبما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬للفرد‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬أفكاره‭ ‬ومعتقداته‭ ‬حرية‭ ‬تكوين‭ ‬آرائه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لانتهاك‭ ‬أو‭ ‬تضييق‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬يعد‭ ‬استكمالاً‭ ‬لمبادرات‭ ‬وجهود‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬وحرص‭ ‬واهتمام‭ ‬جلالته‭ ‬بنشر‭ ‬الخير‭ ‬وإبراز‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والديني‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬البشر،‭ ‬ونثق‭ ‬تمام‭ ‬الثقة‭ ‬بأن‭ ‬إنشاء‭ ‬الجائزة‭ ‬سيعزز‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬دولياً،‭ ‬وينقل‭ ‬مسيرتها‭ ‬وتجربتها‭ ‬المميزة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬وركائز‭ ‬دينية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬وقانونية‭ ‬جعلت‭ ‬المملكة‭ ‬واحة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬ونموذجاً‭ ‬فريداً‭.‬

دور‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعددية‭ ‬والتسامح

من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬المحامية‭ ‬جميلة‭ ‬سلمان‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬النوعية‭ ‬والرائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬جدا‭ ‬مهمة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الرائدة‭ ‬والمتفردة‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬جلالته‭ ‬العالمية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬وفق‭ ‬النهج‭ ‬الإنساني‭ ‬لجلالته‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬ديانتهم‭ ‬وتعددهم‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي،‭ ‬وأن‭ ‬نهج‭ ‬ومبادرات‭ ‬جلالته‭ ‬أصبحت‭ ‬بصمة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬المعاصر‭ ‬ومحفزا‭ ‬مهما‭ ‬للشعوب‭ ‬للاقتداء‭ ‬بها‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تبنيه‭ ‬عالميا‭ ‬لاستحق‭ ‬جلالته‭ ‬جائزة‭ ‬رجل‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والإنسانية‭ ‬لدوره‭ ‬المهم‭ ‬ومبادراته‭ ‬وإسهاماته‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المشاريع‭ ‬الإنسانية‭.‬

وبيّنت‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مشجع‭ ‬سواء‭ ‬للأفراد‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬سيتبنونها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬أو‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬كما‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬توعوي‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بأهمية‭ ‬السلم‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وستسلط‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬وكنموذج‭ ‬للتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والحريات‭ ‬الدينية‭ ‬وروح‭ ‬المحبة‭ ‬التي‭ ‬يتسم‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬رغم‭ ‬تنوعه،‭ ‬ودور‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعددية‭ ‬والتسامح‭ ‬وكفالة‭ ‬الحريات‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬والاحتفالات‭ ‬العقائدية‭ ‬لمختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والأمان‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أشاد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمراقبة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيصل‭ ‬فولاذ‭ ‬بإنشاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬تجسيدًا‭ ‬للأهداف‭ ‬والمبادئ‭ ‬المستخلصة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وحضارة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬عصورها،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحضارات‭ ‬والأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش،‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وتشجيعًا‭ ‬للأعمال‭ ‬والجهود‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش‭ ‬وأنها‭ ‬ستبرز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬دوليا‭ ‬وأنها‭ ‬نموذج‭ ‬دولي‭ ‬مهم‭ ‬للتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا