العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الميزانية الجديدة والانتقال إلى الاستدامة المالية

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

الاجتماع‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬وهو‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬بينهما‭ ‬والمخصص‭ ‬لمناقشة‭ ‬خيارات‭ ‬مشروع‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدول‭ ‬للسنتين‭ ‬الماليتين‭ ‬القادمتين‭ ‬2025‭/‬2026‭ ‬ومستجدات‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬الى‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬للتنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬أعلى‭ ‬سلطتين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لتحديد‭ ‬ملامح‭ ‬المسار‭ ‬المالي‭ ‬للبحرين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬وفق‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬والظروف‭ ‬المالية‭ ‬للبلاد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتجاوز‭ ‬الصعوبات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الميزانية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬الدين‭ ‬العام‭.‬

ومما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نطمئن‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬البلد‭ ‬المالي‭ ‬أن‭ ‬مستجدات‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬تتضمن‭ ‬متطلبات‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬إلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬إيجابي‭ ‬يؤكد‭ ‬صحة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لتجاوز‭ ‬العقبات‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬الميزانية‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للمواطنين‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقبلهم‭ ‬للإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬رغم‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬معيشتهم‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬لهم،‭ ‬وذلك‭ ‬إدراكا‭ ‬منهم‭ ‬بضرورة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬لتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وتفهما‭ ‬للخطوات‭ ‬التي‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬الدولة‭.‬

ومن‭ ‬ملامح‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭  ‬للدولة‭ ‬للسنتين‭ ‬2025‭/‬2026‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬سيركز‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإيجابي‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬مستهدفات‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬واعدة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتطوير‭ ‬الأداء‭ ‬وجودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬وكلها‭ ‬خطوات‭ ‬إيجابية‭ ‬ومهمة‭ ‬وتصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المواطنين‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬خطابه‭ ‬السامي‭ ‬خلال‭ ‬تفضل‭ ‬جلالته‭ ‬بافتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفضل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭ ‬لمجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭.‬

إن‭ ‬سرعة‭ ‬إقرار‭ ‬مشروع‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬للسنتين‭ ‬القادمتين‭ ‬سوف‭ ‬يسهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬انجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬الحكومية‭ ‬بكافة‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬مرتبط‭ ‬بتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬مرتبط‭ ‬بإقرار‭ ‬الميزانية،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬الميزانية‭ ‬يعني‭ ‬تأخيرا‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬والخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬وسرعة‭ ‬الإقرار‭ ‬وإنجاز‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬مع‭ ‬الاخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬إمكانيات‭ ‬الدولة‭ ‬وظروفها‭ ‬المالية‭ ‬وعدم‭ ‬تحميل‭ ‬الميزانية‭ ‬مشاريع‭ ‬لا‭ ‬تتحملها‭ ‬وفوق‭ ‬طاقتها‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأخوة‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرضاء‭ ‬ناخبيهم‭ ‬الذين‭ ‬صوتوا‭ ‬لهم‭ ‬خلال‭ ‬الانتخاب‭ ‬وهم‭ ‬يعلمون‭ ‬استحالة‭ ‬تنفيذها‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬نتمنى‭ ‬ألا‭ ‬يتضمن‭ ‬مشروع‭ ‬الميزانية‭ ‬الجديدة‭ ‬للدولة‭ ‬أي‭ ‬أعباء‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬تقصير‭ ‬أو‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬والإسكانية‭ ‬لأنها‭ ‬خدمات‭ ‬تمس‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬اعتمادا‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬كما‭ ‬نتمنى‭ ‬زيادة‭ ‬بند‭ ‬الرواتب‭ ‬لفتح‭ ‬المجال‭ ‬للوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬لتوظيف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬دورهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬حكومية‭ ‬ضمن‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬بديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬والتي‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا