الوجبة المدرسية ثلث كمية طعام الطالب في اليوم
يؤدي الطعام دوراً حيويّاً في زيادة التركيز والطاقة الجسدية والأداء الذهني ولذلك فإن تناول وجبة مدرسية صحية متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية للنمو وتعزيز المناعة أمر ضروري للطلبة بمناسبة العودة إلى المدارس، هذا ما أكده اختصاصيو التغذية.
وحول هذا الموضوع التقت «أخبار الخليج» أخصائية التغذية العلاجية شيماء محمد التي أكدت ضرورة الاهتمام بالوجبات المدرسية للطالب لكونها تمثل ثلث كمية طعامه في اليوم، حيث إن سوء التغذية يعد موضوعاً حساساً في مرحلة النمو لان العادات الغذائية تتشكل في الصغر وتستمر مدى الحياة، وهذا الأمر قد يؤثر تأثيرا سلبيا أحياناً لا رجعة فيه على النمو والطول إلى جانب تأثيره على المناعة وضعف الطاقة الجسدية والأداء الذهني والتركيز، والكثير من الطلبة يعانون من ضعف التركيز وهذا الأمر أسبابه مختلفة، ولكن من ضمنها عدم تناول وجبة الإفطار، مرور ساعات طويلة من دون تناول الطعام، الجفاف أو نقص العناصر الغذائية، مثل الحديد والدهون الصحية (أوميغا 3) وهذه المشاكل يمكن تفاديها بتناول الوجبات المتوازنة.
وتحدثت شيماء محمد عن الوجبات المدرسية الشائعة التي تكون مبنية على عصائر وسندويتش مكوناته قطع دجاج وبطاطس أو نوتيلا أو أجبان مصنعة أو سجق، أو معجنات مثل بيتزا، مع الأجباس وما لذ وطاب من الحلويات، مثل البسكويت والشوكلاتة والمارشملو والكوكيز، فإن هذه النوع من الوجبات المدرسية تكون فقيرة جداً بالقيمة الغذائية وعالية بالسكريات والنشويات والدهون، مشيرة إلى أنها ضد الحرمان وأيضاً ضد إعطاء هذه الأطعمة «كمكافأة» لأنها تعزز لدى الطفل أن هذه الوجبة مميزة وتزيد رغبته فيها بحسب أحدث الدراسات، فلا بأس من اختيار صنف واحد من هذه الأصناف في الوجبة المدرسية.
وأكدت أخصائية التغذية العلاجية شيماء محمد أهمية أن تكون الوجبة المدرسية متوازنة تحتوي على العناصر الأساسية، وهي الخضراوات والفواكه والنشويات الصحية ومصادر البروتين والكالسيوم، كما أكدت أن مصادر البروتين مهمة جداً في مرحلة النمو، وتنصح بتقليل المقليات واللحوم المصنعة، مثل السجق وأمثاله، واضافة مصادر للبروتين عالية بالقيمة الغذائية وتكون مناسبة للوجبات المدرسية، مثل البيض والأجبان وجبن الحلوم والتونة وحمص الشام «النخي».
أما بالنسبة الى النشويات، فهي مهمة جداً للطاقة الجسدية والذهنية للطالب على عكس مفهوم البعض، مشيرة إلى أهمية تناول النشويات بكميات معتدلة فتكون من ضمن الوجبة وليس أغلبها، وبعض الأمثلة المناسبة للوجبات مثل المخبوزات بالحبوب الكاملة، أو البطاطس، أو الشوفان أو كعك الأرز.
وأكدت أخصائية التغذية العلاجية شيماء محمد أهمية أن تتضمن الخضراوات والفواكه في الوجبة المدرسية لأن بعض العناصر الغذائية الضرورية موجودة فيهم فقط بما يقدر بحصتين أو ثلاث حصص من الخضروات والفواكه الموسمية ودائماً يفضل التنويع فيها حتى لا يشعر الطالب بالملل، والتركيز على الخضراوات والفواكه سهلة التناول، مثل الخيار والجزر والفلفل البارد بألوانه والطماطم الصغير، أو يمكن الذرة، الفراولة، التفاح، أو العنب، كما يمكن إضافة تغميسة صحية، مثل زبدة الفول السوداني أو لبنة أو حمص أو الزبادي كبدائل للمايونيز والكاتشاب ولزيادة تقبل الخضراوات والفواكه، أما بالنسبة الى الأطفال الذين يعانون من الانتقائية الشديدة في الأكل يمكن مراجعة اختصاصية تغذية لزيادة التقبل لديهم.
واقترحت بدائل إضافية لشرائح البطاطس «الشيبس» والحلويات يمكن إضافتها كوجبات خفيفة إضافية، مثل الفشار أو المكسرات أو الزيتون أو البسكويت مع الجبن.
ونبهت إلى ضرورة أن يتوافر الماء مع الطالب دائماً، كما نصحت بتقليل العصائر لاحتوائها على سكريات تعرض لتسوس الأسنان وإمكانية استبدالها بالحليب واللبن لاحتوائهما على بروتين يحتاجون إليه في مرحلة النمو، لكن من الضروري تنبيه الطلبة بحفظه بعيدا عن أشعة الشمس.
واختتمت حديثها بتقديم نصيحة أخيرة بأن البيئة المدرسية تلعب دوراً مهماً جداً في تأسيس العادات الغذائية للطالب لذلك من المهم أن يهتم مقصف المدرسة بتوفير هذا النوع من الأطعمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك