العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ترامب والعودة إلى البيت الأبيض

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١١ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بالرغم‭ ‬من‭ ‬الزوبعة‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭ ‬حوله‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬الملاحقات‭ ‬القانونية‭ ‬ومحاولات‭ ‬إدانته‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬الآلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬لصالح‭ ‬منافسته‭ ‬مرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تحشيد‭ ‬الفنانين‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬ضد‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬استطاع‭ ‬مرشح‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تابعها‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬أو‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬منافسته‭ ‬مرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬التي‭ ‬خسرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬وبفارق‭ ‬كبير‭ ‬ليكون‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الرئيس‭ ‬47‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الساكن‭ ‬الجديد‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لقيادة‭ ‬أمريكا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬القادمة‭ ‬وبولاية‭ ‬ثانية‭ ‬بعد‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭ ‬2016‭ ‬‭ ‬2020‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬مناسبة‭ ‬احتفالية‭ ‬يحتفل‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬يتنافس‭ ‬خلالها‭ ‬الحزبان‭ ‬الرئيسيان‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬والحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ويتناوبان‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬البلاد‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬مسار‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الفائر‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬فالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬ثابتة‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬حزب‭ ‬الحياد‭ ‬عنها‭ ‬ولا‭ ‬تتأثر‭ ‬كثيرًا‭ ‬بتغير‭ ‬الرئيس‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬فإن‭ ‬وراء‭ ‬خسارة‭ ‬هاريس‭ ‬أسبابا‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬ضعف‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬والتي‭ ‬كلفت‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكي‭ ‬الكثير‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬معيشته‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬تسلمت‭ ‬ملف‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭ ‬جدا‭ ‬خلفا‭ ‬للرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬قرر‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬فإن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬اعتمد‭ ‬في‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وكلها‭ ‬أمور‭ ‬تهم‭ ‬الناخب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬صوت‭ ‬بكثافة‭ ‬لصالح‭ ‬المرشح‭ ‬الجمهوري‭.‬

الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬الانقسام‭ ‬الحاد‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬بين‭ ‬التيار‭ ‬المحافظ‭ ‬التقليدي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬المستجدات‭ ‬وتيار‭ ‬يرى‭ ‬ان‭ ‬التغير‭ ‬ضروري‭ ‬ويبدو‭ ‬ان‭ ‬فترة‭ ‬ولاية‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬ترامب‭ ‬سوف‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭.‬

بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬كعرب‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬اطلقها‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬لكسب‭ ‬ود‭ ‬وأصوات‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فإننا‭ ‬لا‭ ‬نعتقد‭ ‬بحدوث‭ ‬تغير‭ ‬حقيقي‭ ‬وملموس‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتخذها‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وهو‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومخالفة‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تقديمها‭ ‬أي‭ ‬تنازلات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭.‬

دوليا‭ ‬قد‭ ‬يسعى‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬بسبب‭ ‬الكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬والمعارضة‭ ‬الشعبية‭ ‬الشديدة‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬الروسي‭ ‬والأوكراني‭ ‬والمستمرة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أفق‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬سلمي‭ ‬ينهي‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬العبثية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬فإن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬الكبيرين‭ ‬روسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬سوف‭ ‬تشهد‭ ‬تحسنا‭ ‬ملحوظا‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬العقوبات‭ ‬الجائرة‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬وحدوث‭ ‬انفراجة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭. ‬

أما‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬المنافس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأول‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬سوف‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬البضائع‭ ‬الصينية‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لتدفقها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الأمريكية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬منافستها‭ ‬للبضائع‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ميلان‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬لصالح‭ ‬الصين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا