«جمعية الصم البحرينية» تدعو إلى تعليـم لغة الإشارة في المدارس والجامعات
لقـاءٌ سُرد بحركـات الكفيّن، ترجم أبرز احتياجات فئة الصُم في مملكة البحرين، والنظرة الاجتماعية التي يُنظر اليها الأصم في المملكة.
جلس حسن الغريفي رئيس مجلس إدارة جمعية الصُم البحرينية ينقل أهم ما تتطلع اليه هذه الفئة، هذه الجماعات التي سجلت حضورًا بارزًا في مختلف القطاعات والمجالات، لم تحد إعاقة السمـع من تحقيق طموحاتهم الفريدة في مجال الفن والاستثمار والرسم ونقش الحناء وغيرها، وفي لقـاء مع الغريفي والذي كشف عن وجود حوالي 2200 أصم مسجل في بوزارة التنمية الاجتماعية، أجمع هذا العدد على ضرورة تدريس هذه اللغة الفريدة في المدارس والجامعات والعمل على رفع معدلات الوعي بـأهمية هذه اللغة للتواصل مع فئـات الصُم في البحرين.
وأكد الغريفي في لقائه مع «أخبار الخليج» في الجمعية أبرز التحديات التي تُواجه هذه الفئة، والتي كـان أبرزها غيـاب الوعي بـأهمية لغة الإشارة التي تعتبر حلقـة الوصل مـا بين السـامع والأصم، والتي تمثّل أداة تواصل الأصم مع المجتمع المحيط به، ونوّه بضرورة رفع معدلات الوعي بـأهمية هذه اللغة والعمل على تدريسها في المدارس والجامعات بـاعتبارها لغـة تُضـاف إلى باقي اللغـات التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات والمعاهد، وتحدث عن أهمية وجود هذه اللغة في المجتمع والتي ستركز على تسهيل معيشة فئة الصُم من خلال ضمان انسيابية حياتهم وبالأخص حياتهم الدراسية لأنه إن وُجد المدرس المترجم لهذه اللغة في المدرسة والجامعة لـما تـأخر طالب الصُم في الحيـاة الدراسية، ولو اشترط تعليمها لأساتذة الجامعة لتنوعت التخصصات التي تمّكن طالب الصُم من دخولها بدلًا أن تكون محصورة بسبب قلّة المترجمين الموجودين في الجامعة.
وأشـار إلى أن هذه اللغة هي أداة انخراط فئة الصُم في المجتمع بشكل طبيعي وتـام، حيث تمكنهم من التعامل مع كل الأفراد الموجودين في المجتمع، وأوضح بأن هذه اللغة تعتبر من ضروريات الدوائر الحكومية في البحرين وخصوصًا في المحاكم على سبيل المثال لتمكن الأصم من الاطلاع بشكل أوضح على القضيـة ومجريـات جلساتها، كما وتحدث عن أهم الايجابيات المترتبة من تعليم هذه اللغة والذي يكمن في تقليل الضغط على المترجمين الموجودين في البحرين والذي يبلغ عددهم حوالي أربعة مترجمين مسجلين في وزارة التنمية الاجتماعية، ونظرًا الى وجود هذا العدد من هذه الفئة في البحرين فيواجه هؤلاء المترجمون القلّة صعوبة في التواجد مع أصحاب فئة الصُم خصوصًا لو احتاج اليهم أكثر من أربعة وفي نفس الوقت.
واستمرارًا في الحديث عن أهمية لغة الإشارة في البحرين وتدريسها أكد الغريفي ضرورة إيجاد مترجمين متمرسين أصحاب كفاءة لهذه اللغة لأن هذه اللغة لا تختلف في فهمها عن اللغة العادية التي يتكلمها السـامع، حيث حث على ضرورة إيجـاد مترجمين وطنيين لهذه اللغة لكونهم الأقرب الى هذه الفئة ولأن لغتهم للإشارة تكون أقرب للأصم الموجود في البحرين، ولأنها لغة قد يختلف شرحهـا من شخص لم يتعلمها في البحرين لأصم مولود في البحرين ومحيطه متحدثين لهذه اللغة من البحرين.
ومن أهم احتياجات هذه الفئة والتي تعتبر احتياجات يجب توفيرها في بيوت الصُم هي أجهزة مخصصة في كل غرفة بدءاً من جرس الباب وصولًا إلى غرفة المعيشة والمطبخ والحمامات وغرف النوم، ومنها جهاز متمثل في الانذار بوجود الحريق في المنزل، حيث يقوم هذا الجهاز بالاهتزاز واطلاق مجموعة من الأضواء لتنبيه الأصم، إلى جانب جهاز آخر يعتبر بمثابة جرس للباب يقوم بتنبيهه بوجود ضيوف عند الباب، وللأم الصُم جهاز آخر ضروري مخصص لتنبيهها عند بكاء رضيعها، وهذا يعتبر من أهم الأجهزة التي يجب توفيرها لفئة الصُم حيث، كشف الغريفي عن حادثة حصلت لأم من فئة الصُم خسرت ابنتها البالغ عمرها 40 يومًا بسبب تلف الجهاز المسؤول عن ايقاظها عند بكاء الطفلة مما ادى إلى استغراقها في النوم واختناق الرضيعة.
ومن هذا المنطلق دعت جمعية الصُم البحرينية المستثمرين الى العمل على جلب هذه الأجهزة الى البحرين والتي ابتكرها شاب من فئة الصُم قام بإنشاء شركة متخصصة مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بتوفير كافّة الأجهزة التي يجب توافرها في البيوت التي يوجد فيها الأفراد الصم لتسهل لهم حيـاتهم في المنزل، واعتبر توفير هذه الأجهزة عاملا لتسهيل حيـاة الزوجين من فئة الصُم الذين يعيشون في بيت واحد بدون شخص طبيعي يعيش معهم.
وحول أهم الخدمات التي تقدمها الجمعية، قال الغريفي إن الجمعية تقوم بدور تكميلي في المجتمع، حيث تعمل على تقديم دورات تسهم في رفع المستوى العلمي والثقافي والصحي لدى الأصم و ترجمه كل ما هو جديد في المجتمع بغرض تثقيفهم وتوعيتهم بكل ما يستجد في الدوائر الحكومية من وزارات وهيئـات والمواضيع ذات الاهمية كجائحه كورونا التي حصلت قبل سنوات والمستجدات التي كانت تحدث في كل يوم وساعه، كما تلعب الجمعية دورًا مهمًا في صقل مواهب الصُم الفنية من خلال تقديم دورات للرسم والخياطة والتطريز والخزف وغيرها، وكذلك المشاركة في المعارض والمؤتمرات في البحرين وخارجها مما يسهم في رفع اداء الأصم وتحقيق وجودهم في المجتمع.
وكذلك كان للجمعية دور كبير في توعية المجتمع ونشر لغة الاشارة، حيث قدمت العديد من الدورات في الوزارات والشركات وكذلك للمهتمين والصغار لما كان له الدور الكبير في تسهيل تقارب الأصم مع المجتمع، إلا أن هذه الدروس التي قُدمت للمهتمين واجهت عيبًا وهو عدم الاستمرارية في تعلّم هذه اللغة، حيث يقوم الطلاب بدراسة أساسيات لغة الإشارة ومن ثم الانسحاب من هذه الدروس غير مدركين لأهمية تعلّم هذه اللغة بكافّة أساسياتها ودروسها.
وحديثًا عن المشاريع، كشف رئيس مجلس إدارة جمعية الصُم البحرينية عن وجود العديد من المشاريع التي تم تنفيذها على أرض الواقع وكان أبرزها مشروع الاتصال المرئي الذي تم اطلاقه قبل سنتين والذي يعتبر الأول في الخليج العربي وهو يُدار من قبل الحكومة الالكترونية، موضحًا بأن 80% من فئة الصُم استفادوا من هذه الخدمة، واتبعه مشروع آخر مدعوم من شركة زين للاتصالات يقوم على الاتصال المرئي بالأصم مع المترجم للاطلاع على احتياجاته وأهم الأمور التي يرغب بالسؤال عنها، ومن المشاريع التي تجري الجمعية العمل عليها هو مشروع «المُذيع الأصـم»، حيث تم الانتهاء من تهيئة عدد من فئـات الصُم وتدريبهم على إدارة وتقديم هذا البرنامج الذي يقدمه مذيع من فئة الصُم يركز محتواه على عالم الصُم وطرح مواضيع ذات الصلة بهذه الفئة.
وفي ختـام اللقاء، قال الغريفي إن الأصم في البحرين سابقًا كان يواجه صعوبة في التأقلم واقتصر وجوده في مجتمعات الصُم فقط، واليوم استطاعت هذه الفئة التواجد في مختلف المجتمعات والتغلّب على حاجتهم إلى مرافق من ذوي السمع، حيث عملوا بجد ليعتمدوا على أنفسهم، كما استطاعت هذه الفئة تغيير نظرة بعض الأفراد الذين وصفوهم بالعجزة والذين أكدوا وراهنوا على فشلهم أمام الإعاقة، حيث سجل العديد منهم الإنجازات المختلفة في مختلف المجالات وذلك بدعم التوجيهات التي عملت على توفير أفضل الخدمات والمعيشة لهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك