العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور أصوات العرب الأمريكيين في الانتخابات الأمريكية

بقلم: د. جيمس زغبي

الاثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

أثارت‭ ‬المنافسة‭ ‬الرئاسية‭ ‬الحامية‭ ‬بين‭ ‬مرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬والمرشح‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬جدلاً‭ ‬حادًا‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭. ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬انتخابية‭ ‬عادية،‭ ‬لكنت‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الميدان‭ ‬لأحث‭ ‬مجتمعي‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬للديمقراطيين‭.‬

أود‭ ‬بداية‭ ‬أن‭ ‬أحذر‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعنا‭ ‬لمنع‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭. ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أذكرهم‭ ‬بعنصريته‭ ‬وكراهيته‭ ‬للأجانب‭ ‬وخطابه‭ ‬المناهض‭ ‬للمسلمين‭ ‬والمهاجرين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬تشكله‭ ‬عودة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الرئاسة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬والحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬المدنية،‭ ‬والبيئة،‭ ‬وحماية‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والحرية‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬والخطاب‭ ‬المدني،‭ ‬والدستور‭. ‬سيكون‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬‮«‬ضربة‭ ‬قاضية‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬انتخابات‭ ‬عادية‭.‬

لقد‭ ‬أصيب‭ ‬مجتمعي‭ ‬بصدمة‭ ‬عميقة‭ ‬بسبب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والآن‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬لبنان‭. ‬إنهم‭ ‬غاضبون‭ ‬بشكل‭ ‬مبرر‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكبح‭ ‬جماح‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬غير‭ ‬المعقولة‭ ‬وغير‭ ‬القانونية،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يتهمونها‭ ‬بتمكين‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انخفاض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬للديمقراطيين،‭ ‬وارتفاع‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الكثيرون‭ ‬إنهم‭ ‬يريدون‭ ‬معاقبة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصويت‭ ‬لمرشح‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭. ‬أنا‭ ‬أيضًا‭ ‬أشعر‭ ‬بهذا‭ ‬الألم‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمري‭ ‬بشأن‭ ‬كيفية‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬مختلفًا،‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لديّ‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحالية‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ويريدون‭ ‬معاقبة‭ ‬مرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭.‬

عندما‭ ‬يقولون‭ ‬إنهم‭ ‬يصوتون‭ ‬بضميرهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬طرف‭ ‬ثالث،‭ ‬أطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يشرحوا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬معاقبة‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬هاريس‭ ‬وتمكين‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬رئيسًا‭ ‬ستنهي‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬حلفاء‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التقدمي‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭. ‬من‭ ‬يدعمنا‭ ‬ويعمل‭ ‬معنا‭ ‬لتعزيز‭ ‬مخاوفنا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية‭ ‬وسيكون‭ ‬معنا‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس؟

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يهيمن‭ ‬على‭ ‬حزب‭ ‬ترامب‭ ‬الصقور‭ ‬المتشددون‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬كثيرًا‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬بحقوقنا‭ ‬المدنية‭. ‬

ثم‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للتصويت‭ ‬للأحزاب‭ ‬الموجودة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬والتي‭ ‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬1%‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬انتخاب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب؟

وكيف‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬ظهورنا‭ ‬لكل‭ ‬المجموعات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حليفتنا‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقنا‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬عادلة‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التصويت‭ ‬بضمير»؟

وهذا‭ ‬يذكرني‭ ‬بالدرس‭ ‬الذي‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬الراحل‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬1968‭. ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬كتبت‭ ‬تأملات‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭ ‬الدرس‭. ‬لذا،‭ ‬أطلب‭ ‬منكم‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تفكروا‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭:‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تترنح‭ ‬جراء‭ ‬خسائرها‭ ‬الفادحة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام،‭ ‬والاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مدنها،‭ ‬واغتيال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬القس‭ ‬مارتن‭ ‬لوثر‭ ‬كينغ‭ ‬والسيناتور‭ ‬روبرت‭ ‬كينيدي‭.‬

في‭ ‬أعقاب‭ ‬معارضة‭ ‬الناخبين‭ ‬للحرب‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬فيتنام،‭ ‬اضطر‭ ‬الرئيس‭ ‬ليندون‭ ‬جونسون‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬سعيه‭ ‬لإعادة‭ ‬انتخابه،‭ ‬مفسحا‭ ‬بذلك‭ ‬المجال‭ ‬لصالح‭ ‬نائبه‭ ‬هيوبرت‭ ‬همفري‭.‬

لقد‭ ‬ساد‭ ‬هذا‭ ‬الإحساس‭ ‬عندما‭ ‬اجتمع‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬في‭ ‬مؤتمرهم‭ ‬لترشيح‭ ‬هيوبرت‭ ‬همفري‭ ‬رسميًا‭ ‬لخوض‭ ‬غمار‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭. ‬في‭ ‬الليلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المؤتمر،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬صراع‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بوفد‭ ‬جورجيا‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬البيض‭ ‬بالكامل‭ ‬أو‭ ‬الوفد‭ ‬المختلط‭ ‬بالأبيض‭ ‬والأسود‭ ‬بقيادة‭ ‬زعيم‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬الشاب‭ ‬في‭ ‬جورجيا‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭.‬

حقق‭ ‬الوفد‭ ‬المختلط‭ ‬انتصارا‭ ‬جزئيا‭. ‬وفي‭ ‬الليلة‭ ‬الثانية،‭ ‬شهد‭ ‬المؤتمر‭ ‬جدلا‭ ‬حادا‭ ‬سببه‭ ‬محاولة‭ ‬تعديل‭ ‬برنامج‭ ‬الحزب‭ ‬بشأن‭ ‬معارضة‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭. ‬لعب‭ ‬الراحل‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭ ‬دورا‭ ‬رائدًا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المعركة‭ ‬أيضًا،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬محاولة‭ ‬التعديل‭ ‬قد‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬الماء‭.‬

في‭ ‬الليلة‭ ‬الثالثة،‭ ‬عندما‭ ‬اجتمع‭ ‬المؤتمر‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬المرشح‭ ‬لمنصب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس،‭ ‬اقترح‭ ‬المندوبون‭ ‬المناهضون‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬أن‭ ‬يترشح‭ ‬الراحل‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬السيناتور‭ ‬إد‭ ‬موسكي‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬قادة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭.‬

وعندما‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬زعماء‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬إسكات‭ ‬المعارضة‭ ‬المناهضة‭ ‬للحرب،‭ ‬أحضروا‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬التي‭ ‬بثت‭ ‬برامج‭ ‬تلفزيونية‭ ‬وهي‭ ‬تضرب‭ ‬المندوبين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يهتفون‭ ‬باسم‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬المؤتمر،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ألقى‭ ‬همفري‭ ‬وموسكي‭ ‬خطابي‭ ‬القبول،‭ ‬صعد‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وفي‭ ‬عرض‭ ‬للوحدة‭ ‬رفع‭ ‬يدي‭ ‬همفري‭ ‬وموسكي‭. ‬لقد‭ ‬شعر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬الشباب،‭ ‬مثلي‭ ‬يومها‭ ‬بخيبة‭ ‬كبيرة‭.‬

وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة،‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭ ‬شخصيا،‭ ‬وسألته‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬قيامه‭ ‬بذلك‭ ‬وأخبرته‭ ‬بمدى‭ ‬الإحباط‭ ‬الذي‭ ‬شعرت‭ ‬به‭. ‬ردا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أخبرني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬شرور‭ ‬العالم‭ ‬ومآسيه‭ ‬ويقولون‭: ‬‮«‬سوف‭ ‬نتمسك‭ ‬بمبادئنا‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬سيتحسن‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬سوءا‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أبدأ‭ ‬العمل‭ ‬لأرى‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكاني‭ ‬أن‭ ‬أجعل‭ ‬الأمر‭ ‬أفضل‭ ‬قليلاً‭ ‬على‭ ‬الأقل‮»‬‭.‬

قال‭ ‬لي‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬مع‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬لأنني‭ ‬لو‭ ‬أخذت‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الأولى،‭ ‬سأسمح‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬يستمروا‭ ‬في‭ ‬المعاناة‭ ‬بينما‭ ‬أحافظ‭ ‬على‭ ‬نقائي‭ ‬وأرفض‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬للمساعدة‮»‬‭.‬

‮«‬في‭ ‬المؤتمر،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬جوليان‭ ‬بوند‭ ‬وإد‭ ‬موسكي‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬المواجهة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بين‭ ‬هيوبرت‭ ‬همفري‭ ‬وريتشارد‭ ‬نيكسون،‭ ‬وكان‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أختار‭ ‬من‭ ‬سيساعد‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الحياة‭ ‬أفضل‭ ‬قليلا‭ ‬على‭ ‬الأقل‮»‬‭.‬

لم‭ ‬أنس‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬أبدًا‭ ‬وبقيت‭ ‬أواجه‭ ‬تحديًا‭ ‬يوميًا‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬لتطبيقه‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يجعلني‭ ‬لا‭ ‬أطيق‭ ‬الأيديولوجيين‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬أو‭ ‬اليسار‭.‬

إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأيديولوجيين‭ ‬غالبًا‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬مرارة‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬معظمنا‭ ‬أو‭ ‬الخيارات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬في‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬لجعل‭ ‬الحياة‭ ‬أفضل‭ ‬قليلاً‭ - ‬سواء‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬للفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفاً‭ ‬وهشاشة‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا