الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
صناعة الثقافة.. صناعة للسياحة
عندما سأل أحد الصحفيين المخرج العربي الراحل مصطفى العقاد: «لماذا لم تأت ببطل مسلم ليجسد دور «عمر المختار» وأتيت بالنجم الأمريكي «أنتوني كوين»؟ قال لهم: لكي يقتنع الغربيون بقضيتنا.. وبالظلم الذي لحق بنا.. لا بد من تقديم قضيتنا من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها.. فلا أحد في الغرب سيشاهد فيلما عن العرب يقوم به العرب.. ولكن بهذه الطريقة نقوم بلفت نظرهم، وحثهم على مشاهدة ما نقدمه.. وبالتالي تفهم حقيقتنا ومعرفة قضايانا.
وأحسب أن المسؤولين عن المسرح السعودي وموسم الرياض، حينما أرادوا أن يجذبوا السائح والمشاهد الخليجي، قاموا باستضافة المسرح المصري والمسرح الكويتي، ليقدما عروضا مسرحية لجذب الجمهور السعودي، الذي يعرف أسماء الممثلين المصريين والكويتيين، كما تم إنشاء مشاريع لتدريب وتأهيل الكوادر التمثيلية السعودية.
وفي مملكة البحرين لدينا تجارب فنية مؤثرة، تلفزيونية وإذاعية ومسرحية، وبعض تجارب سينمائية، بمشاركة فنانين خليجيين ومصريين وعرب.. في سنوات سابقة، كانت الناقلة الوطنية تعرض الفيلم السينمائي البحريني «طربال رايح جاي»، من بطولة الفنان خليل الرميثي، والفنان الراحل علي الغرير، والفنان الكوميدي المصري مصطفى أبو سريع.. كما تحرص الخطوط الجوية الخليجية على عرض مسلسل «طفاش» البحريني ضمن قائمة المسلسلات على شاشات المسافرين.
مناسبة كل ما سبق، أننا شهدنا في الأسبوع الماضي إقامة مهرجان البحرين السينمائي، ومهرجان البحرين المسرحي.. وهناك جهد كبير قامت به الجهات المختصة، في مقدمتها وزارة الإعلام.
تزامن ذلك مع قيام مركز الشيخ إبراهيم بتنظيم عدد من الفعاليات الثقافية، واستضافة الإعلامي المصري الشهير «محمود سعد»، الذي بادر عبر حساباته ومنصاته الإلكترونية التي تحظى بمتابعة الملايين من المشاهدين في الوطن العربي، بنشر وعرض تاريخ وثقافة، وعادات وتقاليد المجتمع البحريني.
بجانب معارض الفن التشكيلي التي يقوم بها الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون، الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، داخل وخارج البلاد، وقد أصبح اليوم سفير الفن التشكيلي البحريني للعالم، ويحمل راية الوطن في المحافل الدولية، ويعكس حضارة ونهضة مملكة البحرين، في ظل المسيرة التنموية الشاملة.
سيبقى الدعم المالي والرعاية لمثل هذه الفعاليات والمهرجانات أمرا في غاية الأهمية، باعتبار أن الفن من أهم أدوات القوة الناعمة، التي تشكل وتؤثر في الوعي العام، وتسهم في تعزيز وترسيخ ما يصبو إليه المجتمع من قيم وتوجهات، واستعراض حجم التقدم والتطور الثقافي في المجتمع.
في مصر مثلا.. يقام مهرجان «الجونة» للسينما، وقد أصبح مهرجانا عالميا، يتابعه الملايين من المشاهدين، وقد تكفل أحد رجال الأعمال المصريين بدعم ورعاية المهرجان سنويا، إيمانا بدور الفن في دعم الثقافة، وفي دعم السياحة كذلك، ودور القطاع الخاص في الشراكة الاستراتيجية مع مشاريع الدولة.
صناعة السينما والمسرح وكافة الفنون.. صناعة للثقافة والهوية، وعامل مهم في صناعة السياحة وجذب السياح والمستثمرين.. وفي مملكة البحرين ذات التاريخ العريق في التقدم الفني على المستوى الخليجي، لدينا فرص عديدة آن الأوان لتحريكها وإحيائها.. والاستفادة منها، والاستثمار فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك